أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - شريف الغرينى - الإخوان و ثقافة المليونيات














المزيد.....

الإخوان و ثقافة المليونيات


شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 00:04
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


أعضاء جماعة الإخوان كعدد وكإحصاء رسمي لا يمكن حسابه بأنه يزيد عن مليونا عضوا ، ربما يزيد هذا الرقم أو يقل قليلا ، و مع ذلك فهذا العدد لا يمثل شىء فى تعداد ساكنى جمهورية مصر العربية، ولكنهم أحدثوا الأثر والتأثير و كانت لهم القدرة على الإستمرار داخل اللعبة السياسية خلال عقود ولكن بهوامش مختلفة، مع قدرتهم الفائقة على تجديد الأساليب ؛ القضية أو السر فى ظهورهم بهذه القوة مؤخراً،يعود لعدة عوامل أهمها: التطور الهيكلى المستمر و التمويل الخارجى، و التفرغ التام للقيادات للعمل السوسيوبولتيك ، والقاعدة الإيديولوجية التى ينطلفون منها علاوة على الدعائية المتلونة : فمن مسكنة ، إلى استقواء، ومن الإبتسامة إلى العبوس ،المهم أن تخدم الدعاية أغراضها لدرجة أنهم فى بداية ثورة يناير، صنعوا لأنفسهم محرقة جديدة جعلوا بها من كل إخوانى شهيدا ،من شهداء الحبس والقمع والتعذيب على مدار ستون عاما ،علما بأن أغلبها كانت قضايا وجرائم يستحق المتورط فيها العقوبة، وذلك لمن أراد أن يدرس التفاصيل، للأسف تحولت الجرائم لنياشين و أوسمة على صدر كل من تعرضت له أجهزة الدولة فى العصور السابقة، ولذلك تجد أكثر ما يتباكون منه ملفقا بغرض الدعاية، التى أكسبتهم تعاطف الكثير من القوى سواء اليسارية والليبرالية فى وقت من الأوقات ، ومع ذلك نجح الإخوان أن يخفوا الكثير من الجرائم التى إرتكبوها فى حق هذا الشعب، ونجحوا فى المقابل فى الظهور بصورة الرجل الفاضل الذى يرفع شعار الدين ويموت على يدالأخرين فى سبيل الدعوة ، وبالرغم من تعدد أسباب نجاحهم فى الوصول للحكم، إلا أنى أرى أنهم وعلى مدار عقود كانوا يكتسبون كل يوم أرض جديدة ، وهذا النظام بالفعل تتبعه الجمعيات الماسونية فى العالم ، حيث تقدم الخبز للجياع بيد، وتقدم الشامبانيا للأغنياء فى الحفلات الخيرية باليد الأخرى ، ولكنه خبز وشامبانيا مقدمة لمهمة أو عدة مهام مؤجلة، وعندما يحين الوقت سيستعيدون الخبز والخمر فى صور أخرى .
الإخوان والماسونية ومخططى العولمة لا يكرهون ولا يقلقهم إلا أصحاب الفكر القومى الإشتراكى، لذلك لم يترك أى منهم فرصة إلا شاهوا فيها القوميين، ولم يتوانوا فى توجيه التهم بالكفر لليسار، حتى أن كلمة شيوعى أو اشتراكى أو يسارى، أصبحت تساوى ملحد فى رؤوس الأميين والجهلاء وما أكثرهم فى بلادنا! وبالنظر إلى تفانى أعضاء الجماعة من الشباب وغيرهم ربما نجد أن الأمر عجيب، و لكن العجب قد يزول ببساطة إذا لاحظنا أثر الأرضية الدينية الدعوية والتغليف الروحى الأخروى الذى ارتبط بجزاء الصبر والشهادة فيما سبق من عهود، والنصر حاليا، ونشر الخلافة والدعوة فى العالم فيما هو آت؛ لحقيقة أن الإخوان يتصرفون بنضال يفوق كل نضال سياسى على الساحة، ويفوق كل مساهمات منتسبى الأحزاب التقليدية الأخرى ، فالإخوان دائما مستعدون للإستشهاد فى سبيل نصرة ودعم أولياؤهم فى الجماعة وفى هيئة الإرشاد، و منهم من يتبرع براتبه أو جزء منه ،ومنهم من يأخذ أجازة من عمله ليصنع بجسدة درعا بشريا لحماية شخص الرئيس ومن هم فى مقامة فى الجماعة ، ومنهم من يناضل من خلال لجان إلكترونية للرد على كل رأى مضاد لرأيهم ، على غرار تلك اللجان التى تديرها جماعات التعصب الصهيونى فى أمريكا ، ومنهم من يقبل الأيادى والأقدام تقربا لله وتبركا بأصحاب المعالى فى هيئة الإرشاد، ومنهم من يسعى فى زيادة موارد الجماعة المالية، الجميع على كافة المستويات يعيشون حالة نضالية ويصدقون أنهم ينصرون الحق ضد الباطل، تلك كانت بعض عوامل نجاحاتهم الاخيرة والتى تزداد إذا أضفنا أنهم فى الأساس جماعة أوسست وحتى اليوم لم تخضع مصادر تمويلها لأى مراقبة ،وماثبت من حصولهم على دعم أمريكى وصفقات مشبوهة فى مقابل التعهد بحماية إسرائيل.
على خصوم الإخوان أن يعرفوا أن القضية اليوم ليس فى عدد المريدين ولا التابعين ولا فى حشد مليونيات تعيسة ، ولا فى أسم رنان أو فى أيقونة بياقة بيضاء، القضية فى العمل السياسى المؤسسى المنظم ، بعيد المدى، وفى التحالفات التكاملية القوية، التى لا تعرف الرومانسية الثورية ولا تعترف سوى بالبراجماتيه التوافقية القادرة على أدلجة المبادىء فى رؤوس الشباب المؤيد للحزب، وألا يكون جل ما نحلم به هو حشد عدة ألاف فى هذه الميدان أو ذاك، فالمليونية كما تعلمنا من جماعة الأخوان: سلاح ماض يتم إشهاره فى أى وقت عند اللزوم، و يتم سحبه فى أى وقت لطرح الحلفاء أرضا والتسلق على رؤوسهم بإشارة، أو للضغط والتخويف والترويع، فما أشد سذاجة الثوريين الحالمين إذا لم يعرفوا أن المليونيات تحتاج لمخرج وان مليونيات الإخوان لم تكن سوى استعراض قوة، ورسم صورة زائفة للشرعية أمام العالم ،واستعراض شبه عسكرى لما يمكن أن يفعلوه إذا لم يستجاب لمطلبهم الوحيد فى حكم البلاد حكما مطلقا، أما اليوم فالمليونيات الفاعلة بدونهم أصبحت امرأ غير قابل للإدراك والمشكلة انهم يضحكون وهم يشاهدون المحاولات التعيسة لعمل تظاهرة ، و يعلمون أيضا أن حصص الأحزاب والكتل والتيارات والحركات من التأييد الشعبى لن تكون سوى تكرار لمعارضة ما قبل الثورة طالما أنها مصرة على التعامل بلغة لا يتحدثها سواهم ولا يفهمها أحد غيرهم.



#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الرئيس
- ملوك ورؤساء أم وكلاء؟
- مرض نقص الأمال المفرط
- المصريين وقاعدة الإمتثال
- القىء الجماعى فى مصر
- العبور الثقافى .. من أجل عالم أفضل
- من أجل نسيج وطنى واحد
- ذهب هبة رؤوف وسيف العولمة


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - شريف الغرينى - الإخوان و ثقافة المليونيات