أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميساء قرعان - أخطاء طبية وسياحة علاجية في الأردن














المزيد.....

أخطاء طبية وسياحة علاجية في الأردن


ميساء قرعان

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 01:19
المحور: حقوق الانسان
    


يقال على سبيل الترويج بأن الأردن من أكثر الدول تقدما في مجال الطب والتدخل الطبي، وقد ساعد عدم وجود قانون مسائلة طبي على تفشي هذا الاعتقاد بحيث تقيد كل حالة خطأ طبي مميت ضد مجهول، وفي أحيان كثيرة يكون إثبات الشيء باتباع تداعياته فحتى اللحظة لم يتم إدانة أي طبيب ارتكب خطئا طبيا بحق مريض، بحيث يصعب الإثبات ولأن اللجنة المختصة بدراسة الملف بعد تحويل أي قضية إلى المحكمة هي لجنة طبية تخشى على سمعة الأردن الطبية، ولأننا نتبع قاعدة"لا يفت ومالك في المدينة" فليس هنالك أي جهة أخرى تستطيع التشكيك برأي اللجنة المكلفة بقراءة الملفات التي يثبت فيها بأن الطبيب لا يتحمل مسؤولية،ولذا فإن ضحايا الأخطاء الطبية بازدياد
وليس غياب قانون المسائلة هو السبب الوحيد في استفحال الظاهرة وإنما هنالك مجموعة من الأسباب الأخرى المساندة منها: هروب الكفاءات التابعة لوزارة الصحة إلى الخارج نتيجة وجود تقصير في تعزيز هؤلاء، كذلك اتجاه ذوي الكفاءات ممن لم يهاجروا إلى الكسب المادي والسعي للثراء من خلال ممارسة مهنة إنسانية، فترى الطبيب الخاص ملتزما مع أكثر من مستشفى خاص ولديه عيادته الخاصة وعدد زبائنه يفوق طاقة احتماله ومن هنا يبدأ الاستهتار بصحة المريض ويصبح أي مراجع رقم في خانة، رقم قد يساء التعامل معه ليس عن جهل وإنما بسبب الاكتظاظ وبسبب أن هذا الطبيب أو ذاك يرغب في أن يكون لديه أكبر عدد من المرضى.
وقد أصبحت المستشفيات الخاصة مزارا للأشقاء العرب الذين قد يدفعون تكاليف العلاج ضعف ما يدفعه المواطن الأردني وهذا من ناحية فيه استغلال للوافدين و استهتار بالمواطن لأنه لا يحظى بنفس الاهتمام الذي يحظى به الوافد وإن كان اهتماما ظاهريا لأن الأخطاء الطبية لا تفرق بين وافد ومواطن
لست أبالغ إذا قلت بأن كل أسرة أردنية لها تجربة مريرة فيما يتعلق بالأخطاء الطبية، والأخطاء قد تكون مميته أو قد تتسبب بمضاعفات تؤدي إلى الموت، بدءا من وصف أدوية دون أن يتعرف الطبيب على السيرة المرضيه للمريض وانتهاءا بأخطاء التدخل الطبي الجراحي.
وليست الكفاءات وحدها هي التي تنقصنا لكنها الإنسانية واعتماد الكثير من الأطباء ذوي الكفاءة على العشوائية وافتراض أن المريض عينة تحتمل الخطأ والصواب والتجريب، كما أن هنالك نسبة لا بأس بها ممن يمارسون مهنة الطب هم خريجو جامعات أوروبا الشرقية أولئك ذوي التحصيل المتدني جدا في الثانوية العامة والذين يتم قبولهم في تلك الدول بتحصيلهم وقدراتهم العقلية المتدنية، فلم يزل مسمى طبيب يحظ بقبول اجتماعي ولم يزل الآباء يحلمون بأن يكون أبنائهم أطباء ولذا فإن الحل لمن لا يؤهله تحصيله للدراسة في الجامعات التي تتطلب حدا أعلى من التحصيل هو الفرار إلى دول أوروبا الشرقية ليعود حاملا مسمى طبيب ويمارس المهنة وهو لا يعي أبجديات الطب.
يعترف بعض من يمارسون المهنة بإنسانية ومن مواقعهم بأن هنالك أخطاء كثيرة وأنه في كثير من الأحيان يكون السبب في تراجع حالة المريض سوء التشخيص وأخطاء التدخل الطبي، غير أن المواطن العادي الذي لا يفقه شيئا في أمور الطب يعزو كل ما يحدث للقضاء والقدر وليس لديه أدنى حد من الثقافة الطبية بحيث يسأل الطبيب عما تؤول إليه حالة مريضه وما أسبابها، حتى وإن سأل فالمتعارف بأن لا إجابة لدى الطبيب وإن كانت لديه إجابة فهي لا تتعد كلمتين "هذا مريضي"، نعم عزيزي الطبيب هو مريضك لكن حياته ليست ملكك، ومن حق هؤلاء الذين يودعون مرضاهم أن يشعروا باطمئنان تجاه مريضهم الذي يتركونه أمانة بين يديك، لكن وقد تراجع الشعور بالأمان وقد أصبح معروفا لدى المواطن العادي بثقافته الطبية البسيطة أو المنعدمة بأن الخطأ الطبي يكاد يكون القاعدة وأن التدخل السليم هو الاستثناء ..فإن أكثر ما بوسعنا فعله هو أن نستودع مرضانا الله الذي لا تضيع ودائعه



#ميساء_قرعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدث في صحيفة الرأي الأردنية
- حياة واحدة لا تكفي
- شجرة ميلاد إسلامسيحية
- خارج الجسد واقع النساء في رواية
- النساء شربن المقلب
- نوال السعداوي نموذج في التمرد السلبي
- من ملفات المرأة والعنف
- عيد الحب ... بالأحمر كفناه


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميساء قرعان - أخطاء طبية وسياحة علاجية في الأردن