أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي عبد داود الزكي - قانون الخدمة الجامعية بتحديد سن التقاعد ما بين ؛؛مؤيد ورافض؛؛















المزيد.....

قانون الخدمة الجامعية بتحديد سن التقاعد ما بين ؛؛مؤيد ورافض؛؛


علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 22:08
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    




ان ؛؛قانون التقاعد للاستاذ الجامعي؛؛ موضع جدل كبير في الاوساط الجامعية هناك من يرفض القانون بشدة وهناك من يؤيد القانون بشدة وهناك من يؤيد القانون لكنه يرفض تطبيقه بشكل يبدو وكأنه مهين ومذل للاستاذ الجامعي وكانه طرد وليس تكريم للاستاذ الجامعي في نهاية خدمته. ان غالبية من يرفض او يؤيد القانون لا ينظر الى القانون نظرة عامة وانما ينظر له نظرة بافق ضيق وشخصي، والبعض ينظر له وكانه استهداف لفئة محددة ونظام فكر محدد لازالة بعض العقبات في المؤسسات الجامعية ومنعها من الاستمرار في استنساخ سياسية الماضي وتشويه الحقائق. ان الترهل الوظيفي اصبح كبير جدا والكادر في اغلب اقسام وكليات الجامعات العراقية اصبح كبير جدا ومن الصعوبة ان يتخذ قرار تفييض اي من اعضاء الهيئة التدريسية ومن الاصعب قبول تعيينات جديدة. ان التعيينات للكادر الجامعي اصبحت صعبة جدا لان وزارة التعليم العالي في الاعوام الاولى لما بعد سقوط الصنم اتبعت سياسة تعيين كل من يحمل شهادة عليا دون الاهتمام باي ضوابط وشروط تربوية واكاديمية. لا بل ان الكثير جدا من منتسبي الوزارات الاخرى تركوا وظائفهم ليتعينوا بالتعليم العالي. ان حملة الشهادات العليا ما لا يقل عن 70% منهم اليوم متعينين بالتعليم العالي وطبعا هذا جعل من التعليم العالي مؤسسة مثقلة بكادر كبير جدا.
هناك نظرة اصبحت شبه سائدة بان اغلب التدريسين من كبار السن كأنهم من بقايا البعث او من حملة فكره لذا اصبحت عملية احالتهم على التقاعد وكانها عقوبة لهم او هكذا يروج لذلك. والكلمات والتهم تطلق هنا وهناك البعض ينادي ويقول الجيل الجديد لا خبرة لديه لادارة الكليات او ان الكليات والاقسام ستتوقف عن عملها بكفاءة وسيغلق بعضها ان تم احالة كبار السن على التقاعد. كما ان البعض يظن بان مجرد تقاعده بان الجامعات ستخرب وتنتهي وتصبح لا قيمة لها. ان البعض يعطي تصور بان تطبيق قانون التقاعد سيفرغ الجامعات من حملة الالقاب العلمية (استاذ واستاذ مساعد) لان غالبية من يتم ترقيتهم الى هذه المراتب غالبا ما يكونوا بعمر 65عام، طبعا هذا ان كان صحيحا فيجب تصحيحه باعادة النظر بقوانين الترقيات العلمية في الجامعات العراقية ومقارنتها اليات عملها باليات عمل الترقيات العلمية في الجامعات العالمية، (حينما كنت ادرس الدكتوراة حصلت على بحث لباحثة امريكية في جامعة ستانفرد وهي بعمر 30 عام وتفاجاءت عندما علمت بانها بانها تحمل لقب استاذ). ان الترقيات العلمية يجب ان تعدل قوانينها بشكل يتناسب مع ما معمول به عالميا. سنة الحياة هي التطور والاختلاف ما بين الاجيال هو اساس التطور والتحديث والتجديد الفكري والثقافي والاخلاقي والاجتماعي. يجب ان نؤمن بان الحياة لا تقف عند حدود معينة وان الحياة تتطور والاجيال تتعاقب في القيادة لذا يجب احترام الاجيال وثقافتها. لكن بنفس الوقت يجب تقديس المعلمين والاساتذة الرواد ويجب ان يكون هناك قانون تقاعد يحفظ كرامة الاساتذة. كما يجب منح الاستاذ المتقاعد تسهيلات كبيرة لانجاز معاملته وتقليل الروتين في حالة التعامل معه. كما يجب ان يستمر صرف الراتب للاستاذ الذي سيحال على التقاعد الى اخر يوم يبقى فيه كمنتسب في الجامعة الى ان يصدر كتابة احالته على التقاعد. يجب ان يمنح الاستاذ المتقاعد حقوق الاستمرار بالاشراف والتدريس في الدراسات العليا كما يجب يمنحوا لقب مستشارين علميين في كلياتهم ولهم الحق بالتحضير الى دورات وندوات مستمرة والقاء المحاضرات التطويرية للكادر الجامعي ويسمح للكلية بالتعاقد معهم لتشكيل وحدة بحث علمي خاصة بهم تستقبلهم وتوفر لهم كل ما يحتاجونه ويبقون كاستشاريين لاقسام الكلية كافة. كما يجب الاستفاد من الخبرات الكبيرة التي يتملكونها في الوزارات الاخرى خصوصا وزارات العلوم والتكنلوجيا والصناعة والنفط والكهرباء. ان تطبيق القانون بشكل سريع فيه الكثير من الارباك يجب ان يتم تطبيق القانون بشكل تدريجي كأن يعفى حملة الالقاب العلمية من التدريس في الدرسات الاولية من الذين اعمارهم تتجاوز 55 عام اما من تجاوز منهم 60 عام فيتم تقليل مسؤولياتهم الادارية بشكل خاص ليتفرغوا للبحث العلمي والتدريس في العليا فقط. ان حملة الالقاب العلمية وخصوصا من ذوي الاعمار الكبيرة يصبح من الصعوبة التزامهم بالاجتماعات الدورية في اللجان ومجالس الاقسام لذا يجب التعامل معهم كمستشارين في اقسامهم والاستنارة برؤاهم.
ان اقتصاد بلدنا متعثر والبلد اقتصاده يعتمد على النفط بشكل اساسي اي لا يوجد تطوير وانتاج لا صناعي ولا زراعي ولا حتى حرفي. لذا فان مؤسساتنا اصبحت مؤسسات بطالة مقنعة والخريج لا يجد له من فرصة عمل في السوق المحلية ، كما ان فرصة حصوله على وظيفة حكومية ايضا صعب جدا وان وجدت فهي غالبا ما تكون بطالة مقنعة. لذا يجب ان تكون هناك رؤية لتطوير التكنولوجيا والصناعة في البلد لتستوعب مخرجات التعليم العالي. ان بلدنا للاسف الشديد تم فيه التركيز على ارسال البعثات الدراسية والصرف الهائل عليها بدلا من تطوير وبناء الصناعة لتستوعب الكم الهائل من الخريجين ولتعمل على دعم اقتصاد البلد بما يحتاجه من المنتجات الصناعية. كان من المفروض ان يكون هناك تخصيص ميزانية كبيرة لغرض تطوير وتوسيع مؤسسات البلد الصناعية والانتاجية والنفطية لكي تستوعب خريجي الجامعات العراقية لغرض تنمية اقتصاد البلد ولكي يكون هناك معنى تطبيقي للبحث العلمي في جامعاتنا العراقية. ان سن قانون الخدمة الجامعية يعتبر مكسب عظيم للاستاذ الجامعي مقارنة مع ما كان عليه حال الاستاذ في زمن الطاغية المقبور. فقد كان اغلب حملة الشهادات العليا لا يفضل التعيين في الجامعات العراقية وانما يفضلوا العمل خارج العراق او يتعينوا في الوزارات اخرى.
نتمنى ان تنتبه وزارة التخطيط الى ان تطوير التعليم العالي ليس بصرف مبالغ هائله عليه فقط وانما بان يكون هناك توازن بين الصرف عليه وبين الحاجة له. يجب ان تنمو مؤسسات وطنية تحتاج مخرجات التعليم العالي لكي يكون للتعليم العالي دور حقيقي في تطوير البلد. كما يجب ان تمنح الدولة مغريات كبيرة لتعيين حملة الشهادات العليا في الوزارات الاخرى اكثر مما هي عليه في التعليم العالي لكي يتم ترشيق مؤسسات التعليم العالي لكي تعمل بكفاءة اكثر. كما يجب ان يحدد التعليم العالي الحصول على الشهادات العليا فقط للخريجن الاوائل وان تستصدر قوانين شديدة تمنع الغاء الكوادر الوسطية من حملة شهادات المعاهد والمدراس والمهنية. اي يجب توفير فرص عمل بشكل اكبر لمن يحمل هذه الشهادات كأن تمنح فرص عمل بنسبة 50% لحملة الشهادات الاعدادية فما دون وتمنح نسبة 30% لحملة شهادت الدبلوم (خريجي المعاهد) و15 % لحملة البكلوريوس و5% لحملة الشهادات العليا (ماجستير ودكتوراة). ان منح فرص العمل بهذا الاسلوب سوف يرشق المؤسسات ويجعلها تعمل بانسيابية افضل. مما يلاحظ مثلا في الكثير من الاقسام في مختلف كليات الجامعات العراقية خلال الاعوام الاخيرة هو تنامي اعداد الكادر المتقدم بشكل كبير من حلمة شهادة الدكتوراة ولربما خلال اعوام قليلة ستصبح اعدادهم اكثر بكثير من حملة شهادتي البكلوريوس والماجسيتر. وهذا لا يعتبر نمو ولا تطور طبيعي وانما خلل تنظيمي يصعب التعامل معه مستقبلا.
ان طرح مفهوم تقليل الرواتب مرفوض من قبل غالبية المستفيدين فمثلا الطلب بتخفيض رواتب النواب والوزراء والدرجات الخاصة لم يلقي اذانا صاغية من قبل مجلس النواب. كما ان تخفيض الرواتب لحملة الشهادات العليا اصبح مشابها لذلك رغم الفارق الكبير بين رواتب التدريسيين الجامعيين مقارنة مع الوزراء والنواب. يجب ان يكون هناك عدالة في منح الرواتب لموظفي الدولة ويجب ان لا يكون هناك تفاوت كبير وهائل بين رواتب منتسبي مؤسسات البلد المختلفة. ان زيادة مخصصات ذوي الرواتب العالية مرفوضة من قبل غالبية المجتمع العراقي. لو سالني سائل حقيقة عن الراتب الذي اتقاضاه فاني لا اتمنى ان يزيد اكثر واتمنى ان تجد الدولة وسيلة لتحقيق العدالة والتوازن في المجتمع ليستمتع جميع العراقيين بخيرات بلدهم. ولو سالني سائل عن التقاعد فاني اجيب عن نفسي ولا اجيب عن الاخرين فاني اتمنى ان يتم احالتي على التقاعد بعمر 55 عام لكي اتفرغ لامور اخرى في حياتي. كما اتمنى ان يكون هناك حراك وتغيير وتطوير في مؤسسات التعليم ولا اعتقد هذا ممكن ان ينجز الا بالاعتماد على ادارات شابة باعمار يفضل ان تكون نسبة 70%منهم باعمار ما بين 35عام الى 40 عام وتفعيل دورهم في القيادة عسى ان نتقدم نحو عصر جديد افضل مما سبقه.
يجب انشاء مؤسسات خاصة للمتقاعدين وتوفير كل ما يحتاجونه وتوفير منتديات خاصة بهم توفر لهم ما يحتاجونه من مستلزمات الحوار والرفاهية وتوفير مكتبات وقاعات النقاش والتواصل وتفعيل دورهم في المجتمع ودعوتهم للمشاركة بالمؤتمرات العلمية او الاشراف عليها. ويجب ان تكون هذه المنتديات والمؤسسات مرتبطة بدوائرهم الاصلية لكي يكون هناك تعاون مستمر معها. كما يجب ان تصدر قوانين واضحة بهذا الشان ولا يترك ذلك لارتجال القرارات هنا وهناك.
قلنا ما نعتقد ولم نتكلم بعاطفة ونتمنى الخير للجميع بما فيه مصلحة البلد ومستقبله.. قد يعترض البعض وقد ينزعج البعض لكن ما طرحناه رؤية لا نجزم بصحتها المطلقة ونتمنى من يمتلك راي اخر ان يدلي بدلوه ويشارك بعيدا عن روح التعصب والعاطفة غير الناضجة.

د.علي عبد داود الزكي



#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل المراة على الشرف وعالم ؛؛النت والموبايل؛؛
- ايران والشيطان الاكبر؛؛ وبوابة الفوضى والشرق الاوسط الكبير؛؛
- شمس ؛؛امة العراق؛؛ تفتح باب الصبح الجديد
- قسما بامة العراق: سنركلهم ؛؛بحبر اقلام القرار؛؛
- ؛؛ارفع قلمك؛؛ واكتب عاش الوطن
- لعنة الله امة يموت فيها ؛؛الشريف النزيه ظلما وألما؛؛
- ؛؛العلم العراقي؛؛ علم وحدة ام خلاف وفرقة
- ؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(2 ...
- ؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(1 ...
- الشرق الاوسط ؛؛والحرب الاقتصادية الخفية ؛؛
- تركيا-قطر محور التغيير في الشرق الاوسط الجديد:؛؛ونهاية اقزام ...
- فوضى خلاقة وعولمة ونهاية الاقزام:؛؛سقوط سوريا تمهيدا لانهيار ...
- ؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛: الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير (5)
- ؛؛عراق ام عراقان ام ثلاثة؛؛ المالكي والقرار الصعب؟!
- ؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)
- مافيات التسلط الديمقراطي المتدكترة ؛؛ لن تنتهي الا بانتفاضة ...
- ؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(2 ...
- ؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(1 ...
- ؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض ...
- ؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علي عبد داود الزكي - قانون الخدمة الجامعية بتحديد سن التقاعد ما بين ؛؛مؤيد ورافض؛؛