أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - يا نوّاب البرلمان زكوا رواتبكم في منطقة معامل الطابوق














المزيد.....

يا نوّاب البرلمان زكوا رواتبكم في منطقة معامل الطابوق


ناهدة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هي منطقة النهروان والتي دارت فيها رحى حرب قادها امير المؤمنين وامام المتقين علي عليه السلام .. وربما لاسمها هذا ولاعتباريتها الرمزية كانت من المغضوب عليهم وقد ذاقت الامرين قبل وبعد التغيير .. فكم من غزوات قام بها (المجاهدون) لقتل اكبر عدد ممكن من ابناء هذه المنطقة البائسة التي تعيش على هامش التاريخ والزمن والانسانية.. وكلنا قد شاهدنا من قبل الفيلم الذي بثته احدى الوكالات عندما اقدم حماية الدليمي على نحر احد ابنائها في حمام بيته وهو شاب بائس فقير رث الثياب تعتلي وجهه صفرة الفقر والبؤس والحرمان والهزال من قلة التغذية وسوء الاحوال المعيشية بعد ان استدرجوه هو وبعض رفاقه البؤساء الى حي العدل بحجة وجود فرصة عمل لهم في البناء .. وعندما وصلوا نحروهم كالخراف ..

كانت هذه المنطقة البائسة والمعدمة والمهمشة حالها حال اخواتها في الوسط والجنوب من مدن الفقراء والضائعين .. تحلم بان يأتي عليها يوم تشعر فيه بالانسانية وهي تنعم بعيش كريم فتشبع بطون اطفالها وتستر اجسامهم بثياب تليق بالعراق العائم على بحور من نفط وتليق ببلد الانبياء والاولياء والصالحين ومهد الحضارة التي تمتد ربما الى اكثر من عشرة الاف عام او يزيد...

حَلِم هؤلاء الفقراء بالتغيير وجاهدوا من اجل ان يصل رجال الدين والاحزاب الدينية للسلطة لانهم صدّقوا بان الارض قد مُلئت ظلما وجورا وانه ان الاوان لان تمتليء قسطا وعدلا ومساواة وقيما وان هؤلاء هم من سيعدل المايلة وسيقتدون بامام المتقين ابا تراب الذي كان يجلس وينام على التراب من منطلق اننا من التراب خُلِقنا واليه نعود , فلم يكن يلبس غير الخشن من الثياب ولاينعم بشيء لاينعم به فقير او معدم ... هذا بالنسبة للشيعة واما السنة من النواب واعضاء الحكومة والرئاسة ..فأين قدوتهم بعمر بن الخطاب العادل والذي قال لو ان شاة اضلت في العراق سيسال عنها عمر يوم القيامة واين اقتدائهم بعمر بن عبد العزيز عندما لم يجد من يتصدق عليه من بيت المسلمين بعد سنتين من حكمه فامر بنثر الشعير والحنطة فوق رؤس الجبال لياكل منها الطير فلايقال ان هنالك من جاع في عهده

لقد مَنّى هؤلاء الجياع في منطقة معامل الطابوق في النهروان وفي حي التنك وحي طارق في الثورة ومنطقة ام العظام في التاجي ومنطقة المسلخ في الشعلة ومناطق العشوائيات في سلمان باك وغيرها الكثير من المناطق البائسة في الوسط بتقديمهم فلذات الاكباد والرجال قرابين لحكم جائر او عندما زحفوا بالملايين لينتخبوا المعميين ورجال الدين والاحزاب الدينية بعد التغيير املا في الخلاص وتحسن الاحوال...

ولكن ماذا كانت النتيجة .. لقد ازداد البؤساء بؤسا والاغنياء والموسرين غنى .. لا بل حتى الحفاة الذين حوسموا او دخلوا البرلمان في غفلة من الزمان او تولوا منصبا مهما قد اتخموا من السحت الحرام ومن الاموال المقتطعة من افواه هؤلاء الجياع .. وتغر الزمان وهم بقوا على حالهم بل اسوأ

قبل ايام كنت اشاهد تقريرا عن منطقة معامل الطابوق ورايت مالم تراه عين من قبل اطفال بعمر ثلاث سنوات يعملون في هذه المهنة الشاقة في تحميل ورص الطابوق ونساء عجائز محنية ظهورهن من العجز والفقر والفاقة والمفروض ان تقدم لهن الرعاية والعناية وراتب يكرم صبرهن على الايام, يعملن في نقل الطابوق وهنالك ايضا شياب وحتى عروس وجهها ممتقع من الفقر والبؤس عندما سالوها لماذا تعملين وانت عروس منذ يومين قالت لان راتب زوجي وهو يعمل ايضا معي ثمانية الاف دينار في الشهر وهذا لايكفي حتى خبز ولذلك اضطررت ان اعمل معه ربما يسد ذلك بعض رمقنا ..

هل فكر مسؤول يتمرغ بالملايين شهريا بهؤلاء وماذا يأكلون او يشربون وكيف يعيشون .. هل شعر احدهم كما شعر علي بن ابي طالب عليه السلام او عمر او عمر بن عبد العزيز بالفقراء وبالمسؤولية والخوف من الله وكيف انهم كانوا لايستطيعون النوم او وضع رؤسهم على وسادة او يغمض لهم جفن وهناك فقير يئن من الجوع او الخوف او المرض

اين مشاريعكم من اجل هؤلاء اين تشريعاتكم في سبيل اسعادهم ورفع مستواهم اين هو نفطهم وحقهم فيه

اين هي المؤسسات الدينية والمراجع التي تحتكم على اموال العتبات والخمس والزكاة والغافية عن اوجاع هؤلاء ومعاناتهم

هل مات الضمير الانساني في العراق ام اننا مازلنا نكابر ونقول نحن بلد علي بن ابي طالب والسائرين على نهجه كذبا فنسير بهؤلاء الفقراء والمعدمين في مسيرات مليونية للزيارات او الانتخابات دون ان نرحم بؤسهم وفقرهم وجوعهم



#ناهدة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع و مطر
- تغيُّر الجو في العراق بفعل فاعل .. حقيقة ام خيال ..!!!
- اين ومتى كذب نصر الله يا احمد العلواني ..!!
- دولة ملوك الطوائف في العراق
- الى برلمانيي الغفلة ... بلا تحية
- بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات..!!!
- درائرة حكومية تغلق ابوابها اثناء الدوام الرسمي
- نسينا الله فانتصر علينا حزبه
- مجلس النوّام سكت دهرا ونطق كفرا
- يا اهل العراق .. استعدوا لمعركة الكوفة
- هذا هو الحل في مسألة الهاشمي ..!!
- لماذا الحرب على ايران ..؟!!
- هل ستكون مدينة الرافدين هي الحل ..!!
- مؤتمر الكفاءات العراقية على شاكلة سابقاته
- اموال الخمس والزكاة والعتبات المقدسة اين تذهب وكيف تصرف ..!! ...
- ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم
- هل ستكون دولة الشيعة هي الحل ..؟؟!!!
- الحكومة الشيعية الفاسدة ...
- الذهب في عقر بدرة
- لاتبيعوا كركوك في سبيل المنصب ايها السياسيون


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - يا نوّاب البرلمان زكوا رواتبكم في منطقة معامل الطابوق