أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية















المزيد.....

أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست من دعاة مقاطعة الانتخابات. رغم ان الصوت العربي ، حسب النتائج الملموسة، هو هامشي، وقيمته بما يقدمه لبعض من يدعون انهم قادة هذا الشعب والمناضلين من اجل حقوقه، ونضالهم يمكن تلخيصه بجلوسهم منعمين مكرمين في كنيست اسرائيل.
طبعا انا أميز بين اعضاء الكنيست العرب ولا أضعهم بسلة واحدة. مثلا انا معجب بنشاط الدكتور أحمد طيبي البرلماني والاعلامي وأعتبره الأفضل تعبيرا عن الموقف الوطني والاجتماعي. ولكني لن اصوت له اطلاقا ضمن قائمة تسيطر عليها حركة دينية هي الحركة الاسلامية ، ليس من منطلق علمانيتي، بل من منطلق رفضي لجعل الدين سياسة وتقسيم المواطنين العرب داخل اسرائيل، الذين يواجهون نفس السياسة التمييزية العنصرية، الى اسلاميين وغير اسلاميين، عمليا، نفس السياسة التي نرفضها من السلطة الاسرائيلية التي ترفض ان تعترف بنا كأقلية قومية، وتعتبرنا مجرد طوائف بلا رابط قومي مسلمين ومسيحيين وبدو ودروز، هذا قلته بوضوع للدكتور احمد طيبي وبشكل مباشر وشخصي.
كمثقف تلقى تثقيفه داخل اطر المدرسة الوطنية والفكرية التي شكلت تاريخيا العمود الفقري للجماهير العربية في اسرائيل، مدرسة الحزب الشيوعي، رغم ابتعادي عن الكثير من الطروحات الفكرية للفكر الشيوعي ، الا اني ارى بها القاعدة الأكثر قربا في التعبير عن ميولي السياسية والفكرية.
هذا لا ينفي اني لا اوفر نقدي لمواقف لا اتماثل معها، خاصة الموقف من النظام السوري ، لكني لا اريد اقحام هذا الموضوع، رغم خطورته وأهميته، في قضية انتخابات ، يشكل اختيار الممثلين العرب، مسأله هامة رغم كل ثانويتها السياسية على مجمل السياسة الاسرائيلية الا بما يمكن ان نسمية صوت مثير لغضب اليمين الفاشي في اسرائيل.
بالتلخيص نحن نشارك بلعبة سياسية لا يبدو اننا نؤثر على نتائجها.
هل هناك ضرورة لموقف مغاير؟ مثلا دعم حزب يساري يهودي مثل حزب "ميرتس" الذي يثبت منذ فترة طويلة ان موقفه من الاحتلال والاستيطان واقامة دولة فلسطينية يتماثل تماما مع مواقف الأحزاب العربية؟ على الصعيد الاجتماعي يعتبر قوة اجتماعية مسموعة الصوت في الشارع اليهودي، لكونهم يمثلون شريحة اجتماعية هامة. صحيح ان تاثيرهم الاجتماعي والسياسي ضد الاحتلال لا يترجم بالأصوات، وهو امر محير في الانتخابات الاسرائيلية. استطلاعات الرأي تشير الى اكثرية من اجل سلام مع الفلسطينيين، أيضا بثمن اخلاء المستوطنات وتقسيم القدس، في التصويت يتلاشى هذا الموقف!!
الغريب ان نتائج الانتخابات لا تعبر عن هذا الاتجاه. موضوع يحتاج الى تحليل مختصين لفهم هذه العملية المعقدة والغريبة.
الشيء بالشيء يذكر، الحزب الشيوعي كان التنظيم الوحيد في الوسط العربي خلال فترة طويلة، تأثيرة كان شاملا على المجتمع العربي، هو القوة التي كان يلجأ اليها المواطنون العرب بمختلف قضاياهم ومشاكلهم وهمومهم. قدم قادته وكوادره نضالات وتضحيات كبيرة، خاصة في العقدين الأولين بعد اقامة اسرائيل، تضحيات بنكران للذات تستحق ان تسجل بحروف من ذهب بسجلات التاريخ النضالي لشعبنا . في التصويت لا يحصل الحزب الشيوعي على الأصوات التي تشكل قوته الحقيقة المؤثرة على مجتمعه العربي. مثلا في مطلع الستينات ، اثناء الخلاف المؤسف بين جمال عبد الناصر والشيوعيين ، فقد الحزب الشيوعي نصف قوته البرلمانية. لمن ذهبت الأصوات؟ بالطبع لقوائم انتخابية عربية تحت وصاية حزب صهيوني حاكم، اليوم اسمه حزب "العمل" وسابقا كان "مباي"- حزب رئيس جكومة اسرائيل الأول بن غوريون ، ولأحزاب صهيونية أخرى.
مستهجن؟! لا شيء غريب في السياسة عندما يكون الجمهور قصير الذاكرة وقصير النظر .
اجل لا بد ان نصوت. وآمل ان يكون التصويت عقلانيا. هناك من يرفع شعارات وطنية براقة، وكل ما هو براق يثير الاعجاب بالشكل، ولا بد لنا ان نفكر بالمضمون.
البعض ينطلق من رؤية ان بيبي نتنياهو سيفوز وجهدنا سيذهب جفاء. ينطلقون من نظرية خاطئة ترى بالمقاطعة موقفا سياسيا. هو موقف، لكن كونه ظاهرة ضيقة تجعلة غير ذات بال ، ربما ضرره أكثر من فائدته ولا يخدم وجهة نظر الداعين للمقاطعة.
الأمر الأساسي الذي يقلقني، هو تمسك بعض القيادات بمناصبها واغلاق الطريق امام قوى ناشئة، وهم بذلك لا يختلفون عن تراتبية السلطة في العالم العربي، يوجد رئيس لا يوجد رئيس سابق.الم يحن الوقت لتحديد فترة زمنية يخلي بعدها عضو الكنيست الساحة لقوى جديدة؟ الا ينفع النضال من خارج مقاعد الكنيست؟ هل تنتهي حياة السياسي القائد، اذا لم يعد في منصب رسمي داخل المؤسسة الحاكمة الصهيونية؟
ان الفكرة السائدة بان الكنيست هي المكان لقيادة نضال الجماهير العربية ، هي فكرة ضالة ومضللة. لا انفي اهمية النضال البرلماني، ولكني انظر الى تنوع نضالي بتنا نفتقده. من هنا أشخص حالة مرضية تواجه الأحزاب العربية، تتلخص بتراجع حاد في مكانتها كقائدة للمجتمع المدني، وقصور عن مواجهة التحديات التي يطرحها التطور السياسي والاجتماعي امام الجماهير العربية في اسرائيل.
الحالة الثانية التي لا تقل خطورة تتعلق بشخصنة الأحزاب العربية، اي تحول الأحزاب الى احزاب الشخص الواحد. هذه الظاهرة تقود بشكل نسبي مختلف الى حالات من الضحالة الفكرية، السطحية السياسية، البهلوانيات وانطفاء الدور الحقيقي السياسي والاجتماعي للأحزاب.
ان التسلط يفرغ التنظيم من مضمونه. صحيح ان رؤيتي العامة تميل الى رؤية نهاية حقبة تاريخية شكلت فيها الأحزاب القوة المركزية في مجتمعاتها، الى رؤية حداثية بان المجتمع المدني الحديث، يحتاج الى منظمات مجتمع مدني تدير شؤونه ، وليس الى أحزاب انتهى دورها التاريخي النظري، كممثلة لقطاعات (او طبقات بتعبير قديم) المجتمع المدني المختلفة، ما اراه ان الأحزاب لم تعد أكثر من تنظيمات انتخابية ، يتنافس كادرها الأعلى على المناصب. طبعا المسألة نسبية بين حزب وآخر!!
فقط اعمى البصر والبصيرة لا يرى نزع الثقة بالأقدام. اعني الانسحابات المتواصلة من عضوية الأحزاب، واغلاق الكثير من الفروع التي لم تعد الا مجرد مكتب وتلفون. ولكن الظاهرة الأخطر برأيي هو تخبطات الأحزاب لدرجة فقدانها القدرة على النطق في أحيان كثيرة، خاصة امام حالة الهبوط المتواصل في قوتها السياسية والتمثيلية.
في البلدات العربية تتطور بقوة ظاهرة العائلية السياسية التي جاءت فترة اعتقدنا اننا تخلصنا منها. بنفس الوقت لا نتجاهل المصيبة الأمر والمدمرة أكثر، الطائفية السياسية. امام هاتان الظاهرتان يحدث الهبوط المتواصل في الحياة السياسية ، في الوعي السياسي ، في الجاهزية النضالية للمواطنين ، يتنامى التصلب الديني ، يزداد التصلب العائلي، يضعف الإنتماء القومي وتتعمق ظاهرة الانعزال القومي ، اي نلعب كما تريد لنا السلطة الصهيونية.
لا بد ان أشير الى ظاهرة أخرى بالغة الأهمية والخطورة وهي اضمحلال الدور التثقيفي للأحزاب. الصحافة ، خاصة الشيوعية، شكلت مدرسة تثقيفية جماهيرية، هذه الظاهرة لم تعد قائمة، الصحافة الحزبية أصبحت مجرد نشرات حزبية مملة بما في ذلك صحف لها تاريخها، اما المحاضرات والندوات فاصبحت سجلا لتاريخ كان ومضى .
قبل ان انهي ملاحظاتي لا بد ان أشير الى ظاهرة عزل المرأة في احزابنا، واذا اعطيت مكانا فهو اول مكان غير مضمون. هذه ظاهرة تشير الى استمرارية العقل الذكوري ، الذي لا يتردد باطلاق تصريحات حول حقوق النساء والمساوة ، لكن في التنفيذ، الدور السياسي الطليعي للرجال ودور النساء اعداد القهوة للرجال والزغردة اذا نجح الزعيم - الذكر.
من سيزغرد لنجاخ المرأة؟ سؤال بايخ ، النساء يزغردن بكل الحالات!!
انبه الجبهة ( الحزب الشيوعي) خاصة ، الى قصورها المؤلم في هذا المجال، شكلت فكريا اكثر الأحزاب تماثلا مع فكر المساوة بين النساء والرجال، بالتنفيذ ظلت متخلفة عن سائر الأحزاب. حزبان صهيونيان أدخلا امرأتين عربيتين لعضوية الكنيست، حزب التجمع كسر الطابو الذكوري العربي وادخل امرأة لعضوية الكنيست. الحزب الشيوعي ما زال يتخبط في المنافسة بين الذكور، ويدفع المرأة الى الخلف رغم انه أقر الثلث للنساء ولكنه الثلث غير المضمون.. أما الحركة الإسلامية وحلفائها من العربي الديمقراطي والدكتور احمد طيبي ( العربية للتغيير)، فلا ارى انهم مؤهلون لهذه الخطوة.
هذا المقال لم اقصد به ذم او مدح فئة سياسية ما. حاولت ان أضع تصوري لما نحن مقبلون عليه من معركة سياسية انتخابية هامة. صحيح اننا لن نكون الصوت المقرر، ولكن قد نكون قوة سياسية قادرة على تشكيل شبكة تمنع وصول اليمين المتطرف، وتشكل ضمانا لحكومة ليست تماما ما نريد، انما تختلف بتوجهها الاجتماعي والسياسي عن حكومة بيبي نتنياهو.
ولنا مع حكومة اسحق رابين تجربة هامة!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمم الديوك أوطاني منَ الشّامِ لبغدان
- يموت بحسرته...
- كلمة حق وحكاية في وداع رجل الثقافة موفق خوري*
- عن الندوات الثقافية .. عن تفككنا الثقافي
- مجمع اللغة العربية في اسرائيل بين الضرورة والسياسة
- المغامرة ضد ايران: لانقاذ نتنياهو من السقوط السياسي!!
- ما يشغل العرب في اسرائيل..؟!
- -الرحلة الرابعة-- من ابداعات الناقد الراحل د. حبيب بولس
- موفق خوري وقصصه للأطفال
- الإنعزالية القومية والشعاراتية المتطرفة هي التي همشت أحزابنا
- موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت
- العربي يجب ان يموت !!
- السيد الرئيس..!!
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد
- لا واجبات متساوية بدون حقوق متساوية
- وثيقة حقوق الطفل الدولية لا تخص الأولاد الفلسطينيين
- أبرتهايد ضد زيتون فلسطين
- صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح صب ...
- مراجعة كتاب للأديب الراحل حبيب بولس
- وداعا اديبنا واستاذنا الناقد د. حبيب بولس


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية