أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عادل زكى - وعود الرأسمال التجارى














المزيد.....

وعود الرأسمال التجارى


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 06:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حينما أعلن الاخوان المسلمون أن لديهم القدرة على حل مشكلات الشعب والوطن المزمنة؛ كأزمة الأمن، والطاقة، والخبز، والمرور، والنظافة، فى مائة يوم؛ لم أجد حينها ضرورة كى أحلل أو حتى أُخمن مدى صدق هذا الاعلان ومدى كذبه؛ فلم أجد من الصحيح أن أنشغل بتدبر ما يقوله الاخوان بشأن المائة يوم، وهل هم كاذبون ويخادعون الله ورسوله والشعب، بل والشياطين أنفسهم؟ أم صادقون حقاً؛ ولديهم فعلاً المشروع والمقدرة على تنفيذ ما أعلنوا عنه بشأن الخمس أزمات؟ وإفترضت أن الأهم من تكذيب وتصديق الاخوان، قبل المائة يوم وأثنائها وبعدها، هو النظر فى الأساس الاقتصادى الذى، بقصد أو بدون قصد، شيّد عليه الاخوان وعودهم؛ بغض النظر عن كذبهم أو صدقهم؛ فلم أزل من هؤلاء المؤمنين بأن أفكار الطبقة المسيطرة هى الأفكار المسيطرة؛ وأن وعى الإنسان لا يُحدد الواقع الذى يعيشه، وإنما الواقع الذى يَعيشه الإنسان هو الذى يُحدد وعيه. وإبتداءً من هنا ذهبت متسائلاً عن الأساس الاقتصادى/ المادى، الذى يُؤسس الاخوان المسلمون عليه وعودهم؟ وحين يُطرح تساؤل ما، فإننى لا أنشغل بالإجابة عليه بقدر ما أنشغل بالطريق الذى يسلكه الذهن فى سبيله إلى إنتاج هذه الإجابة. فالمهم، فى مذهبى، ليس الإجابة على السؤال؛ وإنما المهم هو كيف أنتج الذهن تلك الإجابة، ومن هنا فقد إفترضت أن تكوين الوعى بشأن الأساس الاقتصادى الذى شيد عليه الاخوان المسلمون وعودهم بشأن المائة يوم إنما يُمكن تحقيقه إبتداءً من الوعى، وإنما الناقد، بالواقع المُعاش؛ فلقد أجريت الإنتخابات الرئاسية (النزيهة!!) وجاء بموجبها الملاك ميخائيل رئيساً للجمهورية!! كما أسفرت الإنتخابات (النزيهة كذلك!!) عن برلمان حقيقى يعكس إرادة الشعب، ويمثل إتجاهاته السائدة، أياً ما كانت، السؤال الآن، وهو مهم أكثر من إجابته: ما هو النظام الإقتصادى الذى سوف يُطبقه الملاك ميخائيل؟ وليس بإرادته، وإنما رضوخاً، دون مبرر، لقانون حركة مهيمن، ونظام حاكم لجميع أجزاء العالم المتقدم منها والمتخلف، إنه النظام الرأسمالى. وفى ظل هذا النظام الرأسمالى الفاسد الذى تشكل فى ركابه النظام السياسى السابق على حُكم الاخوان، كان القهر، والقمع، والسحل، والجشع، والجوع، والفقر، والمرض. فهل سيُطبق النظام الجديد، أى الجماعة، نظاماً مختلفاً؟ لا يُمكن أن يحدث ذلك إطلاقاً على يد الاخوان المسلمين؛ فقد تلقفوا، بشبق وجهل وطمع، التركة الفاسدة بكل أنظمتها وقوانين حركتها وطبقيتها؛ بل والرجوع إلى عهود أقدم أسوأ تتلائم مع طبيعة النظام الاقتصادى الذى سيُطبقه الاخوان، وهو الذى يقوم على الرأسمالية التجارية، أى مرحلة ما قبل الصناعة؛ الاستهلاك لا الإنتاج. التدمير وليس الخلق، فليس لدى الاخوان آى ميل نحو إعادة هيكلة الاقتصاد على نحو صناعى متطور، وإنما الأصل لدى الاخوان هو صورة نبى المسلمين المتاجر فى الشتاء والصيف ما بين الشام واليمن. ومن هنا فإن الرأسمالية التجارية هى أنسب نظام إقتصادى لتنظيم الاخوان، لانها سنة النبى من جهة، وتتلائم مع نوع التفكير البليد الرجعى الذى تتبناه الجماعة من جهة أخرى؛ معنى ذلك أن الغرب الرأسمالى حينما يدخل مرحلة ما بعد الصناعة؛ يجرجرنا الاخوان نحو ما قبل الصناعة؛ وما قبل الصناعة انما يعنى محاكم التفتيش والهرطقة وإدعاء إمتلاك الحقيقة؛ وهذا بالضبط ما تأخذنا إليه الجماعة. ومن هنا أيضاً حاولت أن أفهم وعود الاخوان بوجه عام، وأن أفهم طبيعة وأسباب الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية، وأن أفهم رحلة الصين من أجل شراء السلع ليس إنتاجها، أو نقل تقنياتها، وأن أفهم إستحواذهم على السلطة، ومن ثم حاولت أن أفهم طريقة تعاملهم مع الملفات المذكورة، وان كل ملف من تلك الملفات (الخبز، الطاقة، الأمن، المرور، النظافة) بل وأى ملف آخر سوف يُفتح إبتداءً من رغبة الرأسمال التجارى؛ الذى تمتلكه طبقة نخبوية جديدة (مالك/الشاطر) فى طريقها نحو الهيمنة على الصعيد الاجتماعى هدفها التوسط فى حركة البيع والشراء للسلع والخدمات دون خلقها. دون إنتاجها. لقد فات ثوار 25 يناير إن يوجهوا ضربتهم الغاضبة الكارهة والباغضة الرافضة للنظام الاقتصادى الذى إمتطاه، وبمنتهى السفالة، النظام الفاسد السابق حال حكمه لهم لأعوام ثقيلة بطيئة، إنه النظام الاقتصادى الذى يحيا على دماء الجماهير الغفيرة. انه النظام الاقتصادى الذى تلقاه الاخوان المسلمون كى يستأنفوا مسيرة القهر والافقار للملايين من البشر على أرض مصر.
-----------------------------------------



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على النفط؛ التاريخُ المُعَاش
- بيان إلى عمال مصر
- الماركسية تراث مشترك للإنسانية
- تجدد إنتاج التخلف
- الاستبداد السياسى فى أنظمة الحكم العربية
- الاقتصاد السياسى للديموقراطية فى العالم العربى
- ملاحظات على أطروحة محمد عادل زكي عن جدلية القيمة الزائدة
- القيمة عند أرسطو وسميث وريكاردو وماركس
- الاقتصاد السياسى الماركسى
- حول فرضيات جرامشى
- منهجية البحث فى إشكالية التخلف الاقتصادى العربى
- الاقتصاد السياسى للصراع فى السودان
- الفكر الاقتصادى الكلاسيكى؛ السابق على ماركس
- مخطوطة أولية فى جدلية القيمة الزائدة
- الاقتصاد السياسى فى فكر كارل ماركس
- ماركس المفكر لا الأيديولوجية
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ -
- نظرية جديدة فى جدلية فائض القيمة عند ماركس
- إحياء الفكر العربى. فقر الفكر الثقافى؟ أم فكر الفقر الثقافى؟
- الاقتصاد العالمى المعاصر . . . حينما يقود المخبولون العميان


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عادل زكى - وعود الرأسمال التجارى