أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - مادام كسرى كسرى يا ويلها من خراب














المزيد.....

مادام كسرى كسرى يا ويلها من خراب


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( مادام كسرى كسرى ، ياويلها من خراب )
يحكى ان احد الاكاسرة كان ظالما مولعا بسفك الدماء ، وكان لايهدأ له طرف حتى يسفك الدماء ويفتك بالابرياء ، وكان لديه وزير فطن ، وقد تالم من تصرفات كسرى وتجبره ، فود من صميم قلبه لو ترك كسرى سيرته الظالمة واشاع العدل والاحسان بين الرعية ، وذات يوم خرج كسرى الى الصيد واصطحب معه وزيره الذكي ، وحين جلسا على شاطىء النهر لتناول الغداء ، وجدا بومتين على جانب النهر تتصايحان ، فقال كسرى لوزيره : ليتني افهم ماتقول البومتان ؟ فاجابه الوزير : ايها الملك انني افهم منطق الطير ، وقد عرفت الحوار الذي دار بينهما ، الا انني اخشى من سخطك وغضبك عليّ ان نقلت لك هذا الحوار ، فقال كسرى : قل ولك الامان ، فقال الوزير : ان احدى هاتين البومتين خطبت لابنها ابنة البومة الاخرى ، واشترطت ام البنت خمسين قرية خراب مهرا لابنتها ، فاجابتها الخاطبة : مادام كسرى كسرى ياويلها من خراب ، انني مستعدة ان اقدم لابنتك مئة قرية خراب بدل الخمسين ، فاعتبر كسرى وترك الظلم من لحظته .
وعلى هذا الاساس لتأتي كل ( بومات ) الارض الى العراق فهنا تستطيع ان تعطي مهورا كبيرة من مدن مخربة ، لاننا تقريبا ماعدا المشاريع البسيطة لم نصلح اي شيء على الاقل من الذي خربناه ، اقترحنا على وزارة الثقافة ان تشتري المخطوطات من اللصوص الذين يبيعونها علنا ، ولم تفعل هذا مع جهودها التي بذلتها لارجاع الكثير من هذه المخطوطات والآثار ، مازال كثير من المسروقات تباع في اسواق الكتب ، ومختومة بختم المكتبة الوطنية ، اي خراب لحق بالعراق ، وماتزال شبكة المصالح المتشابكة تعبث بالعراق امنا وخدمات ،ونحن نتخبط بين حركات دينية تحاول الحفاظ على امساكها بزمام الامور ، وبين عقليات المثقفين الذين اختهم عجلة الزمن فالقت بهم تحت رحمة الحركات المتخلفة ، حيث يعملون في الاعلام او غيره لتوفير لقمة العيش ، وتكاد هوية العراق فنيا وثقافيا تضيع وسط فوضى لانعرف نهايتها بين التصريحات المتضادة والعداء المستمر الذي يتخذ من الوطن ساحة للقتال المخفي والذي غالبا مايظهر على اشكال ، منها سوء الخدمات ، والا ماذا نسمي اقرار الحكومة بالتقصير من جهة توفير الخدمات ، لقد اعترفت الحكومة صراحة بهذا ، وهذا اسوأ مافي الامر ، يعلمون جيدا ان الخدمات سيئة ولايعيرون للامر اهتماما الا بعد وخزهم وتنبيههم ، ومع هذا فهناك تلكؤ واضح في وضع برنامج العلاج الذي من الممكن ان يستمر طويلا ، حيث بدأ مجلس النواب بمناقشة مرتباته ومخصصاته وعلاواته ، اما مايخص الشعب فهي اربع سنوات تقضى بالمواعيد وبعدها تبدأ الشعارات ، والاناشيد وتوزيع البطانيات والثلاجات على الفقراء لكسب اصواتهم وتنتهي القضية ، هذه ايديولوجية الحركات واساليب ادارتها للازمة مايجعل الانسان العراقي مضطربا لايعلم مايفعل ، وكأننا عدنا ادراجنا الى الخلف مئات السنين ونحن بين امرين سياسة خطأ او سيطرة الحركات المسلحة، لقد وضعتنا اميركا بين خيارين احلاهما مر ، اما الحركات المتطرفة او الحركات المتطرفة ، ونحن ننظر الى الوطن وهو ينمزق تحت التصريحات التي تحاول دوما ان تعالج الازمة بالازمة ، وهذه وراثة ورثها الساسة عن صدام ، او من تراثهم الذي اوصى بمعالجة الازمات بافتعال ازمات جديدة وبحسب شطر البيت الشعري : ( الجرح يسكنه الذي هو أأ لم ) ، في حين يبقى حمد وحيدا في الميدان ، الانسان العراقي الاصيل الذي لم يستطع ان يجنده احد وهذا بحسب ايديولوجيتهم سيقتله الهم كما فعل خلفاؤهم من قبل ، حيث عالجوا اعتراضات الناس وتظاهراتهم بسفك الدماء والموت ، فبرز لهم احد الخلفاء ليقول : ( من قال برأسه هكذا اي زاعما الاعتراض علينا ، قلنا له بسيوفنا هكذا ، اي قتلناه ) ، وليبقى التاريخ شاهدا حيا على الانتهاكات والقهر والحرمان ونحن نحاول جاهدين ان نلبس ثياب التمدن والتطور ، ونحن ننوء تحت اطنان من احمال التخلف والتراجع ، ولسان حالنا يقول :
( جره دمعي على الوجنات ياحيف
على اللي مايقدر التعب ياحيف
انه الجنت اخوف خفت ياحيف
ولذت بالجانوا ايلوذون بيّه )
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التستحي منها خلها اول هيل
- ابو ناجي
- اخوك عبد غسّال الخرك
- مبردة بيت ازهيّه
- صوفتنه حمره
- تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا
- يبليس التمسك مر بينهْ
- الصنم ام الحمار
- كتلج ردي او مارديتي
- اشوا من الشلغم
- والله لو اصير ملك
- ليلة غنى ابو كاطع
- قرالي الجلجلوتيهْ
- طابك الجلب
- يباوع الكشاية بعين غيره ، ومايباوع الدلك ابعينه
- افريح نقلوه للجبهة
- حكمة القنافذ
- ياليتنا كنا معكم
- بلابوش فيدراليه
- كاسك ياوطن


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - مادام كسرى كسرى يا ويلها من خراب