أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - أم الملحدين













المزيد.....

أم الملحدين


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 08:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرى ربك يسارع لك فى هواك
من قال انه رأى الله فقد أعظم على الله الفرية
تلك الأقوال، ليست من أقوال ابن الراوندى، أو سارتر أو ريتشارد دوكينز
تلك الأقوال، أقوال صحيحة، قيلت على لسان أم المؤمنين عائشة، بسند مسلم وصحيح البخارى

أم المؤمنين، عائشة، بدون تقديس - على الأقل خلال هذا المقال – ربما ينطبق عليها أكثر ما ينطبق، لقب أم الملحدين، فـ عائشة، أم المؤمنين، كانت غير مؤمنة – وهو قول صادم - ولطالما حاولت تلك الطفلة التي خلعوا عليها عنوة لقب أم وهى ليست بأم، بل أم للمؤمنين وهى لم تتجاوز الثامنة عشرة عند موت زوجها، وسوف نفترض ونسلم كما يفترض ويسلم المسلمون أنه لقب مجازى.

ولأنه لقب مجازى، فسوف نفترض – حتى نهاية هذا المقال – لقب مجازى آخر لها، وهو أم الملحدين، لماذا؟ لأن تلك الفتاة الصغيرة، التي أمر نبى الإسلام أمته أن تأخذ عنها نصف دينها، كانت بشكل ما، واضح للعيان والصم والعميان، تحاول أن تخبر أصحاب الجماجم المتكلسة واللحى المفرطة ، أن الرجل ليس مقدس، وينطق عن هوى، ولا يتخير عن أحدهم، وربما أدنى مرتبة من أى رجل منهم.

فمن خلال الأحاديث الصحيحة والأسانيد الإسلامية المتينة، وليس من خلال تجنى أو تجاوز أو اختلاق الملحدين، حاولت تلك الصغيرة، بمكر ودهاء الأنثى، أن تفتح أعين الناس على حقيقة هذا النبى المدعى، فلو نظرنا إلى تلك الأحاديث دون تقديس أو غلو، سنجدها من قالت قولها الشهير، الذى ربما يعد كفرا صريحا من وجهة نظر متجردة " أرى ربك يسارع لك فى هواك " فى تصريح معلن، أنه ينطق ويتصرف عن الهوى، وفى نسف كامل لكلام الله المزعوم " وما ينطق عن الهوى " فكلام الله المزعوم إليه، أو الوحى، هو محض تنفيذ لهوى الرجل وليس العكس.

فمن الذي روى عن الرسول أنه يقبل نساءه في رمضان؟ ومن الذي روى عن الرسول أنه يباشر نساءه وهن حائض؟ وما الذي يدفع برسول إلى أن يقبل زوجاته في رمضان وهو ينصح الآخرين بالاعتكاف في المساجد؟ إنها عائشة، وما مصلحة عائشة في أن تكشف مثل هذه الأفعال؟ لأن عائشة كانت تعرف من هو صاحب القرآن ومؤلفه ولم تنطلي عليها حيلة الوحي.

ولأنها تعرف أن الرسول متى أراد شيئاً فإن قرآناً لا بد وأن ينزل، فقد تأكدت شكوكها في حادث الإفك، فلو كان هذا نبياً لأخبره ربه ببراءتها أو بذنبها فورا، ولذلك عندما اشتمت حيرته أعرضت عنه، راجيةً أن ينزل قرآناً فيها وهذا ما حدث، لقد كانت عائشة تحاول جهدها أن تنزع هالة القداسة عن هذا الرسول في أذهان هؤلاء البدو المغفلين ولكن هيهات.

وحادث الإفك لم يكن يحتاج إلى كل هذا الانتظار من السماء، ولم يكن بحاجة لعدالة السماء المتأخرة دوما، ولم يكن بحاجة لمشاورة رجال آخرين، منهم من يرى وجوب طلاقها فهناك خيرا منها، كـ على الذى كرهته وقاتلته فى الجمل كيدا له وكرها به، فكل ما كان على الرجل الكهل أن يفعله، أن يثق بامرأته الشابة قليلاً، وإلا يجعلها هو نفسه بصمته وحيرته عرضه لوساوس الجاهلين وألسنة الكارهين، فأى إفك هذا الذى ستمارسه مع مولى لزوجها فى تلك الظروف!

حتى أبوها الصديق، الذى لم يتحرك دمه لاتهام أبنته فى شرفها، فلم يثر ولم يتكلم ولم يدافع عنها، وربما ليس فى موقفه غضاضة، فهو من سلمها بيديه بدم بارد وبدون ذرة خجل أو وازع من أخلاق لرجل فى عمر جدها، وربما فهم الرجل ما فهمته أبنته، فلا نبوة ولا إله، والأمر كله ملك ودنيا، فهو الذى قبل الخلافة بمجرد مبايعة عمر له، وهو الذى قاتل وقتل المسلمون لمجرد أنهم امتنعوا عن الزكاة أو تخلص منهم من تخلص من خوفه ونفاقه برفضه للإسلام بعد موت نبى الإسلام، وهو الذى لا يأمن مكر الله وتناقضه ومراوغته، حتى عندما اخبره أنه راض عنه!

والشيء بالشيء يذكر، فلا عمر ولا على ولا طلحة والزبير، كانوا مؤمنين بأى من هذا الهراء الذى جاء به الرجل، فعمر عطل حدودا واضحة وقاطعة فى القران لتناقضها مع المنطق والعقل وواقع الحياة وتبدل الحال ومقتضيات الظروف، وعلى قال على كلام الله أنه " حمّال أوجه " وطلحة والزبير حاربا على فى الجمل على ملك الدنيا، ولم تقنعهما خرافة المبشرون بالجنة، وقس على ذلك البقية الباقية من عثمان الذى لم يقبل أن يخلع قميصا ألبسه الله له، مرورا بأول الملوك معاوية وحتى ظلال الله كلهم على الأرض!

وعائشة عندما سارعت إلى تكذيب قصة الإسراء والمعراج ، وقالت أن من قال أن الرسول رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية! كانت في الغالب تقصد الرسول شخصياً ، فكيف يراه وقد قال الله عن نفسه " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " وهى كانت تدرك شهوانية الرجل وإفراطه فى النساء دون وازع من رسالة ونبوة أو رادع من الله ذاته الذى من المفترض انه قال مثنى وثلاث وان خفتم الا تعدلوا فواحدة ويستحيل إن يعدل كهل بين تسع نساء، وهى من قالت عنه حين رأى جويرية، عرفت حين رآها أنها ستقع فى نفسه كما وقعت فى نفسى لملاحتها وجمالها وسيطلبها للزواج وقد كان، والغالب والطبيعى فى الرجل، أى رجل، أن يتخير زوجته بعد وقت من التفهم والقبول، وليس لمجرد أنها هزت إربه، كما فعلت جويرية وصفية وزينب.

شخصية عائشة تحتاج لدراسة وبحث خارج نطاق القداسة وبعيداً عن محارق البخور، التي لا يخرج عنها إلا أن فلاناً رضي الله عنه قتل فلاناً رضي الله عنهما فانتقم منه فلان رضي الله عنه هو أيضاً وقتله، وربما كل الشخصيات المقدسة ممن يطلق عليهم صحابة، فلا أحد منهم مقدس، وكلهم أياديهم ملوثة بدماء مسلمين مثلهم، أو دماء أغراب أبرياء، كل جريمتهم أنهم لم يسلموا بهراءهم ولم يقتنعوا به ولم يدخلوا فى السلم كافة، فكان مصيرهم القتل أو السلب أو السبى، وربما تكون عائشة فى واقع الأمر وعمليا أول سبيه فى الإسلام، وأم المؤمنين نظريا، ولكن عمليا وفعليا وعقليا، أم الملحدين.

وفى النهاية ارجو من صاحب اى تعليق إن يتجنب القدح أو التجريح فى شخص السيدة عائشة، خاصة فيما يخص حادث الافك، وإلا سأضطر لحذف التعليق، وشكرا للجميع.

المقال بمشاركة الصديقة فينوس صفورى
شكرا لها



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الدين
- أسباب النزول
- التجليات لابن عفيفي
- غير الموجود
- العدل الإلهى
- هكذا تكلم عفيفي
- أسئلة بريئة
- لصوص ولكن أحبار
- الناسخ و الممسوخ
- نواضر الأيك
- الإسلام المازوخى
- الغباء السياسى السلفى
- اللاهوت الإسلامى
- الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
- متلازمة مسلمهولم
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - أم الملحدين