أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب العربنجي - لبيك ماذا؟















المزيد.....

لبيك ماذا؟


حبيب العربنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 23:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لبيك ماذا ؟
بعد هذه المقالة ستنصب منابر لعني لان صوتي أرتفع أعلى من سكوت الجبناء ولأن حرفاً في الحق في رأيي يعادل ألف طواف حول الكعبة. فهذه المقالة ستنزع عن المخادعين أقنعة خداع لبسوها في زمن الجهل ثم صاروا يزرعون الجهل كي تظل الأقنعة على وجوهم، تلك الأقنعة التي أعطت لتلك الوجوه القذرة مهمتها وأهميتها لدى الجاهلين.
بصورة مباشرة أقول أن (فريضة) الحج خدعة مكبوتة، يزرعها فينا الآباء خدعة متوارثة، أما شروطها فقد سقطت تباعاً وكذلك الغرض منها. والمعلوم لدى من يحب القراءة والبحث أن العرب قبل دين الإسلام بقرون بعيدة كانت لهم ممارسات دورية يجتمعون فيها لغسل قلوبهم من ثارات قبلية، وكانت مكة بحكم مكانتها التجارية ملتقى مناسبا لهذه الممارسات الدورية وأختاروا لانفسهم مكانا يتفقون عليه ولا خلاف ..تلك كانت بداية كعبة إبراهيم، وهذه النقطة كانت بداية تقديس كعبة إبراهيم لأنها مثلت للعرب مكان تسامح وصلح ورزق وفير. إذ كانت القبائل المتصالحة تذبح الذبائح وتوزعها على الناس المجتمعين إحتفالا، فصارت هذه الممارسات ممارسات (مقدسة) بمرور الوقت والسنوات وكذلك كعبة إبراهيم.
ولان وقريش قبيلة تاجرة عقليةً ومهنةً، وذات صوت مسموع لدى قبائل العرب لأنها تجاور كعبة الصلح والتسامح، كان على كبار قريش أن يملوا شروطهم لقبول دين الإسلام على الرسول محمد في حال السماح لهذا الدين بالتواجد قرب كعبة إبراهيم، وهكذا صار (الحج) فريضة في الدين الإسلامي لإدامة هيبة قريش وتجارتها وليس لأي شيء روحاني، فالروحانية كانت بعيدة عن قلوب قريش التي كانت تكره كل الرقة، قريش والروحانية لم يلتقيا أبدا بحسب التاريخ والقصص المتواترة.
إن الآية التي اوجبت الحج لدى المؤمنين هي (ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلاً)، والناس هنا صفة للأحياء، إذن على ما يستند المخادعون حين يقولون بجواز الحج للمتوفى غير الحاج؟ شرط السبيل المستطاع يسقط عن الميت، بمعنى أن تشريع جواز الحج للميت والغائب إنما هو ضحك على المنطق والعقل بل وإلتفافاعلى آية قرآنية، القرآن الذي هو الحجة هنا لأن الآية التي نتكلم عنها هي مقتبسة من القرآن.
ثم، لماذا لم يقم أحد من المفسرين بشرح واف عن شرط (الإستطاعة) ؟ هذا ليس شرطا مادياً بل شرط ظرفي ربما يسقط أو سقط بمرور الزمن وإنتهاء الظرف وهذا ما أراه – برأيي - الأصوب في هذا الشرط، أرى أن الشرط الظرفي لفريضة الحج غير متوفر ، فهناك محددات سياسية ألغت ذلك الشرط ومحددات عقائدية ومحددات دنيوية ومحددات نفسية. فاما السياسية، فليس كل (المؤمنين) يقبلون بآل سعود يتحكمون في قبول من يحج، لأن المقدس في الدين للعام وليس للخاص، فلا يجوز لآل سعود أن يحددوا نسبة الحجاج ولا العمر ولا أي محددات آخرى والتي تجعل المقدس رمزا نخبوياً كما نرى ذلك بوضوح حين يفتحون أبواب الكعبة لأمراء آل سعود أو ملوكهم أو ضيوفهم ولا يفعلون ذلك مع الآخرين رغم إيمان الآخرين بقدسية الكعبة ! بل صارت هذه القدسية منحة بيد آل سعود يتفضلون بها على النخبة (المؤمنة).
أما المحدد العقائدي، فليس كل مؤمن بالحج وقدسية الكعبة يتبع عقيدة محمد عبدالوهاب او الوهابية السعودية تلك التي تكون مفروضة على الحجاج في طريقة صلاتهم وطوافهم ووضوئهم ودعائهم، إذن هذا سقوط آخر للشرط الظرفي. وإذا كانت صفة هؤلاء الحجاج هي (ضيوف الرحمن) فللضيف أن يعامل بإحترام وتكون ممارساته محترمة وليست مفروضة من عقيدة أخرى لا يؤمن بها.
