|
تأملات في ديوان - ندم أسفل اللوحة -
عبد العاطي حميل
الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 14:08
المحور:
الادب والفن
لوحات شعرية بألوان راوية تأملات في ديوان " ندم أسفل اللوحة " للشاعر المغربي محمد أحمد بنيس صدر للشاعر المغربي محمد أحمد بنيس ديوان شعر بعنوان " ندم أسفل اللوحة " في طبعته الأولى 2012 ، عن مطبعة أتيليس تاتش ـ المحروسة ، من 143 صفحة .. وقد وزع الشاعر النصوص الشعرية إلى أربع وحدات . كل وحدة تتضمن مجموعة من النصوص . أما عناوين الوحدات ، فهي على التوالي : 1 ـ حقيبة جائعة وتشتمل على 11 نصا شعريا : ما يكفي من الأخطاء ـ نثر الطريق ـ قميص أعمى ـ أرشيف الحنين ـ رماد يناير ـ حين يصطف الجميع لرؤيتي ـ ما تبقى من ذلك الأحد ـ صباح يهوي بمن عليه ـ ندم أسفل اللوحة ـ فائض الذكرى ـ ترميم الندم . 2 ـ متحف آهل بالنسيان : و تضم 15نصا شعريا : أتشبه بنفسي ـ ليلة بيضاء ـ ما لم يقله الراوية ـ حتى تجف شفاه البطلة ـ أخطاء لوركا ـ الأسوأ المائل للبياض ـ عدة الفراغ ـ قليلا إلى الخلف ـ بلا اكتراث ـ قبل أن تمطر الشاشة ـ السراب في ذروته ـ تمثال يشتهي كل شيء ـ رئة الخميس ـ على هدي أنفاسي ـ يد تائهة . 3 ـ الأشياء لغير صاحبها : و تحتوي على 15 نصا : دع الغرقى بلا سماء ـ اليابسة بعد أوانها ـ الطوفان ثانية ـ فهرس الحياة ـ خيال بلا طريق ـ بيد مستعارة ـ أحلام كوروساوا ـ درس في الخلود ـ ألوث سماء " ماغريت " ـ كما يشتهي الآخرون ـ وجه يطل من الجدار ـ مجرد غبار ـ باقة ندم ـ ثقب أسود . 4 ـ في هيئة خطإ أبيض : و تشتمل على 6 نصوص شعرية : بالصدفة فقط ـ محطة أخيرة ـ الملهاة ـ مياه جريحة ـ حارس الأسى ـ مأزق عروضي ... والديوان عبارة عن لوحات استعارية ، تتداخل فيها الحواس المتأهبة بسردية شعرية لافتة ، باحثة عن أفق جديد يرمم تفاصيل الألم والندم ، يقول الشاعر : تسألني نفسي : لم لا أرمم ندمي داخل الصورة ، و أنأى مثل عدسة عمياء ؟ .. ص . 34 ويضيف في موضع آخر : ... لكني ، وقبل أن تحكم العدسة قبضتها على ما يحدث ، دحرجت نفسي على الساحل ، و تركتها تعلق ذكرياتها ، و قفزت إلى آخر سطر ... ص . 122 وباحثا عن ملصق لحياة سابقة ، مستشرفا لحلم متحلل ومنفلت ، يتتبع الشاعر خطى الأخطاء الحميمية الماطرة ، وعورات الأشياء المحيطة بعيدا عن " القدر ذي العين الواحدة " ( المرآة) .. يروج لوحاته الساخرة حينا متنكرا في زي طفل مشاغب يتسلل إلى ذكريات خلت تظل يافعة ، وحينا في صورة شاعر راوية فاقد للذاكرة ، أو ساحر أعمى يختلق حكايا أبطاله الغرقى وصوره الحالمة بيد طائشة أو تائهة ،فيقول : سأغلق مياهي ، و أخرج متنكرا في هيئة ساحر أعمى ، أرمم وجه آخر مريد في الحلقة ، ثم أعرج على المخرج بقدم جائعة .. ص .47 وحينا آخر يجيء الشاعر في هيأة شبح مخبر بما يحدث ، أو حكيم يلقن درسا في الخلود .. تلك لوحات باهية بأقنعة ساردة ملونة تمتد من بداية الديوان إلى آخره . تكشف عن غنى وثراء الشاعر لغة وصورة ، مبنى ومعنى ومغنى . وبرؤيا منسابة لا تكلف فيها ، تحقق بلاغة الإمتاع ، وتفتح بوابات التآويل .. هكذا يقول الشاعر محمد أحمد بنيس صوره الموحية ومفرداته المائزة وأشياءه الهاربة من صهوة الواقع الجامح . ففي حوار داخلي يصدح متسائلا : " لم تتعب نفسك ، بالبحث عن سبب لكل هذا الذي يحدث .. ؟ الأمر بسيط ، خذ الحياة قطعة قطعة ، وانثرها كما يشتهي الآخرون . بعدها ، ضع البقية تحت إبطك ، و انصرف . " .. ص . 112 و هكذا ينصرف الشاعر متأبطا شعره ، ويقول أشياءه المنفلتة من أسباب الوجود الهارب ، ربما يتلقفها في بحثه الشاحب راصدا عورات القيم و الأشياء .. كأنه ، يبحث عن ضياع أليف في ذكرياته المطرزة بالنسيان والعتاب .. كأنه ، يبحث في الملصقات عن حيوات لم ترسمها أيدي الرواة في الحكايات القديمة التي يعشقها حد العماء .. كأنه ، يقفز في شريط الأحداث كي يتشبه بأخطائه الحسنى .. ينادم خياله ثلاثين صفحة من كتاب العمر، ويفترس رسائله الجميلة العجلى التي كتبتها يد تائهة ، تحصي حوادث شاعر راوية استعار صور الغيمات في لوحاته الشعرية المتألقة و المخضبة بتكسير أفق الانتظار ، وهو يقول : أبحث عن قميص لا يصدقني ، و عن باب تفر من وجهي كأن شيئا لا يحدث .. أقف وحيدا ، ألوث عيني بالشاشة وأنتظر ... ص.45 ..
#عبد_العاطي_حميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غيمة انتظار تكتبني
-
خلفها
-
تيشكا
-
خارج يدنا
-
اشتياق حبر
-
ندوة الديمقراطية وحرية التعبير
-
اليوم الدولي للديمقراطية بيان منظمة حريات الإعلام والتعبير
...
-
حيرونة
-
آزمور
-
أمومة
-
خطاطة خيبة
-
سقف الرجاء
-
شاهد من جسدها
-
مثل آدم أو أقل كثيرا
-
وطن يخان
-
إشراقات على جسد المحيط
-
آدم
-
حواء
-
ديوان .. لا نبيذ بعدي
-
من أزهار الشر
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|