أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - هل يوجد فكرٌ يساريٌ إصلاحيّ..؟














المزيد.....

هل يوجد فكرٌ يساريٌ إصلاحيّ..؟


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لابدّهنا من أن نذكّر القارئ الكريم بأصل التسمية ولو بشكل خاطف ، فقد أُطلقت لأول مرّة على الكتلة البرلمانيّة الجالسة إلى يسارموضع جلوس الملك في الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة والتي صوّتت لصالح التغييرات الثوريّة وقيام الجمهوريّة وتأييد العلمانيّة ، وهذا أوّل برهان على نفي وجود صفة إصلاحيّة .
ولمّا كان اليسار متمثّلا بالإشتراكيين ، وحيث أن الإشتراكيين قد تركوا مبادئ سان سيمون الإشتراكيّة وتركوا كذلك الإشتراكيّة الخياليّة ( الطوباويّة) كما كتب أنجلز في كتابه ( الإشتراكيّة الخياليّة والعلميّة) وأصبحت صفة الإشتراكيّة تصاحب من إنتهج منهج كارل ماركس ورفقائه وجب التحرّي عن معنى وجود إشتراكيّة إصلاحيّة وفق المنهج الماركسي .
في مناسبات عديدة سنحت لنا الفرصة لاستعراض بعض مبادئ الماديّة الدايلكتيكيّة والماديّة التاريخيّة وهي النظريّة العلميّة والفلسفيّة التي تفسّر مسار التاريخ والطبيعة على حد سواء وما زال المفكرون الماركسيون يرجعون لها ويحتكمون إليها في مختلف المسائل الطبيعيّة والإنسانيّة والتاريخيّة ، وفي جوانب تفسير هذه النظريّة للتاريخ تعرّفنا إلى أحدى الحقائق الجدليّة الرئيسة وهي ان مسار التاريخ يتضمّن شكلين من المسارات ففي أحدها يمكن أن يكون له مسار خطّي أو تدريجي يعمل على تراكم كمّي وفق منوال ثابت أو متكرر كأي دالّة خطيّة ولكن دون أن يحدث تحوّل نوعي أو تغيير مفاجئ في المسار العام وبالإستناد إلى المنهج الجدلي الذي أثبته كارل ماركس بالإستناد إلى ما طرحه إيجل فإن التراكم الكمّي يؤدّي إلى تغيّر نوعي وعند حدوث هذا التحوّل أو الإنعطاف النوعي فإن الدالّة يمكن أن تتّخذ لها مسارا جديدا مختلفا تماما عن مسارها السابق وتُعتبر تلك النقطة كما يقول الرياضيون ( أي علماء الرياضيات) نقطة إنقلاب وهكذا كلما حصل تراكم كمّي ادّى إلى تحوّل أو إنعطاف نوعي وقد يتّخذ المسار بعد التغيّر النوعي شكل دالّة أخرى لا علاقة لها بسابقتها ولهذه الحقائق براهين مؤكّدة فلسفيا ، وفي مختلف العلوم ؛ وجميعها تؤيّد مثل هذه الأفكار ووجهات النظر ، ففي الفيزياء نجد أن أي سائل يمكن أن يتصرّف تصرّفا محددا عند تسخينه ولكن بعد تراكم كميّة الحرارة فإنه عند نقطة الغليان يسلك سلوكا مختلفا ويبدأ بالتحوّل إلى بخار والبخار غاز له سمات وخصائص مختلفة عن السوائل في القابليّة على الإنضغاط واللزوجة والتمدد ، وفي الكيمياء نجد أن مواصلة تفاعل بعض المواد يمكن أن يُنتج مواد جديدة لها خواص مختلفة فمعظم الأملاح يمكن إنتاجها من أحماض حارقة وقواعد لاذعة فحامض الهيدروكلوريك حامض يضرّ بالجسم الإنساني وبالأنسجة وكذلك هيدروكسيد الصوديوم( الصودا الكاوية) إذ أنها لاذعة وحارقة وتتلف الأنسجة المختلفة ولكن مواصلة تفاعل الحامض المذكور مع القاعدة الموصوفة يمكن أن ينتج عنه ملح كلوريد الصوديوم وهو ملح ضروري لمواصلة الحياة ولولاه لا يستطيع الجسم الإنساني تمثيل الأغذية أي أنه هو الذي يوفّر الأسس الألكتروليتيّة لعمليات الأيض ( التمثيل الغذائي) بينما كان كلا من الحامض والقاعدة سالفتي الذكر من أكثر المواد ضررا بالجسم البشري..وهكذا..
وعلى هذا المنهج يخطو تلامذة ماركس في تفسير وتغيير الأوضاع الإجتماعيّة والسياسيّة إذ أنهم من حيث رصدهم للمسار التاريخي والإجتماعي عندما يرون ويُدركون أن المسار التاريخي لم يُهيّئ الظروف الموضوعيّة لحصول تحوّل نوعي فإنهم يواصلون إنتهاج المناهج الخطيّة والتراكميّة ويقبلون التقدّم الإصلاحي وكأنهم يواصلون السير على الصفة الخطيّة للدالّة ولكنهم ما أن تسنح الفرصة التاريخيّة وتنضج الظروف الموضوعيّة للثورة أي أن يُدركوا نضوج الظروف الموضوعيّة للتغيير بما معناه أن يُدركوا أنهم عند منعطف تارخي حقيقي فإنهم عند توفّر الظروف الذاتيّة يكفّون عن متابعة المسار الخطّي السابق وينخرطون في إنجاز متطلبات ذلك المنعطف وشروطه وبعد إنجازه يُدركون بما وفّرت لهم نظريّتهم أنهم لم يعودوا على صلة بالمسار السابق فقد تم نقضه كلّيّا وأنهم قد دخلوا في مسار مختلف جديد له قوانينه ونظامه وقواعده .
هكذا يفهم الإشتراكيون الماركسيون مسار التاريخ وهكذا يفعلون مع مختلف الأحداث التاريخيّة أإو الإجتماعيّة أو السياسيّة ولو كانوا إصلاحيين لاكتفوا بمواصلة التراكم الكمّي للأحداث ( Events)ولكنهم أدرى بأن تلك المواصلة لن تؤدّي إلى إنجاز المنعطف التاريخي النوعي الذي يبحثون عنه لإنجاز التحولات الإجتماعيّة الإقتصاديّة .
لكل ما تقدّم يمكن أن نستنتج أنه لا يمكن أن يوجد يسار إصلاحي لأن منشود اليسار هو التغيير والتغيير مهمّة نوعيّة لا يمكن أن يتم إنجازها بمواصلة تراكم الإصلاحات فمواصلتها ستفوّت الفرصة على تحقيق نقاط التحوّل أو (Inflection Points ) كما يقول علماء الرياضيات أو نقاط التحوّل الحرجة كما يقول الفيزياويون والتي هي المرحلة التي تحقق التغيير كما فعل اليساريون الذين حضروا أيام الثورة إلى الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة وصوّتوا لصالح التغيير وتبنّي الجمهوريّة والعلمانيّة أو الدولة المدنيّة كما يصفونها اليوم.
إذا لا نستطيع أن نعترف بوجود يسار إصلاحي وذلك بسبب نصوص النظريّة الماديّة الدايلكتيكيّة وكذلك بموجب نصوص الماديّة التاريخيّة أيضا و بسبب ما أيّدته التجارب العمليّة كذلك.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكلُ الحريّة..لونُ الحرّيّهْ..!
- إلى ذات التنورة النيليّة والسماء الزرقاء..!
- الأنساب لماذا؟
- في جدليّة الزعيم وعبد الناصر..!
- إنسانيّة الكلاب والقطط..!
- المادّة في الأدب الفلسفي..!
- واحرّ قلباه..!
- هوامش وتعاليق على مقال من هو الشيوعي؟
- الحاجة أم الإختراع..!
- البديهيّة والمُسلَّمة واختلاف التنوّع ..!
- البصرة من منظور التنمية الشاملة
- هوامش وتفاصيل سريعة حول الواقع الحضري لمدينة البصرة
- ربيعٌ أم ثورةٌ ؟ ..أم فوضى خلاّقة؟
- في مفهوم الإيمان ..ولماذا الإيمان أولا؟..مرّة أخرى ..!
- البلم ..والبلم العشّاري..!
- تحوّلٌ مثير وجديد..!
- روسيا الأمس ؟ أم اليوم؟ .. !
- قولٌ على قول ٍفي الرد على قول ماركسَ في الأديان..!
- في قول ماركس في الأديان..!
- الإيمان أوّلا..لماذا؟


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - هل يوجد فكرٌ يساريٌ إصلاحيّ..؟