أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 13:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


بعد أن إستعرض المؤلّف المغربي عبد الحق سرحان الأسباب النفسيّة والإجتماعيّة التي من أجلها يتم الختان، يرى أن سبب هذه العمليّة بسيط. وهو الرغبة أو الضرورة للتصرّف مثل الآخرين: «هذا ما جرى عليه الأمر دائماً وعلى جميع الأطفال، فلماذا لا نجريه على أطفالنا؟».

وفي المجتمع الأمريكي يرى الأهل أن ترك الطفل غير مختون قد يجعله موضع سخرية من المختونين أو قد يترك عنده شعوراً بالشذوذ، خاصّة في مجتمع يتسامح نوعاً ما مع العرى ويسمح للأطفال والشباب أو حتّى الرجال بالسباحة سوياً والإستحمام في حالة عرى بعد الرياضة وفي الخدمة العسكريّة.

ويرى عالم النفس الأمريكي «جولدمان» إن الختان في مجتمعه تعبير عن تصرّفات هذا المجتمع الذي يعتبر أن كل شخص مختلف لا يمكن قبوله. ويعبّر عن التشابه في المجتمع بكلمة conformity والتي تعني حرفيّاً «الإتّحاد في الشكل». وبما أن المجتمع الأمريكي ينظر إلى نفسه نظرة تعالٍ على الآخرين، يصعب إدخال تغيير على التصرّفات والإعتراف بأنه هناك أخطاء أقترفت. ويقول «جولدمان» أن هذه الكبرياء هي أساس التدخّل لتغيير الطبيعة. فنحن نظن أننا نعرف أفضل من الطبيعة. ولذلك نسارع بتغيير الطبيعة بختان الأطفال.

والرغبة في التشابه تلعب دوراً كبيراً في تثبيت ختان الإناث. ففي المجتمعات التي تمارسه ينظر إلى البنت غير المختونة نظرة إستهجان، وتُعيَّرها رفيقاتها، ممّا يدفعها إلى طلب الختان بذاتها. والمجتمع السوداني يضع غير المختونات ضمن ثلاث خانات: الأطفال والمجنونات والعاهرات وبناتهن. وتشير دراسة ميدانيّة أجريت في الصومال أن الفتيات اللاتي يتركن بلا ختان لمدّة طويلة يطالبن تكراراً بختانهن لأن عدم ختانهن يجعل منهن منبوذات في محيطهن ولا يمكنهن أن يجدن زوجاً إلاّ خارج مجتمعهن. وقد صرّحت إحدى الممرّضات غير المختونات بأنها تعيش مأساة وتفضّل ألف مرّة الموت على حالة النبذ التي تعيشها.

وتقول الدكتورة كاميليا عبد الفتّاح:
«إن عمليّة ختان البنات تندرج تحت مفهوم التطابق في المجتمع. ويظهر ذلك في توقّع حدوث الختان وضرورته وفي الرضى عنه والإقتناع به [...]. وإلى جانب رغبة البنت في التطابق فهناك دلالة نفسيّة لكل هذا وهي إحساس البنت بالأهمّية ولو لمدّة أيّام. تلك الأهمّية التي تفقدها البنت عادة في مجتمعنا. وهذا الفرح الذي يغمر الأسرة يعلّق بذهن باقي الفتيات الصغيرات اللاتي يطالبن بأن يجرى لهن الختان كنوع من التقاليد والمشاركة الوجوديّة والتطابق مع قيم المجتمع».

هذا ويرى البعض أن إجراء ختان الإناث يقصد به خلق تشابه بين الذكور والإناث. فختان الإناث لا يجرى وحده في جبال النوبة، بل يصاحبه أو يتبعه ختان ذكور. وتعلّق السيّدة «هيكس» على هذه النظريّة قائلة بأنها لم تجد مجتمعاً واحداً يمارس ختان الإناث دون ختان الذكور.

ولا تتوقّف الرغبة في التشابه على المظهر بل تمتد إلى الآثار. فعلماء النفس يؤكّدون أن الشخص الذي أُنتهك صغيراً سوف ينتهك غيره، وكل شخص يقتل أو يجرح غيره إنّما يفعل ذلك مدفوعاً بعوامل داخليّة وقع تحت تأثيرها في صغره. وقد أخبرت إمرأة سودانيّة الكاتبة «لايتفوت كلاين» بأن المرأة التي تشعر بالحرمان تصب غضبها عندما تكبر على الصغار لتحرم بناتها وبنات بناتها ممّا حرمت منه وتجعل من أزواجهن رجالاً تعساء إنتقاماً لما عانته من زوجها. ولنا عودة إلى ذلك في الفصل الخاص بالنتائج النفسيّة والإجتماعيّة للختان.

ولا يجهل معارضو ختان الذكور في أمريكا أثر التشابه مع أفراد المجتمع على قرار الأهل. وعليه فهم يحاولون مكافحة مثل هذه النظرة. فهم يشيرون إلى أن عدد المختونين الآن يتناقص، وقد بلغ الآن ما يقارب 60%، وفي بعض المناطق لا يزيد عن 40%. وبدلاً من أن يحس الإنسان الأمريكي غير المختون بأنه أقلّية، فإنه سوف يكون في الأكثريّة مستقبلاً. ورغم أن غير المختونين هم اليوم الأقلّية، لا يوجد ما يثبت بأنهم أقل رضاً عن وضعهم، ومن الصعب التكهن بما سيكون عليه شعورهم مستقبلاً. والشخص غير الراضي عن عدم ختانه يمكنه دائماً أن يختن، وهذا أمر نادراً ما يحدث إذ إن نسبة ختان البالغين في الولايات المتّحدة لا يتعدّى 3 بين كل 1000 شخص. كما يحث المعارضون للختان على ضرورة رفع معنويات الأطفال غير المختونين بتقديم صورة إيجابيّة لكمال الجسد. وبعد النجاح الذي أحرزه فيلم غرق سفينة «تيتانيك» سارع معارضو ختان الذكور على شبكة الانترنيت بالقول بأن الممثّل الرئيسي الشاب «ليوناردو دي كابريو» ليس مختوناً، آملين بأن تقوم الفتيات الكثيرات اللاتي يتغزلن به بالحفاظ على أطفالهن غير مختونين، وأن لا يصدرن حُكماً ضد المختونين. كما أنهم يروّجون لقوائم أشخاص مهمّين غير مختونين للبرهنة على أن عدم ختانهم لم يمنعهم من أن يبلغوا العظمة. ويقول معارض أمريكي للختان بأن أكثريّة الممثّلين والرياضيين والمشاهير من غير المختونين.

وترى التشاديّة «سارة يعقوب» أنه من الضروري إطلاع النساء الإفريقيّات على وضع النساء الغربيّات وجهودهن ضد ختان الإناث، كوسيلة لكسر حلقة التشابه الداخلي. فبدلاً من محاولة التشابه مع النساء اللاتي يحطن بهن، يمكن للإفريقيّات أن يخلقن تشابه مع الغربيّات. وهذه دعوة خطرة في بلد مثل مصر حيث أحد مبرّرات ختان الإناث «علشان ما تبقاش زي الخواجات».
.

----------------------
سوف أتابع في مقالي القادم الجدل الإجتماعي فيما يخص ختان الذكور والإناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن تكتب يا سامي؟
- الختان: سؤال للقراء
- مسلسل جريمة الختان 80: الختان والتأثير العائلي
- مسلسل جريمة الختان 79: تحوّل الشذوذ الفردي إلى تصرّف جماعي ث ...
- مسلسل جريمة الختان 78: وسائل معالجة بتر الذات الشاذّة
- مسلسل جريمة الختان 77: لماذا يبتر الناس أنفسهم ولماذا ختن اب ...
- مسلسل جريمة الختان 76: لماذا يبتر الناس أنفسهم (1)
- مسلسل جريمة الختان 75: المعالجة الطبّية لآثار ختان الإناث
- مسلسل جريمة الختان 74: آراء حول استعادة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 73: كيف تستعيد غلفتك
- مسلسل جريمة الختان 72: استرجاع الغلفة في التاريخ
- مسلسل جريمة الختان 71: الختان وعلاج إلتهاب الحشفة والغلفة
- براءة الأطفال أهم من سخافة الأنبياء وأتباعهم
- جرموا تشويه الأديان!
- مسلسل جريمة الختان 70: الختان والتهاب المسالك البوليّة
- مسلسل جريمة الختان 69: الختان وضيق الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 68: الختان والإيدز (المصادر الغربية)
- مسلسل جريمة الختان 67: الختان والإيدز (المصادر العربية)
- مسلسل جريمة الختان 66: الختان والإيدز (تجربة شخصية)
- فيلم مسيء لمحمد: اقترح دواء ناجع وسريع


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي