ما علاقة الشرف والناموس بالأديان ؟؟

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 22:21
المحور: كتابات ساخرة
    

هل للكلمات والمصطلحات التي يقسم بها الانسان علاقة بالأديان أم هي التي تكمّل الاديان والمعتقدات أم هي اضحوكة من الاضحوكات التي لبسانها في عز الصيف ؟؟
اهلاً بكم في بانوراما الليلة ( انا والشرف ) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا لهذا اليوم وسنستضيف فيه السيد الشرف بن الناموس العرضي الملقب ب النخوجي ابو الشارب الطويل ليحدثنا عن هذا الموضوع .. تفضل سيدي ماهي قصة هذه الكلمات والمصطلحات وما هو تأثيرها النهائي على تشكيل الاديان والايدولوجيات وما هي درجة ارتباط الانسان بهذه الكلمات وتأثيرها على البشرية بصورة عامة ؟ .... في البداية اشكرك على هذه الاضافة وهذا الموضوع الذي قد يعتبره البعض ليس بالأهمية التي يجب ان نكتب او نتحدث عنه ولكن في الحقيقة المسألة اهم من ذلك بكثير وسنحاول في هذه الحلقة ان نختصرو نلخص قدر الامكان هذا التأثير ( تأثير تلك الكلمات والمصطلحات ) وهنا يجب علينا ان نذكر بأننا في هذه الحلقة نخاطب الذين يؤمنون بتلك الكلمات والمصطلحات وليس العلمانيين والمثقفين الماركسيين والملحدين ( الذي يعتبر نفسه علماني ومثقف ماكو داعي يضيع وقتة معنا اليوم ) ..
سنخاطب اليوم الذين يعتبرون تلك الكلمات كلمات ربانية لا يمكن الأختلاف او الاخلاء بها لا بل يعتبرون القَسَم بأنه مرتبط بشكل وثيق ومباشر بالقوة الإلهية واي نكران لهذا القسم هو التخلي عن الإرادة الربانية ..لقد طالت المقدمة اكثر من المعتاد ولهذا سوف ندخل الى تلك الكلمات مباشرة ..
فمثلاً : اقسم بشرفي ( واحياناً يضاف اليها العسكري ) : فماذا يقصد هنا القاسم بموضوع الشرف وماهو القاسم المشترك بين القسم والشرف وما هو الشرف نفسه حتى يرتبط كل هذا الارتباط الوثيق بالقسم وبالتالي بالقاعدة العليا ؟ ما يقصده المؤدي للقسم هنا بالشرف ليس له معنى ولا يدل على اتجاه .. اما القاسم المشترك بين القسم والشرف فلا وجدود له نهائياً .. القَسَم هو حالة شعورية حسية غير مادي فلا وجود اصلي وحقيقي لهه وكذلك الشرف فهو مصطلح او كلمة ارتبط حسياً وشعورياً بالجهاس التناسلي للمرأة في الكثير من المناطق ( خاصة العربية والاسلامية ) .. وبما ان الشرف كلمة غير مادية وبالتالي ليس لها معنى وجودي إذن ليس لها اي ارتباط او علاقة بالجهاز المذكرو ولا حتى بالشعور العام كالسمعة والجاه والعائلة وغير ذلك من المفاهيم التي ورثها الانسان عن اسلافه .. جهاز التناسلي هو عضو مادي وظيفته ( رعاية الانتخابات الفلسطسنية ) وهي وظائف عضوية مادية ( في النهاية ) فليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالشرف ( او بالبرلمان ) .. ولقد كان لملايين السنين هذا الشرف بلا شرف وبلا غطاء وكان مكشوفاً ومعرضاً للهواء والرطوبة والحرارة والتقلص والانجماد وكان مستقبلاً لكل انواع الأعضاء الاخرى فلم يكن هناك شرف في تلك المراحل الغابرة والطويلة فمَن الذي غيّر هذه الفكرة وحصر الشرف في تلك القطعة الصغيرة ؟؟ فلا علاقة لكلمة الشرف بهذه القطعة لا من قريب ولامن بعيد .. وكل ما وصل اليك سيدي الكريم هو من انتاج البعض الذين استفادوا من كل هذه المصطلحات وهذه الكلمات .. فكم انسان تم قتله وذبحه وتشريده عبر التاريخ وكم معركة وحرب وقضية ومشكلة وقعت في العالم بسبب هذا القسم ! لقد اقسم القائد بشرفه ، اقسم الرئيس ، اقسم الملك ، اقسم الوالي ، المحافظ ، المدير ، الاب ، الشيخ ، المختار وغيرها من الالقاب فكم ضحية وقعت بسبب هذا القسم الوهمي ؟؟.. وهذا الكلام ينطبق تماماً على كل الكلمات والمصطلحات الاخرى من الاقسام : فيقول اقسم بشرفي العسكري ما علاقة الشرف ( غير مادة ) بالعسكرية ؟ فكم عسكري خان القسم وكم عسكري ترك ارض المعركة وكان يباركه الاهل والجيران ؟؟ او بعرضي ( العضو البارز في البرلمان العراقي ) والتي لا يختلف عن كلمة الشرف . او بناموسي ( المخملي البعوضي ) ، هل هناك معنى حقيقي ومادي لكلمة الناموس ؟ او كلمات ومصطلحات اخرى تورط معها منذ ان ورثها جيل بعد جيل ..
فهل يوافق الله على القسم بهذه الكلمات والمصطلحات ( والتي لم يجبرنا الرب في استعمالها او القسم بها ) وتكون السبب في قتل الانسان او اهانة او احتقار او تشريد او تهجير او تجويع الانسان الآخر ؟؟ إذن مَن الذي صنع هذا القسم الذي لا وجود ( ديني ) او وجود مادي له ؟؟..
اقسم بشاربي ( الطويل ) : كم رأس قُطع وكم شخص قُتل وكم جريمة ارتكبت بسبب القسم بالشارب الطويل ؟؟ فهل للشارب علاقة بالدين او بالشرف ايضاً او بالناموس ؟؟ الشارب ( شعر اسود تتجمع عليه الاوساخ ) هنا مادة وباقي المصطلحات المذكورة غير ماية التكوين فلا علاقة لهم لا بالشارب الطويل ولا القصير ؟؟ وإذا كان للشارب علاقة بالشرف كما يدعيّ الجميع ( معروفين ) فماذا سنقول لكل البشر الذي لا شارب لهم ؟ ماذا سنقول لأغلب العلماء والاطباء والفلاسفة والمفكرين والمخترعين ورواد الفضاء والقادة ورؤساء الدول والحكومات وغيرهم من البشر الذي يحلقون شواربهم ؟؟ اُناس بلا شرف ؟؟.. والأهم من هذا ماذا سنقول للمرأة التي لا شارب ( طويل ) لها ! إمرأة بلا شارب إذن إمرأة بلا شرف ؟؟..
أما الأغرب والاعظم والأعقد والاصعب عندما يقسمون ب رب الكون ( والذي ينقسم الى مئات الانواع ) ومن ثم يطبقون ما اقسموا عليه حتى دون انتظار الرد او الموافقة من الله على هذا القسم ؟ فكيف وصل القسم الى المكتب الرئيسي وعاد بهذه السرعة ؟ واننا نعلم بأن المسافة تقاس ( بأمتار عربية ) وليس هناك مسافة يمكن الوصول اليها والرجوع منها في هذا المحفل فكيف يقسم القاسم وينفذ المقسوم عليه دون استلام الموافقة والتي لا يمكن ان يستلمها مطلقاً ؟؟
اعتقد اصبح واضحاً الآن وبشكل مبسط للذين لا زالوا متورطين بهذه التسميات والكلمات والمصطلحات الغير وجودية نهائياً ..
الشرف والناموس والعرض وكل المصطلحات المذكورة هنا والباقي التي لم يسعنا ذكرها هي مرتبطة ومحصورة بكلمة واحدة هو الضمير .. ما هو الضمير ؟ سأنقل نصاً كاملاً لتعريف الضمير حتى لا اتهم بالمغالطة او التفسيرات الاخرى لأننا نستطيع ان نعطي اوصاف كثيرة لتعريف الضمير ولكنها في النهاية تنتهي الى نفس المعنى ...
فسر علماء العصر الحديث في مجال العلوم الإنسانية وعلم النفس والأعصاب الضمير أنه وظيفة من وظائف الدماغ التي تطورت لدي الإنسان لتسهيل الإيثار المتبادل(بالإنجليزية Altruism) أو السلوك الموجه من قبل الفرد لمساعدة الآخرين في أداء وظائفهم أو احتياجاتهم دون توقع أي مكافأة وذلك داخل مجتمعاتهم. والضمير وصف وكلمة تجسد كتلة ومجموعة من المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم تحكم الانسان وتأسره ليكون سلوكه جيدا محترما مع الآخرين يحس بهم ويحافظ على مشاعرهم ولا يظلمهم ويراعي حقوقهم وباختصار شديد هو ميزان الحس والوعي عند الانسان لتمييز الصح من الخطأ مع ضبط النفس لعمل الصح والبعد عن الخطأ.
أي ان لا تؤذي انساناً آخر ولأي سبب من الاسباب .. لا بسبب الناموس ولا العرض ولا الشرف او النخوة او انا اخو خيتة او ادعيناك او برب الهُبل او بشاربي الصقري او العسكري و عندما بحثت قليلاً في الملعون عن انواع واشكال الَقَسَم عدتُ بسرعة الى كلمتي واكتفيت بما ذكرته لأنني لو دخلت اكثر وانقل الأقسام المذكورة سأتهم بالكفر والإلحاد ولهذا نكتفي بهذا القدر من اليمين الدستوري ..
في الختام نقول الضمير هو القَسم وهو الحق والعدل والمحبة والسلام والتآخي ويستطيع ان يحل ويعوض احياناً محل ومكان كل الانبياء والمذاهب و والاديان كلها .. البعض يعتبره الله ...
فمَن له ضمير انساني لا يحتاج الى اي نوع من انواع القَسَم ولا يحتاج حتى الى اله ومَن ليس له ضمير فلا القَسَم ولا الله سيمنعه من الكَذب والخداع والنفاق والدجل والشعوذة والقتل ( قتل انسان بريء ......) والصورة واضحة ؟؟..

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات