أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال خشيب - -مغامرة- جديدة بحثا عن عمل في مملكة الإله .. و يتكلم زراديشتي من جديد ..














المزيد.....

-مغامرة- جديدة بحثا عن عمل في مملكة الإله .. و يتكلم زراديشتي من جديد ..


جلال خشيب

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 22:47
المحور: الادب والفن
    



لا أعرف لما أصبحتُ شخصا عدائيا غير متأدب كلما قابلتُ صحفيا يريد اختبار مستواي في الكتابة ، بدأت الحكاية هذه المرة من اتصال هاتفي تلقيته أمس لإجراء مقابلة عمل لإحدى الصحف التي سبق و أن تركتُ لها بيان سيرتي الذاتية منذ أشهر ، لم تكن لي أيّة رغبة في العربدة مجددا في حمى "آلهتنا المقززة" -كانت لي تجربة مماثلة دوّنتها هنا من قبل على إحدى المجلاّت الإلكترونية - .. وصلتُ متأخرا فلم أجد مقّر الصحيفة إلاّ بعد عناء و مسير ، جلستُ مواجها لصديقنا "الإله" فبدأ يقرّع رأسي ، كان يؤنبني –رفقة مترشح آخر- بسبب التأخر عن الموعد المحدد ، فكيف سنلتزم إذن بمواعيد الحضور إذا تمّ قبولنا لنكون تلامذة نجباء عند شيوخهم الأكابر ، و أخذ يُلقي دروسه في احترام المواعيد ، كانت بداية موفقة بالفعل ..
على كل حال بدأت المعركة أقصد المقابلة فطلب منّي أن أجري اختبارا كتابيا ، ان أكتب خبرا ما ، قلتُ له أنّي لا أكتبُ مجرد مقالات صحفية فهناك قضايا سياسية دولية و فكرية معينة بإمكاني أن أساهم فيها بقلمي ، كما لا يمكن أن تقيّم مستوى شخص ما من خلال مقال واحد ، أضف إلى ذلك أنّه لا تحضرني الآن أي فكرة عن أي موضوع فلستُ مصنعا يُفرّخ الأفكار و المقالات الجاهزة المُحكمة ذات المستوى العالي في كل لحظة ، الأمر يحتاج إلى تخمّر الفكرة في ذهن الكاتب لتنبثق دررا معرفية يخطّها قلمه العتيد.. أكتبُ منذ مدّة في مواقع إلكترونية عربية كما أنشط يوميا على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك ، منبر من لا منبر له ، على جداري ستجد الإنسان و على المجموعة ستجد الباحث و كلاهما يخطّ خطواته الأولى في طريق الإبداع بإذن الله ، بإمكانك إلقاء نظرة عابرة لتقيّم المستوى فإن أعجبك فبها و نعمت و إن لم يُعجبك فأرض الله واسعة .. كنتُ أحدّثه و كلّي ثقة عالية بكل حرف قلته ، لم أندم على شيئ ، لا على رفضي لطريقة اختبارهم هذا و لا على ثقتي بنفسي و التي تبدو غرورا صلفا في أعين البعض ، أردتُ أن أمرّر له فكرة مفادها أنّي لا أريد أن أرتهن لأحدهم مدّة من الزمن ليستغلني مجانا كما تُستغل البهائم ، هذا ما يفعله كثير من هؤلاء بثلة من الشباب الذي لم يجد له ملجأ إلاّ صحائف الرداءة .. قال مشككا : و من يدري فربّما تسرق مقالاتك من دكاترة و خبراء ، من يضمن لي أنّك صاحبها بالفعل .. كان يحمل بين يديه بيان سيرتي الذاتية فطلبتُ منه على الفور أن يرجعه لي ، فانزعج .. حقيقة لقد أصابني كلامه في مقتلي ، لا يخلُ يومٌ إلا و كتبت عن عُبّادِ الأصنام ، لا يُقيَّم الواحد منّا إلاّ بما يحمله من ألقاب ، دكتور هه تبا لهذه الشهادات التي ورّثت ذلا و هوانا في قلوب ضعاف العزائم ، قبرت مواهب شباب طموح و خلقت أوثانا و عبيدا نُسّاكا ... جالت في ذهني حينها أسئلةٌ عديدة : و من قال أنّ الدكاترة لا يسرقون ؟ و من قال أن لكل حامل لقبٍ قدرٌ و مستوى جدير بالإحترام ؟ لما لا زلنا نحتقر الشباب و لا نثق بإمكانياتهم ؟ إلى متى تستمر مأساة عالمنا العربي في قبر المبدعين و أصحاب الطاقات الخلاّقة ؟... حقيقة أعترف أنّي تصرفتُ مع هذا الشخص بطريقة فظّة فلم أستطع تمالك نفسي كلما سمعت كلمة إختبار أو دكتور ..
عُدتُ إلى البيت فورا أفكر بجدّ في أصنافٍ لأدوية مُخدّرة ترتقي بي إلى مكان عال بعيدا عن هذا العالم البائس .. أندثر من الوجود لأصير جزءًا من اللاوجود .. فأعانق العدم ... في مثل هذه الظروف المحبطة لا أجد سوى قلمي رفيقا مؤنسا ، الكتابة على جدار الوهم صارت لي عزاءا كلّما شعرتُ بظلمة الحياة ، إقتربت من الحاسوب لأخطّ كلمات على لسان زراديشتي حبيبي "حكيمُ الجبل" ، فقد أوحى لي هذا "الإله المقزز" بأشياء كثيرة بعيدا عن هموم حياتي الخاصة ، هواجس أمتي التي قصمت لي ظهر الشباب ، لقد سمح هذا "الإله" لزراديشتي في الانطلاق من جديد لينثر صواعق الحكمة من أعالي الجبل فتحملها السحاب ، صِرتُ أريد مزيدا من الانتكاسات و تحديات الوجود ، مزيدا من هواجس الفكر و كوابيس الحياة ، مزيدا من النبهاء و مزيدا من الحمقى كذلك .. هؤلاء فقط من سيُلهمني ، يُلهبني وهجا مقدسا ، يستفز قلمي لأتم قنبلتي و أفجر عبوة بارودي على مدائن السلام .. ثقته الزائدة بنفسه صنعت منّه إنسانا مغرورا ، كائنا متشائما متمردا يصنع انتكاسات حياته بكلتا يديه .. و لكنّها ستضمن له مكانا في عالم الخلود .. وحدها فقط من ستُكسبه ذاكرة في التاريخ و تاجا ذهبيا مرصعا بلآلئ المجد .. خُلق زراديشتي محاربا يرتدي درعا ، يحمل رمحا ، يُشهر سيفا و يمشي في غابات الليل يُصارع السِباع فترتعب الضباع .. خُلق ليكون مارقا في أعين العالم يشّن حروبه على الخلق و يحرمهم من سبات السلام .. خُلق ليكون متمردا يصنع رجالا خارقين ، جنودا بواسل يضعون أسسا جديدة لعالم يتلاشى شيئا فشيئا عن الوجود .. خُلق ليصنع نهاية مُرضية و أبدية .. لسيرورة التاريخ ..لقد انتهى عهد الديناصورات .. ألم تعقلوا بعد ؟ .. لقد صاروا أثرا مقززا في مزابل التاريخ ما إن انفجرت أناملكم إبداعا كمدافع الحروب .. فقط أَحكِموا إغلاق أنوفكم من روائحهم المنتنة المنبعثة من أجسادهم المتحلّلة ، عليكم بالصبر قليلا فلم يبقى الكثير حتى نشتّم هواء الأعالي .. هكذا تكلم زراديشتي حكيم الجبل ..

...

جلال خشيب باحث مهتم بالدراسات الدولية و الإستراتيجية ، الجيوبوليتيكا و الفلسفة السياسية ، جامعة منتوري قسنطينة / الجزائر ..



#جلال_خشيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب و البقية ، تحوّلات ميزان القوى العالمي في المنظور التا ...
- الواقعية : العالم الحقيقي و العالم الأكاديمي / جون ميرشايمر ...
- لماذا وُجدنا ؟ أسئلة الإستخلاف و رسالة المثقف المسلم في الحي ...
- إمبريالية مُصمّمة/ جون ميرشايمر
- نظرة خاصة لمفهوم الأمن / مجرد فكرة .
- زبيغنيو بريجانسكي و الماكيندرية الجديدة
- التوجهات الكبرى للإستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة
- سوريا في مهّب التحولات الدولية
- فلسفة الإستراتيجية الأمريكية
- سوريا في مهب التحولات الدولية .. دراسة جيوبوليتيكية نظرية
- صعود الإسلام و روح المدنية الغربية الجديدة


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال خشيب - -مغامرة- جديدة بحثا عن عمل في مملكة الإله .. و يتكلم زراديشتي من جديد ..