أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمة مصالحة - رسالة للمناضل الشهيد محمود الغرباوي .. من بعدك... لمن أخطو ...؟















المزيد.....

رسالة للمناضل الشهيد محمود الغرباوي .. من بعدك... لمن أخطو ...؟


فاطمة مصالحة

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 15:19
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مازالت أصابعي ممتلئة بإحاسيس ضغط شباك السجن,عندما كنت بالعاشرة من العمر, حينها... كانت الطفلة تحمل وعي الخوف من مجزرة, تلاحق ذاكرتها بالمشهد الأسود الأبيض للقطات تلفزيونية لمجزرة صبرا وشاتيلا...
الخوف الذي سكن كيان طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر, عندما ارتكبت المجزرة عام 1982, ليدفعها لتأمل واقع العيش, لمن أراد القدر أن تولد لاجئة خارج حدود المخيم, في أحد بساتين الوادي*,الذي هرب إليها جدها من بؤس المخيم وذله,لأن طبيعته البدوية ترنو لفلا البوادي ومدى إتساعها أمامه, لم يحتمل إقتلاعه من بلده بئر السبع لتحتويه خيمة بمخيم النصيرات, مع مئات العائلات التي لا تربطه بهم إلا مأساة اللجوء وسنة نكبتهم...
فالسخرة بأرض غيره كان خياره الأرحم, لتعويض حرمانه من أرضه...!
ملامحك التي تعرفت عليها مخترقة شباك سجن غزة المركزي عام 1985 ,بأبتسامتك الخجولة,وقوة أصرار ينفذان من عينان يملئهم نعاس حب, تسلل رغم رقابة جيش الاحتلال وقيوده, ليغفو بقلب الصغيرة لوطن كبر برعايتك وأهتمامك بها, حتى أفترش القلب والروح, ليدفع بكيان الإنسان التواق للحرية والعدل, و الأمل بوطن جسدته لها بهدوءك وأفكارك وكلماتك.
"بأن المستقبل لابد آتي لنا, ولن يكون اللجوء والقهر قدر الشعوب, علينا بالنضال والمثابرة وأن لا نركن لمعطيات الواقع الرديء"
حينها يا محمود حرضت طفلة, أرادت عائلتها أن يكون قدرها راعية لأغنامهم..., مورثينها تراث وثقافة البادية التي أفتقدوها, وأرادوا أن يكون أقتصادها تنتجه لهم الصغيرة, حتى لاتفتقد الصغيرة هويتها البدوية...!!
مازلت يا محمود أذكر إحساس تلك اللحظة, التي نقلت لك فيها خبر تفوقي بموضوع التعبير الأدبي, دفعت لي بنشوة التفوق والفرح بالنجاح,وعندما علمت إنني عبرت عن سوق يوم الخميس بالمخيم, وكيف يشتري اللاجئين الخضروات والفاكهة,التي يجنيها المحتل من قراهم لتباع لهم بالمخيمات,حينها قلت لي:
" مستقبلك بقلمك وخيالك وعليك قراءة واقعك جيدا ..,وأن مهمتي ودوري بتوعية زميلاتي بواقع اللجوء ورفضه "
جعلتني أدرك قوة قلمي, وإني أشارك به درب النضال, الذي كنت قنديل تضيئ الدرب لي لكي أخطو به وأبناء شعبنا, محقيين معكم الحرية والاستقلال والعودة لربوع وطننا الحبيب.
مازالت يا محمود تسكنني تلك الكلمات, التي حولت أحلامي لسفينة, أنت من نحت أخشابها, ودق مساميرها,ودفعني بداخلها, لابحر في بحور المعرفة والعلم والثقافة...
أنت يا محمود من وضع قدماي الصغيرتان على سلم الفكر التنويري, لأصعد به فضاء الوعي المعرفي والعلم التحليلي, ليوصلني لسماء تشرق بها شمس الحقيقة والعدل المطلق.
" أنها المعرفة انها الثقافة,عليك بالقراءة دائما"
روحك التي اغترفت كل مشاعر الحب والعطاء والإخلاق, أمدتني بها عبر نصائح كنت تحرص على توجيها إلي, عندما تسنح لي فرصة زيارتكم في السجون اللعينة...
عجز السجان عن كسر الإرادة بداخلك, دفعتها لتصلب إرادة الطفلة التي كنت تحرص على معرفة أخبارها, رغم الدقائق التي كانت تضيق ولا تتسع لمشاهدة أفراد اسرتك, كنت تكرمْ علي ببعضها لتوجه بوصلتي بإتجاه مستقبلي, لأمتلكه واشكله بإرادة حرة لترسم أحلامي وتلونها بريشة مبدعة الحياة التي أريد..., التي تتمناها...
حرصت يا محمود بنصائحك القصيرة والسريعة, التي أخترقت جدران السجن وأذابت قضبانه, لتؤمن لسفينتي مرساتها ...,و تحمي صاريها من عصف الرياح, لأقودها بحكمة العقل وإدراك المخاطر لترسو لبر الأمان...
"أقرأي وأكتبي... ,وأجعلي خيالك يتسع ويتخطى واقع الجهل والظلم..., واستعيني بالسؤال مفتاح المعرفة,لا تخجلي ولا تترددي...,أقرأي كل كتاب تصل يداكي له..."
كان المخيم هاجسي في كتاباتي ,المخيم الذي حرص المحتل على عزلك عنه, و أبعدك منه عبر سنوات أعتقالك المتكررة والطويلة, معتقدا أنه بذلك ينجح بأسر أفكاركم وإخلاقكم و وعيكم, وإن المخيم سوف يستكين لبؤسه وذله.
لكن هيهات عامان على أسرك لترد أزقة مخيمك على غيابك, بإنتفاضة أطفالك الذين أعلنوا هدفكم ومطلبكم, هاتفين : حق العودة وتقرير المصير ..مطلب كل الاجئين...
حينها أدركتم وأنتم خلف القضبان, بأن أبجدية الحرية والكرامة التي علمتونا لغتها, أتقنتها جماهير الارض المحتلة, وفاجئت الجميع بصرختها بوجه محتلينها .!!
حينها أكدت لي عندما زرتك بسجن المجدل,بأن شعبنا سبق قيادة منظمة التحرير وفاجئها, وعلينا حماية الانتفاضة من الاختراق, وأخذت رسائل التوجيه تصلنا لكي لا صوت يعلوا فوق صوت الانتفاضة...
كنت يامحمود... الموجه والمعلم لنا, بتوجيه الجماهير وتنظيمها وإبداع وسائل المقاومة, ودور كل فرد بشعبنا,فكانت انتفاضة الحجارة عام 1987 ,ثمرة ما زرعت من نضال و وعي بين أبناء شعبك.