وأما المحدد الدنيوي، فهو القيد المالي لأن (الحج) مبتدأه مبدأ التجارة لا العبادة، فكما أشرت ان كبار رجال قريش قد فرضوا بقاء هذه الممارسة في الدين الإسلامي لإدامة تجارتهم المربحة وكان بقاء هذه الفريضة هو بحسب إتفاق بين كبار قريش والرسول محمد وربما نزل الوحي لمباركة هذا الإتفاق التجاري. والصفة التجارية واضحة في موضوع الحج من سنة إلى اخرى بزيادة أرباح أمير منطقة مكة أو من يقوم (برعاية ) الحجاج من آل سعود.
أما المحدد النفسي، فهي الطبقية الموجودة رغم أن المخادعين يقولون أن الحج سواسية وهي خدعة مدوية يكررونها دون ملل. فحجاج دولة فقيرة ليسوا كحجاج دولة غنية، او حجاج أثرياء ليسوا كحجاج فقراء ، فلا سواسية ولا (على صعيد واحد) كما يكرر المذيع حين نقل وقائع الحج مباشرة. فهل صعيد فندق فور سيزنس كصعيد خيمة جرداء ! ومادام في نفس أي شخص شعور بالطبقية أو إحساس بأن هناك طبقة أعلى منه في الحج، فهذا سقوط آخر للشرط الظرفي من الحج.
وحين أقول الشرط الظرفي، أعني أن من الإمكان عودة الحج واداء الزيارة في حال توفر شروط الظرف وزوال المحددات المذكورة في الفقرات السابقة وهي حالة تكاد تقترب من الإستحالة ما دامت النفس البشرية مجبولة على الطبقية وما دامت السياسة ترى بقاء آل سعود متحكمين بكعبة إبراهيم .
إن القول بان الحج مكتوب وفريضة لازمة على كل مسلم خديعة تجارية كبرى صاغها عقول تجار كبار من يوم الشرط القريشي بدخول وقبول دين الإسلام وحتى هذا اليوم، فالذين يقولون بروحانية الحج ينسون أن الروحانية هي بالوجود الفيزياوي للزائر والمكان ولا روحانية مع الغائب والمكان ولا تتحقق الروحانية بسرد قصة أو نقل أخبار رحلة. بمعنى أن الحج البديل ذلك الذي يقوم به شخص قادر صحيا على الحج بدلأ عن شخص (مؤمن) عاجز لهو حج باطل تماما. فكما هو متفق عليه بين المؤمنين أن الحج ممارسة بدنية ومشاركة مع الآخرين والتجرد من الدنيا، وهذه تتحقق فقط بالوجود المادي والفيزياوي للحاج وليس من العقل أو المنطق ان يكون الشخص غير القادر حاجا بالحج البديل وهو ينام في غرفة مريحة مبردة وبديله يطوف كعبة إيراهم ويركض بين الصفا والمروة سعيا وتعبا، ثم يخرج علينا اخونا (غير القادر) وهو يحمل صفة الحاج. أين عقولكم، انزعوا الجهل من رؤوسكم يا من تؤمنون بالحج البديل وحج المتوفى.
أن (مكة) مقدسة لدى المسلمين المؤمنين لانها مسقط رأس محمد ومكان كعبة إبراهيم ومبتدأ الدين، بإختصار لانها وطن محمد، أي أن الوطن مقدس، وعلى هذا القياس، فأن وطننا مقدس أو أن الوطن مقدس لدى كل شخص (مؤمنا كان او غير ذلك) ما دام يعتز بمدينته او مدرسته الأولى او بيته الأول. وأرى أن نداءاً لبناء مدرسة في مدينتي التي أحبها في وطني المتهالك لخير من رحلة إلى ديار آل سعود او ترديد تلبية نداء مبني على فكرة تجارية .



#حبيب_العربنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت رمياً بالخبر الحلو
- دجاج العزيمة
- جامبو جيب
- الماء يا دولة المااااااااع
- مهرجان أفلام النزاهة
- هلال التعيينات
- أخلاقيات كافرة
- رئيسكم علينا
- عصابة أبو الهيل
- چم دوب
- روما 1960..مكانك راوح
- كل مشكلة ولها عطلة رسمية
- قائد قوات الرگي
- نيرفانا في كهربستان
- مسعود پوليفار
- بيل بو ...و...بلاك جاك
- منين طلعت الشمس...مناك من الكوفة !
- مقياس فوربول
- نسكافيه لكل بيت عراقي
- إيموقراطية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب العربنجي - لبيك ماذا؟