أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ألو - حاربوا العشائرية لأنها تنخر جسد الفقراء !!















المزيد.....

حاربوا العشائرية لأنها تنخر جسد الفقراء !!


يوسف ألو

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 08:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العشائرية معروفة ومنتشرة بشكل واسع ليس في العراق بل على امتداد الوطن العربي وبعض البلدان الأسلامية والكل يعرف مدى التاثير السلبي للتسلط العشائري على رقاب اتباعهم او بوضوح اكثر ابناء العشيرة , تختلف العشائر من حيث عدد حاشيتها الواحدة عن الأخرى وهناك عشائر لها اتباع ليس في بلد واحد بل في عدة بلدان وتعتبر من العشائر الكبرى , العشيرة والتي كانت تسمى سابقا بالقبيلة ترجع تسميتها وظهورها الى العهد الجاهلي اي قبل ظهور الأديان السماوية والتي كان آخرها الأسلام الذي شجع بشكل متمييز القبيلة او العشيرة فيما بعد وجعل لها نفوذا متميزا في الحياة العامة واباح لرئيس القبيلة والتي اصبحت عشيرة فيما بعد حق التدخل بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص حياة الأفراد التابعين له ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لازال العرف العشائري متبعا في اغلب دول العرب ومنها بلدنا العراق وطبيعي الجميع نا حصته من الظلم والأستبداد العشائري وخاصة المرأة التي كانت الضحية الأولى ولازالت نعصف بها الحكام العشائرية الجائرة , كانت هناك محاولات جادة للتخلص من العرف العشائري الذي كاد ان يلفظ انفاسه الأخيرة بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة حيث تمكنت الثورة من القضاء على العقلية العشائرية والتي كان احد اركانها المهمة هو الأقطاع المنتشر والمتنفذ بشكل غير أعتيادي قبل الثورة ولكن وبعد أنقلاب شباط الأسود استعادت العشائرية بعضا من نفوذها ولم تتمكن من اعادة زمنها النرجسي والبهي الذي كانت عليه قبل ثورة 14 تموز واستمر الحال حتى تمكن البعث مرة اخرى من استلام السلطة عام 1968 بعد ان كان قد فقدها في تشرين من عام 1963 على يد العارفيين الذين كانوا اكثر تشجيعا للعشائرية ممن سبقوهم من البعثيين الذين لم يدم حكمهم اكثر من 9 اشهر , كان حكم البعثيين بعد 1968 قريبا جدا من العلمانية ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يجاملون العشائر ظاهريا ويحاربوهم باطنيا وهذا معروف لدى سياسة الحزب الواحد ألا انها كانت خطوة جيدة للأنتقال من الجهل والتخلف الى الأنفتاح الواسع للعالم الجديد المتطور والمتحرر من سلطة العشيرة ورئيسها وفاسحا المجال للفرد كي يختار طريقة حياته بالطريقة التي يرغبها دون تدخل من احد ألا ان التسلط الأعمى بالحديد والنار جعل من الأنسان العراقي غير متمتع بذلك التحرر من التسلط العشائري الذي استبدل بالتسلط البعثي والشخصي على حياة العراقيين جميعا دون تمييز وهنا اصبح العراقي بعد ان كاد ان يتخلص من سيطرة العشيرة اصبح تحت سيطرة عصابة متسلطة هدفها الوحيد هو اضعاف الشعب العراقي بشكل عام وتمزيقه وجعله يلهث وراء عيشه بصعوبة بالغة حتى تمكن الشعب العراقي من التخلص من تلك الطغمة الفاسدة بمساعدة امريكا وحلفائها والذي لم يكن يرغبه العراقييون !! مهما يكن استبشر شعبنا خيرا لمستقبل جديد ناصع كان يحلم به ابان سلطة البعث واعتقد الجميع بأن رياح التغيير الشامل قد وصلت للأرض المحروقة لتنقذ شعبها من مآسيه التي عاشها طيلة اربعة عقود تلت ثورته الوطنية في الرابع عشر من تموز ولم يكن يعرف العراقيين بان القادمين الجدد هم اسوأ ممن سبقوهم بكثير وخاصة فيما يتعلق بالعشائرية واعرافها التي اصبحت تسود بشريعة الغاب على العراقيين جميعا وبأسناد علني من قبل الحكام المتخلفين والمسنودين من قبل بعض رجال الدين والمرجعيات المتخلفة من الذين يريدون العودة بالشعب العراقي وبالعراق بشكل عام الى قرون متخلفة مضت ليسود الظلام والأستبداد من جديد على ارض السلام وعلى الشعب المتطلع للحرية والديمقراطية المنشودة والتي طالما ناضل شعبنا من اجلها ودفع ثمنا لذلك دماءا زكية طاهرة كانت عربونا لتطلعات العراقيين جميعا .
اصبح العرف العشائري هو السائد وهو الحاكم وهو المتنفذ لكل صغيرة وكبيرة واصبح شيخ العشيرة يتدخل حتى في المأكل والملبس ومكان العيش وكل خصوصيات الفرد العراقي ومن لاينصاع لذلك فمصيره معروف ومحتوم دون نقاش او جدال امام صمت الحكومة والمتنفذين فيها والذين اصبحوا يتكالبون ويلهثون وراء شيوخ العشائر لكسب ودهم وزيادة مؤيديهم كي يفوزوا جورا وظلما بأنتخابات مزيفة وظالمة بما يقدموه من اموال هي اصلا ملك الشعب لشيوخ العشائر وخاصة الكبيرة منها , واصبح فيما بعد كل ما يقع من حوادث صغيرة او كبيرة بدلا من تحال للمحاكم التي لم يعد شيوخ العشائر يعترفون بها اصلا يحال الى العشيرة التي يكون حكمها وقرارها هو الغالب على قرار وحكم المحاكم التي تعتبر نافذة في كافة الدول المتطورة والمتحررة واصبحت القضايا الكيدية تثار بين الناس وخاصة الفقراء منهم كي يفوز بالتالي من هو الأقوى والمؤيد والخادم والمطيع لشيخ العشيرة وهنا سوف انقل خبرا جاءت به احدى الصحف العراقية ووقع قبل اكثر من شهر مفاده ان دجاجة احد الجيران في احدى مناطق غرب بغداد الفقيرة دخلت احد بيوت الجيران وبتصرف قد يكون عفويا من ذلك الجار قام بمسك الدجاجة وذبحها واطعامها لأطفاله وقد يكون فعله هذا بسبب الفقر او العوز الذي هو فيه نتيجة لما ذكرته ! ولما علم صاحب الدجاجة بذلك الفعل من جاره وبدلا من ان يتفاهم مع جاره ويعرف السبب ومن ثم أستحصال ثمن الدجاجة او دجاجة بديلة عنها التجا الى شيخ عشيرته وقدم شكوى على المقابل الذي ينتمي لعشيرة اخرى وهنا ظهر وبرز التخلف والجهل الذي يهيمن على شيوخ العشائر ومساعديهم بكل اشكاله ووضوحه فدعي المقابل للفصل العشائري !!!!!! نعم فصل عشائري بسبب دجاجة واحدة اضاع الجميع وقتهم الثمين الذي كان من الممكن ان يبذل من اجل ايجاد حلول لمساعدة افراد عشائرهم كي يتخلصوا من المأزق الحياتي العام الذي يعانوه واوله صعوبة العيش والذي بالتأكيد كان ذبح الدجاجة من اجلها !! اضاع الجميع وقتا ثمينا كي يحكموا اخيرا بتغريم الجاني على الدجاجة مبلغ 40 مليون دينار عراقي وهو بالتأكيد لايملك 40 الفا من الدنانير التي لاقيمة لها في ايامنا هذه !!! فمن اين سوف يجلب هذا المسكين الفقير ثمن الدجاجة البالغ 40 مليون ؟؟؟ هل ستساعدة الدولة ؟ الجواب كلا وهل ستساعده المرجعيات الدينية التي تملك الاف الأضعاف من ذلك المبلغ ؟؟؟ الجواب ايضا كلا لأن الجميع هدفه ادخار وسرقة اموال العراقيين وبطرق غير مشروعة كي يبقة المواطن العراقي ضعيفا وجائعا وغير قادر على فعل اي شيء سوى البحث وبصعوبة عن لقمة العيش له ولأطفاله وبالتأكيد سوف يلجؤون الى افراد العشيرة الفقراء والمحتاجين كي يتبرعوا ويجمعوا المال ليقدموه للمقابل والذي سوف يكون اغلبه لشيخ العشيرة .
هذه حادثة واقعية واحدة من الاف الحوادث السخيفة التي تحصل يوميا والتي يكون ابطالها شيوخ العشائر دون منازع وضحاياها الفقراء والمساكين والمظلومين من ابناء شعبنا الذين ابتلوا بمن انتخبوهم وهم اليوم يعضون اصابيعهم ندما ويندبون حضهم العائر الذي اوصلهم لما هم فيه اليوم ! اذن المطلوب من ابناء شعبنا بشكل عام ومن المثقفين والوطنيين والداعين للحرية والتحرر بشكل خاص ان يعملوا بجد وتفاني من اجل انهاء الحكم العشائري الظالم الذي ينخر بجسد مجتمعنا وشعبنا المتهالك وايضا بالمقابل ليتفطن العشائريون وشيوخهم بأن العشائرية ايلة للزوال لامحالة بهمة الشعب الذي رفضهم سابقا واعادهم السراق والحرامية حفاضا على كراسيهم المهزوزة ..... وان غد لناضره قريب .



#يوسف_ألو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم الفيلم مسيء لكن من الرابح ومن الخاسر ؟
- هل ستعيد امريكا والغرب النظر في سياستهما المغلوطة ؟؟
- الشرقية كعادتها تمجد القتلة والمجرمين
- ناجي عطا الله السارق ام الفاضح للمستور !
- اليس هناك ما هو اهم من اغلاق الحانات ومنع الخمور ؟؟
- كفاك تلاعبا بمشاعر العراقيين يا سعد البزاز !!
- هل وصل مرسي لرئاسة مصر بأستحقاق ؟؟
- الصحافة والأعلام العراقي ومهازل اليوم
- تحية اكبار واجلال لحزبنا الشيوعي العراقي ومؤتمره التاسع
- العمال هم قلب الشعب النابض وصانعي الحياة السعيدة
- هل بأمكان شعب العراق انقاذ نفسه من محنته ؟؟؟
- على اعتاب الذكرى 78 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- الأجابة على اسئلة الحوار المتمدن فيما يخص تحرر المرأة
- مقتدى .. دع البحرين وشعبها واهتم بالعراق وشعبه
- المالكي يفتح باب الحوار مع بقايا حزب البعث تمهيدا لإرجاعهم
- تعقيبا على تصريحات رزكار محمد امين فيما يخص صدام
- اموال شعب العراق بأيدي غير امينة !!
- ان صح الخبر فالمصيبة الكبرى بأنتظار العراق وشعبه !!
- ياشعبنا الصابر لقد آن الأوان للتخلص من الوضع المزري
- انتبهوا يا قادة العراق الجديد .. انه ميثاق الشرف الوطني !!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ألو - حاربوا العشائرية لأنها تنخر جسد الفقراء !!