أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - عام على مجلس اسطنبول















المزيد.....

عام على مجلس اسطنبول


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت محاولات محمومة ،بين يوم الثلاثاء23آب2011عندما سقط القذافي من باب العزيزية ويوم قيام"المجلس الوطني السوري"في الأحد2تشرين أول2011باسطنبول ، من أجل انشاء إطار واسع للمعارضة السورية،كانت كثير من المؤشرات تدل من خلال الأطراف الدولية - الاقليمية الساعية إليه أنه يراد منه أن يقوم بدور"المجلس الليبي الانتقالي" كستارة محلية للناتو بين شهري آذار وتشرين أول2011حتى مقتل القذافي في سرت.
كانت هناك شرارة من واشنطن أطلقتها هيلاري كلينتون في أواخر تموز عندما سألت أشخاصاً معارضين ،اجتمعت بهم آنذاك،السؤال التالي:"ماهو عنوان المعارضة السورية؟..." . في محادثات الدوحة،التي جرت بالأسبوع الأول من أيلول بين "هيئة التنسيق"و"اعلان دمشق"و"الاخوان المسلمون" لتشكيل "ائتلاف عريض"للمعارضة السورية،قال شخص عربي ،شارك بالمحادثات عندما طرح أحد أعضاء "الهيئة"مطلب (رفض التدخل العسكري الخارجي)،الكلمات التالية:"هذا سيخربط سيناريوهات".عملياً،أدى اصرار"الهيئة"على هذا المطلب،ومطلب (رفض العنف)،إلى اتجاه "اعلان دمشق"و"الاخوان" إلى تشكيل المجلس باسطنبول .
في المؤتمر الصحفي باسطنبول لاعلان قيام المجلس،أوحى الدكتور برهان غليون بحجم التوقعات التي انبنى قيام المجلس عليها،لماقال بأن«الأصعب كان تشكيل هذا المجلس في حين ان الاعتراف به هو الخطوة الأسهل. الجميع ينتظرون ولادة إطار موحد للمعارضة لتأييده والاعتراف به بعد أن فقد النظام السوري ثقة العالم» ولما اعتبر المجلس بأنه«هيئة مستقلة ذات سيادة تجسد استقلال المعارضة السورية وسيادة الشعب السوري الذي تمثله في سعيه لتحقيق حريته المنشودة» في تلبيس للمجلس وضعية هيئات سياسية أخذت شكل الحكومات ،مثل حكومة فرنسة الحرة أثناء الحرب العالمية الثانية،لتعتبر نفسها ممثلة للسيادة والأرض والشعب.
في السياسة لاتعبر كلمات من هذا النوع عن حقوق وإنما عن حجم الأفاق التي يتصورها ويظنها ويعتقدها قائلها،وهو المنفي المطارد خارج بلده،وهذا لايأتي من وقائع محلية على الأرض كانت لاتشي بذلك،وإنما يأتي من قراءات عند قائل هذا الكلام لحجم وقوة الحائط الدولي-الاقليمي الذي استند إليه المجلس في لحظة ولادته:خلال شهرين من عمر المجلس تبددت هذه التوقعات،ويبدو أن الفيتو الذي مورس في يوم4تشرين الأول من قبل روسيا والصين في نيويورك قد جعل امكانية تكرار السيناريو الليبي تساوي الصفر في سوريا،وهو ماتأكد لما قال مراقب"الاخوان"رياض الشقفة من اسطنبول"أن السوريين مستعدون للقبول بتدخل تركي في بلادهم " وبعثت موسكو على إثره بأسبوع أسطول البحر الأسود إلى طرطوس في أواخر تشرين الثاني.
كان اتجاه(المجلس)إلى محادثات استغرقت أسابيع مع(الهيئة)وانتهت بتوقيع ورقة اتفاق 30كانون أول بالقاهرة تعبيراً عن نزوله من أعلى الشجرة،بكل ماعنته رمزياً تلك المحادثات من تخليه عن اعتبار نفسه ك"إطار موحِد للمعارضة" ومن اعتبار نفسه "ممثلاً " للشعب والسيادة،هذا إذا لم نتحدث عن كون تلك الورقة كانت تتضمن سياسات تجاه (التدخل العسكري الخارجي) و(العنف) من الواضح أن وجهة نظر (المجلس)لم تكن هي الراجحة فيها. كان رفض المكتب التنفيذي للمجلس في يوم 4كانون ثاني لتلك الورقة ،التي وقعها رئيسه الدكتور برهان غليون بناء على تفويض منه في المحادثات وأثناء التوقيع ،تعبيراً عن تخبط وصراعات كانت تنهش (المجلس) ،اجتمعت لكي تزيد من تبلبل المجلس الذي انبنى على توقعات من الخارج الدولي-الاقليمي لم تتحقق ووضح أن هناك حائطاً دولياً – اقليمياُ صاداً ومانعاً لها في موسكو وبكين وطهران.
في الواقع،كانت شعبية المجلس في الداخل مرتفعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره،ولم يكن أحد آنذاك يبزه في ذلك:انبنت تلك الشعبية عند شارع متحرك معارض على توقعات ،بعد الوصول إلى قناعة بأن القوة الذاتية للحراك لاتستطيع تحقيق شعار اسقاط النظام الذي طرح منذ أواخر حزيران،بأن (المجلس)سيكون طريقاً إلى تكرار السيناريو الليبي،وقد أوحى (المجلس)في شعارات أيام الجمع التي كان يضعها أنصاره بأن ذلك ممكناً،مع أن كل المؤشرات البالغة الوضوح كانت تقول العكس منذ ذلك الفيتو الروسي-الصيني بنيويورك في يوم الثلاثاء4تشرين أول2011،في نزعة شعبوية عند(المجلس)لم تكن تنبني على مقولة(الشعب يريد)،وإنما على شراء شعبية عبر المتاجرة بعواطف وآلام ورغبات المتحركون في (الحراك)،الذين يمكن القول في عام2011وأيضاً في عام2012بأنهم ليسوا كل الشعب السوري ولاغالبيته،وإنما كان السوريون منذ يوم18آذار2011ومازالوا للآن منقسمون إلى ثلاثة أثلاث:ثلث معارض،ثلث متردد،وثلث مؤيد،وهو ماأنشأ توازناً محلياً ،إضافة للتوازن الاقليمي- الدولي،يؤدي إلى الاستعصاء السوري القائم،في معادلة لايستطيع فيها أحد كسر الطرف الآخر.
منذ ربيع 2012،وبالذات في صيف2012،انكشف مرج(المجلس)عند الشارع المؤيد له،وقد بدأ مؤيدوه بالانفضاض عنه منذ تلك الأوقات،وفي الحقيقة فإن شعبيته السابقة تذهب إلى مسارين متناقضين،إلى (الهيئة) بلاءاتها الثلاث،وإلى"الجيش الحر" بعد اقتناع عند الكثيرين من أنصار (المجلس)السابقين باستحالة التدخل العسكري الخارجي وإثر قناعة عندهم بأن الطريق البديل هو (العنف المسلح المحلي المعارض)،و(المجلس)الآن يتبدد ويتفسخ بفعل هذين الاتجاهين المتعاكسين ،ولولا الدعم الدولي- الاقليمي الذي مازال باقياً بعضه له،وهو الذي لم ينل اعترافاً رسمياً حتى من ثالوث رعاته في أنقرة وباريس والدوحة، لكان قد انتقل إلى مرحلة الموت كجسم سياسي.
أمام هذا،لايقوم(المجلس)،بعد عام من عمره،بالمراجعة،وإنما يهرب إلى الأمام من خلال العوم مع موجة (العنف المعارض)التي من الواضح أنه لايستطيع قيادتها وإنما ينقاد ورائها،بالرغم من أن المؤشرات تدل على أن فيلم (العنف المعارض) هو محروق مثله مثل فيلم(التدخل العسكري الخارجي)،وأن القوى الدولية والاقليمية المتصارعة على سوريا تسعى،ولوبعد تلاقيها على سياسة الجرح المفتوح ،إلى اتفاق "ما" للأزمة السورية،ربما كان بيان جنيف في 30حزيران الماضي أقربها كإطار للتسوية السورية، و على الأرجح ستكون هذه التسوية من فوق وبمعزل عن هذين الفيلمين المحترقين.
من يراقب أداء"المجلس الوطني السوري"خلال مجرى عام كامل،يلاحظ بأن حصيلة أعماله تساوي صفراً كبيراً على الشمال بالقياس إلى الأجندات التي وضعها لنفسه،ويبدو أن اتجاه "الاخوان المسلمون"إلى تأسيس تجمع يجمع القوى الاسلامية السورية تحت اسم "ألتجمع السوري للاصلاح"،الذي أعلن عن قيامه بالقاهرة في أواخر أيلول2012،ناتج عن استشعارهم بأن (المجلس)هو مركب على وشك الغرق يجب الاستعداد للقفز منه.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة والاصلاح
- تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-
- أداء المعارضة السورية في الأزمة
- المعارضة السورية أمام تدويل الأزمة
- السوريون في الأزمة
- الأزمة السورية كتظهير للوضع الدولي
- الاخوان المسلمون وايران الخميني – الخامنئي
- القاهرة:تكرار اصطدام قطاري العسكر والاخوان
- الاستيقاظ الروسي:عامل ذاتي أم بسبب الضعف الأميركي؟..
- التدخل العسكري الخارجي وتفكك البنية الداخلية
- مرحلة انتقال مابعد الثورات
- مآزق الأردوغانية
- الاستثناء الجزائري
- خطة كوفي عنان: قراءة تحليلية
- العلاقة الاشكالية بين اليسار والديموقراطية
- استقطابات حول سوريا
- سوريا:المعارض السياسي والشارع
- موسكو وبكين:الثنائي المستجد في العلاقات الدولية
- المعارضون الجدد والقدامى
- نزعة الإستعانة بالخارج في المعارضة السورية(2003-2005)


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - عام على مجلس اسطنبول