تذكر إختلافي السياسي معك حول قرار 242, الذي أيدته قيادة منظمة التحرير, كمطلب تطالب بإنسحاب الإحتلال عن أراضي أحتلت عام 1967 , حينها عبرت عن دعمي لمطلب تطبيق القرار, وكان نزقي كمراهقة هو الذي دفع قناعتي, بأن شعبنا الذي استطاع ارباك المحتل وحكوماته بحجارته, قادر إن امتلك مصيره على جزء من وطنه, بتطوير وسائل نضاله وإسترداد كل فلسطين.

حينها أتهمني رفاقك بالمعتقل باليمينية والخذلان, و لم أخفي حينها تأيدي لقرار حركة فتح, أحترمت رأي ورفضت تشنج البعض مني ,وعززت ثقتي بإرادتي حينها,و بقيت من يحنوا علي ويدعم خياراتي ...
كنت مدرك لوعي داخلي, وثقت بانتقاء بذرته وزراعتها بكياني, وعلمتني الإخلاص والوفاء لحق العودة وتقرير المصير,هذا الحق الذي علمتني فحواه وقوته ليبقى مطلب وهدف لابناء شعبنا بالمخيمات...
و حين تسرعت قيادة منظمة التحرير بإعلان الدولة عام1988, أعلنت رفضي لاعلان الاستقلال , ابتسمت وقلت لي:
"الزيارة الماضية تحمستي ل242 واليوم ترفضي أعلان الدولة,غريبة بتناقضك"
حينها لم يستوعب عقل طالبة في الحادية عشر من عمرها, إعلان دولة المنفى والوطن مغتصب..! والارض محتلة..!! وأنت اسير في سجنك..!!!, وهي لاجئة تتعلم في مدارس وكالة الغوث بمخيم يعيش به آلاف اللاجئين...!!!!

نقلت لك تصوري لمعنى الدولة, و كيف أريدها,تفهمت موقفي وأدراكي لمفهوم الدولة, حاولت تدعيم الأمل بداخلي ,وأتذكر انك أعلنت لرفيقك بالاسر بأني متجذرة أكثر من اليسار... ورد عليك وهويجاورك خلف شباك السجن,انني متطرفة..وعليكم أستقطابي تنظيميا...وأفهمني رفيقك وقتها قاعدة التطرف بالمواقف التي تؤدي بصاحبها بالأنحياز لليمين المتخاذل...
حينها أدركت ان أحلام اللاجئة لن تحققها قياداتنا التنظيمة, وأخذت بأعلان استقلالي السياسي والأيدلوجي ,وفق منطق البداوة داخلي التي تجنح لناموسها الخاص...!
وأعلنت منذ ذلك الوقت إلتزامي بالفكر القومي العربي,الذي إنسل منه تنظيمك..
حرصت يا محمود على تقاطعاتنا الفكرية والايدولوجية,التي تشعبت بقوتها لتصقل شخصيتي وعلاقتي بكم, وتؤكد الهوية العربية الوطنية,التي علمتني أن أفخر بها, وأعمل على إدراك محتواها ومعانيها الإجتماعية والثقافية,والسياسية,ومدى غناها القيمي والاخلاقي لشعبنا, لذلك قويت إنتمائي لها, وأخذت توجهني لخطورة تبهيتها وأختزانها بمجموعة مفاهيم و تقاليد وعادات تورث لجيلنا, بهدف تجهيله والحيلولة دون تقدمه..
كنت تؤكد لي دائما ان الشعوب التي تتمسك بهويتها وتحافظ عليها, تحمي نفسها من الذوبان الثقافي وتدفع بتميزها بين الامم وتواكب الشعوب الحضارية.

أخذت يا محمود تضاعف اهتمامك بوعي السياسي, لدفع طموحي بتشكيل وعي خاص بي, يدرك الحقائق لوحدة وأنسنة مطالبه, منذ تلك الايام عام 1988, كانت معرفة الفكر السياسي والايدلوجي أحد أهتماماتي, لعلي أركن بأتجاه فصيل يستوعبني بمنطقي المتطرف,ومزاجيتي المتقلبة,كانت المعرفة بهذا الإتجاه في ذلك الوقت توخذ من الكتب او دراسات كانت تهرب أو تطبع في السر, كونها مواد محرضة ويعاقب مقتنيها من سلطات الاحتلال.

حينها ثابرت لكي تصلنا عبر قنوات سرية,دفعتني لإكتشاف فتنة قراءة الممنوع والبحث عنه...,تصور أن تعثر على بقال وبائع أعلاف, يبيع كتب فكرية وايدلوجية و أمنية ودراسات ومراجع تتناول دولة الاحتلال...!!,كان من الصعوبة أن يثق بي بائع بسيط, ركن لسرية مواده الممنوعة, لتأتيه فتاة بقامتها الصغيرة وصوتها المتلعثم, تريد شراء بعض الكتب,مازلت أذكر محاولة تمويه لي بتقديم كتب دينية وفقهية,وعندما لمس أمتعاضي أدرك إنني أكتشف سره,لذلك طلب مني العودة بعد إسبوع,يبدو انه بحاجة لتحري عني ,حينها أدركت توجسه مني وما أريد لديه,ذكرت لأطمئنه إنني تلميذتك , حينها أخرج لي من بين أكياس السمانة بدكانته, بعض الكتب التي تتناول الفكر الصهيوني و أجهزة إستخباراتها ..
كانت لغة الكتب الفكرية والايدولوجية معقدة على ذهن الرابعة عشر,وعندما تواجهني مصطلحات فلسفية وسياسية لا أفهم معناها.
كنت أبكي معتقدة انني غبية ولا ادرك ماذا أقرأ,وصارحتك بمعضلتي ,وأخذت تشرح لي بعض المصطلحات الفلسفية ,ولكي تهون حالة التعقيد المعرفي علي وجهتني لقراءة الادب, وأخذت تسرد لي بعض أسماء الكتاب والادباء, (محمود درويش,غسان كنفاني,سميح القاسم, دستوفسكي, تلوستوي, أميل حبيبي,الطاهر وطار,مكسيم غوركي....).

بعد خروجك من السجون الذي غيبتك عنا لأكثر من عشرين عاما,وجدتني أغترف العلم من الجامعة, عبرت لي عن سعادتك وحرصت لأنول شهادتي الجامعية لتكون سلاحي المستقبلي, وأدركت حينها, أن الإبوة بمشاعرها ودوافعها تكمن خلف رعايتك لي,وليس الواجب الوطني الذي يلزمك إتجاهي,كنت الأب الذي أفتقد دعمه وتشجيعه لي,عوضتني الحرمان برعايتك, فكنت نعم الأب وسعدت بك أب وصديق..., وأخ ورفيق لطريق.
مددت يدك لي عندما وجدتني أسبح عكس التيار ,وعلمتني كيف تكون السباحة عكس التيار, دون ان يخسر الانسان ذاته,كان قلقك وخوفك يغلف متابعتك لاخباري ,وأخذت ترشدني كيف يحافظ الإنسان على ذاته, من التلوث بالمستنقع الذي تكون داخل الوطن, عندما إنحدرت تنظيماتنا لتلويث قيم شعبنا بالإنتهازية و الاستهلاكية ,وشراء الولاءات وإسترخاص الذمم...!!

كنت تغلف إحباطك من الواقع السياسي الهش,عندما دخل الرفاق للمدينة(الوطن) عبر بوابة اوسلو عام 1996,مدرك قذارة المشهد السياسي والاخلاقي لتبريراتهم, في تشويه الحلم وأستعلاء نضالاتكم,بوظيفة ومرتب ورتبة عسكرية دون سلاح أو خوض معركة...؟!
كنت عندما ألجا إليك بأضطرباتي العصبية,وتشنجاتي السياسية, تحاول ترسم لي مدى أبعد مما وصل له نضال جيلهم,وتخلق لي فضاء أوسع لكي أجنح لطيران فيه,عندما ضاق بك الحلم.
كانت مشاكساتي تقلقك, وتحاول قدر الإمكان بتسليحي بالنضج السياسي, تخاف علي من التصادم مع قيادة أفترشت تضحياتكم,و توسدت آلامكم وأجهضت أحلامكم,لتريح عدونا..!

تأكد يا محمود أن نضالاتك ستثمر بتحقيقنا, لحق العودة ليافا وحيفا وبلدتك زرنوقة...
وأن أبنائك وتلامذتك بمخيمك,سوف يكملون دربك ويحملون الراية من بعدك,وستبقى شعلة كفاحك مشتعلة داخل صدورنا لكي لا يخبو ضياء فكرك داخلنا, وسوف ترشدنا بوصلة روحك للهدف, لكي نصل لوطن الحريات والكرامة, التي ضحيت بعمرك لأكثر من ستين عاما من أجل أن يعيش أبناء جيلي فيه وينعم به.
مازلت يا محمود أحمل صليبك الذي صلبك عليه الرفاق,ولن أفقد إيماني بعدالة قضيتي,وقناعاتك بأن اللجوء حالة زمنية عابرة... ,والمخيم مشهد مؤقت زائل...لن تتزحزح داخلنا.
أكن لك يا محمود بميلي الأدبي و موهبة الكتابة, بتوجيهاتك و رعايتك لي منذ العاشرة من العمر, بنيت وصقلت داخلي شخصية المختلف والمتميز عن محيطه, فإن أبدعت بشيئ و تفوقت به, يرجع الفضل لك,لك وحدك.

