أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سليم نزال - غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .














المزيد.....

غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 09:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد برئ باسم الله

غاندى

عندما كانت الجموع المصرية المسالمة تتدفق على ميدان التحرير قيل ان روح غاندى ترفرف هناك. اهمية هذا القول هو الاعتراف ان افكار غاندى و فلسفة اللا عنف التى طبقها بنجاح باتت بالفعل من الافكار الملهمه لكل الذين يسعون للتغيير باساليب سلمية لا تؤذى احدا .
على المستوى التاريخى يمكن اعتبار ان السيد المسيح الذى ولد اثناء الاحتلال الرومانى لفلسطين اول من طبق هذه الفلسفه ضد الاحتلال الرومانى التى و ان لم تؤتى ثمارا مباشرة الا انها كان لها تاثيرات عميقة ليس على الدولة الرومانية فحسب على مستوى العالم باسره.

و فى العصور الحديثه طرح المفكر الامريكى هنرى ثورو فكرة العصيان المدنى التى هى فى نهاية المطاف اسلوب لا عنفى يستخدمه المظلومين لاجل نيل حقوقهم.

على كل حال من غير الممكن لمقالة واحدة ان تتمكن من تغطية غاندى و فكره لكن يظل من الممكن ان يتناول المرء قدر الامكان بعضا من جوانب فلسفة غاندى اللا عنفيه.

كان غاندى يؤمن بتلازم الفكر و القول و العمل الامر الذى سعى لتطبيقه على ارض الواقع بادئا بنفسه لاجل مقارعة الاحتلال البريطانى الذى اعتبر الهند تاج الامبراطورية البريطانية .

و من اهم افكار غاندى السلمية فى مقارعة الاحتلال كان عدم الخضوع لللاحتلال. و من اقواله الشهيره بهذا الصدد( انى لا استطيع تعليمك العنف لانى لا اؤمن به, لكنى استطيع ان اعلمك ان لا تطاطا راسك لاى كان حتى لو كلفك ذلك حياتك).كان بالفعل يؤمن بلا حدود بالقيم الانسانية و كل ما يرتبط بها من قوة اخلاقية . كان يعتبر الانسانية بمثابة بحر كبير يضم بضعة اوساخ هنا و هناك و لكنها لن تستطيع تغيير البحر كله. و كان يعرف بطبيعة الحال ان العقلية الامبريالية الانكليزية التى عرفها اثناء دراسته المحاماة فى لندن قد لا تاخذه على محمل الجد. و هذا ما يفسر قوله( انهم سيتجاهلونك اولا ثم سيسخرون منك ثانيا ثم يحاربوك ثالثا ثم فى النهاية تنتصر عليهم )و هذا الذى حصل اثناء تجربته فى صراع المحتل الانكليزى الذى كان مرتبكا كثيرا خاصة فى البداية لناحية كيف يتصدى لهذه الظاهره .

على العموم يظل هناك اسءلة كثيرة حول اللا عنف لانها فى نهاية المطاف ليست نظرية جاهزة تماما مثلها مثل كل النظريات . فالماركسية مثلا تستند اساسا الى نظرية صراع الطبقات و من بعد ذلك يظل هناك تصورات قد تخطى و قد تصيب و تختلف من تجربة ال
ى اخرى.
و حتى تجربة غاندى لم تخلو من النقد فهناك من راى ان اعتقاد غاندى بعدم امكانية تحقيق نصر عسكرى على بريطانية قاده الى تبنى المقاومة اللا عنفية. و انا لست مع هذا الراى بسبب قلة القوات الانكليزية الموجودة على ارض الهند الواسعه, و اعتماد الانكليز على الهنود فى الادارة و الجيش و البوليس على كادرات هندية تم تدريبها باشراف انكليزى .
و قد بات من المعروف ان غاندى استلهم الكثير من افكار اللا عتف من الثقافة الهندوسية .و هناك ما يكفى من النصوص الهندوسية المقدسة التى لا بد انها كانت الملهم لغاندى.ففى الباباغيدا او انشودة الرب يجد القائد العسكرى ارجونا نفسه فى محنة حقيقية اذ كيف سقتل اقرباؤه و اصدقاءه.
يشكو امره الى كرشنا بقوله:

حتى إذا اتفق لهم أن يذبحوني , كيف لي أن أؤذيهم؟ ليس بمقدوري أن أتمنى ذلك: أبداً، أبداً، ولو أكسبني ذلك عرش العوالم الثلاثة فكم بالحري أقل سيادةَ الأرض! كرشنا، أيها السامع صلوات البشر قاطبة، قل لي كيف يمكن أن نأمل بالسعادةونحن نهمُّ بذبح أبنا ءدهريتاراشترا؟ لعلهم أشرار، وأسوأ الأشقياء، ومع ذلك، إذا قتلناهم ستكون خطيئتنا أعظم!
و من المهن الاشارة الى موقف غاندى المعارض لقيام دولة صهيونية فى فلسطين. و من خلال الرسائل التى رد بها على دعوات الصهاينة لتاييده فى هذا المشروع كان له موقف غير مهادن لهم حيث اوضح فى احدى ردوده ان طرد سكان فلسطين الاصليين يعنى دخول الصهاينه فى صراع طويل مع العرب.
و هذا ما يفسر بالطبع كراهية الصهاينه لغاندى التى ترجمت مواقفه الى سياسة هندية داعمة للعرب استمرت فتره طويلة و لم تتغير قليلا الا فى الفترة الاخيرة.

و ثمة سؤال اخر هل تتمكن فلسفة اللا عنف من دحر الظلم و الظالمين ؟ انا اظن انه سؤال صعب جدا لان فكرة الدحر تحمل معنى الانتصار العسكرى . و فكرة اللا عنف كما افهمها تعتمد على تغيير البيئة عموما لصالح المظلوم الامر الذى يؤدى فى النهاية الى استرجاع حقوقه..

المهم ان غاندى نجح فى النهاية من خلال تطبيق فلسفة النضال اللا عنفى من تحرير وطنه من الانكليز لكن المحزن انه قتل بعد ذلك على يد متطرف هندوسى. لكن من المؤكد ان قتل غاندى لم يقتل فكرة القوة الاخلاقيه التى تبناها عبر فلسفته و التى باتت تلهم الكثير من المظلومين.


لكن تظل فلسفة غاندى اللا عنفيه مسالة من الصعب الجزم انها قابلة للتطبيق فى كل الحالات و الظروف و لذا فهى معرضة للنجاح كما للفشل كما فى كل تجارب و اساليب و نظريات الكفاح ضد الظلم .لكنها اهميتها تكمن فى راى انها تظل فلسفة تلهم المظلومين بافكار و اساليب يمكن الاستفادة منها لاجل تغيير الواقع بلا دماء او باقل قدر ممكن من العنف و الدمار..



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فهم افضل لما يجرى فى سوريا مقاربة انثروبولوجية
- صلاة من اجل الالهه ساراساواتى الهة المعرفة و الفن و الموسيقى ...
- سوق مزايدات لانتاج ثقافة الكراهية!
- على جسر نهر درينا)) رد هام على مقولة صراع الحضارات!
- ؟ لماذا لم يصل الربيع العربى الى البلدان الملكية العربية
- من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سليم نزال - غاندى فى ذكرى ميلاده ال 143 ! .