أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الشرقاوى - التاريخ الإجتماعي السري للأشخاص ....... ما لا يعرفه الأبناء عن التاريخ السري لوالديهم [3 ] المقال الثالث















المزيد.....



التاريخ الإجتماعي السري للأشخاص ....... ما لا يعرفه الأبناء عن التاريخ السري لوالديهم [3 ] المقال الثالث


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 01:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالى فلا مضل له و من يضلل فلا هادىَ له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن

مولانا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم عبد الله و رسوله و صفيُّه من خلقه و حبيبه أشهد أنه بلغ الرسالة و أدىَ الأمانة و نصح الأمة و كشف الله تبارك و تعالى به الغمة فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ....... ثم أمَّا بعد


قال الله تبارك و تعالى { و ما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم }
[ يوسف ـــــ 53 ـــــ ] و ورد في السُنة النبوية الشريفة [ كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون ] ( حديث حسن في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ....... تخريج السيوطي ( حم ت ه ك ) عن أنس ....... تحقيق الألباني حسن في صحيح الجامع

[ السر يظل سرا طالما هو سرا لم يطلع عليه أحدا من الناس و لكن إذا ما أصبح السر مشكلة فلا بأس من ظهوره و النقاش فيه لأنه في هذه الحالة أصبح السر مشكلة اجتماعية ]


لقد كتبنا من فترة مقالين (1) و (2) من ( التاريخ الإجتماعي السري للأشخاص ....... ما لا يعرفه الأبناء عن التاريخ السري لوالديهم ) و حاولنا بجهد المقل أن نوضح في المقال الأول مدلول كلمات مثل ( الحب و الود و الرحمة ) التي من خلالها ينشأ ( السكن ) بين الزوجين و قد حاولنا إظهار المعنى الحقيقي لكلمة ( زوجين ) التي تعني ( الإثنين ) الذكر و الأنثى من كل الخلائق و لا تعني الرجل و المرأة مطلقا و كان المقال كله بمثابة مقدمة للموضوع لأنه كما قلنا جديدا على سمع القارىء العربي و المسلم الذي تربىَ على مسلمات دينية حُشرت له من الصغر في فكره لا يحيد عنها و المقال كان جريئا جدا كعادتنا في تناول الموضوعات بلا وجل و لا خوف و لا تردد و من أراد الرجوع للمقال فليرجع له فهو منشور في ( مؤسسة الحوار المتمدن ) ....... ثم حاولنا في المقال الثاني بجهد المقل أيضا دخلت في بداية الموضوع و حاولت أن أضيفه لعلم الإجتماع لأنه يتناول العلاقات الشخصية الخاصة بالشخص نفسه أي تاريخه الإجتماعي السري الخاص به بينه و بين نفسه و تكلمت في الدوافع و الأسباب التي تمنع الشخص من أن يجهر بتاريخه السري الخاص في المجتمع و أيضا كي لا أطيل على القارىء الكريم إذا أراد الرجوع للمقال فإنه منشور في مؤسسة الحوار المتمدن ....... و في هذا المقال الثالث من نفس الموضوع أو الفكرة أو السلسلة نحاول أن نتكلم أيضا في ....... لماذا يصبح التاريخ الإجتماعي السري في مسائل مثل الزواج و الطلاق و المرض أو في حالة موت الأب أو الأم في المجتمعات الشرقية عبئا ثقيلا على الفرد و المجتمع ؟! و لماذا هناك فجوة متسعة بين الفرد و المجتمع في هذا الأمر ؟! هذا ما سنناقشه الآن بإذن الله تعالى و نبدأ بالآية القرآنية التي أوردناها منذ قليل و هى { و ما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم } [ يوسف ـــــ 53 ـــــ ] و كلمة { النفس } في الآية الكريمة أتت عامة أي أن كل كل نفس تأمر صاحبها بالسوء و استثنى المولى عز و جل { إلا ما رحم ربي } و من هذا الذي يرحمه الله سبحانه و تعالى و يعصمه من الزلل هم الأنبياء و المرسلين و الملائكة و نأتي لدليل الأنبياء و المرسلين و هو قول المولى سبحانه و تعالى { أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي و عدو له و ألقيت عليك محبة مني و لتصنع على عيني } [ طه ـــــ 39 ـــــ ] مع ملاحظة { و لتصنع على عيني } أي بحفظ الله سبحانه و تعالى له يعيش سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام و هذا الدليل ينطبق على كل المرسلين و الأنبياء عليهم صلوات ربي و سلامه و أمَّا دليل الملائكة و هو { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون } [ التحريم ـــــ 6 ـــــ ] مع ملاحظة { لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون } أي أنهم مفطورون بطبيعتهم الخلقية على طاعة الله سبحانه و تعالى فهم معصومون من الخطأ و الزلل و لهم العصمة و الحصانة الإلهية إذن ما جُماع ذلك الأمر من القرآن الكريم هو هذه الآية الشريفة { و لقد همت به و هم بها لولا أن رأىَ برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } [ يوسف ـــــ 24 ـــــ ] مع ملاحظة { المخلصين } بفتح اللام ـــــ أي الذي خلصه ربنا سبحانه و تعالى بقدرته و حوله و قوته و هذه منزلة لا يؤتاها إلا أناس نادرين و في قراءة من القراءات تقرأ { المخلِصين } بجر اللام ـــــ أي المختارين الذين اصطفاهم الله سبحانه و تعالى ...... و أمَّا الدليل من السُنة النبوية الشريفة فهو الحديث الصحيح الذي أوردناه منذ قليل [ كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون ] إذن نستفيد من الحديث الشريف و الآيات القرآنية الكريمة أن ( الخطأ ) وارد على كل البشر بل هو من فطرة البشر و لا يجادل في هذا إلا مُجادل مُنافق معلوم النفاق أو مجنون بل إن الإنسان ليتعلم من أخطائه أليس كذلك و من هنا ندخل لصميم موضوعنا و هو لماذا لا يفرق الأشخاص و خاصة الشرقيين و منهم العرب و المسلمين بين الخطأ و بين المرض و أحيانا يخلطون بينهم و بين القدر لا عن إيمان منهم بالقدر و لكن هو الخلط الأعمىَ عن جهل حقيقي بشئون الدين و جهل مُطبق بشئون الدنيا و نحاول أن نبسِّط الموضوع للقارىء الكريم حتى يعي ما أريد أن أنقله له من بين براثن أعصابي و نفسي و عقلي فمثلا ....... ( الخطأ ) أليس هو من مقتضيات وجود البشر في هذه الحياة الدنيا ؟! و الجواب هو ...... نعم و قد ورد في القرآن الكريم عنه { ادعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا أبائهم فإخوانكم في الدين و مواليكم و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما تعمدت قلوبكم و كان الله غفورا رحيما } [ الأحزاب ـــــ 5 ـــــ ] مع ملاحظة { و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } إذن ( الخطأ ) معفوُّ عنه من الله سبحانه و تعالى طالما غير متعمد أليس كذلك إذن لماذا يحزن الناس جدا في مجتمعاتنا الشرقية من بعض المسائل التي يعتبرونها تاريخ اجتماعي سري مثل ( الأخطاء ) و هى واردة أيَّا كان حجمها ؟! ألم يستمعوا لقول النبي صلى الله عليه و سلم [ عُفيَ لأمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ) رواه النسائي ....... ( حديث صحيح في إرواء الغليل ) و في مجتمعاتنا يقيمون الدنيا و لا يقعدونها إذا ما كان رجلا متزوجا من امرأة و كان يمارس معها العملية الجنسية بنجاح و بكفاءة عالية ثم فجأة وجد نفسه أثناء المعاشرة عاجزا جنسيا و لا يستطيع التواصل أو فقد خاصية الإنتصاب الطبيعي فعلا فما الذي يحدث في هذا الأمر ؟! إن الذي يحدث في هذا الأمر أن الرجل يجلس في غرفته و يبكي بكاءا مُرَّا من هذا الموضوع و ربما تحدث له حالة يأس من الحياة و كآبة من الدنيا و ينطوي على نفسه و يُفضل العُزلة فلا يُقابل أحدا و لا يتكلم مع أحدا و ربما يشك في زوجته إذا خرجت و تأخرت و ربما يشك في صديقه أو جاره إذا ما دخل عليه المنزل ليزوره و ربما يشك في كل الناس إذا تكلموا مع زوجته في أي شيء و هو في نفس الوقت لا يغار على ابنته مثلا و لكنه يغار على زوجته و يضعها تحت الميكرسكوب و المجهر و لو خرج من هذه الحالة البائسة قليلا و ذهب للعمل و بدأ يمارس حياته فيصبح جافا غليظا معقدا فإذا به ينظر لأصدقائه الأصحاء الذين يعاشرون زوجاتهم بكفاءة عالية و هم مسرورين و سعداء و هم يتكلمون ( النهارة الخميس يا عم ) و يحسدهم في نفسه و يمصمص شفتيه أو يبتسم لهم ابتسامة صفراء مُرَّة و كأنه يجاريهم و سوف يعمل مثلهم هو الآخر ( خميسا ) خاصا به و لكنه أبدا لا يستطيع أن يقول أنه مريض لا يستطيع أن يتوجع من هذا المرض العضوي تحديدا و هذه عقدة الرجل الشرقي !!!! و كأن الرجل الشرقي أو العربي عموما يعيش بعضوه التناسلي فقط و يعيش للجنس فقط و ينتظر ( يوم الخميس ) و لا ينتظر الصلاة !!!! فإذا ما حدث له عطب في ( الذكر ) فكأنها طعنة موجهة لذكورته و رجولته و تضيق