أنت المعلم والراعي والموجه,والداعم, المشجع لي ,لن أنسى عندما علمت بفوزي بجائزة العودة للقصة الصحفية,فرحت لي, وتقريحك لمبالاتي, قائلا :
"خايفة تنحسدي حسسيني إنك فزتي ,عيشي نشوة الفوز وفرحينا معك"
يومها أعطيتني محاضرة أرشادية, حول الإحساس بإنجازات الإنسان,وأسباب تطوره,واستفزك ردي بان القلب لا يفرح...!
حينها كفرت بي شاتما ديلكتيك احاسيسي,منوها أن من لا يحس بإنجازه لشيئ, لن يتقدم خطوة للأمام,وأكدت لي أن أردت تحقيق التقدم, علي أن اقدر تعبي وأحس بثمرته.
بعد غيابك عنا لإشهر يا محمود, أستطعت أن ألملم ذاتي,وأستجمعها بعد أن كسرها موتك,لا أقوى على مسك قلمي (قلمك), وأكتب لك هذه الرسالة, لكي أسلمها لملائكة الروح, لتنقل ما صمت عنه لأكثر من ثلاثين عاما...!.
تعرفني تواضعك يخجلني ويربكني هدوئك ...
لذلك عند قراءتها أتمنى أن تعذرني عن مشاكساتي لتيارك,وتغفر لي تقصيري بحق حلمك,أعرف انك ستسخر مني وتقول:
- بدوية هالبنت ... حتى عند ربي لاحقتني بمشاغباتها..
- كل حال الله غالب,وعلى قولة مُره**, لا تُعَرِّف البدوي باب دارك , كل يوم بيخوثك وهو داقه..!
كنت دائما قلق من أجلي و تهمك أخباري وتداوم على السؤال عني,أعلم انني مازلت أقرأ... لكني أقرأ ذاتي المتألمة بعد رحيلك, وأقرأ أحلامي الموؤدة بعدك...
قل لي يا محمود متى تعود,أوعدك أنني سأقلع عن عادتي بالهمس لبابك,كنت تلومني لطرقاتي الخجولة على باب بيتك,وتقول لي :
-همس بتهمسي الباب,دقي بقوة,خليني أسمعك, بيتك هذا البيت..
أوعدني ان تكون خلف الباب,كعادتك بابتسامتك وهدوئك.
قل لي لمن أخطو بعدك...؟.
آلامي,وقلقي وتيهي,كنت من تعالجه و تهديه...,وترسم لي معالم الطريق بنصائحك,لتدفعني باتجاه الحياة وتقويني لأواجه قسوتها.
فأرجوك كن خلف الباب,لكي ألقاك,أني أحمل لك البشارة التي تريد,مازلت عند وعدي ان أخرج من باب بيتك يا أبي...,وتمسك يدي يا أبي...فهل ستكون...؟ و أخطو لبيتك وأجدك هناك, بإنتظاري, مبتسما كعادتك و هادئ بطبعك...؟؟
التيه...والإغتراب والوحدة...,والقسوة, وكل الاشياء الموحشة سكنتني من بعدك يا أبي...
عليك بالعودة... لأنك أطلت الغياب,وللغياب لوعته يا أبي...

المرسل
ابنتك وتلميذتك
فاطمة
ملاحظة كتبت الرسالة للمناضل محمود الغرباوي, الذي رحل في 30 من آيار عام 2012
*وادي غزة منطقة زراعية, تقع شمال مخيم البريج الذي ولد به المناضل محمود الغرباوي.
** مُرة جدة الكاتبة وصديقة المناضل.



#فاطمة_مصالحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاطمة مصالحة - رسالة للمناضل الشهيد محمود الغرباوي .. من بعدك... لمن أخطو ...؟