أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - السوريون، وصراع الموت الدامي ..!














المزيد.....

السوريون، وصراع الموت الدامي ..!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا ليست الصومال، ولم تكن يوماً تُشبه السودان في تركيبتها وعمقها التاريخي. كما أنها ليست تشيكوسلوفاكيا ( المرحومة) ولا يوغسلافيا ( المدفونة). فلمصلحة من يكون صراع الموت الذي يحصل فيها؟؟! وما ذنبُ السوريين الأبرياء حتى يقعوا في براثن قتلة العصر الحديث الذين ينتمون إلى أصولياتهم الدينية التي يرتعب المرء لمجرد ذكرها على لسان أحدهم. من هذا الذي يُشرّع القتل وتدمير البلاد، والتراث الإنساني، والتاريخ الذي تتمايز به سوريا عن غيرها من بلدان العالم القديم والمعاصر، من ومن، أسئلة كثيرة تطرح نفسها على الشارع السوري الذي تعملُ فيه آلة القتل ليل نهار من كل الأطراف ؟!!
لسنوات خلَت اعتقدنا أنَّ البشرية في جزء كبير منها قد ارتقى إلى مستويات من المدنية والتطور الإنساني يجعلها تنأى بنفسها عن صراع الحيوانات، وتلجمُ نفسها عن غريزة القتل التي زرعتها الطبيعة في الكائن الحي، لنكتشف اليوم بأنَّ هذا الإنسان لم يتغير، ولم يتطور فيه شيء. وهذا ليس حكراً على مجتمعات بعينها، فالأوروبيون أيضاً يمارسون القتل ولكن بطريقتهم، فحكوماتهم هي التي قتلت ملايين العراقيين عبر حصارهم لها لأكثر من عشر سنوات، والتي توّجوها بحرب مدّمرة لكل مقدّرات هذا البلد العظيم صاحب التاريخ الإنساني الذي يُشرِّف كل كائن إنساني ناطق على سطح المعمورة. هذه الحكومات الغربية ومعها نزعة بطل "الكاو بوي" الأمريكي هي نتاج مجتمعاتها، تلك المجتمعات التي عجزت عن تقديم حلول إنسانية شاملة للصراعات البشرية، كما عجزت عن نقل البشرية من طور إلى آخر أكثر رقيّاً وتمدناً، وإنسانيةً ..!!
يعكس ما يحصل في سوريا هذه النزعات الإنسانية التي تجعل مصالحها الذاتية، والأنانية الإستعمارية تطغى على كل قيّمها الإنسانية التي راكمتهاعبر صراعات دموية مريرة في التاريخ الإنساني وخاصة في أوروبا حيث دفعت في سبيل ئلك مئات السنين من الحروب والقتل والدم لتصل إلى ماهي عليه اليوم. ولكننا نجدها في مرحلة انحسار شديد لقيمها العظيمة التي بنتها عبر تاريخها الطويل. فسياسات حكوماتها التي هي نتاج مجتمعاتها بالنهاية ليست سوى انعكاس لجينات موروثهم الدموي الذي يحملوه في عقلهم الباطن..!!
الغرب، هو من دعم حكومات الشرّ في العالم العربي، وفي العالم الثالث، وهو من جعل هذه المجتمعات تعيش التخلف وتعشق الغيب وتنسى العالم الفيزيائي لتحصرها في عقل غيبي متعفن بإرث تاريخي نتن ويحمل كل قاذورات الكون ومخلّفات الإنسان الحيوانية، وهو من سوّقها. وهو من جعلها في حالة يُرثى لها لغاية شريرة في قلوبهم وعقولهم، كي يستنزفوا هذه البلدان، ويحرقوها في أي وقت يشاؤون وفي أي زمن يختارون. فتُصبح تابعة لهم ولقوتهم، ولنزعاتهم الحيوانية الشريرة.
في سوريا اليوم، هناك منظرّون ضاقت بهم سبل الحياة، فسعوا لأن يكونوا فقاعات فكرية ثقافية في زمن خسروا فيه كل شيء بسبب نقص عقولهم وقصور بصيرتهم المعرفية، فجاءت الأحداث لتجعلهم يطفون على السطح وينظرّون للقتل، للدم، للعنف، للذبح، لأي شيء ، من أجل أن يظهروا هم كمؤثرين في واقع الحدث، ومروّجين له، ومسوّقين لأخلاقياته القذرة، باحثين عن مبررات لها، فيصلون إلى مرتبة المفتي الفكري والثقافي. لأن الأحداث الدامية تحتاج إلى افتاء، كما تحتاج حروب الدين إلى افتاء، هؤلاء "القَتَلة" الذين غيّبوا ضمائرهم وشيطنوا عقولهم وركبّوا الأحقاد والأضغان في قلوبهم الشريرة، هؤلاء يرّوجون اليوم، لقتل أخوتهم في الوطن، لقتل الوطن نفسه، لتدمير مقدّراته، لتطويع أبنائه تحت مشروعهم الذي ينتمي إلى العصور الحجرية الأولى. ومهما كانت النتائج باهظة هم في غيّ في قلوبهم، صمُّ بكمُ لا يفقهون.
عندما يكون لدينا فرصة للحوار، وطرح ما نريد، وإبداء الرأي فلماذا نستخدم القتل؟! ولماذا نسعى إلى الغاء الآخر المختلف وقتله، ونسعى إلى تطبيق شريعة الغاب عليه، بقانونها المقيت الذي يقول:" من ليس معي فهو ضدّي" ..؟! النظام يقتل، وهم يقتلون، النظام قاتل، وهم قـتَلة. النظام يردُّ على القتل، وهم يردّون على القتل, هم يذبحون وذاك ُيدمِّر، هم يفجّرون وذاك يقصف، هم بلا عقول وذاك مجنون أرعن..!! لصالح من كل ذلك، خدمة لمشاريع الغرب وسفالته التاريخية التي لا تخفى على أحد. لم يمض ِ وقت طويل على وفاة هتلر، ولا موسوليني، و لا غورو الفرنسي ولا لورانس العرب ولا حرب العراق، أفغانستان، ومجازر اسرائيل في فلسطين ولبنان، هم من هذا التاريخ الحديث. من يصدّق بأن ثلّة من السياسيين الغربيين القتلة والأمريكيينالكاو بوي يريدون الديمقراطية لسوريا، ها هي ديمقراطيتهم في العراق تصدح بعفونتها وثقلها الدموي. وهي نفس الديمقراطية التي أسسوها في لبنان في القرن التاسع عشرعندما سلخوه عن سوريا وجعلوه بؤرة للقتل والذبح والصراعات الطائفية والمذهبية. أمام كل هذا يأتي منظرّون سوريون" سفيهون، تافهون" لينظرّوا لمشاريع إسلامية نتنة، وأصوليات قاتلة مدمّرةلمقدرات العقل البشري والإنساني . ولاستقدام جيوش أجنبية لقتل أبناء وطنهم، وتدمير بلادهم،يأتي ذلك كله تحت يافطة عريضة من الحرّية والديمقراطية، المغسولة بالدم المذهبي والطائفي والديني. والأحقاد والأضغان التي أعمت عيونهم وقلوبهم.
صراع الموت السوري بين فرقاء من نفس الوطن، يدفع ثمنه أناسُ أبرياء، بشر حقيقيون، مواطنون وطنيون أصلاء، ينتمون إلى تاريخ إنساني عظيم. يدفعونه من دمائهم وقلوبهم وأبنائهم وأموالهم وبيوتهم. وهم لا ناقة لهم به ولا جملُ، يدفعونه لمصلحة ثلّة من السياسيين ( القذرين) الذين يتذابحون على مصير وطن، هو أقدم وطن في التاريخ ..؟!!

كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية، وفوبيا الحوار ..؟!!
- تباينات سوسيولوجية وارهاصات ثورية في المجتمع السوري
- هل تكون سوريا مسرحاً لصراعات دولية واقليمية قادمة؟
- الأزمة السوري والعقلانية الضائعة ..!!
- الإسلام السياسي العربي هل يشكّل مشروعاً للتغيير..؟!
- الأزمة السورية، تحوّلات دولية وارهاصات اقليمية متصارعة..!
- ضرورات التحوّل المرحلي إلى الديمقراطية في سوريا؟
- الديمقراطية؟! بين المصطلح السياسي.. والمفهوم التربوي
- لماذا العلمانية، ولماذا سوريا أولاً؟
- سرقات فكرية وأدبية -وقحة-، على صفحات الفيس بوك ؟!
- -مع الثورة ضد النظام، مع النظام ضد الثورة..؟!-
- الديمقراطية في ثقافة المعارضة السورية ..؟!
- إلى خ - ب .... أو ما يسمّونه أديباً ..؟!
- مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط
- ايجابية الأزمات الوطنية ..!
- تحية طيبة للجميع
- الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!
- العرب وسوق العهر السياسي
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - السوريون، وصراع الموت الدامي ..!