أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد صلاح فهمي - حديث بين هذا وذاك















المزيد.....

حديث بين هذا وذاك


احمد صلاح فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلقيت دعوه من احد الاصدقاء الي زياره منزله لأحتساء فنجانيين من الشاي وأشاهد مكتبته وما أوردهُ فيها حديثاً من معارف شملت الدين والادب والفلسفه والعلوم في خضم اصرار صديقي علي التمدن والتثقيف وتكوين عقليه موسوعيه تعرف كل شي أو علي الاقل مبادي تلك الاشياء .

فقَبلتُ الدعوه فنحن الاثنين مر علينا ايام كثيره لم تتعارك افكارنا وتعلو اصوات حناجرنا علي بعضنا البعض منتهين الحديث بيننا دائماً بتسفيه كل مننا الاخر لنتنهي اخيراً بنتبادل الاحضان وتوديع بعضنا بعضاً فكل منا الف الاخر ومنهج تفكيره لربما تسير تلك الصداقه بيننا وما بها من تجاذب وتنافر وفقاً لقوانين الجدل التي وضعها فيلسوف المثاليه المطلقه هيجل، لما لا !!! فنحن الاثنين ينطبق علينا القانون الاول "الصراع ووحده التضاد" فهل يأخدنا حديثنا في تلك الدعوه الي منتهي تلك القوانين المسمي بنفي النفي لا ادري !!!! ، فذهبت اليه وجلست معه أشاهد مكتبته تلك ونحتسي سوياً مشروب الشاي نتذكر مراحل صداقتنا بضحك ونتذكر شجارنا المستمر ضاحكيين علي ما كنا نتشاجر من اجله ، نتبادل الحديث في كل شي الا ان الحديث في السياسيه و الدين أمدت طويلاً بيننا خصوصاً الحديث في الموضوع الاخير قائلاً لي : انت بأتباعك ما يسمي بتفكير العلماني العقلاني النسبي لن تصل الي الايمان الحقيقي القوي وسأظل مشككاً في عقيدتك وقوه ايمانك !!!!!

فقلت له : ما الذي يعنيك يا صديقي بما أومن به ؟

قال لي : انا صديقك و أهتم بشأنك كثيراً واري انك مغدور بك عندما اخذت من عقلك سلطاناُ متغطرس يريد ان يعرف كل شي فتجاوز الطبيعه واصبح يفكر فيما ورائها ببعض الغرور بما حققه من علم واكتسبه من معرفه في شتي فروع الحياه فانتم واهمون فيما تستغلون به العقل ليدرك لكم ما تبحثون عنه فذلك المجهول الذي لا تدركه ابصاركم ويتحكم بي وبك لا يشبهكم لكي تميزوه ، ولم تعرفونه لانه هو ما اعطاكم المعرفه وطرق تحصيلها فهل يستوي ان يدُرك العاطي وما تصدق به الي كائن من صنعه ما عليهِ الا ان يأخذ من عطاء العاطي الوفيض ما امر هو به لكي يُدرك !!!!

قلت له :"مستعجباً" اعطانا المعرفه !! ..... ما هي تلك المعرفه !!!! و ما هي طرق تحصيليها !!! ؟

قال لي : انت تعرفها !!!!

قلت له : اتريديني ان اتكلم انا عن المعرفه و عن سُبل المعرفه ذلك المجهول ؟

قال لي : نعم تحدث وانا منصت اليك لعلي احتسي من فنجان الشي بعض الشُرفات قبل ان يبرد ويصير مثلك هاهاهاها .....

قلت له :"ضاحكا مثله" ، لك ما تريد يا صديقي ، اذا دعنا نتحدث عن المعرفه كمبحث نستدل به و سبل تلك المعرفه...

قال لي : تحدث ....

قلت : انا افهم ما قلته لي انك لا تؤمن بقدره العقل عن البحث فيما وراء تلك الطبيعه وعن مَاهيه المجهول الكامن فيها وتريد مني ان نتحدث عن المعرفه ، هل انا فهمت ما يقصده عقلك ؟؟

قال : بلي !!!!

قلت له :حسناً ، اذا نحن بصدد تسائلات اولها هل المعرفه ممكنه ؟ .... واذا كانت كذلك ما ادوات تلك المعرفه ؟ هل هي الحس ام الحدس ام العقل ؟ وهل يمكن للمعرفه ان تكون مزيج تتدركه عدد من الادوات تلك المعرفه ؟ !!!!!

