أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة الكرفان وأي باد أردوغان














المزيد.....

دولة الكرفان وأي باد أردوغان


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيقال إنه ليس في الامكان أفضل مما كان والدراسة في الكرفان خير من إلغاء العام الدراسي وحرمان آلاف التلاميذ من الدراسة وتأخيرهم عاما كاملا، وسيخرج من يقول ان الاعتماد على 500 كرفان بدلا عن المدارس التي هدمت في بغداد دون تشييد مدارس جديدة هو حل عبقري يستحق جائزة او درعا للابداع وقد تسير محافظات أخرى على نفس الطريق ونجد أنفسنا أمام تربية "كرفانية" تعطينا جيلا كرفانيا بأفكار كرفانية، وربما يشمر الفاسدون عن سواعدهم لاجتياح هذا المنفذ الجديد للمال العام، ثم هناك من سيفتح أبواب جديدة لتضخيم جيوب الفاسدين وخزائنهم مثل تأهيل الكرفانات وترميمها وهناك ربما بعد عمر طويل مناقصات بيع الكرفانات او ما تبقى منها في حال اكتمال بناء المدارس الجديدة أو في حال القفز الى مشروع عبقري آخر بدلا عن الكرفانات.
لا اعتراض على الحل الكرفاني للمدارس لكن من حقنا كمواطنين أن نسجل إننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية على حد قول التونسي الشهير أحمد الحفناوي، إننا نتعلم في كرفانات بعد كل المليارات التي أهدرناها نزيفا متدفقا من المال العام بشتى الذرائع والعناوين ووصلنا قعرا لم تدخله دول فقيرة جدا بل ان مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل صور لمدارس عراقية هي أسوأ من الكرفانات بعد سنوات من الموازنات الانفجارية، وهكذا تكون قوانا الحاكمة قد حطمت رقما قياسيا في القفز على الوعود يتجاوز ما حققه المغامر فيليكس باومجارتنر في قفزته الجوية.
لا إعتراض على الحل الكرفاني لكننا نسجل هنا إن خططنا التنموية وعباقرة السياسة والادارة عندنا أوصلونا الى مرحلة الكرفان وهذا الانحدار ينذر أو ربما يبشر بما هو أسوأ ولنا ان نتوقع ذلك فبعد كل هذا الفشل في بناء المدارس وهي من الابنية السهلة مقارنة بما وصل اليه المعمار الحديث من ابراج وناطحات سحاب ومجمعات سكنية بل مدن متكاملة بينما بناة الحضارة يفشلون في بناء بعض المدارس حتى لو كانت بالمئات بل انهم يفشلون في الزام المتعاقدين على تنفيذ المشاريع ولا يجرؤ أحد على محاسبتهم أو محاسبة من تهاون في متابعتهم ليبقى الامر محصورا في تهديدات اعلامية عابرة بالكشف عن المسؤولين وهي طبعا تهديدات سريعة الذوبان لأنها تنطلق من مؤسسات كرفانية هشة تطيح بها ريح بسيطة.
لا اعتراض على الحل الكرفاني رغم إن الحياة في الكرفان سيئة جدا باجواء العراق وظروفه الخدمية، بإختصار أنت تعيش في علبة معدنية، ولكن من يعيش هنا هو طفل يقضي عدة ساعات من أجل التعلم في زمن تشهد العملية التعليمية حول العالم قفزات هائلة في الشكل والمضمون حتى إن دولة جارة هي تركيا تحديدا قام رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بتوزيع حواسيب لوحية آي باد على 15 مليون طالب ومليون مدرّس وهي جزء من رقمنة التعليم في تركيا!!!، ومع ذلك لااعتراض على الحل الكرفاني بل ان الاعتراض يقوم على العقل الكرفاني الذي يدير الدولة بطريقة كرفانية، فكل شيء وفقا لهذا العقل يمكن "تلزيكه" والدفع به على إنه منجز يستحق التكريم والتقدير.
وفق منهج استبدال الابنية بالكرفانات سنجد أنفسنا نعيش في دولة كرفان أشبه بعلبة معدنية خانقة تتراكم فيها النفايات وبلا كهرباء، تعصف بها الرياح ويعيش الناس فيها مهددون بالانهيار الوشيك دائما، فإبن خلدون يرى في المعمار إنعكاسا مباشرا للدولة، الدولة القوية المتماسكة تشيد أبنية متماسكة وقوية، الدولة الهشة الضعيفة تشيد أبنية هشة وضعيفة، الدولة المهددة بالانهيار تشيد أبنية جديدة على وشك الانهيار، الدولة المنخورة بالفساد تشيد أبنية مغشوشة آيلة للسقوط قبل إشغالها، فما الذي تعكسه دولة تبني مدارس كرفانية؟!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة: هرب وتهريب
- تعريف الانهيار
- تعطيل الاصلاح
- الباحثون عن حل الأزمة
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دولة الكرفان وأي باد أردوغان