أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - غيبوبة السياسة السورية














المزيد.....

غيبوبة السياسة السورية


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أصبحت سوريا هي " الهدف التالي ". و ربما لم يعُد يشكّ أحد في أن الدولة الأميركية تحضّر لتغيير النظام فيها، لكن دون أن يكون واضحاً الشكل الذي يتحقّق به ذلك. أو فقط يمكن رسم سيناريو ما، ربما يتحقّق أو لا .
لكن لا يبدو أن السلطة السورية قد توصّلت إلى هذا الإستنتاج، الذي كان واضحاً منذ الحادي عشر من أيلول سنة 2001، و خصوصاً بعد إحتلال العراق. حيث منذ الحرب على العراق و إحتلاله و السياسة السورية تتجاهل منطق السياسة الأميركية، الذي تحدّد منذ الحادي عشر من أيلول، و القائم على إسقاط " الدول المارقة "، و تغيير " الأنظمة المنبوذة "، عبر أشكال متعدِّدة ليست الحرب إلا واحدة منها، و وفق حالة كل دولة. هذا المنطق الذي تحدّد بعد إحتلال العراق بتغيير الجغرافيا السياسية في كل المنطقة العربية. و كانت القائمة التي أعلنها ريتشارد بيرل واضحة في هذا المجال، و التي شملت إضافة إلى أفغانستان و العراق، كل من سوريا و إيران و كوريا الشمالية، و أيضاً مصر و السعودية.
فأولاً إنبنت الحجة في رفض القبول بفكرة أن سوريا هي تحت المرمى الأميركي، على فكرة أن سوريا ليست كالعراق منبوذة، خصوصاً أنها لم توضع في محور الشر. حيث أن علاقاتها مع أوروبا قويّة إلى حدٍّ يمنع الدولة الأميركية من " التحرّش " بها. و بالتالي ليس من الممكن أن تلجأ أميركا إلى ما فعلته في العراق ضد سوريا.
ثمّ إنبنت ثانياً، خصوصاً بعد تفاقم الخلافات مع فرنسا و أوروبا عموماً التي وصلت إلى حدّ التحالف الأوروبي الأميركي في مواجهة سوريا. إنبنت على أن أميركا قد تورّطت في العراق بعد تصاعد المقاومة العراقية و تزايد الخسائر التي باتت تعاني منها هناك. و أن همّها هو الخروج من هذا المأزق. و بالتالي فإن سياستها باتت تنحصر في مواجهة " المأزق العراقي ". و إذا كانت السلطة السورية قد قدّمت ما أرادت أميركا في العراق تحت حجة " سدّ الذرائع "، فقد إعتقدت أنها قادرة على العمل في المناطق الأخرى دون الخوف من إستثارة أميركا، إنطلاقاً من غرق أميركا في " المستنقع العراقي "، و بالتالي عجزها عن الفعل في المناطق الأخرى، خصوصاً سوريا و لبنان.
لهذا قامت سياستها على التوافق مع أميركا، و على تقديم التنازلات، و لم تشعر بالحاجة إلى حسابات مختلفة، و بالتالي لسياسات مختلفة. و من هذا المنطلق قرّرت التجديد للرئيس الياس لحّود رغم المعارضة اللبنانية الشديدة و الإعتراض الفرنسي. و رغم إمتلاكها بدائل عديدة. الأمر الذي أظهر أن لبنان باتت تشكّل " منزلقاً " خطراً، حيث تحقّق التوافق الأميركي الفرنسي لإصدار القرار 1559 في الأمم المتحّدة، و بدأت الضغوط الدولية في التصاعد. مترابطة مع تصاعد الإحتجاجات الداخلية الرافضة للتجديد، و التي باتت تخلق إرباكاً للسلطتين اللبنانية و السورية.
رغم ذلك ظلّ الأساس الذي تنطلق منه السياسة السورية هو أن أميركا متورّطة في العراق، و أنها لن تلجأ إلى فعلٍ ضد سوريا. و لقد بدا أن الضغوط حول لبنان هي من فِعل فرنسا و ليس أميركا، و أن أميركا غير مبالية بما حدث و ما يمكن أن يحدث. خصوصاً أن الإدارة الأميركية كانت قد سرّبت مشروع القرار الفرنسي إلى سوريا قد أن يصدر من الأمم المتّحدة و أوحت حينها أنها تماطل في إصداره نتيجة عدم إهتمامها بهذا الموضوع. و لمّحت أكثر من مرّة إلى تركيزها على الوضع العراقي فقط. لتُظهر الإلحاح الفرنسي على معاقبة سوريا، و ميلها إلى جرّ أوروبا إلى الموقع ذاته.
و لاشكّ في أن في هذا التحليل تبسيط هائل، و غيبوبة لم تسمح برؤية الواقع العالمي الحالي. خصوصاً و أن الإدارة الأميركية قد أعلنت مشروعها الذي لا يتضمّن تكيّف الأنظمة الموضوعة على قائمة الدول المارقة مع سياساتها، بل يتضمّن تغيير هذه الأنظمة. لأنها تهدف إلى تصفية مفرزات مرحلة الحرب الباردة، و تشكيل المنطقة وفق مصالح إحتكاراتها، عبر السيطرة على الأسواق و بناء " الأنظمة العميلة "، و تغيير الجغرافيا السياسية. و إذا كانت تعاني من مأزق في العراق ناتج عن قوّة المقاومة، فإن تجاوزه يرتبط بتوسيع سيطرتها على المنطقة المحيطة، و ليس بالضرورة أن يتحقّق ذلك عبر الإحتلال العسكري، حيث يمكن إدخال الدولة الصهيونية كعنصر في المعادلة و تحقيق تغيير داخليّ بطريقة أو بأخرى.
و لهذا بات لبنان، خصوصاً بعد مقتل الحريري و التأشير على دور سوري في هذا المجال، نقطة ضغط و تصعيد و مؤشّر على بدء مرحلة تغيير تطال النظام السوري. و لأن السياسة السورية إنبنت على وهم، فها هي تفتح الطريق إلى الهاوية.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟
- طبيعة المقاومة العراقية
- الماركسيون و الليبرالية، حول أوهام نقد الليبرالية
- بصدد الماركسية، حول الأيديولوجيا و التنظيم
- الجغرافيا السياسية للمشرق العربي بعد إحتلال العراق، ما يمكن ...
- عفوية الجماهير و دور الحركة الثورية في الوطن العربي
- في مواجهة إقتصاد السوق
- بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟
- ثورة اكتوبر ، محاولة للتفكير
- ما هي الماركسية؟
- الماركسية و الاشتراكية و حرية الانتقاد
- ممكنات تجاوز الرأسمالية عودة الى ماركس
- مأزق الحركة الشيوعية العربية ملاحظات حول عوامل الإضمحلال
- مشكلات اليسار في الوطن العربي - ما العمل؟
- مشكلات مفهوم المجتمع المدني
- حول الموضوعات من أجل نقاش هادئ لمنهجية و لرؤية - مناقشة لموض ...
- هل الرأسمالية باتت - إنسانية-؟ مناقشات حول العراق
- من أجل المقاومة العراقية الشاملة- 3 - الحركة الشيوعية و مشكل ...
- من أجل المقاومة العراقية الشاملة 2 -3 المقاومة العراقية و ضر ...
- (من أجل المقاومة العراقية الشاملة(1-3 - وضع أميركا في العراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - غيبوبة السياسة السورية