أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - أنسام وسحر شهيدتين لمدينة جنوبية مسكونة بالإبداع والحب والجمال















المزيد.....



أنسام وسحر شهيدتين لمدينة جنوبية مسكونة بالإبداع والحب والجمال


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 18:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



إلى المسافرين في طريق الشمس والمضحين من أجل وطن حر وشعب ينعم بالسعادة والطمأنينة ... الذين واجهوا قوى البغي والاستبداد ... حلموا بحقولٍ خضراء تُشيّع فيها ورودُ حمراء .. لكن يستشهد الرفاق وهم يعرفون إن مقارعة الظلم لحياة حُرة كريمة , والبعض يستشهد غدراً من قبل عملاء النظام , والكُل في عُرفّ النضال هم شهداء وشهيدات , لأن الحياة لا توهَب لهم إلا مرة واحدة , الجلاد في بغداد ينعم بمرتبة الآلهة و جلاوزتهُ عاجزون عن منح الحياة وإدامتها , لأنهم أشاعوا في بلاد الرافدين بلاد الموت والجوع والقهر والاستبداد وتبنّوا آلهة الموت.
من العوائل العراقية الجنوبية, التي قدمت الشهداء وكل ما تملك في سبيل حياة حرة كريمة وشعب يتمتع بالسعادة , هي عائلة منشد...( الوالد أمين منشد 1911, الوالدة أم داود 1932,داوود1948, أنسام1951 ,أمير 1954 , انتصار 1959, وكوثر 1962 , سحر 1964) ولدوا من رحم الناصرية المسكونة بالإبداع والنضال , رفدوا الحياة بالجمال والحب والبطولة " من مدينة التراب والحرّ القائظ الساكنة على ضفاف الفرات مدينة النخيل والرز مدينة السومريين التي علمت العالم فن الكتابة والقراءة والقانون ، من المدينة المهملة ذات البيوت المهدمة والشوارع البائسة والاضطهاد على كل المستويات في العصر الحديث ، من مدينة الجوع والقتل الجماعي مدينة الفقراء والفلاحين مدينة الثورات والانتفاضات ، من هذا الرحم الذي أنجب الحزب الشيوعي العراقي ليتلاقف بناتها وأبناؤها الميامين ليعبِروا به طرقات العراق مدن العمال المسلوبة حقوقهم وقرى الفلاحين الفقراء المنهوبة أرزاقهم وقوتهم والمضطهدة إرادتهم ليرفعوا علم الحرية والكرامة عاليا وليصبح الوليد عملاقا مهابا بسواعدهم ودمائهم الزكية ، وعلى مر النكبات وتآمر المتآمرين ، نحتفي اليوم بتلك الدماء الطاهرة التي عمدت تراب عراقنا الحبيب آملين أن تزهر سعادة و وطنا حراً لا طائفياً أو قومياً ، نحتفي اليوم بالأبطال الميامين الذين لم يهادنوا الأراذل من الجلادين قتلة أبناء الشعب "(1) , في لقاء مع الرفيقة انتصار منشد لتروي لمجلة الشرارة رحلة النضال والفداء رحلة عائلة قدمت فلذتي كبها للوطين والحزب :
*ماذا تتذكرين عن الشهيدتين أنسام وسحر وعن فترة شبابها ومدرستها وعملها؟
الشهيدة سحر كان عملها كاتبه في المتوسطة والشهيده أنسام (موناليزا) معلمه ,عندما كانت سحر في المرحلة الابتدائية كانت تذهب مع الشهيدة منى وهي أختها و معلمتها في مدينه البطحاء والاثنتين يأتيان كل أسبوع إلى البيت مره واحده بسبب بعد البطحاء عن منطقه الإسكان منطقة سكن العائلة.
*متى كان ارتباطكم بتنظيمات الحزب ودخولكم معترك العمل السياسي؟ عام 1976 الأخت منى كانت المسؤولة عن رابطه المرأة العراقية في مدينة الناصرية , و بداية انتمائي للرابطة كان عن طريقها , ومن ثم كان انتمائي للحزب الشيوعي بواسطتها ,علاقتي جداً جميله معها كنا نخرج ونناقش الأمور الحزبية أيام التحالف الجبهوي مع الحزب الحاكم بداية السبعينات من القرن الماضي , وكانت دائما تتُابع وتُلاحَق من قبل رجال الأمن في مدينة الناصرية , كان همهم بأي طريقة ليلقوا القبض عليها ,وأتذكر في يوم ما كنا نمشي سويه بعد خروجنا من بيت إحدى صديقاتها لمحنا من بعيد سيارة امن تتابع خطواتها , كان هذا قبل حملة التصفيات لعناصر الحزب ,وكتبت عن هذا الموقف شعراً بسيط لكن اعتقد مؤثر و لم ينشر إلا بعد استشهادها 7/9/ 1986:
كنا أنا و الموناليزا نمشي على الجسر متونسين جسر الناصريه اللي ما هدته السنين كالتلي الهوا عليل أخذي منه اشكثر ما تردين ومن بعيد لمحنه سيارة كالتلي اذا أخذوني الأمن شسوين أصفنت ..كالتلي أخذي الرقم وللأهل إتبلغين هذوله يدهسون البشر وهم متونسين وبعدها بعشر سنين استشهدت واندفنت بأرض غريبة وبأيادي مو عراقيين أتمنى أشوف قبرج بأرض عراقنا ومرصع بالنياشين تتحدث عن بطولاتج وكل ما تستحقين ساعتها افتخر وأكول جسدج الطاهر حضن ارض وادي الرافدين.....

كتبت هده الأبيات لأنني كما قلت كلما اخرج معها كانت تُتابع من قبل عناصر أجهزه الأمن , وأيضا عندما كانت تخرج لوحدها كانت تتابع بشكل مستمر من قبل شخص بالأمن ومع الأسف هو واحد من جيراننا في منطقه الأسكان يدعى( نعيم مطشر), وهو نفس الشخص الذي سجل كل المدعويين في حفله عرس أخي داوود( أبو نهران) عام 1976 وقد وبخوه الامن حينداك. ماذا كان *يحدث من مضايقات لباقي أفراد العائلة في تلكَ الأيام العيبة والتحالف الجبهوي على وشك الانفراط؟ الشهيدة منى وبكونها معلمه, كانت في بداية الحملة على رفاق الحزب يأتي لمدرستها الكثير من رجال الأمن, لغرض تهديدها لغرض ترك العمل في تنظيمات الحزب, وترغيبها بأن سيجعلوها غنية ويعطوها منصب عالي في دائرتها ,كانت إجاباتها و بكل شجاعة" لا أريد مالكم ولا مناصبكم وحتى لو تطردوني من وظيفتي سأبيع حلزيات بجانب المدرسة ولا أحقق رغبتكم", وعندما كانت تستمر بدوامها قبل الحملة كانت المعلمة المخلصة المحبوبة أمام المعلمات وأمام الطلاب, وبعد إن اشتدت الحملة لملمت ما بقي لديها من هموم وحب لطلابها ومدينتها وقررت الرحيل إلى المجهول, كان هذا نفس يوم فصلنا من ثانوية الحرية أنا والشهيدة سحر وكوثر , وقد آلمها ذلك كثيراً , وأصبحت عصبيه المزاج وتتسائل لمن حولها من أخواتها " لماذا تركنا المدرسة والمفروض أن نستمر بالدوام غصباً عنهم".
*لكن هنالك سؤال وهو هل كانت الرفيقة منى تنوي الاستمرار في وظيفتها لتتحدى أزلام النظام من رجالات الأمن ؟
الحقيقه لا نستطيع , فقد هددونا باستدعاء رجال الأمن ليلقى القبض علينا , وبعدها في نفس اليوم ذهبت منى ولم تعد ولم نراها حتى سمعنا باستشهادها, لكن قبل أن تستشهد كان رجال الأمن بشكل مستمر يسالون عنها أقربائنا , وكانوا يطلبونها حيه أو ميته , المهم السؤال المتكرر من قبل رجال الأمن , أين هي ؟ كنا نسمع هذه الأخبار من أقربائنا بعد رحيلنا من الناصرية , وبعد رحيلنا جاء رجال الأمن وصادروا البيت والآثاث ولم يعد لحد الآن.
لكن لم نعرف ما حلً بالرفيقة أنسام (موناليزا) ؟*
استشهدت الموناليزا في كردستان مع البيشمركه ومع الأسف والحزن الذي أصابنا لم تدفن بيد عراقي بل بيد بعض الأتراك وهم نفسهم اللذين قتلوها على الحدود بين العراق وتركيا , وهي كانت دائما تقول لي "أريد ان أدفن بشمال عراقنا بقبر ناصي ويحيطه الورد والياسمين" وانا رديت عليها "ارض عراقنا كلها للطيبين " , هذه حقيقة كنت متألمة بداخلي من اسمع بخبر استشهادها ولم أستوعب ما تكلمت به لي لي عام 1976 , لكن أصبح حقيقة عند استشهادها لكن الغير حقيقي كما قلت قد أسجيت في ارض غريبة وليس بأرض العراق وطلبت من أخوتي أن تنقل من مكانها هذا وتدفن في أرض كردستان العراق حسب رغبتها , لكن الجواب كان ظرف نقل جثمانها الطاهر في الوقت الحالي صعب , له مخاطر على جثمان الشهيدة الموناليزا .
*متى تمَ ترككم لمدينة الناصرية واختفائكم في بيوت الحزب السرية لنوثق هذا ويكون شاهد للتأريخ؟
في ليله الرحيل للدار قمنا بتنظيفه بشكل جيد مع امرأة طيبه اسمها أم رزاق وتكون بنت أخت المرأة الطيبة والأم الثانية لامي واسمها أم حربيه , سكنا فتره في مدينه الناصرية للأبتعاد عن الاعتقال وعيون رجال الأمن وكان معنا في الوكر الرفيق علي جبار ,عملت أنا وسحر في معمل لصناعة الموطا , كي ندفع إيجار الدار, لكن الرفيق علي جبار ترك الدار للاختفاء في مكان آخر , أما نحنُ فقد تركنا البيت في مساء أحد الأيام , وودعت أمي بشكل سري صديقتنا أم رزاق ,لكن كان الفراق مراً والبكاء عمّ البيت, وكان جواب والدتي لها ,لا تقلقي سنعود يوماً إنشاء الله , وب بعد شهور سيسقط النظام , هذا كانَ حلم والدتي ,لأنها كانت جداً متفاءلة, ودعت الجارة التي أحبتها كثيراً وكذلك جارتنا أم حربيه التي توفيت بعد ثلاث سنين من رحيلنا , عند سماع والدتي بالخبر ,كانت تبكي بكاءً مراً لثلاثة أيام بلياليها وسجلت كاسيت بصوت أمي وهي تبكي وتعزي نفسها برحيل جارتها الطيب’ ولا زلت احتفظ به لحد الآن , كانت تخاطب أولادها البعيدين عنها اللذين غادروا العراق , وتفرقوا بين البلدان ( اليمن ولبنان ثم كردستان العراق) لمقارعة النظام مع البيشمركة .
*هل كانت العائلة تعيش على مساعدات مادية من قبل الحزب أم هنالك مصدر مادي آخر ؟
كانت والدتي تعمل ببيع الملابس المستعملة في بداية الأمر لأنها لم تستطيع الذهاب إلى الناصرية لاستلام تقاعد والدي , كما إنها لا تستطيع نقله إلى بغداد بسبب ظروفنا الصعبة ,لكن بعزيمتها القويه وهي بعمر(47 ) عام ,كان همها إيجار الدار ومعيشتنا , مع العلم كانت تسكن معنا في هذا الوكر الرفيقة نادية محمود (نسرين) ,كانَ هَمّ نادية الحصول على بطاقة الأحوال المدنية , وهي مطاردة من رجال أمن البصرة , فما كان من والدتي إلا المجازفة والذهاب معها لدائرة الأحوال المدنية والحصول على بطاقة الأحوال المدنية .
*ما هي الفترة التي أقمت في هذا الوكر مع الرفيقة نادية محمود؟
بقينا في هذا البيت خمسة أشهر ثمَ بحثنا عن غرفتين في بيت آخر في منطقة الشعلة الثالثة, لكن بدأ الهمّ يزداد بسبب الجرد الدوري لعوائل المنطقة من قبل أعضاء الفرقة الحزبية ورجال الأمن ,بسبب اختلاف الأشكال والبشرة بين الرفيقة نادية محمود(نسرين) وأخواتي بدأ يساور الشك أهالي المحلة , وما هي مشكلة هذه العائلة الغريبة , من هذا تمكنا من الحصول على دار آخر و بسبب الظروف الصعبة وصعوبة أهل البيت.
*هل استمرت الوالد في العمل في بيع الملابس أم اعتمدت العائلة في معيشتها على تقاعد الوالد فقط؟
كانَ عمل السفر إلى مدينة كربلاء أو سوق مريدي لشراء الملابس بالجملة , ولأمانتها والتعامل المستمر مع التجار فكان تأخذ البضاعة على التصريف ,هذه الأم الرائعة عملت المستحيل للحفاظ علينا من كل مكروه ولسد كل احتياجاتنا وكل ما يصيبنا من نعّم نشارك بها الرفيقة نادية (نسرين) التي صارت واحده من العائلة, وكانت تنادي والدتي بماما , لأنها عرفت إن والدتي طيبه القلب اتجاهها مثلما هي طيبه القلب اتجاهنا ,و لم تفرق أبداً بيننا وتعاملنا بطيبة قلب.
*من خلال اختفائكم في الأوكار السرية بعيداً عن أنظار أزلام النظام هل كانت لكم علاقة وتواصل مع تنظيمات الحزب في الناصرية؟
كان عملنا نقل البريد الحزبي من الناصرية إلى بغداد وبالعكس , كانت لنا اتصالات عديده بعوائل الناصريه, في إحدى المرات خاطرت إحدى العوائل بحياتها في نقل البريد الحزبي من سوريا ومن لبنان عام 1981 إلى بغداد , ومنها عائله (حسين لفته) عن طريقها نستلم البريد ويتم نقله إلى بغداد,لكن عند اعتقال سحر اضطررنا أن نترك هذه العائلة حسب طلبهم لأن حياتهم في خطر .