قال لي :عظيم وردً عن تسائلاتك تلك اقول لك : المعرفه محدوده بما اراد بها عاطيِهاَ لكي تعرُف وادوات المعرفه التي ذكرتها المتمثله في ( الحس ، الحدس ، العقل ) انا مُعترف بها كَسبل للمعرفه وانا علي ايمان ان لكل منها سبيل وَضعه عاطيها الميتافزيقي لكي نُدرك به ما يريد ان نعرفه لكي تستمر الحياه التي ارادها لخلقه !!!!!!!

قلت له : اذاً دعنا نتكلم عن ادوات المعرفه كسبيل لمعرفه هذا المجهول والايمان الحقيقي به وقبول احكامه و المثول لاوامره والابتعاد عن نواهييه

قال لي : تحدث ....

قلت : اشكرك ، اذا تناولنا اول تلك الادوات وهي الحس هل الخالق تدركه العين والاذن و الفم والانف واليد والحواس عموماً ....

قال لي : لا انه الخالق الذي لاتدركه الابصار

قلت له : عظيم ، نأتي الي الاداه المعرفيه الثانيه وهي الحدس هل الحدس الداخلي اداه لكي نتعرف بها عن الخالق

قال لي: بلي .....

قلت له : كيف ؟!!!!

قال : الايمان هو ما وقر في القلب وبعثَ عليها بالهدوء والسكينه والاطمئنان انها لحلاوه الايمان الذي لايدركه سوي الحدس ولا يغص عليه فرحته سوي حماقات من يدعون العقلانيه

قلت له: "مبتسماً" انها ياصديقي لاحلاوه اليقين وليس الايمان

قال لي: "متعصباً" لا تتلاعب معي بلالفاظ ولا تراوغني بالمعاني وضح لي اكثر عما تريد ابلاغه !!!!!

قلت له : حسناً اهدأ ولا تثير اعصابك سأوضح لك عما اعنيه ، نحن المسلمين نجد الراحه عندما نركع لله عندما نزور بيته الحرام عندما نتقرب من ال بيت رسوله الكريم ، وهكذا المسحيين عندما يصلون في كنأئسهم و عندما يجلسون بين يدي القساوسه ويعترفون لهم وهكذا اليهود عندما يذهبون الي كنيسهم ويسمعون الي حاخامتهم و والهندوس وغيرهم من الملل فهذا ما تربو عليه وارتاح له ضميرهم ووجدوا فيه الهدوء والسكينه

قال : ما معني كلامك هذا وضح اكثر ؟؟ !!!!!

قلت له : ان الانسان مؤمن بما تشبع به عقله من الصغر من عبادات وعادات وتقاليد وقيم فكل هذا يشكل له الضمير الذي يجلب له السعاده في الكبر عندما يسير علي درُبه ويجلب له القلق والحزن والحيره عندما يبتعد ويحيد عن درُبه
.
قال :هل يستوي ديننا بدين الاخريين ما الذي تَعنيه بما تقوله ما تلك الهُرائات التي اسمعها منك !!!!!!!!

قلت له : عساك من تلك الطريقه في الحديث فنحن نتحدث بالمنطق ونريد لحديثنا ان يَنبت لنا ثمره لذيذه نشتهي منها الحكمه والحقيقه

قال : اري في كلامك قليلاً من المنطق وكثيراً من الخُبث يبعث في وجداَني الريبه من حديثك فأنت تريد ان تصل بي الي شي ما في عقلك لا أعلمه ....... !!!!!!

قلت له: "ضاحكاً" علي العكس يا صديقي ان لا اخشي شي وانت تعلم عني صراحتي تلك هي التي تجلب لي المشاكل والصرعات مع الحمقي والمغفليين دوماً فانا لا اعرف النفاق يوما ولا احترف التَقيه

فال لي: "غاضباً" اتشبهني يالحمقي والمغفليينِ !!!!!!!!

قلت له : العفوا منك يا صديقي انا لا اقصد ذلك ، ولكي نزيل البس دعنا نُعرف من هم الحمقي ومن هم المغفليينِ ؟؟؟

قال لي : اتحسب نفسك ايها الاحمق فيلسوفاً كسقراط لكي تتسأئل اكثر مما تجيب فعرف لي انت من هم الحمقي والمغفليين ؟؟

قلت له : الاحمق كما يُعرفه المعجم الذي تزيين به مكتبتك الجميله تلك بأنه قليل العقل فاسد الراي والمغفل هو ما يغفل عن الحق .

قال : دعك من ثرثرتك المعهوده تلك ودعنا نُكمل حديثناً ،انا انصت اليك جيداً وتملئني الريبه من حديثك هذا وعلي العموم انا اوافقك بعض الشي واريد منك ان تحدثني عن الوسيله المعرفيه الثالثه ؟

قلت له اخيراً توصلت انا وانت الي الوسيله الثالثه وهي العقل بعد ان كَفرت انا وأياك ان الحس والحدث يفشلون في ايجاد الحقيقه وادارك الخالق وعظمته فالعقل ياصديقي توصل الي القوانين التي تحكم صيروره الكون ، العقل ياصديقي هو الذي استكشف واستنبط ووضع العلوم هو الذي اصبح يتدخل في عمل الطبيعه مصلحاً ومخرباً ايها فهو السبيل الوحيد الذي يميز ايمانك بالحق عن ايمان الاخريين الزائف فلا تستنكر قدره العقل فان الله هو الذي اعطانه اياه لكي نعقل اعجازه وتصميمه الذكي وقدرته الامحدوده

قال لي : كلامك هذا اثق فيه الي حد ما ، كلامك فقط لاتطمع بشي اخر ..... نواياك لا اثق فيها البته

قلت له : دعنا من النوايا انا اعرف نفسي صادقاً ولا اقول الا ما يصدقه عقلي ....... ، علي ايه حال انت متفق معي علي العقلانيه كسبيل وكحتميه للتفكير وفي نفس الوقت ادراك الخالق وحكمته وان ما يعادي العقل ليس له محل من الاعراب ؟؟؟

…..قال لي : اوافقك بعض الشي

قلت له: اذا انت عقلاني مثلي :)

قال لي: اانا عقلاني محافظ :)

قلت له : علي أي حال ، يبقي لنا السؤال الاخير قبل ان اطلب منك كوب الشاي الثاني ؟

قال لي : لن احضر لك شي الا اذا أقمت الحُجه عليك .... هاهاهاها ، ( استغرقت معه ايضا في الضحك مجامله له فقط )

قلت له : حسناً ، طالما اصبحت عقلاني أي تعتمد علي العقل لكي يهدي لك طريق الحق طريق الخالق أذا ما الملكات والمهارات التي يحتاجها العقل ليبلغ لك مرادك من الحقيقه ؟؟

قال : ان نتركه يبحث

قلت : كيف ؟؟

قال : كما قلت لك ان يبحث هل البحث لا يكفي ام ان لك مهارات اخري تريد ان تضيفها للبحث العقلي ؟

قلت : نعم ، اريد للعقل ان يبحث بحريه تامه مجرده من اهوائه وموروثه وثقافته القديمه ان يطالع كل شي من التراث والحديث والمعاصر في شتي العلوم ان يتقبل جميع الافكار بتحلبل والنقاش والمقارنه والعرض دوُن ان يُكفر غيرهِ ويهدد ويستكبر وان يقبل في النهايه ما توصل اليه عقله هو ليس كحقيقه مطلقه ولكن كحقيقه اقرب ما تكون للصواب
وان يضع نصب عينه ان الحقيقه المطلقه صعبه ونسبيه يقبلها عقل ويرفضها اخر لان العقل هو المقياس الوحيد لأشياء وعلينا ان نبحث عن سبيل وسط بين تلك العقول

قال : اوافق بعض الشي

قلت له : اذاً انت علماني

قال :"قال لي ضاحكاً" اذا كانت العلمانيه تتمثل في ثرثرتك الاخيره تلك فانا علماني متدين

قلت له : اذا انت عقلاني محافظ وعلماني متديين

قال : نعم

قلت: وانا كذلك ونحن متفقيين

قال : بعض الشي

قلت له : "مناغشاً" هل تعرف ان كلمه "بعض الشي" هي الدعامه الاساسيه للفكر العلماني

قال لي : لعنك الله كم انت احمق لعن اليوم الذي تعرفت اليك فيه تلك اليوم الذي سيعصفُ بي طيل حياتي بتلك الافكار وينغصث عليا سعادتي وراحه بالي وسكينه قلبي


( انهينا الحوار هذا وذهبنا الي المقهي نشاهد مباره كره قدم ونشرب الارجيله النقيه من أي ............... )



#احمد_صلاح_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالب صعلوك يفكر
- تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط 2
- تهافت الخطاب السائد
- تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط
- دانات احلامي


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد صلاح فهمي - حديث بين هذا وذاك