أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - الآخر .. المختلف .. الغير مقاربة مفاهيمية















المزيد.....



الآخر .. المختلف .. الغير مقاربة مفاهيمية


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآخر .. المختلف .. الغير
مقاربة مفاهيمية
عبد الجبار خضير عباس
بدأ الحراك الاجتماعي والظهور العالمي لثقافة المجتمع المدني بشكل واضح وجلي في المشهد السياسي، والاجتماعي العالمي، أواخر التسعينيات من القرن الماضي وعلى وفق هذا الحراك، بدأنا نسمع بمفردات ومفاهيم جديدة مثل حقوق الانسان، وحرية الرأي، والتعبير، وحرية الصحافة، والجندر، والمساواة، والآخر، وعدم التمييز باللون والشكل ... .
ولو ان بعض هذه المفاهيم كانت متداولة سابقا، لكن ليس بهذا المستوى من الانتشار ولا بدلالة المفاهيم ومعانيها وفعاليتها في الوقت الحاضر، ولاسيما بعد زوال الحرب الباردة وفشل التجربة السوفيتية .. وفي العراق الذي شهد تغييرا مفاجئا بعد سقوط النظام في العام 2003 ، إذ انتشرت حزمة من المفاهيم الجديدة التي لم نألفها من قبل أو لم نكن نستخدمها ابان النظام الشمولي، كونها تتقاطع مع ثقافته، لكن معطيات التغيير استوجبت حلول مفاهيم تنسجم مع تحولات التجربة الديمقراطية، لذلك كثر تداول مفاهيم جديدة منها "الآخر".
ولكن احيانا يستخدم المفهوم بغير محله أو وضع مفردات بديلة له لاتعبر بدقة عن المفهوم، لذا وجدنا من المناسب ان نبين أو نحاول بمقاربة مفاهيمية لتحديد اطار لهذا المفهوم، اذ تتطلب الحاجة توضيح الصورة للمتلقي الذي صار يبحث عن معان جديدة لمفاهيم كان يسمع بها واليوم لزاما عليه ان يمارسها..
الآخر في اللغة
"الآخر"، في اللغة يأتي بمعنى غير كقولك رجل آخر وثوب آخر، ..وقال تعالى : "فعدة من ايام أخر " فالآخر هنا تؤكد التساوي والتطابق، اي كل يوم يعوض اليوم المفقود بليله ونهاره وساعاته، فكل يوم هو معادل ومساو لاي يوم آخر.. فالآخر هنا ند ومساو لكن هذا المفهوم متحرك وغير ثابت، وثمة تفسيرات، ودلالات عديدة ومتشعبة له، ومرادفات مثل، "الغير" و"المختلف" ثم هناك من يعده دخيلا على الثقافة العربية والاسلامية، وبعضهم يدرجه في خانة المؤامرة الفكرية، ومنهم من يضع المقاربات مع الثقافة الاسلامية، ومنهم من يقول: (لسنا مخيرين في وجود الآخر فهو حتمية اقتضتها حكمة الله تعالى في الخلق لتكون الحياة أكثر ثراءً، وليشحذ التنافس همم أبناء البشر، ويفجر طاقاتهم. " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " سورة هود آية 118) وثمة من يجد هذه الثقافة تنسجم مع الرؤى والمضامين الاسلامية، ويبدأ بايراد المقارنات والحجج، ومنهم من يعترض ويجدها عملية ترقيع، إذ لا تنسجم مع المفهوم الذي جاء بضغط من معطيات واشتراطات العصر الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية، وثمة من يعتقد بضروروة محق وسحق وازالت الآخر من الوجود بوصفه كافرا..وثمة ثقافة الغوييم أو اللا آخر، إذ يرى اليهود انهم شعب الله المختار، ولايحق لغيرهم من اعتناق ديانتهم، فالآخرون في عرفهم هم بهائم بالمقارنة مع اليهود، هذه التساؤلات عبر مقاربة نحاول ان نبين الفارق بين الآخر والمختلف وكيف نتعامل مع المفهوم كمعطى لثقافة مختلفة تحاكي الحراك الاجتماعي المعاصر ثم نبين كيفية التحول من الآخر الى المختلف والمختلف الى الآخر و خطأ استخدام الغير بدلا من الاخر بدلالات لغوية ..
ثم كيف يتشكل الآخر، كيف نستشعر بوجوده، اذا لم نتحقق من وجود ذواتنا؟ نستعين هنا باراء سايكولوجية بهذا الشأن لفرويد ولاكان ويونغ.. وقراءات فلسفية .. والتحولات التي تطرأ على الاثنيات التي تتحول بسبب الدمج القسري الى آخر بدلا عن مختلف، سياحة في جغرافية للهويات وتمثيلاتها، لتبيان دلالة المفهوم والتفريق بين الآخر والمختلف وعلاقة ذلك بـ " الغير" ونحن هنا لا ندعي مسك الحقيقة او حسمنا تحديد المفهوم وفق اطر محددة بل الموضع يحتاج الى اغناء عبر اشباعه باراء السوسيولوجيين واللغويين والمفكريين....

الآخر
الآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ، .. وقال تعالى:" فعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَر"
فالآخر، هنا تؤكد التساوي والتطابق، أي كل يوم يعوض اليوم المفقود بليله ونهاره وساعاته، فكل يوم هو معادل ومساو لاي يوم آخر.
وكل رجل يساوي ويعادل في تكوينه البايولوجي اي رجل آخر.. والمرأة تشابه في وظيفتها البايولوجية أية امرأة أخرى ..
لكن كيف يتشكل الآخر، كيف نستشعر بوجوده، اذا لم نتحقق من وجود ذاتنا؟ للاجابة عن هذا السؤال، نعتمد على ما اورده "ستيوارت هول" في كتابه (حول الهوية الثقافية)*1 ، ترجمة بول طبر. ان فرويد يُقرأ (كما لو انه يقول ان صورة الذات "ككل" وموحدة يتعلمها الطفل تدريجياً وجزئياً وبعناء كبير. انها لا تنمو طبيعياً من داخل لب كيان الطفل، وانما تتشكل بالعلاقة مع الآخرين؛ لاسيما عبر المفاوضات النفسية المعقدة واللاواعية في مرحلة الطفولة المبكرة بين الطفل والاستيهامات القوية التي يمتلكها عن شخصية ابويه. عبر ما يدعوه لاكان "مرحلة المرآة" للنمو، يرى الطفل نفسه أو يتخيلها منعكسة ــ اما حرفياً في المرآة، واما رمزياً في "مرآة" نظرة الآخرـ بصفته "شخصاً كلياً" (lacan ،1977). هذا القول قريب بطريقة ما من مفهوم cooley mead عن الذات التفاعلية، كانها صورة معكوسة على المرآة؛ باستثناء ان التنشئة الاجتماعية هي بالنسبة اليهما قضية اكتساب واع، بينما الذاتية (subjectivity) هي بالنسبة الى فرويد نتاج صيرورات نفسية غير واعية.
بالنسبة الى لاكان ، يفتح تشكل الذات هذا في "نظرة" الآخر علاقة الطفل بالانظمة الرمزية خارج ذاته، وهي (العلاقة) ومن ثم اللحظة التي يدخل من خلالها الطفل بالانظمة المختلفة للتمثيل الرمزي ـ ومن ضمنها اللغة والثقافة والاختلاف الجنسي، الشعور المتناقض والمرتبك الذي يرافق هذا الدخول الصعب ـ انشطار الحب والكراهية للأب والصراع بين الرغبة لارضاء الأم والاندفاع لرففضها وانقسام الذات بين ما هو صالح وشرير، والتنكر للجوانب الذكورية/ الأنثوية للذات، وما شاكل ـ وجميع هذه الامور هي جوانب اساسية من هذا ( التشكل اللاواعي للذات ) وتبقي الذات منقسمة، ويبقى هذا الشعور مع الفرد الى نهاية حياته.
ولكن بالرغم من ان الذات هي دائما منشطرة او منقسمة، فأنها تختبر هويتها كأنما هي متماسكة وغير "مرتبكة"، أو موحدة، وذلك يعود الى الاستيهام المتعلق بالذات بصفتها "شخصا" موحدا كان قد تم تشكله في مرحلة المرآة.
ويعرف ك.غ. يونغ الانا في كتابه الموسوم " جدلية الانا واللاوعي" ترجمة نبيل محسن ص58 *2 ( اعني بالانا مركب تمثيل يشكل بالنسبة لي مركز الحقل الواعي ويبدو لي انه يمتلك درجة عليا من الاستمرارية والتماهي مع نفسه، ولكن بما ان الانا هي مركز الحقل الوعي فهي لاتختلط مع كلية النفس، انها مركب بين مركبات اخرى عديدة. هناك مجال اذاً للتمييز بين الانا والذات، بما ان الانا هي موضوع وعيي في حين ان الذات هي موضوع كلية النفس بما فيه اللاوعي.

المختلف
خيف(مقاييس اللغة)الخاء والياء والفاء أصلٌ واحد يدل على اختلافٍ. فالخَيَف: أن تكون إحدى العينَين من الفَرَس زرقاءَ والأُخْرى كَحْلاء.ويقال: النَّاس أخْيافٌ، أي مختلفون. والخَيْفَان جرادٌ تصير فيه خطوطٌ مختلفة لسان العرب : والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّق، وعَنَى به ههنا المُخْتَلِفَ.
والتَّخاليف: الأَلوان المختلفةُ. والأَخْيافُ: الضُّروبُ المختلفة في الأَخْلاق والأَشْكال ، ومُؤَخَّرُ كل شيء، بالتشديد: خلاف مُقَدَّمِه.
وعلى وفق هذا التفسير اللغوي من غير الممكن ان يعبر مفهوم "الآخر" عن المختلف ولا ينبغي ان يأتي مفهوم المختلف كمرادف " للآخر" فكما ذكرنا آنفا ثمة تفسير مختلف عن " الآخر" لايتطابق او يقترب من المختلف، لكن اعتاد البعض على ايراد هذا الخطأ وهناك من يدمج المفهومين بالقول "الاخر والمختلف"، وبحثنا هذا مقاربة لفك الارتباط بين المفهومين، عبر ايراد الامثلة لتحولات الآخر الى مختلف وبالعكس في حركة الفضاء الاجتماعي للاقليات والاثنيات والطوائف، والمؤثرات السياسية والثقافية التي تسهم في الدمج والتحول.

الغوييم أو اللا آخر
يرى اليهود، انهم شعب الله المختار، ولايحق لغيرهم من اعتناق ديانتهم، لذا هم يتفردون عن الديانات الأخرى، كونهم لايبشرون بدينهم، اذ الآخرون هم بهائم بالمقارنة مع اليهود، المنحدرون من العنصر أو الجنس السامي.
يقول: شفيق مقار*3 في كتابه قراءة سياسية للتوراة ص22 (لاوجود لشيء اسمه "الجنس" أو "العنصر". كما ان لفظة "سامية" مصطلح تصنيف علمي في مجال اللغويات، ويظل "الجنس" مصطلح تصنيف علمي في مجال علم الحيوان. فالعائلة الحيوانية تنقسم الى طبقات (genera) والطبقات تنقسم الى انواع (species) والانواع تنقسم الى اجناس (races) والاجناس تنقسم الى سلالات (varieties). وفيما يخص الانسان، وهو نوع من انواع العائلة الحيوانية، لاوجود الا للتصنيف الذي يقسم النوع الى "اجناس أولية" (primary races) و"اجناس ثانوية" (secondary). والاجناس الاولية هي الاجناس التي يقول العلم _لا الدين _ انها وجدت في فجر الخليقة، بداية علم التطور، ومرت بعمليات من التعديل والتطور لخصائصها الطبيعية عن طريق ما يسميه العلم "الانتقاء الطبيعي". اما الاجناس الثانوية، وتسمى ايضا المركبة، فتلك التي وجدت من تزاوج واختلاط دماء وخصائص الاجناس الاولية. وبهذا المعنى وحده استخدم "الجنس" كمصطلح تصنيفي في العلم.
وجاء في الـ ص 23 من المصدر نفسه (يؤكد العلم على ان اهمية ما تباشره عوامل البيئة والتمازج والاختلاط بين السلالات عن طريق الهجرات والغزو والتزاوج من تعديل وتطوير للخصائص الموروثة مما يعطينا "الاجناس" الثانوية، أو المركبة، يبدو واضحا من تحرير الاحبار "للعهد القديم" ان مفهوم الخصوصية والافراد العرقي تسلط على الاذهان المباركة وحرك ايدي الاحبار وهم يحررون ذلك "العهد". فهم، ابتداء، لايكفون على طول "العهد القديم" وعرضه عن تحذير قومهم، على لسان الاله وبالسنتهم، من الاختلاط بالاقوام او امم الارض الاخرى. ولعل المثال الصارخ على ذلك ما يؤكده حزقيال ("الكاهن ابن بوزى") من ان الرب قال انه "غاضب على المرأة اهوليبة" التي يبدو انها كانت سيدة معشاقة، لانها "زنت بارض مصر، وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل".
وليس المصريون وحدهم هم الذين "حرم الاله" على "شعبه" خلط دمائه بدمائهم، بل كل "الامميين" “اللابشر” الآخرين.)
اذاً لاوجود للآخر بالثقافة اليهودية في هذا العالم الفسيح بل هم والمختلف المفارق، وليست ثمة من فرصة مستقبلية بتحوله لآخر بالمفهوم الديني!
ومن جانب آخر، يذكر الكاتب "إسرائيل شاحاك" في كتابه "الديانة اليهودية وتاريخ اليهود وطأة 3000عام" صفحة 22 (فبحسب القانون الاسرائيلي يعد الشخص "يهودياً" إذا كانت والدته، أو جدته، أو جدته لأمه، أو جدته لجدته، يهودية في ديانتها، أو إذا اعتنق الشخص الديانة اليهودية بطريقة ترضي السلطات الاسرائيلة، ولكن شرط ألا يكون هذا الشخص قد تحول في وقت من الأوقات، عن اليهودية واعتنق ديانة أخرى، ففي هذه الحالة تقلع إسرائيل، عن عده "يهودياً". ويمثل الشرط الأول من الشروط الثلاثة، التعريف التلمودي لـ"من هو اليهودي" وهو التعريف الذي تعتمده الأرثوذوكسية اليهودية. ويعترف التلمود والشرع الحاخامي اللاحق له أيضاً، بتحول غير اليهودي إلى اليهودية(مثلما يعترف بشراء اليهودي لعبد غير يهودي، يليه نوع آخر من التحول عن ديانة واعتناق أخرى) كطريقة من الطرق، لكي يصبح المرء يهودياً، شرط أن يجري مراسم التحول بالطريقة الصحيحة، حاخامات مخولون هذه السلطة. وهذه"الطريقة الصحيحة" تستلزم بالنسبة إلى الإناث، معاينتهن من ثلاثة حاخامات وهن عاريات في"حمام التطهير" وهو طقس وان كان معروفاً من قراء الصحف العبرية كافة، فإن وسائل الإعلام باللغة الانكليزية غالباً ما تحجم عن ذكره، على الرغم من كونه بلا ريب، موضوعاً مثيراً لاهتمام بعض القراء.)


المختلف المتوحد
اذا قرأنا على وفق هذه الرؤية المسيح عليه السلام "كذات" و"آخر" ضمن محيط اجتماعي فيه آخرون فهو مختلف ولا أمل مستقبلي بتحوله لآخر، فهو ولد بطريقة بايولوجية مختلفة(لمسة إلهية)، كما ان ذاته لم يجر تكونها تدريجياً أوجزئياً أوعبر عناء كبير كما يتعلمها بقية الاطفال، ولم تتشكل بالعلاقة مع الآخرين، أوبطريقة المفاوضات النفسية المعقدة واللاواعية في مرحلة الطفولة المبكرة بين الطفل والاستيهامات القوية التي يمتلكها عن شخصية ابويه كما يقول فرويد، ولا عبر ما يدعوه لاكان "مرحلة المرآة" للنمو، وبالنسبة اليه، فهي ليست قضية اكتساب واع بل هي ذات متكاملة منذ دخولها العالم الارضي، ولم يأت عن طريق الانتخاب الطبيعي أو التنازع على البقاء أو تأثر بمحدودية الغذاء والتنافس مع الآخرين أو يبحث عن فرصة للبقاء اذاً هو مختلف بأمتياز وليس آخر مع أي انسان.

الغير
ثمة من يضع اسم "الغير" بدلا عن الآخر، بوصفه معبرا عن (غير) التي تعد من حروف المعاني، إذ ورد في لسان العرب ("غيرُ" من حروف المعاني، تكون نعتاً وتكون بمعنى لا، وله باب على حِدَة. يقولون: ما جاءني غيرَك وما جاءني أَحد غيرك، قال: وقد تكون بمعنى "لا" فتنصبها على الحال كقوله تعالى: فمنِ اضطُرّ غيرَ باغ ولا عادٍ، كأَنه تعالى قال: فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغياً...)وفي(مقاييس اللغة) والأصل الآخر: قولُنا: هذا الشَّيءُ غيرُ ذاك، أي هو سِواه وخلافه. وفي(القاموس المحيط) ولا تَتَعَرَّفُ "غيرُ" بالإِضافةِ لِشِدَّةِ إبهامِها.
عموما في جميع القواميس لم تأت "غير" معرفة اي انها لاتتعرف .. اما (الغيْرُ) فهي تأتي اسما، وبمعان مختلفة . (القاموس المحيط) و"غيرهُ" جَعَلَهُ غيرَ ما كان، وحَوَّلَهُ، وبَدَّلَهُ، والاسمُ: الغَيْرُ...، وفي(مقاييس اللغة) فأمَّا الدِّيَة فإنَّها تسمَّى (الغيرَ). وجاء في(لسان العرب) : (الغيَرُ) الاسم من قولك غَيرت الشيء فتَغَيّر.
(الأنانية والغيرية)، يورد علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعبة من تاريخ العراق الحديث *4 في الصفحة 339 ان (الانانية) هي الصفة الاساسية في الانسان، فهو يحب نفسه دائما ويفضلها على (الغير)، ولكننا مع ذلك قد نرى الإنسان يضحي بنفسه أو مصلحته في سبيل (الغير) أحيانا، كما تفعل الام تجاه ولدها، أو البدوي تجاه قبيلته، أو المؤمن تجاه دينه..يمكن القول إن هذه (الغيرية) التي نراها في الإنسان أحيانا ليست (غيرية) بمعناها الحقيقي، بل هي أنانية تبدو كأنها (غيرية). وبعبارة أخرى: إن (الغيرية) في الإنسان ليس سوى صورة من صور الأنانية أو مستمدة منها. خذ الأم مثلا فهي حين تتفانى في سبيل ولدها إنما تتفانى في سبيل نفسها من حيث لا تشعر..،وهنا، تأتي (الغيرية) مطابقة للمفردة الشعبية العراقية (عنده "غيره" للذي يدافع عن عرضه او ماله..) وهذا عين ما ذهب اليه المجمع المصري بالقاهرة حين أجاز عند اقتضاء الحال وعند الضرورة الاصطلاحية القانونية ,توظيف كلمة (الغيرية) وتكون بمعنى مقابل لـ (الأنانية) ، وفي الصفحة 340 من الكتاب ذاته يستخدم الوردي "الغير" بمعنى الآخر اذ يقول ( فالانسان كثيرا ما يخدم الغير او يضحي في سبيله).
وهناك امثلة اخرى لتوظيف "الغير" بمعنى الآخر ما ورد في كتاب محمد عابد الجابري،*5 العقل الاخلاقي العربي ص93 (ماحدث وكان "الغير" قادراً عليه)... نجد ان الجابري ساق مفردة "الغير" نقلا عن ما منسوب للقاضي عبد الجبار المعتزلي.. المولود أواخر القرن الرابع الهجري والمتوفي سنة 415 هجرية، كما ان الشائع هو قد جرى حرق جميع كتب المعتزلة بعد صعود الاشاعرة، وثمة من يعتقد (انها وجدت في اليمن)، واذا افترضنا جدلا صحة نسبها للقاضي عبد الجبار، فلا يمنحها ذلك جواز تخطي سندها اللغوي، فضلا عن ان حقل اشتغالها هنا الفقه، وان الجابري في ايراده "الغير" هنا لايوحي بقراءة حداثوية لمفهوم الآخر على وفق ثقافة حقوق الانسان أو المجتمع المدني او عبر فهم سايسولوجي. بقدر ما هو تلخيص لرؤية القاضي عبد الجبار المعتزلي، والمعروف ان جميع المخطوطات جرى تحقيقها في العصر الحديث ولاسيما بعد ظهور الطباعة.
والرؤية اللغوية للجابري تؤكد ذلك، فقد جاء في كتابه *6 (تكوين العقل العربي) ص76( ولاحظنا ان اللغة العربية ربما كانت اللغة الحية الوحيدة في العالم التي ظلت هي هي في كلماتها ونحوها وتراكيبها منذ اربعة عشر قرناً على الاقل ) وفي كتاب*7 بنية العقل العربي ص15 (في بعض اللغات الحديثة التي يغلب فيها الطابع الاجرائي، فتبتعد باستمرار عن اصولها، وتستقل بنفسها متخذةً من الحاضر، حاضرها هي، اطارها المرجعي الوحيد أو على الاقل الاساسي) فاذا كانت اللغة العربية غير ذات طابع اجرائي ولا تتخذ من الحاضر اطارا مرجعيا لها، فمن باب اولى الرجوع الى الجذر في التوظيف اللغوي ..وانسجاما مع الرؤية الراهنة، لم يجر التعامل مع اللغة بشكل انسيابي على وفق الاشتراطات التأريخية الطبيعية وقوانين التطور، بوصف اللغة كائن حي، تنمو وتكبر وتشيخ وتندثر وتتأثر بالتطورات الحضارية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.. . ونحن هنا لانتسقط الهفوات ولانقلل من اهمية المشروع الكبير للجابري، بل لإيراد المثل وعقد المقارنة . وكذلك وظف ابن عربي مفردة " الغير" في مؤلفاته بوصفها بديلاً عن الآخر.
ونلاحظ في كتاب بول ريكور(الذات عينها كآخر)*8 ترجمة جورج زيناتي ص67 (عبر توسط الغير، والغير هنا هو كل عالم الرموزوالاشارات..) وفي ص 72 من الكتاب نفسه،(فنحن حين نبقى ضمن دائرة الهوية العينية فان غيرية الآخر المختلف عن الذات لاتمثل اي شيء اصيل:((الآخر)) يصبح، كما لاحظنا على لائحة الاضداد لكلمة عينه، الى جانب كلمات النقيض والمتميز والمختلف والمتنوع..الخ، في حين ان الأمر يختلف لو نحن جمعنا بين كلمة الغيرية مع الذاتية..) نحن هنا لسنا بصدد توضيح الرؤية الفلسفية لبول ريكور بشأن "الذات عينها كآخر" بل التوظيف اللغوي للمفاهيم بالترجمة العربية، فان( غيرية الآخر المختلف) ضغط لثلاثة مفاهيم لتعبرعن (دال) ، وفي الكتاب ذاته ص71 يقول ريكور(تصبح كلمات، آخر، غير، نقيض( مختلف، متنوع، غير متساو، عكس) . فهنا التبس علينا الأمر، إذ ان آخر،غير تناقض "مختلف". كان من الممكن ترجمتها الى (غيرية الآخر) من دون اضافة (المختلف) فهي مناقضة للآخر ولـ "غير".
وثمة كتاب صادر عن مكتبة الدراسات،*9 تأليف فؤاد كامل عنوانه( الغير في فلسفة سارتر) وهو هنا طبعا يوظف الغير بدلا من الآخر!.
اذاً، ازاء هكذا التباس بالتعاطي مع المفهوم، يضعنا بموقف يستدعي فك التشبيك والتداخل بالاعتماد على مفهوم الآخر بدلا عن الغير الذي لاينسجم لغويا وله دلالات ومعان مختلفة مما يحدث نوعا من عسر الفهم في معرفتنا للمفهوم ودلالته اللغوية والمفاهيمية.


تبادل المراكز بين الآخر والمختلف

الآخر: كمصطلح يشتغل في حقل المجتمع المدني، هو مفهوم محايد يوحي بالمكافىء والمساوي،كما هو الحال في قراءات الفلاسفة للذات مع محيطها، كما انه لايوحي بالعداء والتناقض الحاد، عكس "المختلف" الذي يوحي بالتناقض والتضاد، كما ان مفهوم "الآخر" متحرك غير مستقر، يتأثر بالمتغيرات السياسية، والاقتصادية، والثقافية. فعلى سبيل المثال، حين دخل المسلمون العراق، كانت الكنيسة النسطورية تمتد من البصرة الى الشمال، ويتحدثون السريانية وفي الحيرة وحدها هناك اكثر من مئتي كنيسة وكان الكثير من عرب العراق من المسيحيين، فمن جاء اليهم هو مختلف، وهم يندرجون تحت عباءة "الآخرية" من تشكيلات دينية وقومية عراقية، لكن عبر الزمن تحول المختلف الى "آخر" واصبح "الآخر" (مختلف) واستمرت عمليات الدمج القسري لتصل الى بدايات التسعينيات من القرن الماضي وما تبع الحرب العالمية الاولى من ابادة للمسيحيين في العراق ثم تهجير اليهود اوائل الخمسينيات بوصفهم مختلفين وبعد التغيير العام 2003 جرت حملات بعضها منظم وأخرى عشوائية لقتل وتهجير المندائيين والمسيحيين والازيديين حين تحولوا من الآخرية الى الاختلاف! اثر سيادة المناخ الديني في الحياة السياسية، والاجتماعية، كما وانسحب ذلك طائفيا ايضا ف(س) الذي كان يعيش في مدينة الثورة ( الصدر ) قد تماهى معها طبقيا، وخاض مشاجرات مع من ينتمون الى مدن أكثر رقيا مثل الاعظمية والمنصور..وغيرها حين يشيرون الى تدني مستواها الحضاري .. كان حينها مشروعا للقتل ابان النظام السابق، ومع ذلك سجن وعذب لانحيازه الطبقي، لكن فجأة اكتشف بعد التغيير انه "مختلف" حين بدأ الفرز على وفق الطائفة لا التراتبية الاجتماعية أو الطبقة، وكلما اشتد الاحتقان الطائفي يزداد لون اختلافه قتامة.اما (ع) البروفيسور الذي عاش في مدينة الغزالية التي احترمته المدينة لخلقه وعلمه، ومركزه الرفيع في احدى المؤسسات العلمية المهمة والمرموقة، بعد التغيير فجأةً اكتشف انه مختلف، لم يستطع تحمل الصدمة، فأنتحر!

حدث كذلك بعد الاحتلالات الاستعمارية
نقتبس هنا من كتاب *10 "فرانز فانون والثورة الجزائرية" تأليف محمد الميلي،اذ يصف الكتاب التغيرات التي طرأت على "شعب الانتيل" بعد مجيء البحارة الفرنسيين الى الجزيرة، وكيف تحولوا من لهجة متعالية على الزنوج الى قناعة بالانتماء الى افريقيا، كانت اسرة فانون تنتمي الى فئة من الموظفين المارتنيكيين حيث كانت تتحدث عن زنوج افريقيا باللهجة ذاتها التي يتحدث بها الاوروبيون.
(كان الانتيلي يعتقد انه متفوق على الافريقي بل هو كان يتأكد زيادة على ذلك، من وجود فرق جوهري بين الافريقي والانتيلي. كان التقليد المعمول به في فرنسا عند تقديم شخص اتنيلي في مجتمع باريس الراقي، هو التنصيص على انه (انتيلي من اصل مارتنيكي). وكان الافريقي في نظرة المارتنيكيين هو المثل الحقيقي للعرق الزنجي، واذا حدث ان مستعمرا طلب مجهودا كبيرا من عامل ماتنيكي ، فان هذا كثيرا مايرد عليه قائلا :( اذا أردت زنجيا فابحث عنه في افريقيا) مما يدل على ان العبيد الذين يقومون بالاشغال الشاقة يؤتى بهم من هناك.
"في العام 1939، لم يكن هناك اي احد، في الانتيل، يعد نفسه زنجيا او يعلن زنجيته. ولايفعل ذلك الا عندما تضطره علاقته مع لونه. ولكننا نستطيع ان نؤكد بانه لم يحدث الى العام 1949 أي اعلان تلقائي للزنوجة. وفي ص14
قبل العام 1939، كان يوجد بالمارتنيك نحو الفي أوروبي، ولهؤلاء وظائف محددة، وكانوا مندمجين في الحياة الاجتماعية، يهتمون باقتصاد البلاد ، لكن مدينة فور دي فرانس فقط غشتها بين عشية وضحاها موجة عشرة آلاف اوروبي لهم عقلية عنصرية مؤكدة، لكنها انئذ كانت خفية، واعني بذلك ان البحارة الفرنسيين لم تكن لديهم الفرصة خلال الايام الاولى كي يعربوا عن افكارهم العنصرية، لكن الاربع سنوات التي اضطروا عبرها ان يعيشوا منغلقين على انفسهم، من دون نشاط، نهبا للقلق عندما يفكرون في ذويهم الذين تركوهم بفرنسا، كل ذلك ادى بهم الى ان يقذفوا بقناع هو في الواقع سطحي ، وان يسلكوا سلوك"عنصريين حقيقيين".
كان لابد من العثور بسرعة على ما يضمن تغذية عشرة آلاف شخص، وفي ص15 من الكتاب (اصبح الانتيلي يشك في قيمته امام هؤلاء الرجال الذين كانوا يحتقرونه...
كان الانتيليون يعدون فرنسا البحارة هي فرنسا الشريرة، وان النشيد الوطني الذي يعزفه البحارة ليس هو نشيدهم، ولايجوز ان ننسى هؤلاء العسكريون عنصريون في حين ليس هناك من يشك في ان الفرنسي الحقيقي ليس عنصريا، اي انه لايعد الانتيلي زنجيا فلا شك انهم ليسوا فرنسيين حقيقيين . من يدري، لعلهم المان !وفعلا فقد اصبح كل بحار فرنسي يعد المانياً، لكن النتيجة التي تهمنا هي : امام عشرة الاف عنصري، وجد الانتيلي نفسه مجبرا على الدفاع عن نفسه، ودون (سيزير) لم يكن سهلا، الا ان سيزير كان هنا، وصدح الجميع معه بتلك الاغنية التي كانت تبدو فظيعة: مااجمل وما اطيب ان يكون الانسان زنجيا.
كان الانتيلي قبل 1945 يعمل دائما على التذكير بانه ليس زنجيا، وابتداء من 1945 اصبح الانتيلي بفرنسا يعمل دائما على التذكير بانه زنجي.)
نجد هنا كيف يحول المختلف مجتمع يعيش الآخرية بالسائد الى متنحي وينصهر بآخرية مصنعة سرعان ما ترتد لتتشكل من جديد بالقهر تارة واستعادة الذات تارة اخرى بالرفض والمواجهة.
وكذلك في اوروبا فبعد الحرب العالمية الثانية. تحولت الدول الاشتراكية في اوروبا الغربية(الراسمالية) الى "مختلف" بعد ان كانت تشكل اية دولة فيها "آخر" مع اية دولة اوروبية، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وفشل التجربة الاشتراكية تحول المختلف الى آخر، وهذا ينسحب على ما جرى في الدولة الواحدة كالمانيا حين تحولت الى شرقية وغربية الآخر مختلف وبعد سقوط الجدار المختلف تحول الى آخر.


المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ كتاب "حول الهوية الثقافية" تأليف ستيوارت هول ترجمة بول طبر
2- كتاب " جدلية الانا واللاوعي" تأليف ك.غ. يونغ ترجمة نبيل محسن ص58
3- كتاب " قراءة سياسية للتوراة " تأليف شفيق مقار ص22
4- كتاب " لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" تأليف الدكتورعلي الوردي ص 339
5- كتاب " العقل الاخلاقي العربي " تأليف الدكتور محمد عابد الجابري ص93
6- كتاب " تكوين العقل العربي" تأليف الدكتور محمد عابد الجابري ص76
7- كتاب " بنية العقل العربي" تأليف الدكتور محمد عابد الجابري ص15
8 - كتاب " الذات عينها كآخر " تأليف بول ريكور ترجمة جورج زيناتي ص67
9 – كتاب " الغير في فلسفة سارتر " تأليف فؤاد كامل
10- كتاب " فرانز فانون والثورة الجزائرية " تأليف محمد الميلي



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خنزير غسيل الأموال .. منْ يعلق الجرس في رقبته؟!
- علي الوردي ..ذم صبغة الحزن في الاغنية
- تفاحة انيوتن
- قراءة في كتاب الفيليون
- سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟
- تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..
- مكانية التغيير سردية زمانية مفارقة
- ازمة حلم
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41
- اعادة انتاج العنف
- يهرف بما لايعرف
- المرأة والقرار
- المواطنة دونما اشتراطات تغدو سجناً للحرية والإرادة
- مرجعيات الحزن في الأغنية العراقية - القسم الثالث


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - الآخر .. المختلف .. الغير مقاربة مفاهيمية