*هل كانت الشهيدة سحر قبل اعتقالها متزوجة , فأنا علمت من أختك كوثر بأنها كانت متزوجة ؟
خلال الفتره ما بين (1981-1982)تعرفت سحر على زوجها (صباح طارش)وهو من مدينتنا الناصرية , وطلب يدها من والدتي ومن أخي جمال وتم عقد القران في محكمه الكاظمية, ومع الأسف كانت الأمور لا تسمح بعرس كبير بسبب الظروف الصعبة التي نَمرّ بها , بعدها قرروا السكن في الناصرية رغم الخطورة, وبين فتره وأخرى يترددوا على بيتنا في بغداد ,كانت حاملا بالشهر السابع وقالت "اعتقد اكو خطورة علينا سنذهب آخر مره للناصرية ثم نأتي لبغداد نستأجر بيت للسكن " , رحبنا بالفكرة لكن كان قدرهما الحتمي , إذ عندما ذهبوا إلى مدينة الناصرية , بعد عدة أيام طوق البيت وكان فيها سحر وزوجها وشخص يدعى (علي النجار), فقامت سحر بإحراق البريد الحزبي وقص جزء من لسانها , لكن أثناء مداهمة قوى الأمن تمكن زوجها من قتل اثنان من رجال الأمن ثم قتل نفسه , وبعد المواجهة اعتقد رجال الأمن إن في داخل البيت أشخاص آخرين, فتمكنوا من اعتقال (علي النجار) إذ كان جريحا , وأختي سحر كان ينزف الدم من لسانها بعد قصه , تمَ اعتقالهم وتعرضوا لشتى أصناف التعذيب في مديرية أمن الناصرية وبشكل مستمر , ثم نقلت سحر من أمن الناصرية إلى سجن الرشاد في بغداد.
*هل استشهدت سحر أثناء التعذيب أم حكم عليها بالاعدام؟
أول الأمر حوكمت بالسجن المؤبد من قبل محكمة الثورة , لكن المجرم عواد البندر حوله إلى حكمها بالإعدام ,وطول فترة مكوثها في السجن أنجبت ابنها (محمد), ولم تراه سوى دقائق معدودة ,حيث اخذوا ابنها منها وظلت تكتب رسائل بخط يدها وعندنا إحدى هذه الرسائل, كتبت لخالي أبو منقذ تطلب منهُ أن يأخذ طفلها من السجن , وعندما يئست كتبت لعمها أبو زوجها أن يأخذ ابن ابنها موضحه في الرسالة " عمي خذ حفيدك ولا تتركه لهؤلاء وتضيع ثمرتنا أنا والمرحوم زوجي" وبالفعل حضر عمها واخذ الطفل خوفا عليه من أن يوضع في ملجأ الأيتام, وقد مات عمها خلال فتره قصيرة , ربما شربوه الُسُم وهو يزورها في السجن , فتقل ابنها إلى عمته آمنة وقد ربته , لكن الأمن لم يترك عائلة زوجها الذي تمكن من قتل أثنين من رجالاتهم ,وقد قاموا بقتل أربعه من أخوان زوج سحر انتقاما , لكن أمي لم تعلم بواقع حال سحر حتى عام 1983 , ولم تسمع بإعدامها حتى عام 1984 , كان موقفها يشرف ودورها بطولي أذهل الجلادين, طلبت منهم أن تلبس بدله زفاف وطيلة فتره الاستجواب رافعه رأسها بشموخ وتقول للسجناء اللذين يعذبون مثلها " أرفعوا رءوسكم لا تطأطئوها نحن لسنا مجرمين نحن مناضلين" كانت تحمل قلادة ذهبيه على جيدها قطعتها بسرعة وزغردت ورمتها على السجناء الذين ينتظرون دورهم في الإعدام ,لكن أمي لم تعلم باستشهادها معتقده إنها لا زالت في السجن , ذهبت لمدينة الناصرية تسال عنها لكن لم تجد جواب يريحها . وانتقلنا إلى بيت آخر في منطقه جكوك القريبة من مدينة الكاظمية, كانت الرفيقة نادية محمود(نسرين) كل هذه الفترة تسكن معنا ولمدة تجاوزت الثلاث سنين, لكن بعد اعتقال سحر بفترة تركتنا نادية محمود ( نسرين ) وانقطعت أخبارها عنا .
*لكن ماذا حلّ بنادية محمود ( بنسرين ) ؟
بعد ترك نادية لبيتنا بشكل مفاجئ, لا نعلم ما هو السبب؟ وبعد فتره كلفني الحزب بالاتصال بها , وأبلغوني إنها طالبه في كليه القانون والسياسة, تم الاتصال بها في الكلية و طلبت منها أن تعود للعمل بفي تنظيمات الحزب بعد أن تركته برغبتها لكن كان ردها لي "ليس الآن لا استطيع ".
وقد أبلغت الحزب برفضها للعمل في تنظيماته وانقطعت أخبارها فترة طويلة حتى عام 2004 ,فقد تلقيت تلفون من بريطانيا وكانت المفاجأة إنها قالت " قالت ألا تعرفيني قلت لها يمكن اعرف صوتك لكن من تكوني قالت أنا (نسرين ) ناديه محمود وقد عرفت إنها قد انظمت للحزب الشيوعي العمالي منذ سنين قد أرسلت بعد وفاة والدتي عام 2010 نعّي وهي تذكرها بأمي ولم تنساها في كلمة التعزية .
*لكن لنعود للوكر الحزبي في الكاظمية ماذا حل به؟
المهم سأعود لعام 1983 كنا نسكن في بيت في جكوك و بسبب ظروفنا الصعبه , منها استشهاد سحر وخروج نادية محمود(نسرين) المفاجئ , والتحاق أخي جمال في الجبهة , بدأ العذاب والآلام يزداد على والدتي بسبب التحاق أخي جمال للخدمة العسكرية , وكانت الحرب قائمة بين العراق , وفوق هذا العذاب لا تعرف عن المصير المجهول لأخوتي الآخرين , فكانت تتابع أخبار معارك الحرب مع إيران التي تنقل عبر التلفاز عن الشهداء في الحرب ,فتنزوي في أحدى زوايا البيت وتأخذ بالبكاء , , وعندما يعود جمال من جبهة الحرب تبدأ تدبك الدبكات وتهلهل وتنثر الحلوى لأجله , عام 1985 انتقلنا في بيت جديد في الأعظمية ثم بعدَ فترة أخرى انتقلنا إلى منطقة قريبه من النواب ثم إلى انتقلنا إلى مدينة الحرية في نهاية عام 1985 وفي عام 1986 سكن معنا شخص عرفنا انه من الرمادي وجاء عن طريق الحزب واعتقد اسمه (سلام ) وكنا نناديه باسم آخر, وبقي عندنا بحدود عام ثم رحل , ولكن الأخبار التي نقلت إلينا أنه تم إلقاء القبض عليه من قبل رجال الأمن و تم إعدامه , أما جمال فقبض عليه وأودع السجن بسبب هروبه لمدة أربعه أشهر بوشاية من الجيران وحكم عليه بالسجن سنه ونصف ,ثم أطلق سراحة وسيق إلى الجيش وشارك في حرب أحرى هي حرب الخليج الثانية .
*خلال الفترة منذ عام 1987 ولغاية عام 1993 هل ما زلتم في بغداد وفي التخفيّ عن أعين أزلام النظام أم التحقتكم ببقية أفراد العائلة ؟
عام 1992 تسرح اخي(جمال) من الجيش وانتقلنا للسكن في مدينة الحرية للاستقرار , كانت تصلنا أخبار من أخوتي ويساهموا ببعض المبلغ لرفع متاعب العمل عن كاهل الوالدة , لكن طول فترة بقائنا في العراق كانت والدتي تتواصل مع الحزب وتقوم بنقل البريد للأماكن التي يطلبها التنظيم , لكنها فترة تواجدها في البيت لم تترك جهاز المذياع , فهي تتابع الأخبار عبر قناة (صوت الشعب العراقي) , وفي مره من المرات كانت تستمع الى إذاعة صوت الشعب العراقي وهم يذيعون أسماء الشهداء وتأتي الصدفة أن تركت الراديو خمس دقائق لترى قدر الطبخ على النار وفي هذه الأثناء أذيع اسم (المونا ليزا وسحر) من ضمن الشهداء وحمدت الله إنها لم تسمع , وظلت لا تعلم باستشهادهنّ حتى عام 2003 وبالرغم من حزنها الشديد لكن كانت كل مناسبة يوم الشهيد تزغرد لأجلهنّ , وكانت كل مره تسأل عن سحر مع أسماء المعدومين , لكن لم تحصل على شئ يريحها حتى عرفت طريقة استشهادها عند ذهابها للعراق عام 2006 , كانت تقول "هنّ بناتي وحبيباتي لكن هنّ اخترنّ طريقهنّ وأنا فخوره بهُنّ ويبقينّ في قلبي حتى الموت" وعلقت صورهن في باحة البيت وكل مناسبه تمر على تأريخ الحزب تذهب لمقر الحزب وتزغرد لهُنّ ولجميع الشهداء حتى وفاتها عام 2010.
