أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - ميريت آمون - قصة قصيرة















المزيد.....

ميريت آمون - قصة قصيرة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


ميريت آمـــــــــــــــــون
قصة قصيرة
طلعت رضوان
إهداء : إلى روح الطفلة شيماء وروح الطفلة ميريت وأرواح كل شهداء التعصب .
ـــــــــــــــ
(( أنا من طيبه اللى بيسموها الأقصر ))
(( وباكل حلوم اللى بيسموه جبنه ))
(( وأحلى ببلح أسوان اللى بيسموه تمر ))
000
كان واقف فوق خشبة المسرح بيغنى . ودى كان تْ أول مره تشوفه فى ها . بعد دقيقتين تلاته كان صوته بيتسلل ويتسحب ويدخل جوا وجدان ها ويختلط مع دم ها ويجرى فيه. يا ترا إيه السر فى كدا ؟ دى هىّ كان تْ بتسأل نفسها . يا ترا السر فى صوته اللى موش قادره أفرّق أو أفصل بين قوته وعذوبته ؟ ولاّ السر فى كلمات الأغنيه ومعانى ها ؟
كان بيغنى للتين والينسون والبلح والكمون . والبنزهير قاتل السموم اللى اسمه لمون . والحنه ف إيد الصبايا والفرحه فى العيون . والقمح والملح والبصل والبصاره . والحنين لأيام فات تْ بس حكمة ها لساها علا لسان الناس : بصلة المحبه خروف .
ومره واحده بتتغير نبرة الصوت . إختف تْ القوه والعذوبه. وحلّ تْ زفرة صوت أسيانه. دى كان تْ الأرض السمرا هىّ اللى بتتكلم . كان تْ بتنعى ناس عايزين عسل ها وبصل ها وتوم ها وخيارها ، لاكن بدل ما يحرتوها ويسقوها ويرعوها ، بيصبو خرسانه أسمنت على ها . ليه تسيبو الصحرا الصفرا – دى الأرض السمرا بتسأل – وليه عايزين تموتونى ؟
000
البنت حس تْ إنّ ها طايره فوق فى السما . موش قادره تسدق إنْ الإنسان ممكن يشوف بودانــه. صوته لف ها وطار بيها علا جناحاته. بقوته وعذوبته وشجنه وكلماته ومعانى ها . شكرتْ المولد بتاع كل سنه اللى بيجمع فرق الفنون الشعبيه من كل محافظات مصر.
اتقدم تْ من خشبة المسرح . مدتْ إيدها وسلم تْ عليه. كفه بين إيدى ها الاتنين . عصرت ها بإيد ، وبالتانيه طبطب تْ على ها .
لما شاف عينى ها متعلقه بعينيه ، ما شال ش عينيه من علا عينى ها . شبّك كفه بكف ها وشقو طريق هم وسط الزحمه.
سأل ته : صحيح إنت من طيبه اللى بيسموها الأقصر؟
رد على ها وهوّ بيتبسم : وصحيح كمان لو قلتى إنْ أنا من الأقصر اللى سماها جدودنا من آلاف السنين : طيبه.
سأل ته : مين الشاعر اللى كتب أغنية أنا من طيبه.. اسمه إيه ؟ وشه احمر وهوّ بيرد علا سؤال ها : أغلب الأغانى اللى باغنى ها من تأليفى . وش ها نوّر وهىّ بتتبسم وتسأله : وباين عليك كمان دارس تاريخ جدودنا المصريين كويس . عضلات وشه انكمشتْ فى بعض ها وهوّ بيرد علي ها ((موش قوى)) قوّس تْ حاجبى ها وهىّ بترد علا رده : إزاى ؟ معانى الأغنيه بتقول إنك فاهم الروح المصريه كويس . حتا الكلمات معظم ها مصريه. زى بصاره وبساريا وينسون وبلح وقمح من الهيروغليفيه . دحك علاشان يدارى الدم اللى إتجمّع فى وشه. سأل ها : وإيه كمان عجب ك فى الأغنيه ؟ ردتْ علا طول من غير ما تفكر: الكلمات بسيطه. والمعانى من تراب مصر. يعنى بتكتب وتغنى عن شعب نا . واللغه لغة كل المصريين.. الأميين والمتعلمين . علاشان كدا بيفهم ها المتعلم واللى ما راح ش مدرسه.
إتعلق تْ عينيه بعينى ها . ومد إيده وحط كف ها فى كفه. لف هم السكون . بس هوّ كان بيكلم نفسه : أنا قاعد فى أرض المهرجان . والبرد برد طوبه. والشمس مدفيانى . كان عايز يأكد لنفسه إنه موش نايم وإنه ما بيحلم ش . ولما سأل ها : إنتى منين ؟ ولما ردّتْ : إسكندرانيه. خاف من خياله أحسن يكون هوّ اللى جمع البحر الأبيض بالنيل .
لما سحب تْ كف ها من كفه.. جسمه إتنفض . وخنقته من تانى فكرة إنه كان بيحلم .
حب يمسك كف ها من تانى . اتبسم تْ وبعدتْ إيدها وقام تْ واقفه. وقف يبص فى وش ها ويرسم بسمة ها جواه . حبو يقعدو مع بعض أكتر. اتبسم تْ وهىّ بتتكلم : عَرْضْ فرقة نا وقته قرّب . اتمشو . كان يصن يصن ويبص فى وش ها . كان لساها بتتبسم فى وش الشمس . وهىّ بتجرى ناحية زمايل ها الإسكندرانيه ، كان هوّ بيسأل نفسه : ليه شمس طوبه عفيه السنه دى ؟
وهى بتجرى كان خياله ووجدانه بيجرو وراها . حجز لنفسه مطرح فى المكان اللى ح تغنى فيه. قعد وسط الناس سرحان . لحظه يحس بالنشوه ولحظه يحس بالخوف : هىّ إسكندرانيه وأنا من طيبه. من سواعى كنت عايز أمسك الحاضر اللى شفته بعينى ولمسته بإيدى علاشان أتأكد إنى ما بأحلم ش . وبعد المولد ما ينفض ، ح تمشى هىّ مع فرقة ها وتروح للبحر. وأرجع أنا مع فرقتى وأروح للنيل . والحاضر اللى عشته يصير هوّ الحلم . إتكلم نا فى الفن واللغة المصريه القديمه والحديثه والتاريخ . لاكن لا سألتْ نى عن اسمى ولا سألتْ ها عن اسم ها . يا ترا ممكن الأسطوره تتحقق وتتجسد ، واللى شفت ها تكون جنية بحر أو عروسة نيل ؟ يا ترا خيالى خلق الوهم ولاّ الوهم سيطر علا خيالى ؟
لاكن لما فرقة إسكندريه للفنون الشعبيه طلع تْ علا خشبة المسرح ، حسْ إنه عايش فى حاضر حى . بس عينيه إتعلق تْ بالبنت اللى خطف تْ روحه. عينيه مع كل حركه وودانه مع كل إيقاع . كان دايم ن يسأل نفسه : يا ترا إيه هىّ فلسفة الرقص ؟ حسْ بيها بتسبح فى الجو. وإنْ الرقص سمو ونشوه للروح أداته الجسد . وبحركة السيقان وبصوابع مشط الرجل بتتكتب فلسفة العشق . وإشتاق تْ روحه للمعة الأمل اللى شاف ها فى عينى ها . لاكن لما إتأمل إيقاع جسم ها وتعبيرات وش ها ، عرف إنّ ها غايبه عن الوجود . حسْ بيها زى المؤمن الخاشع فى صلاته. وإنّ ها بتتطهر بالرقص وبتناجى آلهة الحب والنبل وعشق الحياه .
000
لما شمس طوبه غرّب تْ ، إنفرد البرد جلاد أوحد . بس كان فيه قلبين بيشعو حنان يملا الكون دفا .
000
تانى يوم ، بعد ما سمع ته بيغنى ، وبعد ما شاف ها بترقص سمع زمايل ها بينادوها باسم ها (ميريت) ولما نقل لها دهشته وفرحته ، ردّتْ عليه : دى مسئولية بتوع التعليم .. اللى بيحفظونا أسامى الأجانب الغزاه ويخفو عن نا أسامى جدودنا .
