أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وخجلت كثيرا أن أقول باني مازلت عراقي














المزيد.....

وخجلت كثيرا أن أقول باني مازلت عراقي


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول أجدادنا الأقدمون بلهجتهم العامية " بان الوجوه تتلاقى مهما طال الزمن " وتلاقينا كما قالوا بعد أكثر من ربع قرن لفراق ظننا فيه كما قال الشاعر في عجز بيته:
" قد يجمع الله الشتيتين بعدما ...... ظنا كل الظن أن لا تلاقيا "
وان تغيرت الوجوه كثيرا بقسمات جديدة لكن الشي المميز في قسمات تلك الوجوه كان شيئا لم نألفه حكايات ظننتها أولا من نسج الخيال تسهب في وصف إنسان آخر لم نألفه أشبة بقصص قصيرة من ارض الأحلام .
قالوا متباهين وهم يقلبون جوازات سفرهم الأجنبية تضاحكوا بنسج الكلمات وإخراجها للحديث عن محل إقامتهم في دول الغربة والجليد وقلبت يداي صورا تحمل للذكرى في عمقها مساكنهم تلك عمارة المزروعة وسط الحشائش الخضراء كأنها ملعب "الكامب نو "
تكلم أولهم كيف وصلت كلمات ابنة الصغير في المدرسة الابتدائية إلى أسماع رئيس الوزراء الدنماركي بجملة تقول " افتخر بان أكون دنماركياً " خطتها أنامله على جدار المدرسة .
وقف له ضباط الكمارك في مطار "كوبنهاكن " يلتقطون معه صورا ضاحكين .
كرمته المدرسة وصفق له أطفال الفايكنك وصافحة مدير المدرسة ومعلميها باحتفال جميل .
قصة قد تكون اغرب من خيال في رأس ساكني هذه الأرض المسماة بالعراق .
صفقت يدي واحدة بأخرى مع حسرة وانأ استمع إلى الثاني الذي حضر زوجته إلام الوضع في مالمو السويدية .
موقف كارثي وقفته كثيرا مع زوجتي وان شاء القدر لنا بالسلامة لكن قصة أبو احمد اختلفت كثيرا ولم ينقبض قلبه كما انقبضت قلوبنا لان رفع السماعة وطلب النجدة في مالمو يكون أسرع من البرق لتجد نفسك تقف في صالة عمليات حديثة .
واستمر أبو احمد بحكايته وهو يرفض بعقل الشرقي المتعنت أن يتواجد رجل في صالة عمليات الولادة وان كان يحمل شهادة "البروف" من اجل إنقاذ زوجته.
طلب لم يطل كثيرا لتمتلئ الصالة بكادر طبي نسائي فقط احتراما لرغبة هذا القادم من بلاد الأعراب .
ماذا أقول هل سأصدق هذا أم أكذبة لكن أبو احمد استمر قائلا في بلاد الثلوج هذه لا وجود لرائحة السلطة لان الإنسان هناك هو السلطة بإمكانك دخول قصر الملكة و طلب مراقصتها دون أن يعترضك رجال البوليس .
واحتار لساني هل سأروي له قصتي عن ذلك المستشفى الحكومي القذر وكيف وصلت زوجتي إلى أسوار الموت وهي تعاني من نزف حول وجهها إلى لون باهت وكيف تحملت سب الأخصائية النسائية وهي تزدري هؤلاء الفقراء المراجعين لهذا المستشفى الحقير .
رُميت مثل كلب أجرب ولم تنفع معها كل توسلاتي بإدخالها صالة العمليات من اجل إضافة قنينة دم لجسدها الميت .
سكتُ وانأ استمع إلى هؤلاء الذين خلصهم القدر من بلد البلاء بطائرة العم سام قبل أكثر من ربع قرن .
يقول "ميشيل فوكو" متشائما بان الإنسان قد مات بعصر ما بعد الحداثة ليعيش اغترابه الأبدي بلا حلم بعد موت كل "اليوطوبيات" التي أوجدها عقلة .
لكن ماذا تقول لفوكو عن إنسان هذه الأرض التي لم يولد لكي يحيا ويرى النور ثم يموت من جديد .
هل تقول لفوكو أن إنسان هذه الأرض لم يرى نور الحرية التي عاشها إنسان أثينا قبل إلفي سنة تحكمه كما يقول "عبد الرحمن منيف" في "شرق المتوسط " المسوخ والجراء يلفه قيد العبودية من صرخة ولادته حتى يوم فنائه يرى بؤسه الأبدي في كل مكان يخاف سلطته وجلاوزة حاكميه اكبر من خوفه من القتلة والسفاحين .
كانت الكلمة تتكسر في تجاويف الفم تستحي أن تخرج تبحث في كل المسميات تتباهى أن تنتسب كما انتسب ذلك السويدي إلى ترابه والدانماركي إلى أقوام الفايكنك لكنها لم تجد ما تتباهى به .
تمنيت تلك الكلمة أن تكون مثل ما قالوا لأنها كانت خجلى لزمن لم يستحي من نفسه كما يقول احدهم :
" قد يخجل المرء من أفعال صاحبة ......وصاحب الفعل لا ينتابه الخجل ُ"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد هزيمة مالمو بالسداسية : مازال العراق صغيرا في رياض الأطف ...
- أيها المؤمنون : حددوا لنا دينا نتبعه .حددوا لنا ربا نعبده
- الإلحاد :- ذلك المسمى الظالم - - دعوة من اجل إيجاد كلمة ينحت ...
- برحيل الفنان احمد رمزي :احمد رمزي ومسؤول التنظيم البعثي وثار ...
- الفرق الإسلامية هي المسئولة عن الإساءة وهكذا قال كتاب الغرب ...
- برافو أميركا :- اللعبة العراقية -بوش- بدئها -وميت رومني- سين ...
- سيد المتسلطين العراقيين وقائدهم
- الماركسيون قالوا ويقولون ذلك فقط
- هكذا قال لينين:- لن تحرزوا النصر بدون روسيا الشيوعية..مهداة ...
- فرقة ناجي عطا الله : لو كان البنك عراقياً لصدقناك يا عادل إم ...
- أولمبياد لندن : ميدالية من الخشب للرياضة العراقية
- قصة ألم شيوعية من أولمبياد لوس انجلوس
- فؤاد النمري : آخر البلاشفه الصامدين
- إلا من مغيث يغيثنا ؟
- تقدست عبد الكريم قاسم أيها -المسيح ابن الشعب-
- وتمنياك يا -محمد مرسي - عراقياً
- لا مشايخ السنة أبا بكر الصديق ولا ساسة الشيعة علي بن أبي طال ...
- مسرحية لعنايت الله رضائي اسمها :لينين إمبراطورا
- الخصام على ستالين والمسالة القومية بين الياس مرقص وبسام وبسا ...
- العراق :كوميديا تصديق الأزمة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وخجلت كثيرا أن أقول باني مازلت عراقي