أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة















المزيد.....

أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 15:40
المحور: الادب والفن
    



إن أية عودة إلى استقراءعملية تشكل الأجناس الأدبية، عبرتاريخ الإبداع، تبين مسألة وحيدة، وهي أن أرومة هذه الأشكال الأدبية، جميعها، واحدة، سواء أكانت شعراً أم سرداً، مع أن الكلمة هي في الأصل، ليست سوى شكل للتعبيرالفكري والمعرفي والفني، ما يجعلنا نقرّأن أي شكل أدبي، ليتخذ من الكلمة، عمودها الفقري، بيد أن طريقة تعامل الأديب مع هذه الكلمة هوالذي يحدّد طبيعة هذا الشكل أو ذاك، بمعنى أن استخدام الشاعرللمفردة هوغيراستخدام السارد، ما يعطي المفردة كهرباءها الخاص، تبعاً لطبيعة الشكل الأدبي.
وفي تتبع الخط الزماني،لولادة الأشكال الأدبية، يظهرأن خروج الكلمة، عن أدائها التواصلي اليومي، لتصل إلى إطارالإبداع، بدأ من خلال ترنيمة الإنسان الأول، عندما وضع قدمه الأولى على عتبة الشعر، دون علم منه، مانحاً إياها بعديها الروحي والجمالي، في آن، من خلال تنسكه سواء أكان في المعبد، أوفي كهفه الأول، أو صومعته..إلخ..، أثناء تجاسره صوب خالق الكون، وخالقه، إلى أن يخطّ الشعرمساره، بعيداً عن حاضنته الأولى، ليثارالسؤال، حول أسبقية الشكل الأدبي،هل الشعرهوالأول؟، أم السرد؟،وذلك أثناء استعرض الأشكال الأدبية: الشعر،المسرح، القصة، الرواية، المقال..إلخ، وهي الأشكال التي ستسمى رئيسة-تارة-وتقليدية-تارة أخرى- وليدورالحديث-في المقابل، حول استمرارظهورفروع أدبية، تنتمي إلى شجرة الأدب الفارعة، ضاربة الجذورفي الحياة والواقع..!

سمياء النص المفتوح:
نتيجة ظهورالدراسات السيميائية والبنيوية التي كثرت في العقود الماضية، فإن دراسة التناص الأدبي قد بلغت مستويات متطورة، ولما تزل كذلك، إذ توسعت دائرة التناص-حقاً- لتتجاوز دائرة سطوة مادة سابقة على مادة لاحقة، خارج مفهوم السطوالأدبي، بل إنها باتت تتناول التناص بين الأشكال الأدبية ذاتها، وهوما أفردت له بحوث مستفيضة من قبل النقاد والدارسين، وليس أدل على ذلك من مسرحة الشعر، وشعرية المسرح،أوالقص، أوالرواية، أوقصصية الشعر، وهلمجراً، ليستبين متذوق الأدب، أن هاتيك الأشكال برمتها، إنما تمارس-باستمرار-دورتها الإبداعية، ما جعل بعضهم يتحدث عن انقراض بعض الأشكال الإبداعية وولادة الشكل الواحد، وفي ذلك-على ضوء مثل هذا الرأي-عودة الشكل الأدبي، إلى مهاده الأول، مادامت أرومته، هي المفردة التي تصل أعلى مستويات دلالتها، بعيداً عن استخدامات الحكي الأولى، وفي حدودها الوظيفية التواصلية.
وإضافة إلى الأشكال الأدبية، المومأ إليها، أعلاه، فإنَّ هناك فنوناً أخرى، مختلفة، كالنحت، والرسم، والتشكيل، والموسيقا، ، والرقص، بل والسينما، باتت تتبادل هي والأدب التأثروالتأثير، وليس أدلَّ على هذا من استفادة القصيدة الجديدة، وعلى نحوواضح من تقنية التقطيع، وهومجرد مثال من أمثلة انفتاح الفنون الإبداعية على بعضها بعض.
وقدجاء النص المفتوح، كأحد الأشكال الجديدة، التي تبلورمفهومها بجلاء، ليستطيع أن يكون ملتقى للأشكال الأدبية، عامة، حيث صارله كتابه، ومبدعوه، وهويأخذ من أكثرالأشكال الأدبية صفاته، ليكون هناك شكل رفيع، يمتلك قدرته العالية على جذب المتلقي، لمافيه من ملامح جمالية، يتوزعها الشكل والمضمون، بل وقد استطاعت لغته أن تخرج عن حدها المعجمي، لتضخَّ روحاً أخرى في جسدها، وهوما جدَّدها، ومنحها أجنحة جديدة، تحلِّق بوساطتها في سماء الإبداع.