الدنيا في وجهه و لا هم له سوى ( الكتمان ) و الخوف من المجتمع و الناس و كل ما يستطيع أن يفعله هو أن يلعن القدر و يكفر بنعم الله تعالى الكثيرة حوله لأنه لا يري إلا ( العضو التناسلي ) فقط يعيش ليمارس الجنس مع زوجته أو مع أخرى لا يهم ذلك و لكن لو حدث له مرض و أصبح ( مرتخيَّا ) و فقد الفحولة ينسى أنه يعيش بباقي أعضائه سليمة و ينسى أنه يعمل في وظيفة و أنه قد تزوج من سنين عديدة و أنجب و ينسى أن هذا المرض هو اختبار من الله تعالى له بل و بعض المرضى الذين يعانون من فقد القدرة على الممارسة الجنسية يخجل أن يقول للطبيب أنه مريض فلا يذهب و يظل هذا الوضع تاريخا اجتماعيا سريا له طوال حياته هذا على مستوى الرجل الشرقي و العربي أمَّا هناك على الجانب الآخر ....... فالرجل الغربي لو حدث له مثل هذا المرض و هو فقد القدرة على الممارسة الجنسية أو ما يفكر فيه ( رغم كفره و عدم اعتقاده في الله تعالى كما عند المسلمين ) فإنه لا يلعن القدر و لا يخفي ذلك عن أحد إذا ما سُئل و يذهب للطبيب المعالج لماذا ؟! لإن الرجل الغربي بصفة عامة لا يعيش بعضوه التناسلي مثل الرجل الشرقي و العربي و لذلك فهو لا يجزع طويلا من هذا الأمر بل يستسلم للقضاء و القدر و يصبح هذا المرض موضوعا للتاريخ الإجتماعي السري عن كلا الرجلين الشرقي و العربي و الرجل الغربي و لكن الفرق بينهما أن هذا المرض يصبح عقدة يخسر بسببها الرجل الشرقي و العربي كل شيء و يحاول إخفاء علته بكل وسيلة و يصبح عند الرجل الغربي انتهاء شيء و بداية شيء جديد لأنه يشغل نفسه في أي شيء و لا يستسلم للأفكار المدمرة بل و لا يخفي علته إذا تطلب الحديث الكلام عنها بكل وضوح ....... و نتناول هذا الموضوع ذاته عند المرأة الشرقية و العربية الذي يمرض زوجها فهى تعايره بمرضه و علته و تطلب منه الطلاق و الإنفصال و هو حق لها و لكن ليس في هدوء إنما تفضحه و لا تصبر عليه ربما ينصلح حاله ربما يتواصل مع طبيب و يتعالج و ربما تفتعل له كل يوم مشاجرة جديدة بأي سبب في الظاهر أمام الأبناء و الأولاد و الجيران و الأقارب بحجة أنه لا يستطيع أن ينفق عليها أو يشتمها أو يضربها و يهينها كل هذا في الظاهر أمام الناس و من لا يصدق فليذهب إلى المحاكم المصرية و سيرى هذا الأمر واضحا جليا فالمرأة تشتكي من أشياء كثيرة و في الواقع هى تحتج على زوجها ( لعجزه الجنسي ) فلماذا ( تلف و تدور ) لماذا تقول ما تريده بوضوح ؟! !!!! و لكن الذي في ضميرها و جذور نفسها هو أنها تريد ( ممارسة الجنس ) بل و الرجل الشرقي العربي يعلم ذلك فهى لا تصبر عليه و كأنها لا ترى في الحياة إلا ( الجنس ) فالمرأة الشرقية في قمة الأنانية لعدم الصبر !!!! و الرجل الشرقي أيضا يخطىء كثيرا فإنه لا يطلقها لأنه يخشى المجتمع و الناس أن يعرفوا أنها قد انفصلت عنه بسبب ( العجز الجنسي ) فهو أيضا في قمة الأنانية لأنه لا يستطيع أن يعطيها حقها و في نفس الوقت لا يطلقها فتتزوج فتكون الحياة بينهما جحيما لا يُطاق و ربما تخونه و هى للخيانة أقرب و يظل هذا التاريخ الإجتماعي السري لهما تاريخا سريا أسودا لا يستطيعان الرجل و المرأة الشرقيين و العربيين أن يتكلما به أمام أحدا أو يذكراه أبدا و كأنه ليس قدرا إلهيا و إنما كأنه خطا فادحا فاحشا يُفران منه أو يبعداه عنهما أمَّا المرأة الغربية فهى تعين زوجها على تخطى عقبة المرض و إذا لم يفلح العلاج تظل معه ( بعجزه الجنسي ) و تتنازل عن حقها في المعاشرة الزوجية و يصبح هذا الأمر أمرا عاديا بالنسبة لهما و إذا انفصلا ففي هدوء و بكل وضوح أنها انفصلت عنه لعجزه الجنسي و عدم قدرته على القيام بواجبه الزوجي معها بدون ( مشاجرات ) و لا ( تلكيك ) مثل نظيرتها الشرقية و يحترم كل منهما الآخر و يصبح هذا تاريخا اجتماعيا سريا محترما و الكلام فيه مباح إذا كان للكلام فائدة و نفع ...... و أيضا لو كانت المرأة الشرقية و العربية بصفة عامة ( باردة جنسيا ) أي لا تحب أن يقترب منها كثيرا فهى تخفي ذلك الأمر و لا تبحث عن العلاج و تخجل جدا أن يصفها زوجها او أي شخص ما بأنها ( باردة ) فهذا تاريخا اجتماعيا سريا للمرأة الشرقية و العربية عكس نظيرتها الغربية التي تبحث عن العلاج لتكون دائما أنثى أو امرأة ساخنة فمثلا عند موت ( الأم ) هل سيظل الزوج يمضغ أحزانه عليها باقي عمره ؟! بالطبع لا ....... لأنه رجلا داخله فطرة الميل الغريزي للمرأة فلو تزوج فبها و نعمت و أمَّا إذا لم يستطع الزوج بعد وفاة زوجته فأين سيطفىء نار شهوته ؟! و هل سيستطيع مواجهة اولاده أو المجتمع أنه يشتاق للمارسة الجنس بعد وفاة زوجته أو أنه يمارس العادة السرية أو هل يستطيع أن يأتي بامرأة في المنزل أمام أولاده ليزني بها بالقطع لا و لكن لماذا لا تكن حياتنا واضحة و أبسط من هذا التعقيد النفسي العقيم الذي يولد في النفوس الخبث و المكر فالإنسان محتاج فقط أن يتكلم أن يشتكي ( يفضفض ) حتى لا يكن له تاريخا اجتماعيا سريا أسودا و نفس ما قلناه على الرجل ينطبق على المرأة أيضا تماما بتمام فالمجتمع الشرقي و العربي يجعل من الأمور الطبيعية سرا و يخشى التحدث فيها بسسب أنه تربى غلط و فهم الصح و العيب خطأ و فهم الحلال و الحرام خطأ فأصبح الكلام عنده في هذه الأمور حرام ( و م يصحش ) و ( عيب ) حتى تعقد الفرد و تعقد المجتمع بتعقيد الفرد و إني أرى دائما أن الشرقيين و العرب لديهم مشاكل نفسية و عاهات اجتماعية منشأها ( الثقافة الإجتماعية الخاطئة ) و هذا راجع للمكون الثافق في أي مجتمع و المكون الثقافي في أي مجتمع يولد من رحم المجتمع نفسه على أيدي ( التراث الخاص بهذا المجتمع ) و نحن كشرقيين و عرب تراثنا الحضاري او ميراثنا القديم من الحضارة مجموعة من الأمثال الشعبية الخاطئة التي لا تستقيم مع واقع الحياة المعاصرة و خطاب ديني قديم شاخ فلأصبح لا يستطيع النهوض بجديد الناس حتى اللغة العربية تكاد تنقرض امام اللغات الأجنبية الهاجمة و أمام اللغة العامية و اللهجات المحلية فكل هذه العوامل هى ( الدين ـــــــ اللغة ـــــــ التراث ـــــــ ) مهزومة في عصرنا المعاصر لا تستطيع بناء أمة و لا تستطيع بناء ( مكون ثقافي حضاري معاصر ) لماذا ؟! لإن الدين بخطابه القديم العجوز أفسد عقول الناس لأنه لا يفهمهم و لا يفهموه إنما هم يستمعون للعجوز الوقور فقط بدون اهتمام فنحن الآن نريد خطابا دينيا جديدا يتماشى مع روح العصر هذا أولا ـــــــ و ثانيا ـــــــ اللغة ....... و المقصود بها اللغة العربية بما تشمله من أداب و ما تحمله لعقولنا من أفكار و اللغة العربية الآن مهزومة مدحورة لا تجد من يأخذ بيدها و لا من يدافع عنها لطغيان اللغة العامية و الأجنبية عليها و هذا راجع لتشجيع الدولة و الإعلام للهجات المحلية و اندماج اللغة العربية الفصحى مع اللهجات المحلية و هذا مِمَّا لا يصح فضاعت معالم اللغة العربية و كادت أن تتلاشى و ثالثا ـــــــ التراث فهو يشمل كل النتاج الثقافي الشرقي و العربي و هو معتمد على الأساطير و الحكايات و نماذج من المخلوقات السامية و الآداب الروحانية العالية التي لن يصل أحدا لمستواها و الأمثال التي أفسدت عقولنا كثيرا ....... فكل هذه العوامل المهزومة شكلت عقولا قاصرة عن إدراك حقيقة الحياه و شكلت وجدانا ضعيفا عند الشرقيين و العرب و كأن المرأة هى ( اللحم الجميل ) للجنس و السرير و الرجل هو ( العضو التناسلي ) و قد ظلت أشياء كثيرة تاريخا اجتماعيا سريا لا يعلمه كثيرا من الناس و يعتقدون أنه سرا في حين أنه مشكلة اجتماعية و ليس سرا حتى صار الفرد أو الشخص الشرقي و العربي عبئا على مجتمعه و ليس إضافة للمجتمع بسبب تقاليد خاطئة و تنشئة خاطئة فأصبح يهوى الخطأ في الظلام و في ضوء النهار يصبح الشخص فاضلا مؤمنا و هذه مشكلة في علمنا العربي و الإسلامي المعاصر بل و الحديث و القديم نشأت في عمق و قلب مجتمعاتنا و هى بداية البلاء الذي يُسمَّىَ تاريخ اجتمعاي سري أسود و جذور هى المشكلة هى ( التقاليد ) التي ينفذها المسلمون بتقليد أعمىَ فهذا عيب و هذا حرام و ذاك صح و هذا خطأ و هذا يصح و هذا لا يصح فأصبحت ( اللاءات ) أي ( الحرام ) في حياة المسلمين أكثر من ( المباحات ) مع أن الأصل في الحياه و ما فيها هو ( الحل ) إلا ما حرَّم الله سبحانه و تعالى و أنا أؤكد هذا بدليل أن ( المضطر ) له أن يخترق الخطوط الحمراء و من أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى بحثنا المنشور في مؤسسة الحوار المتمدن بعنوان ( قاعدة فمن اضطر في القرآن الكريم في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ) و انظروا معي للكم الهائل من حالات الإضطرار و الإستثناءات التي يستحقها المسلمون المحرومون الجياع إلى كل شيء باختصار المحرومون من حق الحياه فهناك المحرومون من الطعام و قد أهلكهم الجوع و هناك المحرومون من الملابس النظيفة و هناك المحرومون من العلاج و هناك المحرومون من الوظيفة و العمل و هناك المحرومون من حق الزواج بسبب ارتفاع تكاليفه و هؤلاء أيضا مشتاقون للمارسة الجنس و إخراج الطاقة الكامنة فيهم أليس ( الشهوة ) قد خلقها الله سبحانه و تعالى و ركبها فيهم فما ذكرته كله يساوي عدد المسلمين على مستوىَ أنحاء العالم فكل شخص له حالته الخاصة التي قيدتها فيه ( تقاليد المجتمع ) التي أستمدت خطأ من ( الدين ) الذي فهمه المسلمون خطأ و ظهر هذا الخطأ أول ما ظهر في حياة المسلمين مع ظهور الإسلام و بداية معرفة المسلمون الحلال و الحرام و التشدد في إظهار الأدب و إظهار الأخلاق الحميدة في العلن و لكن في السر إذا ما خلوا إلى أنفسهم فعلوا كل المنكرات [ حدثنا عيسى بن يونس الرملي حدثنا عقبة بن علقمة بن خديج المعافري عن أرطأة المنذر عن أبي عامر الألهاني عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز و جل هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ....... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ....... مع ملاحظة [ و يأخذون من الليل كما تأخذون ] الواردة في الحديث الشريف أي أنهم طالما يصلون السنن و النوافل و قيام الليل إذن هم يصلون الفروض الواجبة كما أرادها الله سبحانه و تعالى و هذا سمتهم و صفتهم في العلن و لكن كما في جاء في الحديث [ أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ] نريد السبب في هذا الأمر و غاية ما تكلم فيه الفقهاء و العلماء أصحاب الخطاب الديني القديم أنهم جعلوا من هذه الفئة منافقة !!!! و ربما أرجعها بعضهم إلى كثرة المعاصي التي تميت القلب فيجترىء على الله سبحانه و تعالى !!!! و كلها تفسيرات و شروح ملفقة لا تسمن و لا تغني من جوع لأنها عاملت المسلم كأنه آلة تستقبل النص الديني فتفرزه أعمالا صالحة و حسنات و ( بس ) لكنهم نسوا قول الحق تبارك و تعالى { و نفس و ما سواها ـــــ فألهمها فجورها و تقواها } [ الشمس ـــــ 7 ـــــ 8 ـــــ ] أي أن للفجور نصيب في نفس الإنسان مثلما للتقوى نصيب فلو قلنا أن التقوى 50% فاللفجور الــ 50% الآخرين فكيف نبني خطابنا الديني أي القديم على أن الناس ملائكة لا يخطئون أو نضحك على أنفسنا أوجه الكلام لأهل الخطاب الديني القديم و يعتقدون أن المسلم بمجرد سماعه النص الديني سواء الآية القرآنية الكريمة أو الحديث الشريف سيرتدع و يخاف !!!! بالفعل هم أناس طيبون ( على نياتهم ) أليس كذلك فأين نصيب أصحاب الأعذار في الخطاب الديني القديم الذي من أوله لآخره تهديد ووعيد و نار و عذاب و لو تكلموا عن أصحاب الأعذار فإنهم يقصدون من به سلس البول و يفصلون له كيف يتوضأ و يصلي و لا حرج عليه أو يعملون مثله بالنسبة للمستحاضة و بالنسبة للمسافر المهم أنهم لا يراعون ( الجانب النفسي ) الذي يعتمد على ( الدوافع ) و لا يفهمون معنى الوجع النفسي عند الناس التي تدفعهم ظروف الحياة إلى الشذوذ عن القاعدة ( فمن لهؤلاء ؟! ) فإن هؤلاء في عُرف الخطاب الديني القديم فاسقين مارقين يبارزون الله سبحانه و تعالى في السر بالعظائم و في الواقع مثل هؤلاء الفقهاء و العلماء أصحاب الخطاب الديني القديم الذين حولوا من المسلم آلة استقبال فقط للنص الديني بلا نقاش و لا جدال هم أنفسهم الذين جعلوا من ( أصحاب الأعذار ) مبارزين الله سبحانه و تعالى بالعظائم في السر لأن خطابهم الديني القديم لم يستوعب التعامل مع النفس و لم يراعيها و لم يراعي أن كما بها خير فبها شر و أن كما بها تقوى بها فجور و أن كما بها إيمان بها كفر فأكبر خطأ ارتكبوه هؤلاء ( الطيبون ) ( إللي على نياتهم ) أنهم توجهوا للجانب الخير و المؤمن و التقي في النفس الإنسانية ووعدوه بالجنة و الحور العين و الزوجات الحسان و أنهار الخمر و العسل المصفىَ و المضاجعة ( على كيفك ) و حينما تكلموا عن جانب الفجور في النفس نعتوا أو وصفوا الجانب الشهواني في النفس و الفجور و الشر و الكفر بأنه له النار و بئس المصير و الضنك في الحياة الدنيا و في الآخرة ووضعوا