أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها














المزيد.....

عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 03:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


وإذ يتضاعف الظلم والقهر والقسوة المملوكية تتفتح بوادر الغضب المصري عبر النكتة والقفشات والأسماء المثيرة للضحك فأسمو فيما بينهم أحد الأمراء «فار الشقوق» وأسمو آخر «سم الموت» وثالث «حداية» لأنه كان يخطف أي شيء حتي عمائم الفقراء.. أما ناير بك فقد أسموه «خاين بك» وبعد النكتة والقفشات التي تتمادي في أيامنا الحالية عبر الفيس بوك وغيره من الأدوات الشبكية فتأتي بوادر الغضب المصري.

وتقرأ للجبرتي «وفي شهر جمادي الأولي سنة 1218هـ، أرادوا عمل فردة وأشيع بين الناس ذلك فانزعجوا، هذا مع توالي الكف والمغارم حتي خربت الكثير من القري وجلا أهلها عنها، وفي منتصف هذا الشهر نقص النيل نقصا فاحشا، فانزعج الناس وازدحموا علي مشتري الغلال وزاد سعرها فمنع الغني من شراء ما يزيد علي الإردب ونصف الإردب، أما الفقير فلا يأخذ إلا ويبة ويمنعون الكيل بعد ساعتين بينما كان الأمراء والكبار يأخذون المراكب المحملة بالغلال قهرا عن أصحابها ويخزنونها لأنفسهم.

وقل الخبز في الأسواق والطوابير، وفزع المصريون إلي المشايخ في الأزهر الشريف، وأراد البعض تلهية الناس عن غضبهم فطالبوا بإقامة صلاة الاستسقاء لكن أحد مشايخ الأزهر صاح قائلا إن الشرع حدد شروط قبول صلاة الاستسقاء وهي رفع المظالم والتوبة عن الذنوب وذهب المشايخ إلي الحاكم المملوكي إبراهيم بك فأجابهم «الصلاة نعم، أما شروطها فهذا أمر لا يمكن ولا يتصور ولا أقدر عليهم، فصاح المشايخ مهددين إذن سنهاجر جميعا من مصر ونتركها فرد عليهم الأمير الماكر وأنا أهاجر معكم» ثم «وذات يوم ركب حسين بك بجنوده إلي الحسينية فداهم منزل متولي رياسة دراويش الشيخ البيومي ونهب كل ما فيه حتي مصاغ النساء والفرائس وثار المصريون،

وفي صبحها ثارت جماعة من الأهالي وحضروا إلي الجامع الأزهر ومعهم طبول والتف عليهم عديد من العامة بأيديهم نبابيت فخرج معهم الشيخ الدردير وأغلقوا أبواب الجامع وصعدت جماعة علي المآذن يصيحون ويدقون الطبول وأغلقت الحوانيت وصاح الشيخ الدردير «غدا نجمع أهالي الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوتهم كما ينهبون بيوتنا ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم»، وارتعب أمراء المماليك فذهب سليم أغا مستحفظان ومحمد كنخدا أرناؤوط إلي الشيخ الدردير وقالا له اكتب قائمة بالمنهوبات ونأتي لك بها من محل ما تكون، واتفقوا علي ذلك وقرأوا الفاتحة،

لكن الجماهير الغاضبة لم ترض بذلك فضغطوا علي الشيخ الدردير وساروا إلي إبراهيم بك طالبين إحضار حسين بك لمحاسبته، وحضر حسين بك وصاح فيه إبراهيم بك «عيب يا بك تنهب أموال متولي رياسة الدراويش فانفجر حسين بك في وجهه قائلا «انت يا إبراهيم بك تنهب ومراد بك ينهب وأنا أنهب، كلنا نهابون» وأدرك الدردير الحقيقة كلهم نهابون فنادي في الناس باستمرار المناداة من فوق المآذن وإغلاق الحوانيت ورفعت البضائع من الأسواق، وصارت المماليك في رعب شديد وخافوا أن ينزلوا إلي الشارع.. فحضر مرة أخري سليم أغا مستحفظان ومحمد كتخدا وصالحا الشيخ الدردير ووعداه بالكف عن المظالم» ثم يستخدم الجبرتي تعبيرا جميلا فيقول «وبردت المسألة».

لكن العامة وبعد فترة هدوء ما لبثوا أن تفجروا من جديد وذهبوا إلي قيادة أزهرية أكثر صلابة هي الشيخ عمر مكرم وتجمعوا حول قيادات شعبية شجاعة منها حجاج الخضري زعيم فتوات بولاق، وابن شمعة شيخ الجزارين وثارت المحروسة وحاول السلطان أن يقمع هذه الثورة فأرسل واليا جديدا مشهورا بالعنف والقسوة وكان مغرورا بلا حدود ولا يعرف الشبع وتعزيزا لمكانته أرسله ومعه خط شريف يوليو مصر مدي الحياة..

ويحدثنا الجبرتي مرة أخري «فلما كان شهر صفر الخير وفي يوم منه ركب المشايخ الي بيت القاضي واجتمع معهم عديد المعممين ومئات من العامة والأطفال حتي امتلأ بهم الحوش والمقعد وصاحوا شرع الله بيننا وبين الظالم وتعالت هتافاتهم يا رب يا متجلي إهزم العثماللي.. وأرسل القاضي فأحضر سعيد أغا الوكيل وبشير أغا وعثمان أغا قبي كتخدا والدفتردار والشمعدانجي» ولكن أقطاب المماليك راوغوهم وكتبوا عرضحال بالمطلوب واتفضوا علي ذلك ولم يرض الفقراء بهذا الأمر

ويقول الجبرتي «وأصبح الناس وتجمعوا فركب المشايخ والجمع الغفير من العامة والعصب والجعيدية والاجاقلية وأهالي الحسينية والفرافة والرميلة والحطابة والصليبة ومعهم الطبول والبيادق والأسلحة وتمترسوا في أخطاطهم وحصل في تلك الليلة من ضرب النار والبمب ما هو عجيب من المستغربات، وصار الضراب علي القلعة بالمقاليع والصواريخ وعلي البلد من القلعة كل ذلك مع ضرب الطبول والمزامير والنفرزانات وكانت ليلة من الغرائب واستمروا في الكرنكة ومحاصرة القلعة وبني حجاج الخضري ورجاله حائطا وبوابة علي الرميلة وحمل الناس النبابيت والأسلحة حتي أن الفقير كان يبيع جلبابه ليشتري به سلاحا».

وأخيرا انتصر المصريون وعزل الوالي الظالم ولم يفده خط شريف يوليه مصر إلي الأبد.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا د. مرسى.. ما هكذا تكون الرئاسة
- التدين.. رؤية أخري
- الإخوان.. الفن.. الفنانون «١»
- سيد قطب .. الذي لا نعرفه
- يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار
- الإخوان.. والتمويل الأجنبى «الوثائق»
- «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟
- الدستور والأقباط
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات
- حكايات ليست للتسلية
- وأقسم مرسى بالثلاثة
- فلنبدأ
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج
- محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1
- الإخوان والأقباط
- الإخوان.. وماذا لو أن؟
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها