أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - الشعب يريد اسقاط النظام لاترميمه















المزيد.....

الشعب يريد اسقاط النظام لاترميمه


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 06:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الشعب يريد اسقاط النظام لاترميمه
رفعت الانتفاضة شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" في العديد من مناطق البلاد وبرز نفس الشعار في اعتصام القصبة 2 على بعض اللافتات وحتى على لافتة الهلال الاحمر بالشكل التالي:"اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام" لكن النظام لن يسقط بالاعتصامات فاعتصام القصبة اسقط حكومة الغنوشي و لم يسقط النظام الذي مازال قائما بل جدّد انفاسهه عندما تولّت حكومة السبسي عصا التناوب وقبلت بانتخاب مجلس تأسيسي مكرهة وهي الان بالتأكيد نادمة على مافعلته بما انها ساهمت في تقديم السلطة الى الاخوان على طبق من ذهب.
شعرت الجماهير الشعبية بخيبة امل عند صعود النهضة الى دفة الحكم خاصة وان نصف الناخبين لم يشاركوا في عملية الاقتراع وان النهضة لم يصوت لها سوى مايقارب المليون ونصف من الناخبين المسجلين-وهو ما يعني ان مليون ونصف حددوا مصير مايقارب 12 مليون نسمة.
تواجه الاقلية النهضوية التي تريد ان تحكم الاغلبية العديد من العراقيل خاصة وان هذه الاقلية تزايد بالشرعية الانتخابية لتقنين الاستبداد القروسطي وزرع الفتنة من خلال تقسيم الشعب الى "مسلم وكافر" وبالتالي صوملة تونس في اطار مخطط استعماري يريد القضاء على حركات التحرر العربية وفرض الهيمنة الاستعمارية والتخلف الاقطاعي.
ويدل "الحراك الاجتماعي" في العديد من الجهات والقطاعات على رفض الطبقات الشعبية لسياسة النهضة المنشغلة بتعيين الموالين لها في مراكز النفوذ والتصرف بكل وحشية ازاء الاحتجاجات الشعبية بل بلغ مستوى الاستبداد حد تهميش المجلس التاسيسي غير الشرعي واخضاعه لاوامر الشيوخ.
ومع تواصل الصراع الطبقي التي تسميه الصحافة الرسمية بالاحتقان الاجتماعي والسياسي يظل شعار "اسقاط النظام" مرفوعا من قبل الفئات الشعبية المنتفضة هنا وهناك الى حد انه اصبح يزعج الرجعية (نهضة-نداء) ويجبر الانتهازية على رفعه في بعض المناسبات لتعبئة القواعد لاغير بما ان الناطقين باسم بعض اطراف الجبهة "الشعبية" في الاذاعات اكدوا على ان المقصود هو اسقاط الحكومة الفاشلة والفرق شاسع بين اسقاط النظام واسقاط الحكومة.
فماهومدلول هذا الشعار؟ وهل يمكن اسقاط النظام بالاعتصامات والاضرابات ...او الانتخابات في واقع اشباه المستعمرات؟ وماهي علاقة هذا الشعار "العفوي" ان صحّ التعبير باستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية-الديمقراطية الجديدة-؟
للاجابة عن هذه التساؤلات يمكن القول بإيجاز :هناك استراتيجيا ثورية وأخرى اصلاحية كما هناك خطط ثورية وأخرى اصلاحية مع التأكيد على ان الخطط الرجعية المفضوحة تعتمد على القوى الامبريالية وعلى تعبيرات الطبقات الاكثر رجعية.وتتجسد هذه الخيارات عمليا في خطة انقاذ النظام من قبل النهضة ونداء تونس وخطة المشاركة في ترميم النظام من قبل كل القيادات الانتهازية المزايدة بشعار "استكمال مهام الثورة"
مدلول شعار اسقاط النظام
رفع هذا الشعر كما ذكرنا انفا خلال الانتفاضة وهو شعار اليسار الثوري في تعارض مع شعار اليسار الانتهازي الذي تبنى "المجلس التأسيسي" وشارك في الانتخابات.رفعت الجماهير هذا الشعار انطلاقا من معرفتها الحسية دون الوعي بابعاده الوطنية والطبقية لانها ترى ان المتسبب المباشر في فقرها وحرمانها من ابسط الحقوق هو النظام العميل والفاسد وإن تستر بالدين وأدركت الجماهير ان التغيير يمر حتما عبر اسقاط النظام وليس عبر تغيير الوجوه أو الحكومات.
يظل شعار اسقاط النظام شعار المرحلة الوطنية الديمقراطية لايمكن تحقيقه آنيا لان عملية انجازه تتطلب اولا تنظيما ثوريا –وهو شرط غير متوفر حاليا-وثانيا ارتقاء درجة المواجهات الجماهيرية الى مستوى العنف الثوري المنظم لانه من المستحيل هزم الجيش النظامي الرجعي دون وجود جيش شعبي في المقابل قادر على استنزاف الجيش الرجعي وتفكيكه.
يرتبط شعار اسقاط النظام بحسم المسألة الوطنية أي دحر الهيمنة الامبريالية على كل المستويات وتحقيق الاصلاح الزراعي وفق شعار "الارض لمن يفلحها" ومنح الحرية للطبقات الشعبية وبعبارة اخرى فان اسقاط النظام يعني بكل بساطة انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية-الديمقراطية الجديدة-
لقد سبق لليسار الانتهازي ان سخر من الثورة الوطنية الديمقراطية ومن شعار الارض لمن يفلحها وحتى من شعار اسقاط النظام غير انه عدّل اوتاره امام تنامي نضالات الحركة الشعبية وضغط القوى الثورية التي لم تنخرط في مسار "الانتقال الديمقراطي والعدالة الاجتماعية" وهلمجرا.
لاترتبط مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي بارادة هذا التيار او ذاك وهي مرحلة تحكمها تناقضات محددة تظل عملية حسمها في علاقة بتوفر شروط التحرر على المستوى الذاتي -(قدرة الحزب الشيوعي على قيادة الجماهير) –وعلى المستوى الموضوعي (واقع العمال والفلاحين في حركة الطبقات) ولن يحصل هذا التحرر عن طريق الانتخابات او الوفاق والتوافق أو التحول السلمي والمصالحة الوطنية وهي عبارات تنظر لتأبيد الهيمنة الاستعمارية والاضطهاد المحلي بل سيحصل حتما عبر مواجهات عنيفة بين ابناء الشعب والرجعية العميلة وستشهد هذه المواجهات بالتاكيد عمليات كر وفر وتبدل موازين القوى وصولا الى ترجيح الكفة لفائدة الشعب المنتفض.
يرتبط شعار اسقاط النظام اذن بحسم التناقضين الاساسيين: التناقض بين الشعب والامبريالية وعملائها من جهة والتناقض بين الفلاحين وملاكي الاراضي الكبار من كمبرادور واقطاع من جهة أخرى.وطالما لم تحسم المسالة الوطنية والديمقراطية فانه لايمكن الحديث عن تغيير ثوري وعن ثورة وستظل مرحلة التحرر الوطني قائمة الذات الى ان يقع تحطيم النظام القائم وتعويضه بنظام جديد- نظام السلطة الديمقراطية الشعبية -
يتّضح ان مهام المرحلة في تناقض مع ماتطرحه الاطراف الاصلاحية المكوّنة للجبهة "الشعبية" التي تقترح رغم المزايدة بشعار اسقاط النظام-افهم اسقاط الحكومة- تقترح "حكومة ازمة تناقش برنامج بقية الفترة الانتقالية مع تحديد مواعيد الانتخابات القادمة وتتكون هذه الحكومة من كفاءات وطنية تكون محدودة العدد"(جريدة المغرب 27-09-2012) ويؤكد الناطق باسم حزب العمال "ان المعركة الحقيقية هي معركة القانون الانتخابي"(نفس المصدر) وقد ورد في نفس السياق وعن لسان حزب العمال "ان الترويكا مطالبة بتكوين حكومة ازمة تضم كفاءات تونسية محايدة لانقاذ ما يمكن انقاذه"(جريدة المغرب 9-10- 2012-صفحة 9)
تطرح الجبهة "الشعبية" شعار الجمهورية المدنية ذات البعد الاجتماعي في اطار النظام القائم وتنخرط في عملية التداول على السلطة من خلال الانتخابات وهي بذلك تنظر للتحول السلمي والتوافق مع الاعداء.
في حين ان التناقض بين وكلاء الاستعمار والشعب تناقض عدائي لايحسم بالتوافق والمصالحة الوطنية كما لايحسم بالانتخابات التي تتحكم فيها السلطة كليا.ويطرح هذا التناقض على المستوى التكتيكي دعم القطيعة مع النظام القائم ومقاطعة مؤسساته المنصبة أو "المنتخبة ديمقراطيا" وليس التواجد بصفة شكلية في مؤسساته مما يضفي بعض الشرعية على العملية الانتخابية وعلى المؤسسات اللاوطنية التي تسن القوانين المعادية لمصالح الشعب.
وفي تعارض كلي مع الطرح الاصلاحي تطرح القوى الثورية مواصلة المسار الثوري وبناء السلطة الديمقراطية الشعبية على انقاض السلطة الرجعية القائمة وهي سلطة ذات افق اشتراكي تتناقض مع الجمهورية المدنية ذات بعد اجتماعي.



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة العفوية وقضية التنظّم
- تونس- وحصل الفرز الطبقي
- حقيقة الوضع السياسي في تونس
- ملخص لإضافات ماوتسي تونغ
- الانتخابات في مصر والانتفاضة في الذاكرة
- عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري
- قراءة في -ورقة عمل حول بناء حزب موحد -للوطنيين الديمقراطيين-
- الحركة النقابية والصراع بين الخطين
- نداء الى المجموعات الشيوعية
- تونس:الوضع في ظل الاعتصامات والاعتصامات المضادة
- حول خلايا المؤسسات
- نصوص حول المجلس التأسيسي
- الشعب في حاجة الى حزب الطبقة العاملة
- جانفي,شهر الشهيد وشهر الانتفاضات الشعبية
- حكومة النهضة -حكومة محاصصة
- ايّ معنى -لليسار- اليوم؟
- متطلبات الوضع الراهن في تونس
- الاتجاه الاسلامي بين المقول والممارس
- النهضة بديل امبريالي
- الانتخابات والمسألة الوطنية


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - الشعب يريد اسقاط النظام لاترميمه