أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - وهمُ البطالة!!














المزيد.....

وهمُ البطالة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    


يَشكو كثيرون من وجود بطالة في بلدٍ لا تَحتاجُ فيه للحصولِ على أيّة مهنةٍ أو حرفةٍ إلاّ على بعض الشطارةِ وقليلٍ من الجرأة. الجوُّ الديمقراطي الذي نعيشه، والحريّةُ الواسعةُ التي نتنفسها يمنحان المرءَ فرصاً لا يمكنها أن تخطرَ على بالِ أيّ مواطنٍ في بلد آخر. الشطّار والنشيطون عرفوا ذلك منذ أمدٍ بعيد.. أدركوا أن ممارسة أيّ عمل لم تعدْ تتطلبُ الكدّ والجهدَ للحصول على مهارةِ صنعةٍ، أو سهرِ ليالٍ لنيل شهادةٍ دراسيّة لا تصلح، غالباً، إلا لتعليقها على جدارِ حائط.
الخيارُ الأسهلُ منالاً والأكثر انتشاراً هو الاستيلاء على أيّ فسحةٍ من الأرض وتحويلها كشكاً أو (بسطيّة) تمارسُ عليها البيع والشراء. كما أثبتَ الرواد الأولون من الباعة، أن ليس عليك أن تخشى قانوناً يمكنه أن يردعك أو باستطاعة أحدٍ مطالبتك بالرحيلِ طالما استوليتَ على مكانٍ خالٍ لم يسبقك إليه أحدٌ. فإن لم تستطعْ فخيارُ العمل سائقاً لسيّارة أجرة متاحٌ هو الآخر أيضاً. وهو خيارٌ لا يستلزم تمكنّك من فنّ القيادة ولا الذوق أو الأخلاق.. عليكَ فقط أن تعرفَ كيف تمسك (الاستيرن) والضغط على دواسة البنزين وإطلاق صخب (الهورن) والزعيق على زملائك السائقين!!
على العكس من خيار السياقة، يعطي العملُ بالبيع والشراء للطموحين والجسورين خياراتٍ وآفاقاً لا تخطرُ على البال. يمكنك أن تبيع أيّ شيءٍ وتتاجر بكلّ شيء. لو اخترتَ، مثلاً، المتاجرةَ بالأدويةِ فستكسب بعد مدّة قصيرة مهارة ممرض، ومنها قد تستطيع افتتاح عيادة طبيب، تصفُ العلاجَ وتصرفه للمبتلين بالأمراض، في حين ليس هناك (تدرّج وظيفي) في عمل السائق، اللهم إلاّ بالانتقال من سياقة (الستوتة) إلى (التريلة)!! وحدهم الكسالى والخاملون من يظنّون وجود بطالةٍ في البلد، طالما أن لا أحدَ سيسألك ـ لو افتتحتَ محلاً للتصليح مثلاً ـ إن كنتَ حاصلاً على شهادة أو إجازة لتصليح سيّارة أو جهاز تلفزيون. اكتساب المهارة يأتي لاحقاً بعد أن تخرّب سيّارات الآخرين وأجهزتهم الكهربائيّة!!
لا حدود للخيارات أمام الطموحين شرط امتلاك الجسارة، والعمل السياسي ليس استثناءً أبداً. كم من سياسي لا يعرف اسم الحزب الذي يمثله، ولا يفهم معنى كلمة السياسة. العملُ السياسيُّ يفتحُ أمامك أوسعَ أبوابِ الرزق وأرحبها. ومثلما لا تحتاج سياقةُ العجلة سوى الحصولِ على عجلةٍ، يستطيع أيّ عاطلٍ عن كلّ موهبة وخبرة أن يتحوّلَ بين ليلة وضحاها إلى سياسيّ مرموق. وكما أنّ (العبرية) لن يعرفوا كيف وإلى أين سيقودهم سائقٌ حين يركبون عجلته، لا يمكن لأحدٍ مرّغ أصابعه بالحبر البنفسجي إدراك أنّ مرشّحه قد قاده إلى هاويةٍ لا قعرَ لها إلاّ بعدَ فواتِ الأوان!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا
- الهدر.. ثقافتنا!!
- ديمقراطية العم سام!!
- كهرباؤنا الغيورة!!
- شوربة عدس!!
- حوسمة القبور!!
- بؤس...
- ماركة!!
- اقرأ.. تنجُ
- أبو العلوم!!
- أميّون بشهادات جامعية!!
- بخيخ!!
- نداء البنفسج
- يُتم الكتب!


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - وهمُ البطالة!!