أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الكلابي - حق ( السومرية) وباطل (الخوارج)














المزيد.....

حق ( السومرية) وباطل (الخوارج)


محمد الكلابي

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 18:49
المحور: المجتمع المدني
    


كثيراً ما نسمع أو نشاهد تباكي البعض من القنوات الفضائية بدموع التماسيح على آلام الشعب العراقي ومعاناته، وهم أبعد ما يكونون عن هذا النهج، فيتاجرون بالدم العراقي الطهور، لاهثين وراء مآربهم .. ومنضوين تحت منهج اسلافهم (الخوارج) الذين حاربوا إمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يرضوا بالتحكيم وانما قالوا: (ان الحكم إلاّ لله) حيث إن هذه الآية أية حق بينما هم على باطل، فقال(عليه السلام) بحقهم قولته الشهيرة:( إنها كلمة حق يراد بها باطل).
هذا ما استحضرني وانا اشاهد مقدم برنامج على قناة السومرية الفضائية وهو
يحاول الانتصار لبعض المتجاوزين على أراضي الدولة، متباكياً على أحوالهم المزرية، في مسعى لا يرجو سوى تزييف الحقائق وجعل اللا قانوني قانونيا بمنطق المتجاوزين طبعاً وليس بمنطق الحق والعدل والموضوعية، للغمز بأن الدولة غير عادلة.. بل ومضطهدة وظالمة للفقراء.. فيضرب عصفورين بحجر واحد كما يقول المثل.
لاريب إن مصلحة الشعب وحقوقه حق لا غبار عليه، لكن التجاوز مشكلة بحد ذاته ولا ولن تكون حلاً لها، كما قد يتصور بعض الناس، ورغم إن المتعارف عليه هو إن كل من تطاول وتجاهل العرف والقانون والاخلاق، هو شخص مرفوض ومنبوذ عرفاً وقانوناً، إلا في منطق قناة السومرية المعوج وفي غيرها من القنوات المماثلة، كون المتجاوزين اناس استغلوا ارضا ليست ملكهم، وبالتالي هي ملك الدولة؛ اي حق عام للشعب، وأحياناً قد تكون ملكاً لغيرهم، والمعروف إن المواطن يجب أن يمتلك الأرض وفق قانون محدد، وليس كيفما يشاء، ولنا أن نتصور الفوضى العارمة حينما يتصرف الكل حسب هواه، بالإضافة الى ان هنالك يجب أن يخضع الأمر لتخطيط مسبق لا يتعارض مع المشاريع التي تخدم المصلحة العليا للبلاد، نعم قد تكون هنالك اسباب دعت البعض من أولئك المتجاوزين للتجاوز، ولعل في مقدمتها الفقر وعدم الاستطاعة.
ولكن إذ صح هذا؛ فالفقير يفترض أن يقبل بما يسدّ رمقه، ويأمن مأواه، لا أن يرفض ويعاند، وهذا ما حصل بالفعل حينما قدمت الحكومة المحلية مقابل الإخلاء؛ منح المتجاوز، قطعة ارض بمساحة (100) م2 مائة متر مربع في منطقة أخرى، اضافة الى مبلغ ( 5,0000000) خمس ملاين دينار عراقي قابلة للزيادة، أما أن يكون رافضاً لمثل هذا العرض، فهو أمر محير فعلاً، وقد تخرج المسألة من كونها مسألة فقر وحاجة، ودخولها في المتاجرة، ومن ثم خضوعها لحسابات الربح والخسارة عند التجار وليس الفقراء!.
هذا من جانب ومن الجانب الآخر، فمن يقول إن مثل هؤلاء المتجاوزين هم فعلاً من المهجرين؟ كون أغلب المهجرين يستلمون حقوقا تأهلهم لكي لا يتجاوزوا، وكثيرا منهم حصلوا على حقوق مازالت مستمرة، مضافاً لها التسهيلات الحكومية المقدمة لهم، اذا ما أرادوا العودة بعد استتباب الامن الى مناطقهم، وفي أروقة دائرة الهجرة والمهجرين دليل على ما نقول.. أضف الى ذلك، إن المهجرين هم من المحافظات الوسطى والشمالية تحديداً حيث شهدت مثل تلك المناطق تهجيراً قسرياً نتيجة الاقتتال الطائفي، ولم يحدث مثل هذا الشيء في غيرهما من مناطق العراق، بل كان الأحرى بمقدم قناة السومرية أن يسمي مثل هؤلاء، نازحين.. وليس مهجرين، فأغلب المتجاوزين لذلك السبب هم من المحافظات الجنوبية.
ناهيك إن النزوح لمدينة كربلاء المقدسة له أسباب أخرى عديدة، ولعل في مقدمها كونها منطقة جذب، نتيجة ما تمثله من مركز استقطاب ديني وسياحي وتجاري، يعد الأول على مستوى العراق، وهو ما يشكل بالنتيجة مزاحمة لأبناء المدينة المقدسة في العمل والسكن ونوعية الخدمات وأسعار المواد، إضافة الى مشاكل البنى التحتية، والضغط المتزايد عليها، مما يؤدي الى استمرار العطلات فيها كالكهرباء والماء والمجاري وغيرها، حيث تبنى الخطط الإعمارية والتنموية على أساس عدد السكان الأصلي الذي لا يتجاوز (750) سبعمائة وخمسون الف نسمة، بينما عدد السكان الفعلي يتجاوز(1250) المليون والربع مليون نسمة تقريباً، فلا يتم أخذ مثل هذه الزيادة الكبيرة، والعدد الهائل من النازحين سنوياً بنظر الاعتبار، مما يؤدي الى تأخر الخدمات، وشيوع فوضى المتجاوزين، فضلا عن زيادة معدلات الجريمة والسرقة والفساد الاخلاقي بشكل ملحوظ، حسب إحصائيات مديرية شرطة المحافظة ، ولعل الأخطر توفر حواضن مناسبة للإرهاب الذي مازال يطال أرواح الأبرياء من ابناء المدينة وزائريها الكرام.
إن تواتر مثل هذه المشاكل وهنالك غيرها الكثير بلا شك يتطلب تعاون الجميع كحكومات محلية لمحافظات الجنوب مع حكومة كربلاء المقدسة من أجل ايجاد الحلول اللازمة لجميع هذه المشاكل والصعوبات المتفاقمة، ويتم ذلك طبعاً من خلال تنسيق العمل، وتكثيف الجهود وتعاون تلك الحكومات، من أجل رصد الميزانيات على اعتبار أن تخصيصاتهم المالية للمتجاوزين في مدنهم، وليس ضمن الميزانية المخصصة لمدينة كربلاء المقدسة، لكي يتم رفع جزء من العبء عن حكومة كربلاء المحلية التي عانت ولازالت تعاني من المشاكل.. ولعل في مقدمها مشكلة التجاوز والمتجاوزين .



#محمد_الكلابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الكلابي - حق ( السومرية) وباطل (الخوارج)