أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - من سيضحك اخيرا














المزيد.....

من سيضحك اخيرا


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد الشوط الاخير من الصراع على المنطقة من قبل اصحاب الاجندة المتضادة تسابقا رهيبا في محاولة كل طرف من الاطراف المتصارعة الاستفادة من الوقت المتبقي وبالشكل الذي يخدم اهداف تلك الاطراف ففي الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة الى تسجيل الهدف الذهبي ليعلن الحكم نهاية المباراة لصالحها نرى في الطرف المقابل ايران وسوريا وحلفائهما في العراق ولبنان يحاولون جميعا بكل مالديهم من قدرات لدفع الامور الى اشواط اظافية اخرى تتطلبها حساباتهم الزمنية التي ستجعلهم حسب اعتقادهم قادرين على توجيه اللطمة القاتلة للمشروع الامريكي عن طريق هدف فريد في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاظافي الاخير او الفوز على اقل تقدير بالضربات الترجيحية. ربما يعتقد البعض بنظرية المؤامرة وتقاسم الاطراف المشتركة للادوار ولكن الدرس العراقي اثبت وبشكل قاطع ان المجابهة المسلحة بين الاطراف يمثل احد فصولها الرئيسة

يبدو ان الطباخين الكبار للسياسة الامريكية قد اصيبوا بالصدمة وهم يفكرون مليا في احتمالات فشل السيناريو الذي وضعوه للمنطقة بل بإحتمالات حدوث اخر مخالف تماما تكون ملامحه قيام ( هلال شيعي) في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية ونجاح لرقبة النظام السوري في ان تنقذ نفسها عبر تنازلات انية محسوبة واستمرار في تنامي قدرات حزب الله في لبنان واتساع قاعدته الشعبية الى الحد الذي يستطيع فيه هذا الحزب - اذا شاء - ان يلغي الدولة اللبنانية خلال ساعات ثم تكون علامة الذروة في ملامح هذا السيناريو متمثلة في اعلان - الوحش الايراني - عن دخوله رسميا الى النادي النووي وامتلاكه للقنبلة ( العزيزة ). يقينا ان هذه الوجبة لو تمت ستكون كارثة حقا لاؤلئك الطباخين الذين قامت حساباتهم على ان ما يحصلون عليه في المنطقة لن يكون الا عسلا نقيا خالصا لاتجف خلاياه لعشرات السنين فاذا بهذه الوجبة المشؤومة ينقلب الى سم زعاف لايتمناه الانسان الا لعدوه

ان عسر ولادة الحكومة العراقية الجديدة واغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ومطاردة القط الامريكي للفأر السوري من زاوية الى اخرى وتصعيد وتأجيج الحملة الدولية ضد ايران بسبب طموحاتها النووية, كل ذالك يندرج حتما في مسعى جهيد تبذله الادارة الامريكية لتفكيك تلك الحلقات . ان الادارة الامريكية ترى ان الائتلاف الوطني الموحد - الذي فاز في الانتخابات العراقية والذي تُتَهم مجموعة فعالة فيه بميولها الايرانية - لازال تحت السيطرة بحكم وجود القوات الامريكية وإمكانية عرقلة مشروع هذا الائتلاف بواسطة القوائم الاخرى كالكردية مثلا كما ان الادارة الامريكية تتحرش بحذر بصورة مباشرة بالوحش الايراني في محاولة محسوبة لاستكشاف مناطق ضعفه . ان الحلقة الاضعف في هذه السلسلة تكمن في - ملص - رقبة النظام السوري وإقصاء حزب الله عن طريق اخراج القوات السورية من لبنان تمهيدا لاستدعاء قوات اخرى لحماية الامن فيه وتجريد اسلحة الميلشيات. ان التنسيق الايراني السوري واضح لامحالة وهو يستند الى الاستفادة من عامل الزمن في اطالة معارك الكر و الفر البسيطة في هذه المجابهة الحتمية ريثما يكتمل الوليد النووي الايراني ولذالك ليس غريبا ان ترمي ايران وسوريا ببعض الحبات هنا وهناك على الطريق فيتلهى بها التنين او القط الامريكي وهو يتعقب الوحش الايراني والفأر السوري

ان الصراع قد بلغ مرحلة متقدمة جدا باتجاه المواجهة الحاسمة ولذالك فان الزمن القريب القادم الذي ربما لايتجاوز نهاية هذا العام سيشهد نتائج حاسمة للمشروع النووي الايراني حيث يخطئ حقا من يعتقد ان محطة بوشهر الذرية يمكن ان تحقق اي من الطموحات الجدية للمشروع النووي الايراني لان هذا الكم الهائل من الاتفاقات الملزمة التي وقعتها ايران كشرط لاكمال العمل بها وتشغيلها قد جردها من اهميتها كموقع فعال في الاهداف النووية الايرانية إلا ان الحكومة الايرانية قد استفادت كثيرا ولازالت من الضجة المفتعلة حول محطة بو شهر حيث تركت العمل في المواقع الحساسة السرية الاخرى يتم بهدوء تام

ان نجاح الادارة الامريكية في معالجة ملف النظام السوري وحزب الله قبل ولادة المارد النووي الايراني يترك الباب مفتوحا حول خيارات عديدة لمعالجة الملف الايراني وستلعب الساحة العراقية بالتأكيد دورا رئيسيا في تلك الخيارات حيث ليس مستبعدا ان يحدث تبادل في الادوار بين الكيانات السياسية العراقية فتنتقل هيئة علماء المسلمين مثلا الى مزاولة السلطة بينما يتجه الائتلاف الوطني الموحد الى معالجة قضايا الاختطاف والمعارضة بل ربما تبرز الحاجة في احد الخيارات الى ضرورة اخراج صدام حسين من السجن ليذيع بيان البيانات اشارة لبداية القادسية الثالثة
من سيضحك اخيرا. هنالئك بالتأكيد نفر معدود في كلا طرفي المجابهة يبذل كل مالديه و ينتظر ان يضحك لكن السؤال الكبير هو كم من الابرياء سيكونون ثمنا لتلك الضحكة الخبيثة



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - من سيضحك اخيرا