أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد سامي نادر - الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)














المزيد.....

الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 16:56
المحور: المجتمع المدني
    


الطفلة روان و" ديوجين- مصباح الفكر" (*)

ستفرح وأنت تشاهد (* فديو) طفلة عراقية غضة بعمر الورد اسمها روان، وهي تدير ظهرها لشهريار، ومن يشابه سطوته وهوس رغباته المتوحشة. ستشاهد خلجات وشهقات ودموع طفلة ملـَّت خدر حكايات لياليه الألف التافهة. فهي أمام حاضر طفولة مهزوم، تراه يحتضر، فهي لا تتذكر غير أطفال بعمرها، أطفال بلا مدرسة ، يعيشون على المزابل وفي الطرقات ، وحين تتذكر "زنوبة" التي تبيع الكلينكس في الشارع ،تبكي بمرارة. لقد ضاق صدرها، باتت لا تسمع أكاذيب التاريخ ورواته، ولا وعود ثقات اللاطمين على الصدور .!
بصوت طفولي طافح بحب الحياة والوطن وغَرف المعرفة، اختارت ان تحكي لنا، عن قصة ديوجين الحكيم، ذاك المتشرد الأغريقي الذي كان يطوف بين الناس مثل معتوه ، يحمل فانوساً يجول به في رابعة النهار بلا ملل. حين سُئل: ماذا تبحث أيها الأحمق ! قال شهادته : ابحث عن الإنسان والحقيقة التي لا يراها الأغبياء أمثالكم!

اختيار ديوجين الباحث عن الحقيقة وحامل فانوس ثلاثي الفكر و الحكمة والفضيلة! مفارقة رائعة، فبقدر ما لها من دلالات تاريخية ، قدمت لنا روان من خلاله، إشارات معاصرة واضحة وفاضحة لما يجري في وطننا من تراجع فكري وحضاري وخراب. كيف ! بعد 2350 عام ونحن نهيم خارج جواهر ثالوث عدالته الإنسانية، ثالوث الحكم الوثني ذاك.؟
فالفكر السائد الآن، سوداوي ظلامي معتم بلا أمل . أما طفح الرذيلة والفساد فلا تغطيه نعيق نفاق الفضيلة الزائف في الجباه، فالفساد والرذيلة سمة لمشهدنا السياسي برمته. أما رأس الحكمة فـ"مخالفة" الله وشرعه في كل مرفق حتى في بيوت الله..!
لعله اختيار موفق لطالبة صغيرة حكت لنا عبر فانوس ديوجين، معاناتنا، آلامنا وآمالنا الواسعة بغد سعيد مع الكتاب والقراءة والمعرفة.
*************

كان ديوجين رجلا شجاعا لا يساوم على نشر الحكمة والفضيلة بين الناس، سعادته بنشرها وكشف حقيقة الإنسان.
كي يقاوم رغباته وغرائزه، كان يعيش في برميل، ويقتات على ما يحصل عليه من غسل الخضار.
أراد افلاطون مماحكته يوما: لو توددت للحاكم، لما اضطررت لغسل الخضار ! فرد ديوجين: لو أنت غسلت الخضار يوما، لما احتجت للتملق لحاكم !

في القرن الرابع قبل الميلاد، نصحت أم الاسكندر الكبير ابنها ان يحيط نفسه بعلماء وفلاسفة عصره الوثني العظام (حد تعبير الكاتب آرثر ميللر). وكان لها ما أرادت. احتل الإسكندر بنصيحتها نصف العالم. لعل علتنا تكمن في آذان فادتنا، فهي لا تتقبل سماع إلا نصائح العرافات وقارئات الفنجان وشيوخ خيرة الكتاب!!

حسب نصيحة الأم،أراد الاسكندر غرف المزيد من برميل حكمة ديوجين. وجده كالعادة جالسا يتشمس في برميله. قال له بتواضع : لا تقم، أنا الإسكندر. فرد عليه : وأنا ديوجين الكلبي.
- ألا تخافني؟ رد ديوجين : هل أنت رجل فاضل أم شرير؟ أجابه الاسكندر : طبعا أنا رجل فاضل . فرد عليه : كيف تريدني ان أخاف من رجل فاضل !؟ هل تظنون مثلي، إن سبب هلعنا وموتنا: فضيلة ساستنا العظام..!؟
تتجلى شجاعة ديوجين، حين خيّره الاسكندر بطلب ما يشاء. فأجاب: أريد شيئا واحدا منك فقط، هلا أبعدت ظلك الأحمق، إنه يحجب ضوء الشمس عني، فأشعة الشمس، هي الشيء الوحد التي لا تستطيع منحي إياها !!

حملة أنا أقرأ، عِبرة للعلم والتعلم، ويأتي تحديها، محاكاة ليوم تقدم ديوجين بطلب الانتماء كتلميذ في أكاديمية الفيلسوف الأكبر سقراط ، نُهر وطُرد وضرب بعصا غليظة.. رد ديوجين: اضربني كما تشاء، لكنك سوف لا تجد عصا اصلب من تصميمي على التعلم !! يا للحكمة ! أليس من حق آرثر ميللر إذن ! أن يسجد أمام حضارة الإغريق "الوثنية العظيمة" .؟
الغريب في أمة " اقرأ " أن هناك من تعلق بـ" ما أنا بقارئ " بل يجاهر بأنه ضد العلم، ، بل هزم العلمانية والحداثة..!

أخيرا، كم كان جميلا وعظيما حضور "ديوجين"، مصباحاً منيرا يليق بحملة شبابنا الواعد "انا عراقي أنا أقرأ".. وهو اختيار لمحاكاة واعية تسلط الضوء على حصارنا الفكري والثقافي، وصرخة ضد نهج التجهيل ونشر الأمية، بوركت أيادي الشباب، وبورك شعارهم: أنا أقرأ، أسأل، أشكك.. أنا أفكر! هذا وجودي، أو الطوفان..!

(*)-ديوجين– مصباح الفكر- مجلة دولية لعلوم الانسان يصدرها المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الانسانية
(*) – فديو لتجمع " أنا عراقي أنا أقرأ "
http://www.youtube.com/watch?v=U5K-8UeGfYI&sns=em



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في -المفاخذة - فقط، تلتقي أفخاذ أولاد العمومة !
- التمرير واللعب في الوقت الضائع!!
- قانون العفو العام و-دولة القانون-، سلة واجدة !
- نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
- إعادة إنتاج أفلام ومساخر - مطايا -التطرف !
- -الكردنة و الكردشة- ظواهر سياسية!
- أحقية الخلافة !
- 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات
- 1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
- الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!
- -اختطاف- البرلمان، والخوف من فيروساته!!
- د. عادل عبد المهدي و..-الانتخابات المبكرة ، قرار مدروس ( ؟ ) ...
- في الجحيم ، لا غرابة حين توزَّع صكوك الجنة ؟!
- مهزلة استنساخ ..الإمام على والسيد المالكي !
- حذاري من تحسين السمعة بالاصطفاف القومي !
- قراءة في أغنية و- نشيد الكشافة -
- في الخواء السياسي! تمنح الثقة لقائد الضرورة القصوى !
- تحسّرنا..! وسنترحم أيضا !!
- -أبواب الرجاء- دجل تشيّع .. بلا رجاء !!
- رئيس جامعة النهرين يهنئ خريجيه : زمايل وساقطين !!؟


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد سامي نادر - الطفلة روان و- ديوجين- مصباح الفكر- (*)