أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - من مكة إلى الهيكل2














المزيد.....

من مكة إلى الهيكل2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصراع بين العرب وإسرائيل كله بسبب السيطرة على الأرض والحق كل الحق على المسلمين الذين يعتقدون بأن قصة الإسراء والمعراج قصة حقيقية على اعتبار أنهم يعتبرون أن المسجد الأقصى في القدس وهذا علميا غير ثابت فلم يرد نصا في القرآن يقول بأن المسجد الأقصى يقع حاليا في القدس القديمة أو في فلسطين الذي أسرى منه الرسول, فالقرآن لم يقل بأن المسجد الأقصى في القدس ولم يحدد مكانه في القرآن,فالمسجد الأقصى الذي في القدس أيضا لم يبنى قبل النبي على الإطلاق بل بناه الأمويون بعد وفاة محمد اعتقادا منهم بأنه هو المسجد الذي أسري بمحمد منه إلى السموات العلى

المسجد الأقصى المذكور في القرآن على حسب اعتقادي واعتقاد من سبقوني كان موقعه في الجِعْرانة شمالي مكة ب29 كيلو متر,وحسب ما يقوله المؤرخون العرب مثل البلاذري وابن إسحاق أن قصة الإسراء والمعراج حدثت قبل الهجرة بسنة واحدة أو سنتين حسب تعدد الأقوال وهذا ليس مهما بقدر الأهمية الأخرى لمكان المسجد الأقصى في بيت المقدس حيث لم يكن البيت المقدس أصلا في القدس التي يقع فيها هيكل سليمان بل في الجِعرانة بكسر الجيم, وقد أحرم منه محمدٌ في العمرة الثالثة التي أداها, ولم يكن محمد الوحيد الذي أحرم منه فقد كان غالبية سكان مكة يحرمون منه إلى مكة, وبما أن القرآن لم يحدد المكان الجغرافي لقصة الإسراء والمعراج فمن المؤكد ولنا الحق في التوقعات المبنية على أصول تاريخية إسلامية مثل البلاذري وابن إسحاق أن نقول معهم بأن المسجد الأقصى كان ولا يزال في الجِعْرانة القريبة من مكة.

ولم يقل محمد ولم يروِ أحدٌ عنه بأنه قال بأن المسجد الأقصى وبيت المقدس في القدس الشريف التي يقع فيها هيكل سليمان, سوء الفهم هذا أدى إلى نشوب حرب بل وحروب متعددة بين المسلمين وبين اليهود وكله بسبب مفاهيم واعتقادات خاطئة جدا كانت أسبابها كما سنرى بعد قليل سياسية وليست دينية بسبب الصراع ورفض جزء كبير من أهل الشام البيعة ليزيد بن معاوية ومن بعده لعبد الملك بن مروان, فالذي بنا المسجد الأقصى هم الأمويون حين رفعوا قبته بسبب سيطرة عبد الله بن الزبير الذي كاد فعلا أن يكون خليفة للمسلمين ويعتبر بحق عند بعض المؤرخين الخليفة الخامس الشرعي بعد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن ثم عبد الله بن الزبير حيث سيطر على مكة والحجاز وبويع بالخلافة سنة 64 للهجرة في خراسان واليمن والعراق وجزء كبيرا من بلاد الشام ما عدى فلسطين التي بقيت تحت سيطرة الأمويين,وكل هذا بعد أن هزم عبد الله بن الزبير الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية لقتاله حيث بدأ الأمويون يغيرون نظرة الناس من مسجد الجِعرانة إلى بيت المقدس وكان هدفهم إسقاط سلطة عبد الله بن الزبير /نعم, أرادوا إسقاط سلطته الدينية على مكة والجعرانة ولذلك عمدوا إلى اللعب بمشاعر المسلمين الدينية لكي لا يحرموا من مسجد الجِعرانة وإسقاط المهابة الدينية عنه والقول والترويج بأن المسجد الأقصى في القدس وليس في الجِعرانة شمالي مكة ب29 كيلو متر, واهتم الأمويون بذلك اهتماما شديدا بالمسجد الأقصى الحالي وأنفقوا الأموال من أجل إنجاح العملية الترويجية للمسجد الأقصى الذي جعلوه في بيت المقدس وليس في الجعرانة, ولما وصلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان عمل أولا على زخرفة المسجد الأقصى بالقبة وبالاهتمام بها لكي يحول مشاعر المسلمين من مكة ومسجد الجِعرانة إلى القدس بفلسطين وبعد ذلك قضى عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير حين أرسل له الحجاج بن يوسف الثقفي وقضى عليه قضاء نهائيا, ولكن المشكلة التي صنعها الأمويون أو الأكذوبة التي صنعها الأمويون ظلت عالقة في أذهان الناس إلى اليوم وظل لديهم المعتقد السائد بأن بيت المقدس في القدس.

لقد لعب الأمويون بمشاعر المسلمين مدة بسيطة من الزمن لكي يكسروا شوكة عبد الله بن الزبير الذي سيطر على أكثر من ثلثي الخلافة الأموية وكاد أن ينهي الثلث الأخير الذي كان تحت سيطرة الأمويين, وبهذه الدعاية السياسية حولوا أنظار الناس ومشاعرهم من المسجد الأقصى في الجعرانة إلى المسجد الأقصى والذي هو الهيكل نفسه, وكسب الأمويون الحرب ولكنهم لم يعترفوا بأنهم كذبوا على الناس وبقيت الكذبة مستمرة حتى اليوم وما زال المسلمون في فلسطين وفي العالم الإسلامي كله يدفعون ثمن هذه الكذبة على الله وعلى محمد وعلى مسجد الجِعرانة,ولكن هيهات أن تدرك الناسُ الحقيقة

آمل أن أكون مخطئا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مكة إلى الهيكل1
- صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة
- اللف والدوران
- كل المسلمين كفار
- إننا نبني كثيرا من الأسوار وقليلا من الجسور
- كتاب ال100 الخالدون عبر التاريخ
- دخول المستشفى
- ماهية الفرق بين الإسلام والمسيحية
- زواج المصلحة في الإسلام
- تناقضات الإسلام
- تخاريف حول الإعجاز القرآني
- قصيدة في مدحي للشاعر الكبير:رياض لحبيب
- سورة النورين وآية الولاية
- ممتلكاتي
- الإسلام يهدد مستقبل الحريات
- الدين الأعوج
- زيد بن ثابت رجل المهمات الصعبة
- زوجات الصحابة
- يحملونني مسئولية أخطائهم
- عملية حسابية صعبة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - من مكة إلى الهيكل2