أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد حافظ - اقتصاد المملكة وتحديات المستقبل















المزيد.....

اقتصاد المملكة وتحديات المستقبل


أحمد حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مقدمه:
كثيرا ما يتساءل الإنسان عن السبب الذي يدفعه إلى الاختلاط بالناس, ولماذا يخشى الوحدة. إن مما لاشك فيه أن الإنسان كائن اجتماعي, فهو يولد في مجتمع ويعيش فيه, ويتأثر بأفكاره, وقديما قالوا " كل ما يعجبك وألبس ما يعجب الناس". فالناس هم تلك المرآة التي يرى فيها الإنسان نفسه, لذلك فهو يهتم برأيهم ويتواصل معهم. بالرغم من كل ذلك استطاع الإنسان, وعبر تراكم تجاربه, أن يجعل لنفسه ذلك الفراغ, تلك المساحة الخاصة به والتي لا يشاركه فيها أحد, يعبر فيها عن نفسه بعاده معينه أو تقليد معين ليضمن لنفسه التميز, ذلك الهدف الذي نشترك فيه جميعا كبشر. ومع مرور الوقت أصبحت تلك العادات والتقاليد تميز شعبا عن الآخر, بل وحتى قبيلة عن الأخرى.ولقد مارس الإنسان التقاليد المتبعة ولم يشك يوما في صحتها, وحتى لو كانت سلبية, فهذا لا يهم طالما أنها متبعة من الكل, وطالما أنها تلقى الترحيب ممن حوله. ولأن اتباع مسلمات المجتمع أسهل بكثير من محاولة التغير, فقد تعلم الإنسان إخفاء شكوكه, أو التقليل من أهميتها, حتى لو أدى ذلك إلى تخلفه عن باقي الأمم.

أين نحن من العالم؟

لقد أسهم التقدم التكنولوجي في وسائل الاتصال والانفجار المعلوماتي في العالم إلى اقتحام تلك المساحة الخاصة للفرد, وحتى المجتمع, وفرض عليه بشكل أو بأخر التغير و إتباع نمط معين في كل مجالات الحياة. وقد عرفت تلك الظاهرة "بالعولمة". و لم يمض وقت طويل حتى صارت العولمة العدو الأول, فهي في نظره مجردة من الأحاسيس, والأخلاق, كما أنها مست أهم مسلمات البشر وهي "مقاومة التغيير".

لقد شملت العولمة مجالات عده, معلوماتية واقتصادية وحتى أخلاقية, وسوف أركز هنا على العولمة الاقتصادية متمثلة في "منظمة التجارة العالمية" والتي تمثل الوجه الرسمي للعولمة. إن أبرز سمات الاقتصاد العالمي حاليا هي حركت السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأيدي العاملة على المستوى الداخلي والخارجي. وقد شجعت هذه الحركة على التفكير في طرق لتسهيلها, ونشأت فكره إنشاء أليه للتعاون بين الدول. لقد أعلن عن إنشاء منظمة التجارة العالمية عقب جولات ومناقشات عديدة انتهت بجولة الأوروغواى عام 1996م لتتحول "الاتفاقية العامة للتجارة" إلى "منظمة التجارة العالمية". " إلى(GATT ) والتعريف العالية

إن المملكة جزء من هذا العالم المتغير, فتلك الصحراء القاحلة قليلة المياه تغيرت كليا بعدما اكتشف الغرب منافع النفط ,الذي نملك منه الكثير. وفي يوم وليله تغير كل شيء, استبدلت السيارات بالجمال, والعمارات بالخيام, وجاءت الطفرة الاقتصادية لتغير طريقه حياه ذلك الإنسان البسيط. ذلك الإنسان الذي فرح بالطفرة الاقتصادية, وجهل أن الطفرة الثقافية هي الأساس. وللسعودية وغيرها تتمثل منظمة التجارة خطرا يجبرها على تغيير سياساتها الاقتصادية و السياسية.

أهداف المنظمة وشروط الانضمام:

تهدف منظمة التجارة العالمية إلى إيجاد وسائل لحل المشكلات المتعلقة بالأعضاء ومنها:
1- إيجاد منتدى للمفاوضات التجارية.
2- تحقيق التنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء.
3- تنفيذ اتفاقيه الأورغواي.
4-حل المنازعات بين الدول الأعضاء.

أما عن أهم شروط الانضمام للمنظمة فهيا:
1- تقديم تنازلات للتعريفات الجمركية.
2- تقديم التزامات في الخدمات.
3- الالتزام باتفاقيات المنظمة.

تحمل هذه الشروط والأهداف في خفاياها الكثير من الغموض! وتجعلنا نتساءل عن المستفيد الحقيقي من المنظمة. أهي الدول الفقيرة؟ أم الدول الصناعية الكبرى؟ ولكن وقبل أن أخوض في الانتقادات المتعلقة بالمنظمة, دعوني أناقش مدى توفر شروط الانفتاح التجاري في المملكة.

يقوم اقتصاد المملكة بشكل أساسي على عائدات النفط, والذي يشكل المصدر الأساسي للدخل, ولذلك يمكن وصف الاقتصاد السعودي بأنه اقتصاد سهل, لأنه يفتقر للمقومات الأساسية للصناعة الثقيلة أو حتى الاستهلاكية. ولقد أدت عزلة المملكة النسبية إلى غياب التشريعات التي تسهل حركة رؤوس الأموال, وبالتالي غياب المشاريع الاستثمارية عن البلاد. فلم تصاغ القوانين التي تحمي رجال الأعمال وتشجع الاستثمارات الأجنبية. واقتصر الاتصال بالغرب على الاستفادة من الخبرات والحصول على المواد الأساسية. كما تميز المجتمع السعودي بقله الأيدي العاملة(الحرفية بشكل خاص) وغياب المرأة, مما أسهم في انخفاض الإنتاجية بشكل كبير. كما تمثل الطبقة المحافظة وهي الأغلبية مشكله أخرى في طريق الانفتاح التجاري أو الثقافي, فهي تؤمن بأن التواصل مع الغرب ليس إلا "استغلال مطرد" للموارد الوطنية أو على الأقل تهديد لقيم المجتمع.

وأرى أنه من المناسب تلخيص معوقات الانضمام في النقاط التالية:

1- عدم توفر الأسس الاقتصادية السليمة التي تمكننا من المنافسة.
2- غياب التشريعات والقوانين المشجعة للاستثمار الداخلي والخارجي.
3- معارضة المحافظين للانفتاح على العالم بشكل عام.
4- غياب الإصلاحات السياسة المطلوبة خاصة المتعلقة بحقوق المرأة والإنسان.

انتقادات بخصوص المنظمة:

ليس العرب أو المسلمون الوحيدون الذين يعتقدون بأنهم مستهدفين, فكل ثقافات العالم تعاني من زحف الثقافة الغربية التي تستهوي فئة الشباب خصوصا. ولقد ذكرت هذه النقطة لأنها في نظري الأساس لكل الانتقادات الاجتماعية المتعلقة بالمنظمة في السعودية.

ويمكن تلخيص الانتقادات للمنظمة في النقاط التالية:
1- انتقادات اقتصادية و مالية.
2- انتقادات تتعلق بسير المنظمة.
3- انتقادات اجتماعية.
و سوف أتناولها وعلاقتها بالسعودية.

أ- انتقادات اقتصادية ومالية:

تتهم منظمه التجارة العالمية بأنها تهتم بالمصالح التجارية على حساب التنمية, وإعادة التغير الهيكلي لاقتصاد ا لدولة. و قد يكون هذا خطرا على الدول النامية, والتي تحتاج إلى الموازنة بين التنمية من جهة وهيكلة الاقتصاد من جهة. فالسعودية استنزفت خلال حرب الخليج الأولى والثانية وتأثرت بالانخفاض الحاد في أسعار النفط , فقد خسرت المملكة في حرب الخليج الثانية وحدها ما يقدر بنحو 80 مليار دولار. كما أن سعر برميل النفط لا يتعدى حاليا الخمسة عشر دولار في أفضل الأحوال! لذلك تعتبر إعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل الشغل الشاغل للحكومة, وأرى أن هذا الانتقاد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار, خصوصا بوجود عجز في الميزانية لم يسبق له مثيل.

ب- انتقادات تتعلق بسير المنظمة:

تعتمد المنظمة آلية التفاوض, ومع الأسف تمثل القدرة الاقتصادية للبلد وهيبته سياسيا وعسكريا
واقتصاديا جزءا مهما من قدرة الطرف المفاوض على فرض سيطرته على القرارات و البنود.
وتشارك السعودية الدول الأخرى المخاوف من السيطرة الكاملة على قرارات المنظمة من قبل الدول العظمى, وخاصة أمريكا التي سيطر عليها التيار اليميني مؤخرا. وقد اتضحت سياسة هذا التيار التي لا تعترف سوى بمصلحة أمريكا المطلقة, فقد انسحبت من معاهدات دولية عديدة كاتفاقية كيوتو لمنع انبعاث الغازات, و اتفاقية منع تصنيع الصواريخ البالستية الموقعة مع روسيا. كما خالفت أهم اتفاقيات المنظمة, بفرضها قيود جمركيه على استيراد الحديد الصلب من خارج الولايات المتحدة.

ج- انتقادات اجتماعية:

في الحقيقة لا أجد سبيلا لشرح الانتقادات الاجتماعية إلا بفصل السعودية عن باقي العالم(كما هي في الواقع). فمن أهم الانتقادات الاجتماعية التي تركز عليها شعوب العالم ,هو أن منظمة التجارة العالمية ساهمت منذ إنشائها على تركيز الثروة في أيدي أقليه من الأثرياء, مما ساعد على تفشي الفقر, وزيادة التقشف في الطبقة الفقيرة. كما أسهمت منظمة التجارة العالمية في انتشار ظاهرة الاندماج بين الشركات الكبرى, مما أقفل الباب أمام الاستثمارات الصغيرة, فالمنافسة في الأسواق أصبحت أصعب على المنتجين الصغار, بسبب جودة منتجات الشركات العملاقة مع انخفاض سعر المنتج أيضا. وقد أكدت بعض الدراسات أن الدول الأكثر فقرا في العالم تسخر ما بين 162 مليارا إلى 260 مليارا دولار من عائدات التصدير, لتطبيق بنود الاتفاقيات, في حين أنها تدفع ما يتراوح بين 145 مليارا و293 مليارا نتيجة الزيادة في تكلفة فاتورة الغذاء, مما ينعكس سلبا على الشرائح الاجتماعية متدنية الدخل. وهناك مؤشرات أخرى خطيرة على المستوى الاجتماعي, تتمثل في تركيز الثروة لدى عدد محدود من الشركات عابرة الحدود والقارات, إذ توجد 200 شركة عملاقة تقوم بتنفيذ ربع النشاط الاقتصادي العالمي لكنها لا تستخدم سوى 0,075% من القوي العاملةّ!

أما أهم الانتقادات الاجتماعية في ا لمملكة فتتمثل بفكرة "الاستغلال المطرد" لموارد الدولة. فالاستعمار الغربي لعدد من الدول العربية والإسلامية لم يمضي علية الكثير. وقد قام المستعمر باستغلال الأراضي الزراعية وتسخيرها لرفع مستوى المعيشة في بلده, كما أثر في الثقافة الخاصة للدولة المستعمرة. و لذلك ينظر الناس لمنظمة التجارة على أنها نوع جديد من الاستعمار. كما أن أغلب المجتمع سواء كانوا من المحافظين أو غيرهم ينظر للغرب على أساس ديني بحت. فهؤلاء الكفار, لا يمكن التعامل مهم بثقة, وليست هيئاتهم ومنظماتهم إلا وسيلة تستهدف "الإسلام" و أهلة. ولهذا يصعب التنبؤ بمدى فاعلية الانضمام وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتأييد الشعبي لها, والتي كشفت حب الشعب السعودي للعزلة من جهة, وكرهه لكل من يختلف عنه من جهة أخرى.

خاتمة:
قد يبدوا أن الانضمام لمنظمة التجارة العالمية حلما لليبراليين, الذين ينتظرون الإصلاحات الاقتصادية و السياسية منذ زمن ليس بقريب. و لاشك أن الانضمام يحمل في طيا ته الخير الكثير, فالمملكة تعتبر من أكثر الدول العربية والخليجية انغلاقا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. كما أنها تملك اعلي نسبة جمارك بالمقارنة مع دول الخليج الأخرى, فالجمارك في دولة الإمارات العربية المتحدة لا تتعدى 5 % بينما تصل إلى 15 % في السعودية! كما أن المجتمع السعودي يعاني من احتكار السوق, واحتكار بعض الشركات للخدمات وفرضها لأسعار خيالية كشركة الهاتف السعودي مثلا.

ولكن ينبغي ألا ننسى أن المملكة غير مستعدة بعد للعمل باتفاقيات المنظمة, خصوصا ونحن نشهد أعلى نسبة بطالة بين طبقة الشباب ,فالمواطن السعودي غير مؤهل للمنافسة مع العامل الأجنبي, الذي لن يجد قيودا تذكر في الانتقال للعمل في البلد. وقد أثبتت التجربة صعوبة الالتزام بهذه البنود, فعندما تم رفع الدعم عن شركة سابك, وأصبح النفط يباع للشركة بسعر البيع الخارجي, خسرت الشركة ملايين الريالات في سنة واحدة!

ولكن علينا ألا نستبعد خيار الانضمام فالعالم اليوم يسير في طريق بناء المزيد والمزيد من التكتلات سواء الاقتصادية أو السياسية, وبأخذ الخطوات اللازمة سوف نتمكن من تجنب أغلب سلبيات المنظمة.



#أحمد_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو التالي؟
- ما علاقة الفن والأدب بالاقتصاد والسياسة ؟
- الحــــرية في ميزان العقل
- كذب الرجال ولو صدقوا
- قناة الجزيرة والتصعيد الغير مبرر!؟
- المرأة بين الصورة والعصا
- كتاب المرأة والجنس لنوال السعداوي


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد حافظ - اقتصاد المملكة وتحديات المستقبل