أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد














المزيد.....

لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 16:11
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم يكن لوحدة اليسار في البلدان العربية من ضرورة ملحة ، كما هي الان .. فجميع التفاعلات السياسية المترسبة على قاع الواقع العربي بعد أحداث التغيير الحاصلة ، توحي بأن هناك ثمة ضرورة تمليها تلك التفاعلات ، تجعل من اليسار في البلدان العربية أمام تحديات جديدة ، لا تبيح له أبدا أن يبقى في دائرة الافتراق ، ولا تسمح لأطرافه أن تتبارى مع القوى المعادية فرادى وبدون توحيد الجهد والكلمه .
لقد بانت ، ألآن ، وبشكل واضح ، بوادر الجزع الجماهيري من مسيرة قوى الاسلام السياسي كنتائج تم تشخيصها من قبل العديد من المثقفين المحسوبين على جبهة اليسار والعلمانية عموما .. حيث تتضح حقائق دامغة ، تعكسها أحاديث الناس في مواقع التواجد الاعتيادية اليومية ، وهم يعبرون ، وبوسائل شتى ، عن خيبة أملهم بالقوى الحاكمة الحالية ، والى الحد الذي يجعل البعض يتمنى لو لم تحدث معالم التغيير أصلا كبدائل كانت الجماهير تتوخى منها الانقاذ ..
فمن يتجول ويخالط عامة الجماهير أثناء حركته اليومية ، يشعر بان هناك نسبة لا بأس بها من ردود الأفعال ، الرافضة لسياسة حركات الردة وعلى اختلاف مسمياتها ، إذ بدت كافة تلك الحركات في شغل شاغل عن تلبية حاجات البلاد من بنى تحتية دمرتها الانظمة الدكتاتورية السابقة ، مع إغفال الاهتمام بأي برنامج تنموي من شأنه أن يرتفع بالمستويات المعيشية الى مراحل أكثر تقدما ، وهو ما توخته الشعوب العربية من قادتها الجدد .
وراحت ، وبشكل حثيث ، كافة المشاريع الخدمية تسير وباتجاهات الإرتداد الى الخلف ، وتوقفت أكثر مراحل البناء المناطة بالقطاعين العام والخاص جراء سيادة حالات الرشوة ، وتنصيب عديمي الكفاءة في مراكز الفعل ضمن أسوء محسوبية شهدها الوطن العربي عبر كامل تاريخه الحديث .
لقد فهمت جماهير الشعب المغلوبة على أمرها ، وبشكل واضح ومؤثر ، بأن عمليات السطو على السلطة من قبل القوى المناهضة لمعالم التقدم ، وقيام تلك القوى باستغلال عامل الدين لنهب ثروات البلاد وبشكل شره ، مع عدم الإكتراث لحالات التردي الاقتصادي والاجتماعي للفقراء ، فهمت تلك الجماهير بأن سلاح الاحزاب الدينيةو الحاكمة لم يعد كافيا لاقناعها بجدوى الاستمرار على انتهاج سبيل الخضوع والى ما لا نهايه .. حيث توضحت ملامح الرفض هذه في عمليات التصدي لحزب العدالة والبناء ، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في ليبيا من خلال رفض الوزارة المشكلة قسرا من الاسلاميين ، واناطة مسؤولية رئاسة الوزراء بشخص آخر ينتمي الى الحركة الليبرالية رغم التصويت في بداية الامر للمتشددين الدينيين في المؤتمر الوطني العام .. وظهرت بوادر المقاومة السلمية التقدمية في تونس ، تبعتها وتزامنت معها العديد من الحركات المدنية في المغرب ، ثم مصر والعراق .. وليس من الغريب ، أن اغلب الجهات المتصدية لسبيل قوى التخلف في هذه البلدان قد تبنتها حركات نسوية أشهرت معارضتها للدساتير والتشريعات المجحفة بحقوق المرأة .
لقد أنتفعت حركات المجتمع المدني المؤمنة بالحداثة والمدنية ، من هذا الواقع والمنبثق عن غباء قوى التسلط الحاكمة ، حينما لم تحسن إدارة شؤون البلدان التي تحكم فيها .. فلقد ظهرت وبشكل جلي حالات االتمترس الوطني التقدمي ، خاصة في صفوف النساء ، بجنوب السودان باعتباره انعكاسا مباشرا للنهج الذي يسير عليه نظام البشير المتخلف ، وتحركت مجاميع النساء المغربيات ضمن مظاهرات شعبية عارمه للاحتجاج على اغتصاب احدى الفتيات المغربيات من قبل الشرطه ، وتظاهرت النساء التونسيات للمطالبة بحقوقهن تزامنا مع الاحتجاجات الكبيرة على المستويات الشعبية في باكستان ، احتجاجا على قيام طالبان باغتيال الناشطة النسوية مالالا .. وهاجمت الاوساط الفنية في مصر سبل الانتقاص من سمعة الفن من خلال التجمهر وعقد الندوات في أروع تضامن مدني مع الفنانات والفنانين ضد دعاة الظلامية ورواد المنابر .. وبدأت الجمعيات المدنية العراقية ، وخاصة النسائية منها ، بالتحرك للتضامن مع احتجاجات ساحة التحرير ، ناهيكم عن ظهور عدد ، وان كان قليل ، من القنوات الفضائية العربية الداعية لفضح سياسات التخلف والرجعية ..
ضمن واقع كهذا .. هل من نافل القول أن ندعوا الى تكثيف الجهود لقيام تحالف مصيري بين كافة القوى اليسارية في بلدان الوطن العربي من أجل تركيز أواصر القوة ، وتتبع حالات الرفض الجماهيري للواقع المتردي وعلى كافة المستويات ؟؟ .. من ياترى ، كفيل بتوجيه حالات التذمر الشعبي لصالح خلق تيار قوي يصطبغ بألوان التأثير الفعال ، سعيا نحو التغيير التقدمي الشامل ، إن غابت قوى اليسار عن ساحة الصراع بفعل تشظيها وضياع كلمتها بين أكثر من ميدان ؟ ..
لمصلحة من ، يجري عزل ومحاربة مراكز الاشعاع التقدمي في البلدان العربية من قبل قوى اليسار ذاتها ، لمجرد الدعوة الى توحيد عناصر الفعل التقدمي عموما ، وكأن هذه الدعوة من شأنها الحط من سمعة هذا الحزب أو ذاك ؟؟ ..
ثمة حقيقتان لا يمكن نكرانهما ، تطفوان على مجمل ألأحداث الاخيرة والمتسارعة في البلدان العربيه .. أولاهما هي أن قوى اليسار وحليفاتها قوى التقدم والمؤمنة بالتحرر الوطني من قيود الرجعية الجديده ، مدعوة الآن ، وبشكل عاجل ، لاستثمار عناصر الرفض الشعبي لمسيرة القوى الرجعية الآخذة في النكوص ، وباتجاهات تؤثر في احداث صدع مباشر ضمن جدار المنظومة الحاكمة .. والحقيقة الثانية هي أن المسؤولية التاريخية المتعاظمة والملقاة على عاتق الأحزاب اليسارية في البلدان العربية ، تدعوها لأن تتحرك فورا لخلق مناخ داعم لمنظمات المجتمع المدني ، وخاصة النسائية منها ، من أجل توحيد الجهود الرامية لإحداث تغييرات تجبر جبهة التخلف على التراجع ..
وبخلافه .. فإن الطوفان قد يحل وبكامل مواصفاته .. وحينها فان التاريخ عودنا جميعا بأنه صاحب لسان لا يرحم ..



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نغم .. والغول .
- حياة ميت
- عيون وخيال ..
- عند نهاية حافات الرأفه
- حول طريقة النشر في الحوار المتمدن
- سفر بلا حقيبه
- جلسة حوار مع الاستاذ محمد حسين يونس
- نحن .. وفن الحركة الى الأمام .
- تسقط السياسه .. عاشت الرياضه
- الكتابة في الفراغ ...
- سم العنكبوت
- خيارات السياسة العربية .. وفشل التجربه
- خلجات من طرف واحد
- وصمة عار
- صوت غاضب من القاع
- أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. ( ...
- خواطر غير سياسيه
- هجرة الريف الى المدينه .. وما آلت اليه من خراب
- الطبقة العاملة العراقية ، وتراجع دورها التاريخي
- زمني توقف هنا في ليلة واحده


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - لم يتبقى لقوى اليسار الآن غير أن تتوحد