أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - القيادة القطرية نائمة، لعن الله من أيقظها














المزيد.....

القيادة القطرية نائمة، لعن الله من أيقظها


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    


على غفلة من الأنام، هكذا، وفجأة، وعلى حين غرة، ومن دون سابق إنذار، أصدرت ما تسمى بالقيادة القطرية لما يسمى بحزب البعث العربي الاشتراكي، بياناً لوذعياً بلاغياً فطحلجياً، يذكرنا ببياناتها السالقة، حول الأحداث الجارية في سوريا، احتفت به معظم وسائل الإعلام السورية، ونقلته ما تسمى بـ:"سانا"، أي الوكالة "العربية" السورية للأنباء، وهي وكالة رسمية حكومية تابعة لما تسمى بوزارة الإعلام السورية. وهنا لا ندري، بالضبط، ما السبب، وفي هذا الوقت بالذات الذي يكاد فيه السوريون، وبعد دهر طويل من نسيان ما تسمى بالقيادة القطرية وبياناتها، في أن تقوم وكالة رسمية حكومية بالاحتفاء ببيان لمجرد حزب عادي، لم يعد حاكماً، حسب ما نعلم جميعاً، ولماذا لا تحتفي نفس تلك الوسائل الإعلامية ببيانات مماثلة لأحزاب سورية مرخصة أو غير مرخصة، داخل السلطة، أو خارجها كما فعلت مع بيان ما تسمى بالقيادة القطرية هذا؟

ومع اعتراضي التام على ما تسمى بالثورة السورية، ووقوفي ضدها، بالمطلق، ومنذ البداية وحتى نهاية الحياة، لأسباب كثيرة، باتت معلومة لكثيرين يشاطرونني هذا الموقف، إلا أن عدائي لهذه "الثورة" استشرس وزاد وتفاقم وتعاظم، لأنها كانت السبب وراء إيقاظ ما تسمى بالقيادة القطرية من سباتها ونومها في العسل السلطوي الطويل، ويصح في ذلك الحديث: "القيادة القطرية نائمة لعن الله من أيقظها". فلولا هذه "الثورة" لما استعاد السوريون أمجاد هذه القيادة في البطولات الدونكيشوتية الخطابية الفارغة، والمهرجانات الكلامية "القومجية" الاستفزازية الجارحة على مدرج جامعة دمشق في ما كان يسمى، أيام أمجاد وصولات وجولات "الحزب القائد"، بالمناسبات الوطنية والقومية أي عيد استقلال السودان، مثلاً، وتمجيد العرب والعروبة وتجميل وتزييف تاريخهم العظيم في السبي والنهب والإجرام والديكتاتورية وتدمير الحضارات، ولولا هذا البيان لكان الناس في حال من الأمان النفسي، على الأقل، عند استرجاع الذكريات المؤلمة للبيانات التاريخية لما تسمى بالقيادات القطرية والقومية للحزب التي ارتبطت بالنحس والشؤم على المواطن السوري.

وأعتقد، إن لم تخني الذاكرة الخؤون، بأن هذا هو أول بيان لما تسمى بالقيادة القطرية لما يسمى بحزب البعث العربي الاشتراكي، حول الأحداث الجارية في سوريا، ومن هنا لا يملك العبد الفقير لله تعالى، ومعه أيضاً الكثير من عبيد الله الفقراء مثله، إلا أن يسأل ويتساءل أين كانت هذه القيادة طيلة عمر الأحداث هي وأعضاؤها الذين أكلوا البيضة وقشرتها، وما هو دورها، ودور "حزبها الجماهيري"، في الأحداث السورية، كما كنا نقرأ في أدبياتها، أيام العز و"الجخ والرخ والرز"؟ وما هي وجهة نظرها فيما يحصل، ولماذا لم يكن لها دور فاعل في الأزمة، ومدى تأثيرها على الشارع؟ وهي التي تصدرت المشهد السياسي الوطني السوري لعقود طويلة عجفاء وكأداء، ولكن عند الأزمة و"الزنقة" و"الحزة" واللزة" كما يقول المثل الشعبي، تبين أنها غائبة، تماماً، وليس لها أي دور لا هي ولا حزبها القومي الجماهيري العظيم، ولا قيمة عملية البتة، ولا وزناً سياسياً لا لها، ولا لبياناتها بعد أن صارت خارج اللعبة، وخارج كل الحسابات والمعادلات المستقبلية في سوريا الغد، ومع تسليمنا وإقرارنا بحجم وهول المؤامرة الدولية الكبرى التي تتعرض لها سوريا وهي بالتأكيد، أكبر من حجم ودور وإمكانيات القيادتين القومية والقطرية مجتمعتين، لكن مجرد ذكر هاتين القيادتين يثير في بواطن ودفائن المواطن السوري لواعج وأشجان وأحزان أليمة لا تمحى. وما هذا البيان إلا من باب أضعف الإيمان، ورفع العتب، وتعبير عن شعور بالحرج لغياب أي دور فعال لهذه "القيادة" في حياة السوريين، وهي التي كانت تحظى، مع أعضائها "الرفاق" المؤبدين بامتيازات خرافية واستثنائية، في الوقت الذي كان يكابد فيه جموع السوريين الفقر والتعتير والحرمان من أبسط مقومات العيش الكريم.

لقد كان هذا البيان، حقيقة، واحداً من أطرف وأظرف فواصل الحدث السوري، وبعد سنة ونصف من هذه الأحداثـ أن "تنتخي" هذه القيادة المنسية، وتصدر بياناً خطابياً فهذا ما لم نكن نتوقعه، أو نتمناه لها في هذا الظرف العصيب والدقيق الذي تمر به "أمتنا العربية الخالدة"، وكله حسب أدبيات الرفاق في القيادتين القومية والقطرية الذين لا أستطيع ذكر أو تذكر اسم أي رفيق منهم، لا أنا ولا أي مواطن سوري عادي، ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية "القومية" العظيمة لهذا البيان التاريخي العظيم. وبالتأكيد، فبيان القيادة هذا لن يقدم ولن يؤخر في الحدث السوري، ولو صمتت وسكتت، لكانت أراحت واستراحت.

وآخر دعوانا أن "القيادة القطرية" نائمة لعن الله من أيقظها.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: لماذا لا يكون منصب المحافظ انتخابياً؟
- -تفنيش- الجيش الحر
- هل تفلح قوات الردع العربية فيما فشل فيه الجيش الحر؟
- النكاح هو الحل
- سوريا: هل تتعرض الطائفة العلوية لخطر الإبادة؟
- أمة من الرعاع
- نضال نعيسة: أمنيتي أن نجد منظمات ونقابات وطنية لتمثلنا وتداف ...
- ماذا عن أفلام العرب والمسلمين؟
- مقابلة مع تلفزيون الخبر
- متى تبدأ غزوة اللاذقية؟
- صرخات سورية: وخواطر غير قومية
- أردوغان: يُصلِّي، أم يُصلَّى عليه؟
- الرحمة والمغفرة لقناة الدنيا
- أوقفوا عرض مسلسل ابن تيميه باب الحارة
- سوريا: من ينصف هؤلاء؟
- الفاشية البعثية
- سوريا المعادلات المستحيلة
- حكى مرسي
- أردوغان الطبل الأجوف
- السيد وزير التربية: توقفوا عن مناكفة الشعب السوري


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - القيادة القطرية نائمة، لعن الله من أيقظها