المسلم العاصي في منزلة الكافر فأين هنا مراعاة أنه ( مسلم ) أخطأ و أذنب و أنه يقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ـــــ صلى الله عليه و سلم ) أين ؟! و أين أيضا مراعاة الدوافع التي تضطر المسلم للخروج عن وعيه فيقع في الخطأ و الذنب فسيب و يشتم و يتلفظ بالقبيح من القول و يزني أو يدمن أو يشرب الخمر أو يقتل أو يسرق ؟! أين التماس العذر له إذا مرض ووقع في كل هذه الآفات النفسية العنيفة ؟! فهل هم يطلبون من المسلم أن يبقى الدهر باردا طيبا ضحوكا مبتسما و هو يعيش في الأوحال و القذارة و الطحالب الفكرية و البطالة و العنوسة و قلة المال في ظل غلاء الأسعار و من معه يأكل و يعيش و من لا يملك المال يُهان و يُداس بالأقدام و يُضرب بالأحذية على وجهه كيف هذا ؟! فهم أي أصحاب الخطاب الديني القديم هم الذين جنوا على المجتمع المسلم و جعلوه منافقا بل هم أكبر منافقين فكما ورد في الحديث [ إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ] و مع ذلك لأن هذا المجتمع المتخلف المتمثل في هيئة رجال الدين المتطرفين الذي فرضوا عليهم أي على المسلمين أو المجتمعات الإسلامية الحرام أكثر من الحلال و رهبهوهم أكثر مِمَّا رغبوهم فكان هذا الإسلوب أو هذا الخطاب الديني القديم حائلا بينهم و بين الخطيئة التي جعلها الله تعالى من مقتضيات حياة البشر لأنها تظهر رحمة الله تعالى فإذا ما أخطأ العبد و تاب تاب الله تعالى عليه و كفى بالعبد أن يخطىء فيقول في سره و بكل كرامة ( أستغفر الله العظيم ) فيغفر الله تعالى له و ليس مطلوبا منه أن يقتل نفسه أو يهين نفسه أو يفضح نفسه بأنه تائب إلى الله تعالى و عائد إليه كما يقول أصحاب الخطاب الديني القديم بالبكاء و الندم و التمعك في الصعيد يعني ( يتمرمغ زي الحمار ما بيتمرمغ في الوحل و الطين كأنه جربان ) !!!! هو دة عندهم إسلوب الإستغفار !!!! ( يعني لو ما عملش كدة ما ينفعش ) ؟! ( ربنا مش هيقبل منه ) ؟! فانظر أخي القارىء الكريم و استمع معي لسيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى إذ يقول [ عن ابي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ] ( حديث صحيح في صحيح الترغيب و الترهيب ) رواه مسلم و غيره و اقرأ معي أخي الحبيب و أختي الحبيبة قول الله سبحانه و تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } [ الزمر ـــــ 53 ـــــ ] مع ملاحظة أن الله سبحانه و تعالى يأمر الخلق جميعا مؤمنهم و كافرهم { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } أي و لو وصلتم لدرجة الكفر لا تيأسوا من رحمة الله ـــــ سبحانه و تعالى ـــــ و مع ملاحظة { إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } أي يغفر و يُمحي أي ذنب و هو كثير المغفرة أي المحو لذنوب العباد تماما و كثير الرحمة أي يرحم عباده بالتخفيف عنهم ـــــ سبحانه و تعالى ـــــ فهل يأتي لنا بعد ذلك و يتكلم عن التشدد و البعد نهائيا عن الخطأ بالكلية ليجعل من الناس ملائكة يمشون على الأرض فهذا أكبر خطا ارتكبوه أهل الغفلة أصحاب الخطاب الديني القديم فأفسدوا عقول الناس و أفهموهم أن المسلم لابد أن يكون أطهر من الملاك لا يرتكب خطيئة لا يهم بسيئة فكان نتيجة هذا الخطاب الديني القديم الأحمق أن المسلم صار أمام الناس كأنه الملاك و إذا ما كان وحده لم يخشىَ من الله سبحانه و تعالى و عمل أي منكرات بلا وجل و لا خوف و هنا أوقع هؤلاء المتخلفين المتطرفين المتشددين المتنطعين المسلم في الكفر و الشرك من حيث جعلوا المسلم يخجل من المجتمع و يخجل من الناس و هم يراقبونه مثل الله تعالى فخاف منهم كما خاف من الله تعالى و عمل لهم ألف حساب كما عمل لله سبحانه و تعالى ألف حساب و ربما هو لا عمل لله تعالى إلا حسابا يسيرا و لكنه إذا خلا بنفسه جعل الله تعالى اهون الناظرين إليه و اجترأ على الله سبحانه و تعالى و فعل ما يريد و السبب هو أنه لا يحس بتقييد فتحرر من كل شيء و هذه نتيجة طبيعية للكبت و الحرمان الذي يزيد عليه الخطاب الديني القديم بحرامه و مكروهه و النار و بئس المصير !!!! دون مراعاة لمشاعر الناس الإنسانية المتغيرة في كل لحظة و هنا بكل بساطة نقول أن التقاليد الخاطئة التي ساعدت على وجود تاريخ اجتماعي سري أسودا للأشخاص في المجتمع الشرقي و العربي هى من نتاج ( التقاليد الخطأ ) تلك التقاليد التي شاعت في المجتمع العربي و الشرقي بصفة عامة و هذه ( التقاليد الخاطئة ) جاءت لنا و لمجتمعاتنا من ( الدين ) و العيب ليس في ( الدين ) إنما في الأشخاص الذين فسروا الدين و شرحوه كل على هواه و مزاجه الشخصي الخاص فوصل إلينا من مقلد أعمىَ لمقلد أعمىَ مشوها مبتورا يغلب عليه التفاسير العقيمة و الشروح الجامدة التي تنفرك من الدين أكثر مِمَّا تقربك منه و هى تحتاج لتنقية جبارة من الشوائب و الكتل الطينية العالقة به و الذي ساعد على انتشار الآفات الفكرية في ( التقاليد الخاطئة ) و من خلال ( الدين ) الذي غلب عليه الشروح و التفاسير الجامدة بلا روح و لا حياة فدمغت حياة المسلمين و انعكست عليهم بهذا الجمود أيضا و أهم عامل مساعد هو ( إنحطاط اللغة ) التي حينما كانت شديدة و في أوج قوتها لم تستعمل بشكل صحيح مباشر بل كانت كلها مطوَّعة للدين فقط فانعكس ( الجمود اللغوي الديني ) على حياة المجتمع المسلم و على لسانه من ( عيب ) ( حرام ) ( مكروه ) ( م يصحش ) ( لا يجوز ) ( ما ينفعش ) ( بدعة ) ( باطل ) فكانت أبواب المحرمات في الحياه أكثر من أبواب الحلال فقد جعلت ( اللغة ) من حياة المجتمع المسلم كلها حرام في حرام و عكست القاعدة التي تقول ( إن الأصل في الحياة الحلال ) و جعلت أصل الحياة حرام و الحلال هو الإستثناء !!!! و أيضا لنا سؤال ....... من الذي عمل على انتشار ( اللغة ) بهذا الشكل الجامد و الجواب أنهم الفقهاء و العلماء القدامى و نقلت منهم لنا تقليدا من مقلد إلى مقلد حتى انحصرنا في اطار ( السجن اللغوي ) أو ( المعتقل اللغوي ) الذي وضعوه لنا الأولون و لم نحيد عنه حتى غلبت عليه ( العامية ) و ( اللغات الأجنبية ) فأنا لا أقول أننا لابد أن نبعد ( اللغة العربية الفصحى ) من حياتنا كما يقول الجهال و المستشرقين و دعاة التغريب و الآفاقين من الغرب و الشرق بل أرحب بوجود ( اللغة العربية الفصحى ) و نحوها و بديعها و بيانها و بلاغتها لكن أريد تصحيح مسار ( اللغة ) فلا تكن فقط مستخدمة استخداما دينيا فقط من أجل خدمة الدين فقط و لكن لابد أن تستخدم استخداما حياتيا من أجل الإرتقاء بالفكر الجديد و تستطيع مجاراة الأداب الجديدة و تستوعب الإبداع الجديد لإن ( اللغة ) هى الوعاء الذي نصب فيه و به أفكارنا و لابد لهذا الوعاء أن يتطور مع الزمن و المكان حتى يستطيع أن يعبر عنا فلا يكن غريبا عنا و نحن غرباء عنه فمن هذا الطريق الوعر دخلت الأداب الغربية بلادنا العربية و الشرقية الإسلامية فتناقلها الشعراء و الأدباء و الفنانين أداة تعبير جديدة و هذا هو السبب الذي جعل في شعرنا حُقب زمنية أو قسمه لأحقاب و فترات زمنية فهذا شعر الستينيات و ذاك شعر السبعينيات و هؤلاء شعراء الثمانينيات و أولئك أدباء التسعينيات و هكذا فكل فترة من هذه الفترات كانت تغلب على اللغات العالمية تطورات ينهل منها مفكرينا و أدبائنا و فنانونا و شعرائنا و نحن نتغنى بأن ( اللغة العربية ) أثرىَ لغة في العالم ثم نحن جعلناها بجمودنا جامدة غير معبرة عنا و اعتقلناها في النمط القديم في الفكر و الكتابة و القراءة فأصبح من يستعملها فكأنه خارج من متحف فرعوني في القرن العشرين أو القرن الواحد و العشرين فهذه هى لغة ( القرآن الكريم ) التي فصلوا منها أهل الخطاب الديني القديم الفتاوىَ التي أحدثت شرخا في المجتمع العربي و الشرقي و صارت مقصورة على أهل الكهنوت الديني من التيارت السلفية الوهابية و من على شاكلتهم فهم المسئول الأول عن ضياع اللغة العربية و حبسها في نطاق الدين و النص الديني حتى صارت لغة المجتمع المسلم العربي و الشرقي عكس لغات الحياة بعدم قابلية العقول القائدة للناس بالتطور و بسبب هذا حدث انقسام في الشخصية العربية و الشرقية و الخطاب الديني الجديد فقط هو القادر على ترميم الشرخ اللغوي المناسب لأطار العصر و إنجاء الناس من الكلام المعسول الذي صار لغة اجتماعية دينية ثم إذا خلا المسلم بنفسه بارز الله سبحانه تعالى بالعظائم فلابد من أن يتخلص المجتمع العربي و الشرقي من ( إسلوب التدين اللغوي الكاذب ذات الألف وجه ) أو ( تدين اللغة الكاذب) الذي صار مفضوحا و مكشوفا حتى لا يكون لكل شخص مسلم أو عربي و شرقي بسبب ( التقاليد الإجتماعية الخاطئة ) و ( الخطاب الديني القديم ) و ( اللغة ـــــ أو التدين اللغوي الكاذب ـــــ أي باللسان فقط ) بالإضافة إلى ( التراث البائد ) الذي لو فتشت فيه من أوله لأخره فلن تجد فيه ما يهتم بنفيسة الإنسان و الحفاظ عليها من الإكتئاب و الأمراض النفسية و بدون مراعاة الفوارق الفردية الحقيقية بين فئات المجتمع إلا ما تكلموا فيه عن الفروق الفردية بين الغني و الفقير و القوي و الضعيف و المؤمن و الكافر و هى ليس مراعاة لفروقا فردية بقدر ما هى مقارنات فقط بدون أن تقدم العون للمتعب و الجريح فلم يتكلموا عن الحب كلاما يناسب عقولنا و إنما تكلموا عن ( الحب من منظور ديني ) !!!! و تركوا الناس يعشقون بعضهم البعض و يخطئون ثم هم أي الفقهاء و العلماء ( الطيبين ) يرمون المحبون بحجارة التدين !!!! و حاصروهم و قتلوا قلوبهم باسم الشريعة السمحاء !!!! فعلى من يقع الذنب على من عشق و حب و مال ( عاطفيا ) أم على من أفهمه الدين خطأ ؟! فالذين أفهمونا الدين خطأ منعونا من ( الحب و العاطفة ) و هل هناك حب شرعي و حب غير شرعي ؟! إنها قضية واحدة فقط و قضية عدم تفهمهم للنفس الإنسانية تفهما حقيقيا قضية اخرى فهم قد غفلوا هذا الجانب النفسي تماما أقول حتى لا يصبح لكل شخص عربي و شرقي تاريخا اجتماعيا أسودا و الذي ساعد أكثر ما ساعد على انتشار الفكر الخاطىء الذي اعتمد على التقليد في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية هو أكبر داء في الأمة المسلمة و العربية و الشرقية ألا و هو ( الأمية ) و هى بمعناها الحقيقي ( الجهل ) و حينما نقول ( الأمة الأمية ) أي ( الأمة الجاهلة ) الحقيرة ...... و هى لا تريد أن ترتقي بمستواها حتى أصبح لكل شخص فيها مخازي و تاريخ سري و أصيبت كلها بحالة ( انفصام عام ) وجه اجتماعي أمام الناس و هو ( قناع ) ووجه خفي بدون قناع و هو ما يظهر في وحدة أو ( اختلاء ) الإنسان العربي و الشرقي و هذا يدل على التمزق النفسي الذي نعانيه كعرب و كمسلمين و شرقيين من جرَّاء عدم فهمنا لتطورات العالم من حولنا بل كعادتنا ( لمَّا اتزنقنا ) من العالم الخارجي إعترفنا بالتطور و كالعادة قلنا أن التطور سُنة الحياة و أن ديننا الإسلامي يامرنا بالتطور و كلاما منافقا من هذا القبيل فكان هذا هو ( القناع ) أو ( الوجه الإجتماعي الظاهر للناس ) و لكننا في حقيقة أنفسنا إذا خلونا بأنفسنا ظهر وجهنا الحقيقي و اعتقدنا في أنفسنا اننا أفضل من كل العالم و حاربنا التطور بكل وسيلة و قلنا أنه ضد الإسلام !!!! من السبب في هذا الشرخ النفسي العظيم في نفوس ووجدان العالم العربي و الشرقي و الإسلامي بصفة عامة هم الفقهاء و العلماء الذين فسروا لنا ديننا خطأ و أفهمونا اللغة خطأ و رسموا لنا خطوطا حمراء حرام أن يتخطاها الناس و أطلقوا عليها التقاليد الإجتماعية و كل هذا أحضروه من التراث و الكتب القديمة التي لابد من تنقيتها و كفى ما ضاع من عمر الأمة الإسلامية و العربية و الشرقيين بصفة عامة في سنوات و قرون من الجهل و الغباء و التقليد الأعمى و الأمية من أهل الخطاب الديني القديم ففي بلادنا العربية الشرقية و الإسلامية مازالت الامية الدينية ترتع في بلادنا و تستأصل أنفسنا و قلوبنا و تأتي على أرواحنا لتعدمها باسم الدين ....... أتمنى أن أكون قد أوصلت للقارىء الكريم ما أريد ....... و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية خايف أجيلك و اصالحَك
- أغنية قلبَك يعجب أي حد
- قصيدة قصيدتي أطلقت عليَّ الرصاص
- أغنية و هسِيبِك
- أغنية أنا قلت آخر كلمتي
- قصيدة سيدة القصر
- وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولىَ محاولة تفسير آية ...
- قصيدة أتتسآئلين
- قصيدة شكوىَ
- اكذوبة التحرش ..... ملف ظاهرة البغاء و المتاجرة بالجنس في ضو ...
- قصيدة شهيد الحب
- أغنية أسف وداع
- أغنية أمنت يا رب بيك
- أغنية لحظة ضعف
- قصيدة ملتهبة
- أغنية أنا ي كل الناس
- قصيدة عايز اقولك
- قصيدة رد الزعيم
- قصيدة أنا يا شجر الدُر
- قصيدة زمن الوهابية


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال الشرقاوى - التاريخ الإجتماعي السري للأشخاص ....... ما لا يعرفه الأبناء عن التاريخ السري لوالديهم [3 ] المقال الثالث