أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - أمَّة اقرأ لا تقرأ














المزيد.....

أمَّة اقرأ لا تقرأ


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 20:39
المحور: كتابات ساخرة
    


أمَّة اقرأ لا تقرأ
كتب مروان صباح / تأملات دفعت في توفير التساؤلات وحُشِدت لها كل التاريخ والجغرافيا وسِيرّ الأولين والآخرين كي تقدم إجابات عن حال أمَّة اقرأ لماذا لا تقرأ والأسباب المنطقية التى جعلتها تتراجع إلى هذا المستوى من النفور لأي شيء يتعلق بالثقافة رغم أنها تمتلك من الأسباب التى تهيئها أن تكون من الأمم النموذجية في هذا المجال على الأقل لما تدخر في مخزونها الثقافي من الشعر والفلسفة والكتابات المتنوعة والعديد من القضايا الأخرى ، لكن هذه الأنماط الاستهلاكية المتغلغل في ثقافة المجتمع من صناعات المتطورة أبهرت الروح وسال اللعاب لها قبل دمع العين وأصبحت الحصول عليها الغاية الأولى مصحوبة بابتكار الطرق بالقدر الإمكان بهدف تجديدها مما جعلت الإنسان العربي أن يرتهن إلى ثقافتين هما المسموع والمرئي للحصول على المعلومة وهنا نقول المعلومة ليس المعرفة لضيق الوقت حيث اُستغرق في أمور أصبحت تملئ الجزء الأكبر من حياته التى ازاحت القراءة من اهتماماته وتحولت شيء ثانوي في أحسن الاحوال ، حيث ابتعدَّ كلياً عن ثقافة أهم وانضج هي قراءة ما بين السطور التى تحقق له القدرة على التمييز بين ما يطرح امامه من أفكار تسانده في مقارنة الحقائق .
قبل 400 عام شهدت العواصم الغربية مخاضات متعددة تعثر فيها الانتقال لكنها تجاوزت جميع العصي الغليظة التى حاولت أن تعرقل الدواليب من السير إلى الأمام ونحو مستقبل يعزز من مكانة الإنسان ، بينما استطاعت أن تحقق غاياتها في تكوين مجتمعات تليق بالإنسان وتكريمه ، فبدل ما كانت تكتفي بإتاحة العيش فقط تحولت إلى فضاء يحيى به الفرد بكل معنى الكلمة ، وأصبح باحثاً عن ما يُنمّي معرفته بدايةً في اعادة تشكيل الوعي على قاعدة الإنتاج والإبداع وزرع الثقافات الإيجابية لدى الفرد منذ الصغر ومنها التعلق بالقراءة كي تتوسع المدارات كوسيلة سريعة لتقريب المسافات بهدف الوصول إلى الأفضل ، فما يلفت الانتباه ما يجري في داخل المجتمعات الغربية من انماط وسلوك تستفز من هو عابر غير مقيم راغب بامتلاكها لكن العجز يقيد رغباته إلا أنها تدلل حجم اليقظة التى اعادت المرء إلى ذاته اولاً كي يكتشفها ، لهذا من غير الطبيعي أن تجد إنسان غربي متواجد في أي مكان دون أن يصطحب كتاباً يرافق طريقه المقصود حيث أيقن أن من الضروري تغذية العقل بالأفكار بنفس الجهد المبذول والعناية في تغذية البدن بالطعام ، فهناك قلة تعتني بالنوعية الطعام لما يمكن أن تستقبله المعدة أو ترفضه ، كونه لم يترك للآخرين أو العين فقط اختيار ما سيتناول من طعام فجعل العقل أن يتدخل مصحوب بحاسة التذوق ليصبح انتقائي في تناول الأفضل من الطعام المتواجد في السوق وبعناية فائقة ، ينعكس ذلك تماماً لدي المتذوقين الثقافة التى تدفعهم قراءاتهم المتنوعة والمختلفة إلى البحث بعد مدة عن كتابات أرقى من حيث الطرح وريادة كشرط يفرضه العقل بشكل تلقائي لما يحدث من تنامي التى تتيح للقارئ بعد كل قراءة كتاب أو مقال أن يتفاعل مع من كتبه في التحليل أو في التفكير أو النظر إلى ما يرمي الكاتب بحيث ينتقل من قارئ لمرحلة يشارك صاحب القلم .
ما نراه في شبكة المواصلات أو الطوابير المتعددة أو على شواطئ البحار والحدائق العامة ليس استعراضاً ابداً بقدر ما هو حاجة يتطلبها العقل على الدوام من احتياجات فكرية كي تجيب على الأسئلة التى تدور في ذهن الإنسان وتحتاج إلى اجوبة شافية حتى لو كانت مرحلية ، فقد أستطاع الإنسان الغربي على اختلاف طبقاته أن يستبدل الإنسان بالكتاب والابتعاد عن ما يستدرجه إلى مربعات الثرثرة التى ترهق من يتعلق بحبالها ، فأصبح من لا يحمل كتاباً في انتظاره منبوذ كأن سلوكه لا يعكس حالة المجتمع الحقيقية ، لهذا إذ ما قورن ما يُطبع سنوياً في القارة الباردة من انتاجات جديدة وقديمة ليست أبداً بهدف احياء التراث بل نزولاً عند طلب قارئيها وما بين ما يُطبع في الوطن العربي تأتي الأرقام متباعدة بل يستشعر المرء بالخجل لدرجة أنه يذوب داخل ملابسه لحجم الفارق ، إلا أنها تتغير بالجهة الاخرى المعايير عندما نتناول الاستهلاك كمقارنة بنسبة السكان فيتقدم الوطن العربي دائما بمجالات الكماليات ، مثل استهلاكه للشكولاته والسيارات والمساحيق التجميلية التى تتوارى خلفها الوجوه القبيحة والعطور التى تعالج الروائح الخارجية متجاهلين تماماً روائح الجهل الداخلي التى يُستخسر أن يصرف عليه لو بالقليل .
تتفاقم أزمة القراءة من جيل إلى أخر دون الالتفات بأن أزمة المعرفة تتعاظم بفضل الاستغراق بالاستهلاك ، فالمسألة ليست مرهونة بالقدرة على شراء الكتب بقدر ما هي تعويد وأنماط تتحول إلى ثقافة تغتني مع مرور الزمن حيث الواقع يظهر إقّدام المرء على شراء السجائر في كل يوم وبشكل مبالغ لا يستهان به دون أن يشتكي أو يتوقف وذلك يعود لأسباب تتعلق بما يطلبه الدم لمادة النُكتين ، تماماً يطرح السؤال على الدوام لدى المهتمين والباحثين في سيكولوجيات الإنسان العربي عن كيفية تحفيز اهتمامات المجتمع نحو القراءة وما هي الأساليب التحبيبية التى يكمن تساهم في وضع جميع الفئات على أول الطريق دون أن تُقتصر على النخب أو اشبهاها من مقتنصين لبعض النصوص المتقطعة حيث يختارون بدهاء الجمل والعبارات التى تستجيب لرغبتهم من أجل الشعور بالتفوق عمن حولهم من معدمي القراءة .
المسألة أبعد من ثنائية التفاؤل والتشاؤم وما بينهما من تشاؤل عند من يفرض نوعاً من الجهد أو التفكير ليصبح غير مرغوب فيه بل مكانته لا قيمة لها عند الأغلبية التى باتت اهتماماتها بأشياء ثانوية مسلية مما أرتفع نسبة الأمية حتى لو كنا في عصر شهادات فاقدة المحتوى ومنزوعة من أي ثقافة ، مقابل مجتمعات تحترم وتقدر المنتجين للثقافة بشتى أنواعها التى تعود بنفع على متلقيها لتصبح هذه الاقلام جزء اساسي في حياة الفرد وتُوسع مدراته مما يجعلها أن تتربع في المكانة الأعلى التى تتفوق على كثير من الأمكنة الأخرى .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - أمَّة اقرأ لا تقرأ