صاحب نا فتح حنكه عايز يسدّق ودانه. نقل لها اللى دار فى مخه. ردّتْ عليه : من حُسن حظى إنْ بابا رضع نى تاريخ الحضارة المصرية من صغرى . فى الهيروغليفيه (ميرى) يعنى حبيب . و(ميريت) حبيبه. واسم ميريت كان منتشر أيام جدودنا المصريين القدماء . كان فيه (ميريت آمون) يعنى حبيبة آمون . و(ميريت ميرنبتاح) يعنى حبيبة ميرنبتاح. ولما سكت تْ دحـك تْ . قال لها : طيب دحكينى معاكى . قالت وهىّ لسه بتدحك : موش عارفه كان شكلنا إيه لو إنْ جدودنا كانو بيسمو ولادهم (عبد آمون) وبناتهم (عبدة آمون) أو(عبدة رع) ؟ ولما سكت تْ إختف تْ دحكة ها . سهم تْ . عينى ها غيّم تْ زى يوم من طوبه ما طلع تْ فيه شمس . اتخض عليها. مسك كف ها. بص تْ فى عينيه وقالت: تفتكر إنْ إحنا فعل ن أحفاد صناع الحضاره دى ؟ الحضاره اللى كان تْ متأسّسه علا الحب . حتا فى علاقة الإنسان بالإلاه بتاعه. وما كان تْ ش علاقة عبوديه. من نبرة صوت ها ، كان حتم ن يبص فى وش ها . عينى ها اللى كان تْ مغيمه اتمل تْ بالسحب . أول ما ضغط علا كف ها ، دموع ها فك تْ أسرها . جري تْ تبلل خدودها . بصوابع بردانه جفــّـفْ دموع ها . عينيه فى عينى ها . شاف تْ فى عينيه أسئله كتيره . خدتْ كفه فى حضن كف ها. وقالت: أكيد فيه مصريين كتير زيى وزي ك . بس ناقص اللى يجمع هم . لف هم سكون بيزلزل وجدان هم . العيون لساها بتتحاور. بتكمل اللى ما اتقال ش بالكلام . ولما المولد انفض ، كان حتم ن يحصل فراق . كتب لها اسمه وعنوانه. وكتــــــب تْ له اسم ها وعنوان ها . اتبادلو ورقتين صغيرين . حسو بالورقتين قلبين بينبضو. ولما العيون وقف تْ عند العنوان ، كان القلبين بيرفرفو زى حمامه بتندبح (إسكندريه- الأقصر) فى العيون دموع محبوسه. بس سخونة هم بتلسع فى القلبين . كان خوفه من خوف ها . وهواجسه من ساعة ما شاف ها اشتبك تْ مع هواجس ها . إزاى الحلم يتجسد ويخدع نا علا إنه حقيقه ؟ وإزاى الواقع يتفت تْ ويدوب ويتبخر زى الحلم ؟ (الأقصر) ورقه فى كف ها و(إسكندريه) ورقه فى كفه. واتجسد المكان سور عالى بيعزل . لاكن لما عينيه وقف تْ عند اسم ها : ميريت محمد الاسكندرانى . ولما عينى ها وقف تْ عند اسمه : إبراهيم جرجس الجرجاوى ، كان السور بيعلا ويعلا . علا طرطوفة لسانه. وعلا طرطوفة لسان ها سؤال .. لاكن لا هىّ بتسأله ولا هوّ بيسأل ها . ومع إنْ السؤال كان محبوس ، كان السور بيعلا ويعلا . لكن لما عينى ها اتقابل تْ مع عينيه. ولما كفه اتعشق تْ فى كف ها ، كان السؤال بيتخنق وكان السور بيختفى . علاشان كدا كان فيه سؤل جديد بيتولد علا لسانه وزيه علا لسان ها :
ح تكتب لى موش كدا ؟ ح تكتب لى موش كدا ؟
- 2 –
كتب تْ له وكتب لها . كل يوم – تقريب ن – جواب . جواب مِقبّل من إسكندريه علا الأقصر. وجواب مبحّر من الأقصر على الإسكندريه. شهرين – تقريب ن – وهىّ بتكتب وهوّ بيكتب . فى آخر جواب من براهيم كتب لها : خلاص موش قادر أصبر أكتر من كدا . لازم ن وحتم ن أشــوف ك . وف ذات الجواب حدّد لها اليوم والساعه والمكان : تحت تمثال سعد زغلول .
ميريت لساها فاكره إنْ أبوها – محمد الاسكندرانى – كان قال لها وهىّ بنت صغيره : صحيح إنتى بنتى وأنا أبوكى . بس عايز أقول لك كلمتين تحطى هم حلق فى ودان كْ . إيه رأى كْ لو نكون أصحاب . أصحاب بيحبو بعض ويخافو علا بعض ويحكو لبعض . علاشان لما نبقا أصحاب ح تكحى لى كل حاجه تفرح كْ وكل حاجه تزعل كْ . وأنا أحكى لك كمان .
ومع إنْ ميريت كبرتْ وفك تْ ضفايرها وفردتْ شعرها للشمس والضوء والهوا واتخرج تْ من الجامعه. ولف تْ بلاد كتيره . وبعض النقاد فى أوروبا كتبو عن ها ((مصريه بتعيد أمجاد جدودها)) وإنّ ها ((نفرتارى العصر الحديث)) وإنْ رقص ها بيشف عن روح هايمه اتبعث تْ من حضارة المصريين . ومع إنّ ها بتعد رسالة ماجستير عن الموسيقا فى مصر القديمه.. لاكن كل دا ما غيّرش من روح الطفوله اللى دايم ن بتحلق بيها علا العالم والناس وكل الكائنات . وعلاشان كدا أول ما تدخل البيت لازم ن تقعد علا حجر أبوها : تبوسه وتحط راس ها علا سدره وتحكى كل حاجه. زى ميريت بنت العشر سنين أم ضفاير.
وهىّ بتكلم أبوها عن براهيم ، كان تْ بتركز علا المبدع : المطرب والملحن والشاعر. اتشجـع تْ لما شاف تْ الفرحه فى عينيه. بصوت ها غنّ تْ لأبوها / حبيبها الأغانى اللى غناها براهيم . وبعد كل أغنيه كان تْ تقول : واخد بال كْ يا بابا من كلام الأغنيه. كلام فنان واعى بالروح القوميه لشعبه.
محمد الاسكندرانى كان بيسمع بنته كويس ويتأمل فى كلام ها . كان حاسس بخجل ها وهى بتخفى مشاعرها ورا الكلام عن أشعار براهيم .
من أول جواب كتبته ل براهيم استأذن تْ أبوها . ولما وصل لها آخر جواباته. ولما قالتْ لأبوها علا الميعاد ، اتبسم من قلبه وقال لها : إنتى بتحبيه.. موش كدا ؟ ولما لقا وش ها احمر وما ردت ش ، ضم ها لسدره وملس علا شعرها وباس ها من خدودها وقال لها : بعد ما تتمشو شويه علا الكورنيش .. هاتيه وتعالو علاشان أتعرف عليه.
تحت تمثال سعد زغلول اتقابلو. العينبن فى العينين . والكفين فى الكفين. بعد السلامات اتبخر كل الكلام وغط تْ هم غلاله م السكون . سكون خاشع فى ملكوت قلبين . كل قلب بيُسجد للتانى . خشوع اتنين بيتوضو ويستحمو بشمس برمهات . وحتا وهمّ بيتمشو علا الكورنيش ، كان تْ غلالة السكون حارساهم . كان الوجود كله بيتولد من جديد . وجود لساه رضيع ما عرف ش الكلام . وجود خلقه قلبين بيصلو صلاة الحب .
قال تْ : بابا عايز يشوف كْ . قال : وأنا كمان . بكلام ها ورده عليها ، ودّع تْ هم غلالة السكون . وانفتح تْ طاقة نور. واتفتح تْ زهور الكلام . واتولدتْ داخل هم جنينه كل أشجارها كلام عن الحب والنبل والعطاء والجمال . بحر من الكلام ما لوش نهايه. صحيح الكون اللى خلقوه لساه رضيع ، بس هوّ الرضيع اللى اتكلم قبل سن الكلام .