*هنالك أبيات شعر بحق كُتبَت من قبلك بحق الوالدة , فهل تتذكريها لأضيفها للمال؟
شعر لأمي: أمي يا معدن الغالي أثمانه ابد ما يصدا ومستحيل تتغير ألوانه أمي لأجل الشعب والوطن منحت اثنين من فلده كبدهه وهي راضيه وبكل مناسبة يزغرد السانهة وقبله كلبهه أمي اللي وكفت ألنه بأصعب الضيم والمحنه وشبعت قهر وابد ما اشتكت إلنه أمي يا سور عالي جدرانه وأقوى ريح ما إتهدم بنيانه أمي حبهه للكبير والصغير وكل الناس بيه غركانه أمي هواء العليل الكل صدور المريضة بيه مليانه أمي يا نهر الفرات وماية اللي سقى جيرانه أمي يا أم الحنان ومهجه القلب وسلوانه
أمي يا أم الوفه والطيب من الجنة أمي عسل صافي لليوم ما ذقت مثله أمي من كعدت على ماكينة الخياطة ومن قطع التزود لبست كل محروم من هدمه أمي من ثوبهه اكص علوك واتبرك منه أمي يا طير العندليب من الصبح أهدى اشجانه واطرب كل حزين وزال همه يشهدلج ييمه الحزب وبريده بيدج اتضمينه وبكل شجاعه وحدر لكل رفيق توصلينه لمسه ايدج تواسيني وتبدد وحشه الونه انتي اعز الناس واغلى غرام ربى بجسمي وشراييني وشما قدمت الج ما اوفي ديني
*ماذا تتذكرين عن حياة الشهيدة ( الموناليزا) ؟ما هي المهمات التي أوكلت للشهيدة من قبل محلية الحزب في الناصرية ,إذ كان العمل على أساس التحالف الجبهوي ؟

ولدت في يوم 23 تموز سنة 1951 في مدينة الناصرية العراقية ، وكانت القابلة حينها امرأة طاعنة في السن اسمها ( أم حسن ) ولها خبرة في التوليد على الرغم من عدم دخولها للمدرسة ، وقد جاء على يديها الى الحياة عشرات الألوف من بنات وأبناء الناصرية لكنها للأسف أخطأت في طريقة سحب موناليزا من رحم والدتها وكانت سمينة بشكل لافت ، فتسبب ذلك في إنحراف عمودها الفقري لازمها طيلة حياتها وكان يسبب لها ألماً مزمناً لكنه لم يقعدها عن مواصلة الدراسة أو العمل كمعلمة أو في البيت لمساعدة عائلتها الكبيرة في كل شيء بل وفي مساعدة الآخرين من الذين كانت على تماس معهم وخاصة في عملها كنصيرة في كردستان العراق فكانت شعلة من الحماس والثورية المتوهجة والتي شعر بها الجميع وإنعكست عليهم خيراً ....."ثم تعاود وتكمل حديثها" في أحد الأيام اصطحبت الوالدة ابنتها الكبرى موناليزا إلى مدرسة الهدى الإبتدائية للبنات ولما التقت بالمديرة الست لبيبة الحمداني طلبت منها أن تسجلها عندهم في الصف الأول الإبتدائي..! كان عمرها خمس سنوات وكانت ذكية وتعرف الحروف العربية والأرقام فنصحت المديرة الوالدة بأن تذهب بها الى روضة الأطفال لكن والدتي أصرت على ضمها إلى طالبات الصف الأول كمستمعة وتجريب إمكانياتها فإن نجحت يمكن أن تعبر الى الصف الثاني وإن أخفقت فستبقى في صفها وتكون قد استفادت من هذه السنة..وأخيراً اقتنعت الراحلة الست لبيبة ووافقت على قبولها كمستمعة عندهم ولما انتهت السنة الدراسية كانت الناجحة الأولى على الصف ,ولما تخرجت من دار المعلمات كانت أصغر معلمة ولم يتجاوز عمرها السابعة عشرة ..! ويصادف تخرجها مع مجيء البعثيين للحكم فتبقى دون تعيين إلى سنة 1972 وتم تعيينها لحين هروبها واختفائها في بغداد ربيع عام 1979 فكانت سعيدة بعملها ونالت حب الطالبات والمعلمات وكل من عمل معها وخاصة في مدرسة البطحاء في ناحية البطحة القريبة من مركز المحافظة وفي سنوات الجبهة الأولى رشحها الحزب الشيوعي لدراسة الطب في موسكو لكنها رفضت ذلك بسبب حبها لعملها المهني والحزبي في المدينة وعدم إستطاعتها مفارقة وطنها وأهلها ورفاقها وصديقاتها" .
*لكن لم تذكري دور المونا في العمل السري , كذلك اختك الصغرى كوثر منشد؟
قد شاركت الموناليزا بفعالية في مؤتمر الحزب الثالث والرابع وفي ربيع عام 1979 عملت بجد مع عدد من رفاقها في قيادة الحزب في ظرف سري قاهر الى لملمة الصلات الحزبية المنقطعة لعدد من الرفاق والرفيقات الوافدين الى بغداد من عدد من المحافظات وكانت معها إختها الصغرى كوثر لحين مغادرتهن بهويات تحمل أسماء بنات آخريات الى سوريا سراً ثم الى لبنان بعد عدة شهور وبسبب الأمساك بعدد من الرفاق وإستشهاد بعضهم وفي لبنان غادرت إختي كوثر الى موسكو للدراسة بينما أصرت هي رغم ظروفها الصحية الحرجة الى أن تتوجه للعمل في كردستان العراق..فوصلت الى هناك وجرى تقديمها الى عضوية اللجنة المحلية وكانت قيادة الحزب تعتمد عليها كثيراً في عدة أمور ومنها فك الشفرة العسكرية وإعطاء تفاصيلها الى القائد العسكري الراحل أبو عامل فكانت تعرف جميع الأسرار قبل أي شخص آخر وتحافظ على سريتها بكتمان شديد وأحبت عملها ورفاقها جميعاً.
*كيفَ تمت عملية استشهاد اختك الموناليزا؟
إستشهدت ( الموناليزا )بقناعة تامة في المكان والطريق الذي نذرت نفسها له ويتذكر رفاقها اليوم الذي أسلمت فيه روحها حينما تحركت مفرزة شيوعية للأنصار من قرية زيتة وكان الطريق به صعدة قوية والمفرزة تروم الوصول الى لولان وكان قربها النصير أبو كاوا فقالت له : لا أعتقد أنني سأصل سلامات الى لولان وراح أستشهد ..!.. كانت الشهيدة أنسام قوية الحدس وتعمل عندها الحاسة السادسة بفعالية فكانت تتوقع الشر أو الأشياء المفرحة قبل حدوثها بفترة وجيزة .!.. فطلب منها أن تضع مسافات بين رفيق وآخر حتى لا يستشهد أحد عند حصول أية ضربة..ثم يردف النصير أبو كاوا قائلاً : بعد مدة من الزمن إنعدمت المسافات وكانت المنطقة مستوية ونحن في وضح النهار ولا توجد بها أشجار وكانت الصخور بعيدة أيضاً...وما هي إلاّ عدة دقائق حتى إنهمر عليهم الرصاص من إحد التلال المقابلة لتحركهم حيث كان أحد الكمائن التركية الغادرة لهم بالمرصاد وإستمر إطلاق النار الكثيف الى الساعة الثالثة عصراً وكانت معهم الكثير من البغال التي أصيبت ومات منها سبعة وجرح اثنان ونجا البغل الذي كان يحمل على ظهره البريد الحزبي وجرح بعض الأنصار وإستشهدت النصيرة موناليزا وإسمها أنسام ولم يتمكن أحد من إنقاذها وهي جريحة أو أن تسحب جثتها ولما هدأت أصوات الإطلاقات النارية وبعد عدة ساعات تقدمت القوات التركية الكامنة من أماكنها وسحبت جثة الشهيدة أنسام إلى إحدى القرى التركية القريبة من الحادث فقامت زوجة المختار بتغسيلها وجرى دفنها في تلك القرية القريبة من الحدود العراقية واستطاع الأنصار جميعاً إنقاذ أرواحهم وكان من ضمنهم دليل المفرزة أبو هادي وأبو باسل وأبو سرمد وأبو سطيف وأبو كاوا وأبو جاسم وزياد وعادل عرب وغيرهم وحدثت الواقعة المؤلمة في يوم الجمعة المصادف في السابع من أيلول عام 1986 فكانت الشهيدة أنسام أول شهيدة من شهداء مؤتمر الحزب الوطني الرابع وكان استشهادها صدمة كبيرة لعائلتها وللحزب وترك حزناً ومصاباً كبيراً لجميع من عرفها وعمل معها ولا زال الكثير من الشيوعيين وخاصة الأنصار يتذكرونها وكتب عدد منهم القصائد عنها وعن استشهادها كذلك فقد نعاها المكتب السياسي للحزب بكلمات رائعة ومعبرة وأرسل النعي لي ولعدد من أفراد عائلتنا وجرى عمل مجالس تأبين لها في بعض الدول ومنها كردستان العراق وبلغاريا..عاشت موناليزا 35 عاماً فقط من 23 تموز 1951 والى 7 أيلول 1986 وهي في أوج شبابها وعطائها وكانت حياتها قصيرة جداً لكنها زاخرة بالحماس والنشاط والحيوية التي ليس لها نظير ، وكانت حقاً حياة حقيقية عاشتها بكل لحظاتها لحب الآخرين والتفاني في سبيلهم ومن أجل مساعدتهم ناكرة ذاتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..المجد للشهيدة الخالدة أنسام ولمثيلاتها وأمثالها النادرين في وطننا العراق.
*لكن ماذا تقولين لمن أنجب مثل هذه العائلة والدك ؟
قبله على جبينك يا أبي عندما انظر إلى الآباء من حولي وانظر إلى الأبناء في كوني أرى هذا يشتم أباه .. وهذا يسب أباه .. وهذا يلقب أباه بأبشع الألقاب , لا املك إلا أن أطبع على جبينك قبله يا أبي , يكفي انك ربيتنا نعم التربية من اجل حياة جميلة, فيها التسامح والمحبة وخالية من الأنا وقبلها كرست كل حياتك من اجل تعليمنا علمتنا حب الآخرين مثلما نحب أنفسنا , علمتنا أن نُحب وطننا الكبير مثلما نحب الوطن الصغير . لعائله لا املك سوى أن أطبع على جبينك قبله , عندما أرى حالات العنف الأسري وكثرة انتحار الفتيات وجبروت بعض الآباء, لا املك سوى أن أطبع على جبينك قبله, كم عانيت من المرض وفقر الحال, شقيت لكن الابتسامة أبدا لم تفارق شفّيتيك, لا املك سوى أن أطبع قبله على جبينك, لم أنسى غيابك الطويل ورحيلك الأبدي للبعيد, ولكن مكانك في قلبي لا يتغير مهما طال الرحيل, لا املك سوى أن أطبع على جبينك قبله, يكفي أن اسمي مرتبط باسمك وبه أتذكرك كل يوم وازداد به فخرا, فلكَ الفضل به بعد الله بوجودي وسأظل أتذكرك حتى لو طال الفراق 35 عام سيظل قلبي يلهج بالدعاء لكَ يا أجمل أب.

لقد كتب الكثير من الشعراء بحق شهيدة الحزب التي قاتلت وقارعت النظام في الداخل وفوق قمم جبال كردستان العراق , منهم الشاعر الراحل كامل الركابي بقصيدة بعنوان (ليالي الغايبين.. إلى الشهيدة أنسام):

والشاعر حميد الموسوي كان له قصيدة بحق الشهيدة انسام:
انسام ويفيض الدم
بسواجي إربوعنه ويروي
أراضينه
أنسام الشراع الماتهزه الريح
أنسام الشراع الشدته مايطيح
وتحت هذا الشراع إحنه بحرنه
وبيه تباهينه
أنسام ويفيض الدم
وبليلة زفافج بيه
تحنينه
علكًنه الشمع للملكًه
نثرنه الورد للزفه
وبلحن التحبينه
تغنينه



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهود الحلة ...تأريخهم وعلاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية
- الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية
- عزيز الحاج ورحلة مع تحولات مفصلية
- الشهيد باسل الطائي(أبو تغريد)...مفخرة مدينة الحلة
- الأنشطة الاقتصادية ليهود العراق
- آهرون ساسون معلم ودوره في تأسيس الجمعيات الصهيونية في العراق
- حسن سريع وملحمة الانتفاضة ونهار القمع الوحشي
- الفنان التشكيلي كريم العامري الباحث في أعماق الخراب
- تجليات مفترضة .. المعرض الشخصي للفنان التشكيلي ناصر سماري
- دور اليهود العراقيين في نشأة المؤسسات المصرفية في العراق
- نقرة السلمان.. أوراق لمذكرات سجين سياسي عراقي
- حسن سريع وملحمة الانتفاضة ....ونهار القمع الوحشي
- الفنان التشكيلي كامل حسين بين جمالية اللوحة والذائقة الفنية ...
- الشاعرة المغتربة وفاء عبد الرزاق في البيت الثقافي في بابل
- محنة اللون في المعرض الشخصي الثالث للفنان التشكيلي طاهر حبيب
- مناهج التعليم المهني ..الفرع التجاري بين الواقع والطموح
- الغور في الشكل وفتح حدوده (معرض غير شخصي) ... المعرض الحادي ...
- قراءة في كتاب (قطار العمر ) سيرة المناضل حكمت محمد فرحان
- الرحلة الفوتوغرافية للفنان كرار الطائي
- قراءة في كتاب محمد شرارة من الإيمان إلى الفكر الحر لكاتبة بل ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - أنسام وسحر شهيدتين لمدينة جنوبية مسكونة بالإبداع والحب والجمال