أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - في الجنة زواج لا نكاح














المزيد.....

في الجنة زواج لا نكاح


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 12:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تساءل البعض في تعليقهم على مقالي المعنون بـ (الفرق بين النكاح والزواج في القرآن)، تساءلوا: لماذا أشار القرآن إلى زواج المؤمن بالحور العين بلفظ الزواج، ولم يشر إلى ذلك بلفظ النكاح، كما هو الحال في الزواج في الدنيا؟
وهذا نص كلام هذا المعترض: "تقول وردت كلمة الزواج في موضعين فقط، وأعطيت تفسيرا في الموضع الأول وهو زواج النبي محمد من السيدة زينب، ولكن لماذا لم تعطي تفسيرا في الموضع الثاني، وهو الزواج من الحور العين؟ ببساطة لأنك لو حاولت تفسير ذلك لنسفت فكرة المقال برمتها"..

أقول لهذا المعترض: لقد استخدم القرآن العظيم لفظ الزواج عند الإشارة للحور العين لأن التزاوج والمُزاوجة والازدواج في اللغة يدل على الاقتران والالتصاق الذي لا يوجد فيه انفصال.. أما كلمة النكاح في اللغة فهي بمعنى المخالطة بين شيئين قد يحدث بينهما انفصال، وهي مأخوذة من قولهم: (نَكَحَهُ الدَّوَاءُ إذَا خَامَرَهُ وَغَلَبَهُ، وتَنَاكَحَتْ الْأَشْجَارُ، إذَا انْضَمَّ بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ، نَكَحَ الْمَطَرُ الْأَرْضَ إذَا اخْتَلَطَ بِثَرَاهَا..)

أما في الآخرة فإن زوجة المؤمن تنشّأُ وتركّب تركيباً خاصاً فريدا له وحده، دون سواه، من خلال علم الله المطلق، بالصفات الناقصة لكل رجل وامرأة. عندها، لا يجد الرجل في عينه، هناك، من هي أجمل من زوجته، ولا تجد المرأة في عينها، كذلك من هو أجمل من زوجها، كما وردت بذلك بعض الأحاديث. وإلى هذا الإنشاء الخاص الفريد، جاءت الإشارة بقوله تعالى: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء) (الواقعة 35).
وهنا فقط، يصبح كل من الرجل والمرأة متطابقان أو متكاملان. ومن النادر، كما هو معلوم، أن يتحقق هذا التكامل المطلق في هذه الحياة. وإنما هو يتم في الجنة حتى يتحقق الهدوء والاستقرار والسكينة، لدى كل من الرجل والمرأة على حد سواء. وبالتالي، لا يصلح الرجل هناك إلا لامرأته، ولا تصلح المرأة هناك إلا لزوجها، ولا تمد عينها إلى رجل غير زوجها، لأنها إن فعلت سيكون هذا ذنب عقوبته فيه؛ حيث تُحرم الراحة والسكينة والاستقرار عند أي رجل آخر؛ وإلى هذا جاءت الإشارة بقوله تعالى: قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان  (الرحمن 56)، وقوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب (ص 52)، وقوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف عين (الصافات 48).

أما في الدنيا فلن يتحقق التكامل أبدا بين رجل وامرأة، سواء أكانت تلك المرأة بكرا أم ثيبا، لأن الرجل إن رزق ثيبا تؤجج عاطفته وترضي شهوته، فلن يجد فيها ما يبدد قلقله وحيرته، لأنه سيبقى منغص القلب ومكدر الخاطر بأن تلك المرأة مسها رجل غيره فيبقى منها في شك وحيرة، يدقق في كل ما يصدر منها من أفعال وأقوال وإشارات!..
وقد يكون الرجل متزوجا من بكر جميل رائقة.. لكنه يحس فيها البرود والفتور والحياء والخفر وقلة الدراية وعدم المبادرة، إما لقلة خبرتها وحنكتها بتلك الأمور. وإما لخشيتها إن أبدت التدلل الزائد عن الحد، أن تدخل الشك والريبة إلى قلب زوجها فيسأل نفسه: من أين تعلمت هذه الأمور؟!
لذلك كانت صفة نساء الجنة تنفي عن المرأة هاتين الصفتين، فكأنهن أبكارا وثيبات في نفس اللحظة، لأن نساء الجنة ذوات ماض ناصع لم تشبه أي شائبة، ولم ينكشفن على رجل من قبل ولا من بعد: (قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ }الرحمن56
والصفة الثانية التدلل والتحبب والمبادرة إلى التغزل، وإلى هذا جاءت الإشارة بقوله تعالى:(عُرُباً أَتْرَاباً) (الواقعة 37)، ومعنى (عٌربا): يعربن ويفصحن عما في نفوسهن دون خوف أو وجل، فالكلمات الرقيقة تتدفق منهن بلا أدنى مشقة أو حياء أو وجل..



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين النكاح والزواج في القرآن
- مثنى وثلاث ورباع..
- التشات والمسنجر والفيسبوك
- ميرزا غلام أحمد (1)
- في بلاد الحرمين (4)
- في بلاد الحرمين (3)
- مفهوم النسخ في القرآن
- في بلاد الحرمين (2)
- في بلاد الحرمين (1)
- خلق القرآن
- شقراء لرجل أحدب (نقد)
- مفهوم ليلة القدر
- رواية ستائر العتمة (نقد)
- كيف نشأت القصة القصيرة
- انفجار (قصة قصيرة)
- إسقاط الشخصية على الآيات القرآنية
- فيلم (ما تيجي نرقص)
- مفهوم الشعر والسحر
- عصر الردة الطبية
- العمر الزمني والعمر البيولوجي


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - في الجنة زواج لا نكاح