محمد الاسكندرانى كان مؤمن ببصيرة عميد الثقافه المصريه (طاها حسين) : اتكلم علاشان أشوف كْ . وأول ما براهيم جرجس الجرجاوى ابتدا الكلام قال محمد الاسكندرانى لنفسه : معاكى حق يا ميريت إنْ روح كْ تتعلق بروحه. كان براهيم بيتكلم عن خصائص الثقافه القوميه للمصريين . وإنْ الخصائص دى بيشترك فيها كل الشعب رغم اختلاف الأديان . الأب ودانه مع براهيم وعينيه علا بنته. كان دايم ن يقول لها إنْ عينيكى شفافه. وقلب كْ تحت عينيكى . واللى فى قلب كْ بيبان وإنتى فرحانه وإنتى زعلانه. وبراهيم بيتكلم كان فرح الدنيا علا وش ها وبيرقص ف عيني ها . اتبسم الأب وقال لنفسه : يظهر إنْ قصة حب جميله بتتولد . ولما سرح بخياله شاف ميريت آمون (الاسم اللى بيحب يدلع بيه بنته) عروسه فى المعبد بتنزف علا حور- إم - حب أو كاموس أو أحمس . ولما براهيم قام علاشان يستأذن . الأب بص لبنته وقال لها : جهزى أودة الضيوف علاشان براهيم . براهيم عرق وانكمش فى نفسه. قال أنا حاجز فى لوكانــده . الأب قام وقال له وهو بيتبسم : إيه يا براهيم يا بنى . إنت موش ح تعزم نا علا زيارة الأقصر. وح نكون ضيوف عليك ؟
- 3 –
فى معابد الأقصر كان الوجود طفل جميل بيجرى ويتشقلب ويقع ويدحك ويخربش ويتخبط ويتعلم . ومحمد الاسكندرانى كان فرحان بالحب الكبير اللى بيكبر ويكبر قدام عينيه.
فى معبد الملكه حتشبسوت بتتوحد قلوب كل البشر من كل مكان ومن أى زمان . سياح إنجليز وألمان ، فرنسيين وطليان ، يونانيين وإسبان ، صينيين وكوريين وهنود وأمريكان ، روس ونمساويين وسويديين ، وناس من استراليا وأمريكا اللاتينيه.
العيون علا الأعمده وزهرات اللوتس والنقوش والرسم وتأمل أول لغة فى العالم ، عيون مشدوده بسحر الفن وقدرة الفنان اللى نطـّق الحجر واستأنس الجرانيت وحط أول قانون للنحت والمعمار، لما عرف العلاقه بين الكتله والفراغ . دى كان تْ لغة العيون ، وهىّ بتتحرّك وتتنقل من مكان لمكان . ومن العيون ينتقل دم الحياه ونبض الوجود للقلوب . القلوب اللى اتوحدتْ مشاعرها فى حالة خشوع لرواد البشريه. وأول بشر حطو البشريه علا أعتاب الحضاره .
كان تْ ميريت وأبوها وبراهيم جرجس الجرجاوى واقفين وسط السياح . ودان الكل كان تْ مع المرشد السياحى . وعيون هم علا آيات الفن وقلوب هم اتوحدتْ فى حالة خشوع . كل البشر اللى داخل المعبد كانو غايبين عن الوجود ، فى حالة توحد مع الفن ، علاشان كدا ما حدش من هم حس بمجموعة الشبان المُلثمين اللى دخلو على هم بالرشاشات وهمّ بيصرخو (( لا إلاه إلاّ اللاه .. الكفره أعداء اللاه )) واختلط تْ صيحات الفزع بسريخ الملثمين . ودم الضحايا اختلط بآيات الفن. وثقافة التعصب اختلط تْ بمعانى الحب والخير والجمال .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى نص الليل - قصة قصيرة
- العودة إلى العتمة - قصة قصيرة
- سندريلا مصرية وليست أوروبية
- نقد الفن بالكلمة خيرٌ وأبقى
- أفغانستان بين الاستعماريْن الإنجليزى والروسى
- الليبرالية المصرية بين الفشل والنجاح
- لويس عوض و(إلحاد) الأفغانى
- جمال الدين الأفغانى فى الثقافة السائدة
- العلاقة بين الشعر والفلسفة
- شخصية فى حياتى : بورتريه للسيدة ن. ن
- الأصولية تلاحق الشاعر أحمد شوقى
- الدم العربى فى قصور الوحدة العربية
- المواطنة من المنظور الأصولى الإسلامى
- أسلمة الدولة المصرية
- التنوع الثقافى فى إطار الوطن الأم
- الوجه الإنسانى - قصة قصيرة
- عيون بلا ذاكرة - قصة قصيرة
- أضلاع المثلث أربعة
- فى البدء كانت العتمة - قصة قصيرة
- الإبداع الشعبى والإبداع التشريعى


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - ميريت آمون - قصة قصيرة