اقتصاداللغة:
ومن بين التغييرات الهائلة، التي طرأت على استخدام اللغة في النص الجديد، مايتمظهر في إعادة النظرالهائلة، التي طرأت على وظيفة اللغة، ليس على صعيدالانزياحات، وحدها فقط، وهي من ضمن سنة تطورهذه اللغة، وإنما من خلال وصول الذائقة الإبداعية إلى مستوى عال، من العلاقة مع اللغة، كي تتخفف عن المترادفات، والنعوت، والزخارف، لتكون صدى لروح الحياة، وجوهرالجمال، وهوما جرى نتيجة التطورالكبيرالذي بات العالم يشهده، في إهاب ثورة الاتصالات والمعلوماتية، حيث باتت هناك حاجة فعلية، إلى اللغة المختزلة، المكثفة، الدالة، الموحية، ماأفسح المجال للناص أن يترك أثره على النص، لتتحول اللغة إلى شأن خاص، يترك المبدع أثره الذاتي، بعد أن كانت شأناً عاماً،إلى وقت جد طويل.

سلالة مفتوحة على الإبداع:
ومادام أن الأشكال الأدبية المومأ إليها أعلاه، لم تظهر، دفعة واحدة، وإنما على فترات زمانية، تكادتكون متباعدة، لاسيماإذعلمنا أن فني القصة والرواية العالميتين ظهرا لاحقين، إلى أن تبلورا، بعدأن كان كل من الشعروالمسرح قدتأصلا، من قبل، كل ضمن شرطه الخاص، بيدأنه يمكن الإشارة إلى ولادة فنون وسيطة بين كل مرحلة وأخرى، وعلى سبيل المثال أن فن المقامة الذي ظهرفي الأدب العربي، على امتداد مسافة زمانية، كما هوحال الحكاية الشفاهية، الأسبق زمانياً تم امتصاصهما في القصة و الرواية، وإن الحكاية ستظل-وحتى الآن-رافداً جدَّ مهم، بالنسبة إلى أشكال أدبية كثيرة، ومن بينها الشعرنفسه..!
وقد استطاع ظهورالصحافة الأدبية، أن يثري المشهد الأدبي، وذلك بعد ظهورالمقال الذي صارأحد الحوامل الأدبية الأكثرتفاعلاً مع المتلقي، سواء أكان ذلك في ظلَّ نشاط الصحافة الورقية التي قدمت ، ولاتزال تقدم أدباء كباراً كتبوا المقال الأدبي، ليتم تجنيس هذا النوع من الإبداع، ولتكون له لغته التي باتت-الآن-أقرب إلى الحياة، وصارالمقال أحد الحواضن الأدبية الأكثرالتصاقاً مع المتلقي، بل إن هناك من بات يجد المقال، في ظلِّ ثورة التكنولوجيا والمعلوماتية الشكل الأكثرقراءة على الإطلاق، لاسيَّما وإن مثل هذا الحكم تؤيده الإحصاءات الفعلية، في عالم الكتابة، وذلك في ما إذا قارنا عددتلك القصائد التي تكتب من قبل مئة أديب يومياً-كعينة اعتباطية-فإن أعداد المقالات التي يتركها هؤلاء لقرائهم، لتفوق بكثيرأعداد القصائد، والقصص، والروايات، والمسرحيات، التي يكتبونها، بل إن الشاعر، والقاص، والروائي، والمسرحي، عندما ينتجون إبداعاتهم من شعر، وقصص، وروايات ومسرحيات، فإنها ستظل أقل قراءة، وفق مثل تلك الإحصاءات الدقيقة، في ما إذا قورنت بأعداد قراء المقالات على نحومحلي، أوعالمي، وهوما يمكن الاحتكام إليه، اعتماداً على عدادات المواقع الإلكترونية، أو شبكة التواصل الاجتماعي.

ولادات ناقصة:
نتيجة سهولة النشرالإلكتروني، بوسائطه المتعددة، إلى تلك الدرجة التي صارفي مكنة النَّاص أن يتحول إلى مؤسسة نشركاملة، حيث ما أن ينتهي من تحريرنصّه الأدبي، حتى يؤدي مهمة أخرى، هي مهمَّة الناشر، هذه المهمَّة التي كانت تحتاج إلى وقت جدّ طويل، على صعيد طباعة النص في أحد أوعية النشر، في انتظارتلقيه، وهومايمكن أن يتحقق بعدمجردثوان، من الانتهاء منه، من خلال الضغط على كلمة"enter" "ليكون بين يدي متلقيه، على امتداد خريطة العالم...!
سهولة النشر، بهذا الشكل، وسع دائرة القراءة، واستقطب أعداداً كبيرة من الكتاب، إذصارفي مقدورأي صاحب حاسوب، أن يكون مشروع كاتب، يستطيع مدَجسوره تجاه العالم، عبرشبكة الإلكترون الساحرة، التي مكنت الكاتب الإلكتروني، من كتابة نص، يشاركه فيه أعدادلا متناهية، كونياً، في حال توافررغبة المشاركة، ماولد فكرة كتابة النص التفاعلي،حيث قد يغدو المتن الأصلي حاشية، أوالعكس، لنكون أمام نص بكتاب كثيرين، وهونص إشكالي، وإن حاولنا التطرُّف في الانحيازإليه، في مواجهة رصانات النص التقليدي.
في انتظار"غودوت النص الجديد":
إذاكان إمكان ولادة نص جديد، في حيزالممكن، لاسيما وإن الجدران التي كانت تحول دون تواصل الأشكال الأدبية، باتت تتداعى، على نحو حقيقي، منذ ثلاثة عقود، وحتى الآن، وإن وتيرة هذا التداعي باتت تصل حدها الأعظمي، نتيجة ثورة الاتصالات والمعلوماتية، فإن توافروسائل النشرعلى نحوكوني، جعل التفاعل بين الأشكال الأدبية يصل الذروة، إلى الدرجة التي بات يطرح هناك سؤال جد ملح: هل من المعقول، أن انفتاح الأجناس الإبداعية على بعضها بعضاً، من جهة، وتحول فضاء النشرإلى أمرمشاع، يومي، بعد زوال كل الحدود، لما ينتج بعد شكلاً إبداعياً جديداً، لاسيما وإن الأشكال الراسخة، إن جازت التسمية، والمعترف بها، لم ترفد-منذ بداية هذه الثورة وحتى الآن- الحقل الإبداعي، بشكل جديد، معترف به، ليكون النص التفاعلي، وحتى النص الفيسبوكي، عبارة عن حالتين افتراضيتين، نتيجة عدم تمكنهما من تأصيل شكلين خاصين بهما، وإن أي حديث عنهما-حتى الآن-هوخارج خصوصيتهما، وجماهيريتهما، فالنص الأول الذي تدخل الحواشي، والفيديوهات، والرسوم، والموسيقا، في إطارمتنه، إنماهواعتباطي، لارسالة واضحة له، حتى وإن توافرت لبنائه النوايا الطيبة، كما أن النص الثاني، أي الفيسبوكي، لايزال هلامياً، يتنفس برئة سواه، ويتنفس برئة غيره، ويحلق بأجنحة كائنات أخرى، ناهيك عن أنهما ليؤديابعد إلى تجنيسهما الفعلي، على قاعدة الإبداع، والجمال، والفن، بل وعشوائية شروط بنائهما، وفي كل ها ما ينفي عنهما وصف التجنيس..!
ولئلا نكون متشائمين، فإنَّ علينا التسليم بأمرمهم، ألا وهوإن التطورات الكبرى التي تجري في العالم، على صعيد تطورحيوية الصورة الإلكترونية، التي بات لها تأثيرها الأعظم في حياة المواطن العالمي، وفي هذا مايولد حساسية جديدة، لديه، ناهيك عن أن علاقته بالحدث بات يحقق أعظم مستوياته، وفي كل هذا مايسجل تحولات معرفية بارزة، هذه التحولات لابد أنها تجعلنا على موعد مع أشكال أدبية إبداعية جديدة، لما يتم تأطيرها بعد..!؟.
نحوجنس أدبي واحد
أم نحوجنس جديد؟
وإذا كان انفتاح الأجناس الأدبية على بعضها، على صعيد، وانفتاحها على الفنون المختلفة، على صعيدآخر، قد ترك أثره الكبيرعلى الأداب والفنون جميعها، ولايزال مثل هذا الأثرمستمراً، فإنه يمكننا اكتشاف رحلة النص الأدبي، تجاه الجنس الادبي الواحد، ذلك الجنس الذي يمتص كل هاتيك الأجناس والفنون، وهوعبارة عن افتراض، نضعه-هنا-في الوقت الذي قد نكون فيه، على موعد مع الجنس الجديد، غيرالمكرَّس حتى الآن، والذي لابدَّ منه، مادمنا نشهد-الآن-تطورات حسَّاسة وكبرى، في عالم الثقافة، والحياة، في ظل هذه التحولات العظمى التي يشهدها مواطن الألفية الثالثة، في العقود الأخيرة، وبوتائرجد عالية، كما تمت الإشارة إلى ذلك، على نحوإشاري، سريع، في كل ما سبق...!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة