أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالوهاب حميد رشيد - القرار الغامض لتدمير الأنفاق














المزيد.....

القرار الغامض لتدمير الأنفاق


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 16:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أحد يفهم لماذا قرر النظام المصري الجديد هدم الأنفاق التي تربط غزة بشمال سيناء.. نظام مبارك نفسه- الداعم لإسرائيل- لم يلجأ إلى هذا الفعل.. المؤتمر الصحفي باسم القوات المسلّحة المصرية، زعمت بأن هذه الخطوة تم اتخاذها لأسباب أمنية.. المسألة الأمنية مهمة، لكن هذا التبرير غير مقنع، نظراً لعدم تفسير: كيف أن هذه الأنفاق تُهدد الأمن الوطني المصري!؟

هل أن هذه الأنفاق كانت تُستخدم لتهريب الأسلحة إلى مصر.. هل كات تُستخدم لتهريب إرهابيين أو متطرفين.. وهل كان تجار المخدرات يستخدمونها على كلا الجانبين.. وهل ثبت في التحقيقات شيء من هذه المحرّمات!؟

من المعلوم أن هذه المسألة (الأمن) كانت القضية، لكن هناك فَرقاً بين التخمين وبين الإعلان الرسمي استناداً إلى تحقيقات أو أحكام قضائية لإزالة هذا الغموض المنافي لثورة أطاحت بـ "الكنز الستراتيجي" لإسرائيل، متمثلاً بنظام مبارك.

تدمير الأنفاق، كذلك لا يبدو عملاً صالحاً لرئاسة الأخوان المسلمين، حيث ظنَّ الكثيرون أنها ستكون أكثر عدلاً وتفهماً لإحتياجات الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزّة. بل ساد التوقع بأن الرئيس المصري سيفتح مِعبر رفح لتخفيف الحصار على غزّة، ولا أحد تصوّر أن حكومة ما بعد الثورة ستمارس هذا الفعل الشنيع بتشديد الحصار، بما يضيفه من تصاعد معاناة وآلام الفلسطينيين.

الرجاء لا تقلْ أن الأنفاق غير قانونية، لأن الفلسطينيين لجأوا إليها بدافع الضرورة فقط، للالتفاف على الحصار غير القانوني واللاإنساني، الهادف لخنقهم وإذلالهم. دعنا نقول أن الأنفاق "مخالفة قانونية" في حين أن الحصار عقاب جماعي، بل وجريمة ضد الإنسانية.

الناس في غزّة لم يكونوا في سعادة من استخدام الأنفاق. قٌتل أكثر من 150 شخصاً بسبب الصدمات الكهربائية، الاختناق، والانهيارات. ومع ذلك كانت هذه الأنفاق وسيلتهم الاقتصادية- التنفسية. مسألة فهمها النظام السابق طالما مارس إغلاق الطريق الآخر. لماذا غَضّ مبارك الطرف عن الأنفاق، لأِنه أقتنع بأن مثل هذا الوضع (الحصار الشامل) يمكن أن يقود إلى الانفجار ضد نظامه، أو رأى أنه سيفي باحتياجات أهل غزّة دون أن يشكل الأمر تهديداً أمنياً ضد مصر. لو كان مبارك، يشك في أي وقت غير ذلك، لكان قد دمّر الأنفاق.

كانت الأنفاق طريقاً لعبور مواد البناء والسلع الغذائية اليومية.. وإذا كان هناك شيئاً من التهريب، على سبيل المثال، السيارات، بل وحتى الناس، فالمعروف أنه يمكن أن يحدث في مصر أيضاً، وإذا اعتُبر ذلك سلبياً، فالسطة قادرة على إيقافه.

والآن، فبعد تدمير أو إغلاق (104) نفقاً، ارتفعت الأسعار في غزّة ارتفاعاً حاداً. تضاعف تقريباً تكلفة طن من الحصى المستخدمة لإعادة إعمار المباني التي دمّرها الغزو الإسرائيلي من 80 إلى 150 شيكل إسرائيلي جديد New Israeli Shekels. والشيئ ذاته ينطبق على البنزين. هذا بصرف النظر عن حقيقة أن الإسرائيليين كانوا يبيعونها أصلاً لقطاع غزّة بأسعار عالية.

الغموض الإخواني المصري بشأن قضية الأنفاق، يرتبط بعاملين: فشل أجهزة الأمن المصرية في كشف الفاعلين بمهاجمة كنيسة القديسين في الاسكندرية بإلقائها على الفلسطينيين.. واتهام فلسطينيين بإطلاق النار في ساحة التحرير. وربما استخدمت أجهزة الأمن ذاتها نفس التكتيك باتهام الفلسطينيين بالهجوم على الجنود المصريين في رفح خلال شهر رمضان، عندما قُتل 16 عسكرياً مصرياً.

العامل الثاني، يتلخص في أن أجهزة المخابرات بقيت على حالها عندما كانت تنصح مبارك. نعم، لقد تغيرت القيادة، لكن استمر العاملون واستمرت الأساليب كما في السابق. ومن المرجح بأنه تم اتخاذ قرار تدمير الأنفاق بناء على توصية هذه الأجهزة.

أفهم (كاتب المقالة) أن بعض القادة الفلسطينيين في قطاع غزّة بنوا آمالاً كبيرة على فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، لكنهم لم ينتبهوا بقدر ملائم لمضاعفات مسألة الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية الناشئة عن معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل. والوعود التي قٌطعتْ للولايات المتحدة وإسرائيل من قبل السادات (و) مبارك، مما يعني أن على القيادة الفلسطينية خفض توقعاتها، وحتى إشعار آخر. (أفهم) أن دولة كبيرة مثل مصر لديها اعتبارات أمنية تتطلب وضعها على رأس أولوياتها، ولكن ليس من المعقول تجاهل الاحتياجات الاقتصادية لـ غزّة. المسألتان- الأمن/ غزّة- لا تتعارضان مع بعضهما.. إذا كانت مصر ما بعد الثورة راغبة في استعادة مكانتها في العالم العربي، عندئذ، فهي بحاجة إلى ستراتيجية مختلفة للتعامل مع جيرانها، بدءاً بالفلسطينيين في غزة.
مممممممممممممممممممممممـ
The mysterious decision to destroy the tunnels,Fahmi Howeidi, October 9, 2012.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة وادي الرافدين- الفصل العاشر- المؤسسة الدينية
- حضارة وادي الرافدين،ميزوبوتاميا9،- العقيدة الدينية.. الحياة ...
- حضارة وادي الرافدين- ميزوبوتاميا، 8- العقيدة الدينية.. الحيا ...
- ميزوبوتاميا 7،- العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكا ...
- ميزوبوتاميا،- العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكار ...
- ميزوبوتاميا4: -العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكار ...
- ميزوبوتاميا 3،- العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكا ...
- الكشف عن فضائح الفساد في العراق قد يُجسّد ظاهرة سياسية دموية ...
- أوباما يفوز جولة في سعيه لحبس الأمريكيين دون محاكمة
- ميزوبوتاميا2، -العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكار ...
- مرحبا بكم في معسكرات العمل الأمريكية: استخدام قوانين الالتزا ...
- ميزوبوتاميا 1..العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكار ...
- بغداد تحظر البيرة (المشروبات الكحولية).. لماذا يٌشكل هذا الح ...
- العراق ما يزال يدفع الثمن بعد اتهامه زوراً بأحداث 11 سبتمبر
- نشطاء مصر يُبادرون بحملة جديدة ضد قرض صندوق النقد الدولي
- أكثر من 50 مليون يواجهون الجوع في الولايات المتحدة الأمريكية
- القرض المقدم من صندوق النقد الدولي لمصر.. إجابات صحيحة، أسئل ...
- قراءة في كتاب* المبحث الرابع: الديمقراطية ومعضلة المرأة
- قراءات.. الديمقراطية والتحول الديمقراطي- المبحث الثالث
- قراءات في كتاب.. الديمقراطية والتحول الديمقراطي.. المبحث الث ...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالوهاب حميد رشيد - القرار الغامض لتدمير الأنفاق