أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - القداسة والاستبداد , شرعية البقاء















المزيد.....

القداسة والاستبداد , شرعية البقاء


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيكولوجية العبودية والخوف والخنوع , سلوك انهزامي نتج عن عجز الفرد والجماعة في تصدي لقوة وبطش الاخر المالك لادوات القمع والاستبداد المادي والفكري والقادر على حرمان الفرد والجماعة من حرية الارادة الطبيعية في العلاقات الاجتماعية , وهذه السيكولوجية استجابة لفعل موضوعي ورد فعل لمثيرات الوسط الاجتماعي المؤثرة في الفكر والسلوك والمنتجة لعادات وسلوكات سلبية تستجيب للذهنية السائدة باوهامها وطقوسها وخرفاتها الحامية للسيطرة المطلقة للحاكم واستمرارية سيادته المادية والرمزية .
القدسية الفردية لاستعباد الجماعة.
لم يعرف المجتمع الامازيغي عبادة الفرد وقدسية النسب الا في حالات السيطرة الاجنبية المغذية لايديولوجية السيطرة الاحادية عبر ايهام العامة ( الاهالي ) بوجود صلة وثيقة بين الذات العلوية والذات السفلية ومن خلال المفاهيم الميتافيزيقية يسهل السيطرة على الاهالي وتكبيلها باغلال الالوهية الوهمية , وهذا ما استنتجه النظام الاستطاني العلوي في شخص اسماعيل العلوي جزار الشعب الامازيغي والمتعطش للسيطرة المطلقة باسم الالوهية والمشرعنة شعبيا , لهذا ادعى النسب الشريف الملازم للاحترام والقدسية والمحرمة دينيا على العامة المسلمة محاربته او رفض اوامره .
مرحلة التأريخ لمفهوم النسب الشريف وقدسية السلالة بدأت مع اسماعيل في القرن 18وكذا , شكلت منظومة فكرية عقائدية جديدة خرجت عن النسق الفكري العام و مهدت لنمط سلوك العبودية والخضوع لارادة النظام الاستطاني والحكم الاستبدادي المطلق .
الاستجابة العمياء للمفاهيم الجديدة واستمراريتها مشروطة بالغاء التضاد الطبيعي الموضوعي بين منظومة فكرية , اجنبية مبنية على الفردانية والعبودية والاستبداد في تضاد مع منظومة فكرية محلية , مبنية على الجماعة والحرية , الغاء التضاد وجعل الذهنية القدسية , ثقافة طبيعية مقبولة من العامة من خلال التنويم القسري والارهاب المادي والفكري .
ممارسة ايديولوجية ثنائية القداسة والعبودية ( النمط الانتاج العبودي والاقطاعي ) ستتحول من تقديس الفرد وعبادته المشروطة بالقهر المادي وبقوة السيف , لتتحول الى ثنائية طبيعية منصوصة في قانون حداثي في دولة ّ الحداثة ّ المتعددة الانماط , ممارسة طقوس البيعة والطاعة للمسيطر العلوي والاعتراف بقدسيته المتظمن في نسبه الشريف وامارة المؤمنين , تمثيل سلطة الرب فوق الارض وتطبيق ارادته .
هذه المفاهيم والطقوس العرفية اصبحت قوانين وضعية , منصوصة عليها في الدساتير الاستطانية وانكارها يعد جرما يعاقب عليها القانون الاستطاني وكفرا بمشئة الرب ورسوله وسلالته .
الدولة ّ الحداثية ّ بالعقل الماضوي الاقطاعي ستستنجد بالليبرالية لتجسيد السلطة المطلقة , التنصيص على القدسية والعبودية في الدستور , فشخص المستوطن المسيطر على السيادة يقدس وافعاله واقواله لا تناقش ولا تنتقد فهو ينفذ الارادة الالاهية ويحرم الانتقاد ويجرم بنص قانوني , فالدستور يأمر بالطاعة والقداسة للحاكم المطلق , فالفصل 23 من دستور 1996 مثلا يشير الى ان ّ شخص الملك مقدس لا تنتهك حرمته ّ وكرره دستور 2011 في الفصل 46 ّ شخص الملك لاتنتهك حرمته ّ .
اقوال الطاغية يحرم مناقشتها بنص دستوري الفصل 52 ّ للملك ان يخاطب الامة والبرلمان ويتلى خطابه امام كلا المجلسين ولا يمكن ان يكون مضمونه موضوع اي نقاش داخلهما ّ .
النصوص السماوية الوهمية والنصوص الوضعية في خدمة المستوطن الطاغية , في تقديسه وطاعته واستعباد الشعب المحلي وحرمانه من حقوقه الكلية .
الاستبداد لمد الحياة للنظام الاستطاني .
الاستبداد العلوي , شريعة النظام الاستطاني الاستعماري الفاقد للشرعية الطبيعية , فقدان الشرعية الشعبية ونزعة عبادة الفرد والحكم المطلق والحفاظ على الوجود والاستمرارية تطلب ايجاد ميكانيزمات وقوانين تضغط على الشعب للتنازل عن حقوقه في الوجود والحرية او التغاضي عنها .
التاريخ المظلم للنظام العلوي الاستبدادي في استمرارية بدون توقف منذ اغتصاب السيادة , بالاستبداد المادي والفكري وعلى جماجم الشعب الامازيغي والمعتقلات المكتضة بالمناضلين واغلاق افواه الشعب بالترهيب والترغيب , حافظ على وجوده .
الاستبداد الاستطاني سياسة ممنهجة ومشروعة بصك رباني وقانون وضعي , شرع لحماية السلطة المطلقة في شخص الحاكم وحماية مصالحه الاقتصادية , الدستور الاستطاني شرع الاستبداد وحرم مقاومة النظام العلوي , ودستور 1996 في فصوله 19 و23 و24 و27 و30 و33 و35و103 , تأكد على حكم المطلق للحاكم العلوي والاستبداد الممنهج ضد الشعب وضد المثل الديمقراطية وحقوق الفرد والجماعة , وما كرسه دستور 1996 اعاده الدستور الجديد ل 2011 لاعادة انتاج نفس الايديولوجية ونفس المفاهيم المكرسة لعبادة الشخص والحكم المطلق .
رحيل الجلاد الحسن الثاني واحلال محله جلاد جديد محمد السادس استمر على نفس سياسة سابقه , ملكية كل الصلاحيات , ان يعلن ويحل ويأمر وينهي و اول ما قام به كرم مجريمي وادوات الاستبداد وحماة النظام الاستطاني وعلى رأسهم سيف الحسنية , ادريس البصري وزير الداخلية السابق , كرمه باعلى وسام علوي وارسله الى فرنسا للنقاهة حتى ان جفى هناك , واكرم الشعب كذلك لكن بمزيد من الحرمان والفقر والقهر المادي والفكري , وعلى خطى من سبقه , منعت الصحافة الحرة ومنع ابداء الرأي وجرد الفرد والجماعة من الحقوق السوسيو-اقتصادية والثقافية والسياسية و قمعت الانتفاضات في العديد من المواقع من بينها بومالن دادس وصفرو وسيدي افني وتغجيجت وامتغرن وايت بوعياش وبوكدارن واعتقالات في صفوف المناضلين من الحركة الثقافية الامازيغية في كل من امكناس وامتغرن واكادير وورززات والراشدية , اعتقالات في صفوف نشطاء حركة 20 فبراير في كل المواقع ومحاكمات صورية للمناضلين ومصادرة حرية الشعب ومصادرة حقه في الكرامة وتقرير مصيره , بالاستبداد حرم النظام العلوي الاستطاني مناطق باكملها في الريف والجنوب الشرقي على الخصوص , من تنمية اقتصادية واجتماعية , عقاب جماعي لرفض الامازيغ للنظام الاستطاني وسيادته السياسية والاقتصادية , بالاستبداد همش الشعب اقتصاديا واجتماعيا واقصي سياسيا وثقافيا .
الحكم الاستعماري لا يمكن ان يستغني عن الاستبداد والقداسة , بفضلهما تكرس هيمنة الحكم الاستطاني , ويخلق وعي جمعي خانع وخاضع لسياسة الاستبداد الحامية لعقيدة الله من الكفار المطالبين بالحرية والكرامة وبتحرير الشعب وتقرير مصيره .
تمديد عمر الحكم المطلق التيوقراطي بتكريس الاستبداد يتم بالتضليل المعرفي وغياب الوعي الصحيح نتيجة لضعف الذات الفاعلة للثورة التحررية , وانهيار الحكم الاستطاني ونهجه الاستبدادي لايأتي بالاصلاحات والمصالحة , بقدر ما يأتي بنشر الوعي التحرري الثوري وانضاج العامل الذاتي الحاسم في التغيير الثوري وبناء مجتمع مستقل وديمقراطي وعلماني وعادل اجتماعيا .
ثورة ايمازيغن لتحرير الشعب من الاستبداد الكولونيالي والقهر الاجتماعي .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء الزوبعة الاخيرة في جامعة مراكش
- العمل السياسي المنظم
- الحلم الامازيغي قابل للتطبيق
- مطلب الحكم الذاتي للريف
- مقارنة غير منطقية ولا موضوعية بين التخريب الاستعماري وبين اس ...
- خرافة ّ ثورة ّ الملك والشعب
- لوبيات من ورق
- ازواد القضية المغيبة
- هل النضال القومي التحرري نقيض للنضال الطبقي ؟؟؟؟
- الاسلامويون اداة الثورة المضادة
- الفاشية وصبية الجامعة الماروكية اية علاقة ؟
- الفاشية وصبية الجامعة اية علاقة ؟
- امازيغ ليبيا بين المهادنة والمواجهة
- المحكمة الماروكية جهاز اضطهاد طبقي وقومي
- اسكرا الربيع الامازيغي
- مؤامرة امبريالية - استعمارية لمنع استقلال الشعب الازوادي
- نحن لا نجادل بل نرفض الوهم يا سيد بلقزيز
- تهنئة للشعب الكوردي والشعوب المشرقية بعيد النوروز
- أيت بوعياش الصامدة
- المرأة بين الاسلام والمواثيق الدولية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - القداسة والاستبداد , شرعية البقاء