أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال الهنداوي - اوطان وهويات














المزيد.....

اوطان وهويات


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 21:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


استعراض سريع لتداعيات صراع الهويات الثقافي الذي يحتدم اواره في الواقع العربي المعاش,سيذهب بنا حتما الى خطورة التحديات التي تعترض المشهد السياسي والاجتماعي والتي تصل الى تهديد الاستقرار والسلم الاهلي لكثير من دوله ومجتمعاته فاتحة الابواب والتوقعات لتطورات قد تطول الجميع وتدخل المنطقة في اتون نزاعات لا يمكن وصفها الا بالعبثية..
وهذه التقاطعات يعلم الجميع انه لا يمكن لها ان تصل الى مآلات خارج استنزاف قوى المجتمع واضعافه وتعميق الهوة بين جميع الأطراف والمكونات الاصيلة التي تشكل الفسيفساء الوطني وتنأى بالمسافات بين افراده ..
وهنا لن نكون مجانبين كثيرا للصواب لو احلنا جميع هذه المشاكل الى عامل غياب التثقيف الذي ينمى من علاقات المواطنة بين مكونات وفعاليات المجتمع الواحد واعلاء الهوية الوطنية الجامعة مقابل الهويات الفرعية المتبناة من قبل النظام ومحاولة اعمامها على المجتمع..
فحينما تتراجع قيم المواطنة في العلاقات بين مكونات المجتمع، تزداد فرص التوترات الداخلية وادخال البلد في تناقضات واسئلة تتعلق بالهوية والانتماء قد تهدد استقراره السياسي والامني, والى هذا يمكننا ان نعزو جل المآزق البنيوية الخطيرة المترتبة على فرض احادي فوقي قاهر للخيارات السياسية والثقافية للمجموع,وتجاهل آليات المشروع الوطني والذي يستهدف استيعاب أطياف المجتمع..
كما إن نزعات الاقصاء والاستئصال والتهميش وفرض اعمام قسري لمتبنيات النظام السياسية والايديولوجية,لا تقدم اي حلول قد تفضي إلى معالجة التقاطعات والاختناقات المجتمعية, بل قد توفر لها المزيد من المبررات والمسوغات..
والعراق كبلد مكون من باقة من الاطياف والانتماءات الكريمة الضاربة في عمق التاريخ بحاجة الى جهد ثقافي خلاق ودؤوب لتثبيت المشتركات الكثيرة والمتناثرة على طول القرون التي تشكل عمر التعايش بين مكوناته ضمن ثقافة وطنية جامعة مهيمنة معلية للهوية العراقية اللامة والضامة والشاملة..
يمكننا ايضا ان نقول ان الانتفاضات الشعبية الاخيرة في المنطقة والحراك السياسي المصاحب لها قد وضع جميع دول المنطقة امام خيارات محددة بقسوة,وهي اما الدفع المعاند المكابر باتجاه المزيد من التداعي والتآكل من خلال تبني سياسات الامر الواقع المسند بتوجهات القوة ورؤاها القامعة,او اتباع اسلوب الاصلاح والتنمية عن طريق الحوار الوطني الجامع الشامل لجميع أطياف المجتمع ومكوناته والهادف الى دمجها في الحياة السياسية العامة, وانشاء الدولة الوطنية المنفتحة المتفاعلة المستوعبة للجميع بحيث لا يشعر أحد بالاقصاء اوالاستبعاد,دولة العدل والمساواة لجميع المواطنين بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو القومية ..الدولة التي تعلي من قيم المواطنة باعتبارها العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقة بين جميع الأطراف..
فالمواطنة هي الهوية الجامعة,وهي الركن الذي يحتمي به الجميع,وهي التي تمنع ان تتغول فئة او طيف من المجتمع على الآخر,وهي التي تساوي الجميع من حيث الحقوق والواجبات,وهي الحل للكثير من التناقضات المجتمعية التي من الممكن ان تطرأ على العلاقة بين مكونات البلد الواحد..واخيرا. فدولة المواطنة هي بالتأكيد المنظومة الذي قد لا يرغب ابناؤها في الانفصال عنها..
فحين تعجز الثقافة أن تكون حاضنة للتنوع، فستكون أقرب لان تكون سببا لاستنبات بذور العنف والتطرف والشقاق. وهذا قد يكون تعبيرا ملائما لإشكالية التثقيف القومي المتقادم الذي ساد الحياة العربية كتعبير عن الدولة كفكرة وشعار للتفوق العرقي وكآلية للسلطة والسيطرة، وهي الثقافة التي أخفقت في التعبير عن الأمة كتنوع وإجماع سياسي.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق هائج وغرب متضجر
- السلفيون والاخوان المسلمين..في مفترق الشريط المسيء
- هل هناك من مؤامرة؟؟
- شريط مسيء..شوارع محترقة
- النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى
- كثير من الحب..قليل من الجدران
- الديمقراطية..والحاجة الى المبادرات الواقعية
- حديث المبادرة
- التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟
- غزوة -آل المقداد-.. خليجيا
- قراءة سريعة من خلف الدخان
- الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جمال الهنداوي - اوطان وهويات