أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كاسرات الصمت














المزيد.....

كاسرات الصمت


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 21:38
المحور: الادب والفن
    



يحاول المتابع للشأن الثقافي ، وهوفي غمرة و لجّة مايجري من حوله، في المنطقة، أثناء معاينته مواقف المثقفين، التماس بعض الأعذار، لذلك الصنف من المثقفين ذوي الحضورالفاعل في الساحة الثقافية، إنصافاً لهم، سواء أكانوا في أوطانهم، يعايشون الواقع، ويرون بأمَّات عيونهم كيف بات الدم يسترخص في بازارتشبث القاتل بمصلحته في أن تربط بيديه دفة قياد مكانه، حيثما يريد، وكيفما يريد، وماعلى سواه إلا التصفيق وذكرمحامده المزعومة، وتزويرالواقع، حسبما يشاء، أو إن كانوا خارج أوطانهم، بعيداً عن خطورة مايجري، حيث يتاح لهم ذلك الفضاء الملائم لإيصال أصداء ثورة إهليهم إلى العالم، وتدحيض مزاعم مثقفي البلاطات، أنى كانوا، وهم يرافعون ضمن جوقة القاتل، مجندين، أومتطوعين، لافرق، بيد أن محاولة مثل هذا المتابع، سرعان ماتبوء بالفشل الذريع، وذلك لأن ليس في مكنته المرافعة عنهم، بأي شكل من الأشكال، مهما صدقت نواياه، ونوايا من يتنطع لتبييض صفحاتهم، وإن كان أغلبهم مدركاً في قرارته حقيقة مايجري تماماً، ولا يتلكأ البتة في تمييزالقاتل عن الضحية، لأن الأمرقد تجاوز حدود مرحلة الالتباس" وإن كان لا التباس في الأمرإلا لدى من يعاني من حول أو عمى ألوان" إلى صميم مرحلة اتخاذالموقف الناصع من عالمين متناقضين، لايلتقيان، هما عالم من يحاول بناء الحياة، قصيدة أجمل، لما تكتب بعد، ويدفع لقاء ذلك أغلى مالديه، وعالم من لاتعني له الحياة، ومن فيها، أي شيء، ما لم يكن هو في مرتبة، أو في سدَّة المسؤولية التي لا مسؤولية بعدها، مدفوعاً بأخطرأنواع الفصام النووي، إن جازت التسمية، لأن ثقافة كائن هذه الحالة، إنما لتشكل خطراً كونياً، مادامت غريزة شهوة القتل لا تروى-في التشخيص المخبري هنا-بمجرد سفك دم امرىء بريء وحده، وإنما ليتعدَّى الأمرأبعد من ذلك، وإن هذه الغريزة لتظل في حالة وحام وتصاعدي لايهدأ، وكان وليم شكسبير، قد تناول هذه الحالة، عينها، في عدد من روائعه المسرحية التي لماتزل تصلح للتمثيل، ليس على خشبات المسارح العالمية، كما يحدث حقاً، وإنما على تراب مسرح الحياة، وإن كان الحديث هنا، عن حالات بشرية، استثنائية، كارثية، تدفع أصحابها إلى التصنيف في خانات الشذَّاذ، وهم قديتواجدون في كل مفاصل الحياة، ولا يمكن أن تبلغ خطورتهم أمدائها القصوى، إلا إذا احتلوا المواقع الأولى، في خرائط أماكنهم، أينما كانت..!.


وإذا علمنا، أن هناك حالات هائلة، تكاد لا تنتهي تجري في أية بقعة مهما تضاءل حجمها، وقد لاتترك أي أثر، أودوي إلا في فضائها الضيق، أوالمحدود، ولا تلفت انتباه أحد، حتى ولوتوافرت لها كل الإمكانات التي أنتجتها ثورة الاتصالات والمعلوماتية، فإن لرائحة الدم فعلها السحري، في إحداث الاستنفارالأقصى، في أية بقعة مكانية تراق فيها ولومجرد قطرة دم بريئة واحدة، وهذا مايجعل من الدم إمبراطورالنبأ، أنَّى كان، تتبعه جمهرات مفردات سبل الحياة: الوطن، والهواء، والماء، فما أن تصاب إحداها بأي ضرب من أذى، حتى يكون أثرذلك، في مقدمة ما يلفت الأنظار، ويشدها، بل ويستنفرها، ويستفزُّها، ليكون دويُّ أصوت آلات الدماروالموت: قذيفة، كانت، أم طائرة، من مستلزمات هذه الأبجدية، الأكثرإثارة، وهي لتعدُّ أولاً وأخيراً من عداد أمات كاسرات الصمت، حيث الصمت، الذي لا مأثرة له هنا، في أقل مراتبه، والاتهامات الموجهة إليه، من محفزات القاتل على مواصلة شهوته، بل ومن ضمانات استمرارآلته التي لن يكون صاحب هذه "الفضيلة" السلبية، في منجى عن براثنها، وحساباتها..البتة...!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-
- عيد ناقص


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كاسرات الصمت