أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى بالهواري - قراءة في البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي ( الجزء الثالث )















المزيد.....

قراءة في البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي ( الجزء الثالث )


مصطفى بالهواري

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمة الموضوعية
منذ فجر الاستقلال الشكلي و النظام في المغرب يتخبط في بناء سياسة متكاملة تمكنه من فرض سيطرته على الشعب المغربي. لكن طبيعته جعلته يعيش بين متاهات التقليدانية المبنية على رسوبات التخلف و التاخر الذي سجله المغاربة لعقود مقارنة بشعوب اخرى قريبة منه كمصر و الشام و العراق و حتى اسبانيا . و الحداثة التي يوهم بها الاخرين خاصة على المستوى المظهري كاستعمال لغتهم او لباسهم...هذا الوضع المتازم كان على جميع المستويات و القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية . 
       و لم يسلم قطاع التعليم من هذه الوضعية . فقد كان التعليم في المغرب انذك غير منظم. التعليم التقليدي او ما سمي بالتعليم الاصيل كان تحت امرة الزوايا تارة و تحت ادارة التعاون الوطني في اخرى و تابعا للاوقاف و الشؤون الاسلامية في حالات اخرى . اما التعليم الذي اسسه الاستعمار فقد كان محصورا في المدن الكبرى و احياءها الراقية خاصة. واذا كان التعليم الاصيل من نصيب البعض من ابناء البوادي فان ما يسمى بالتعليم العصري كان من نصيب ابناء القياد و الاقطاعيين و عملاء الاستعمار و العائلات النافذة في المدن العتيقة. 
    و التعليم الجامعي كذلك يعيش نفس الاوضاع ، حيث كليات اللغة و علوم الدين و الشريعة و دار الحديث  كانت تدرس بالطرق التقليدية بالاعتماد على الحفظ و الاساليب العتيقة في التلقين . و الى جانبها هناك كليات حاولت ان تكون على شاكلة الجامعات الغربية او اخواتها في المشرق. 
      و كانت هذه الكليات في اغلب الاحيان تستقبل ابناء الاغنياء ، لكن سرعان ما اصبح نصيب الفقراء في المدارس و الكليات يتقوى من حيث عدد الملتحقين . كما ان عدد الطلاب المتمدرسين في كل المستويات بداء يرتفع . وضع جعل النظام يبحث عن حلول لتزايد الحصة المالية للتعليم التي لم تعد تكفي لتلبية حاجيات المتعلمين و العاملين في قطاع التعليم ...هؤلاء الذين كثرت احتجاجاتهم على الاوضاع المزرية لقطاع التعليم في المغرب. ما جعل  التعليم هو مصدر كل المواجهات التي هزت اركان النظام.  من التعليم تخرجت الكوادر المعارضة ، من التعليم انطلقت الاضرابات و الانتفاضات ......
      و نظرا لطبيعة النظام اللاشعبية ، فقد عقد الكثير من المبادرات مثل المناظرات و المنتديات حول التعليم. كما اسس للكثير من اللجن و الاطارات للبحث في حل قضية التعليم. 
  مبادرات النظام تلك لم يكن النظام يريد من خلالها البحث عن الحلول لمعضلة التعليم بتمكين ابناء الشعب المغربي من التعلم في ظروف ملائمة كما هي الحال في الدول المتقدمة ،لكن كان الهدف من مبادراته هو البحث عمن يشترك معه من القوى السياسية من امثال قيادة التحرر و الاشتراكية (التقدم و الاشتراكية مابعد ) السيد علي يعثة في مناظرة 1969 في التخلص من اعباء التعليم الاقتصادية و السياسية و الايديولوجية. كان الهدف كله هو التقليص من ميزانية التعليم و افراغ مضمونه من كل ما يمكنه توعية الجماهير و ابناء الفقراء بالاوضاء المزرية لابناء الشعب المغربي و جعل اهداف التعليم تشرعن لنظام الاستبداد و القهر و الظلم الذي تميز به نظام ما بعد الاستقلال الشكلي. 
    في هكذا اوضاع، تمكن النظام من وضع مخططات تهدف الى توسيع دائرة الامية و تابيد الجهل و جعل التعليم عبارة عن مسار تقولب فيه الاجيال لتكون خادمة لسياسات النظام الطبقية .
مخططات سماها باصلاحات في التعليم . اصلاحات ترمي الى ابعاد الطالب و التلميذ عن كل ما من شانه المس بما يريده النظام من هجومات متتالية على حقوق المتعلمين خاصة و عموم ابناء الشعب عامة. اصلاحات تهدف الى جعل مضامين التعليم جوفاء ، بحيث ان المتحصل على اي مستوى يجد نفسه خاوي الوفاض ، فلا هو قادر على مواجهة الواقع بما تلقاه و لا هو تمكن من استثمار وقته في تحصيل معارف علمية او عملية تؤهله للتفاعل  مع محيطه . كما جعل التعليم خال من العلمية و الحداثة و العقلانية بتدريس مواد منافية لروح العصر . 
مخططات كان هاجسها الاساسي هو العامل الامني و الاجهاز على اية امكانية لتوسيع القطاع لاستيعاب كل ابناء الفقراء . هذه الخلفية التي كانت ترى في التعليم كقطاع غير منتج ،. و بطبيعة القوى الطبقية المسيطرة في المغرب و التي تعتمد على اقتصاد الريع في نهب الاموال المملوكة للشعب و تراكمها لخدمة الاقطاع لم يكن الاستثمار في العنصر البشري سواء بالتعليم او الصحة او غيرها الا لخدمة المشروع الاقطاعي لتابيد الاستبداد و توطيد الروابط مع الامبريالية و كل الرجعيات بتلاوينها . كل ذلك لتكبيل الشعب و جعله رهينة في ايدي الطغمة المسيطرة على الحكم و السياسة.ومن تمة رهينة الامبريالية و حلفاءها الموضوعيين.                                              
   ان الاصلاحات الجامعية او ما عرفه الطلاب المغاربة بالتخريبات الجامعية منذ اصلاح 1975 الى تنفيذ بنوده في 1983الى الميثاق الوطني للتربية و التكوين الى البرنامج الاستعجالي ليس الا وجها واحدا لمخطط طبقي كان يهدف منه النظام الى الهجوم على كل مكتسبات ابناء الفقراء في الجامعة و التعليم عامة. التقليص من الميزانية الموجهة للتعليم في اطار سياسة التقشف التي انتهجها النظام بايعاز من الصناديق و الابناك الدولية بتطبيق سياسة التقويم الهيكلي لجعل  الجامعات عبارة عن هياكل عقارية بدون مضمون علمي. فقد كان البحث العلمي يحظى باقل نسبة مالية قياسا لكل الدول التي تشبه المغرب. عدد المنح تقلص  بشكل كبير اضافة الى ان  قيمتها استقرت منذ 1972 رغم تضاعف اثمان المواد لمرات عديدة. تراجع نسبة الطلبة القاطنين بالاحياء  الجامعية. تزايد مصاريف الطلبة لمتابعة الدروس بشراء كتب كانت تتوفر في الخزانات الجامعية من قبل  و جعل الجامعات  مكانا للمتاجرة  و الربح على حساب الطلاب بنشر المقررات من طرف الاساتذة في كتب و ابتزاز الطلاب لشراءها. عدم الاستفادة من المطاعم الجامعية و تقلص عدد الوجبات المقدمة. و في المجمل توالت الاجراءات التي قلصت مصاريف الجامعات و رفعت من مصاريف الطلاب مما ارهق كاهل الاباء و الاولياء و العائلات.  
    اما مضمون التعليم فكان اكثر سوءا بجعل التعليم مختبرا و المتعلمين فاران لاجراء تجارب  لنظريات تعليمية تهدف الى فك الطلاب عن الواقع الذي يعيشون فيه. فقد تم تقليص عدد الكليات التي تدرس فيها الفلسفة و العلوم الانسانية و النفسية و توسيع دائرة تدريس مادة جديدة سميت ب(الدراسات الاسلامية) . لم يكن الهدف دراسات للمجتمع الاسلامي و لا ما شابهها ، و لكن الهدف تكوين كوادر يمينية تواجه الفكر اليساري الذي اعتمد العلمية و كان سائدا سواء في نقابة الاساتذة (النقابة الوطنية للتعليم العالي) او نقابة الطلاب التي كانت تؤطر الحركة الطلابية (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب) و كانت شعبة الفلسفة منتجا مهما لكوادر هتين النقابتين و التي جعلت الجامعة المغربية مجالا للنضال  ضد الظلم و الاستبداد .... 
     و كانت الاصلاحات بمضمونها التخريبي تهدف الى كسر الشوكة التي كانت تمثلها الحركة الطلابية و التعليم الجامعي عموما و الذي يتخرج منه اغلب كوادر اليسار المغربي الذين كانوا العمود الفقري للمعارضة الجادة للنظام في المغرب. 
و هكذا نجد ان ما يسمى التخريب الجامعي هو مخطط طبقي بكل ابعاده الاقتصادية و الايديولوجية و السياسية ، عبارة عن بنود لم يتم تنزيلها مرة واحدة  . كما ان هذا المخطط هو عبارة عن مجموعة من النسخ التي لا تختلف من حيث المضامين و الاهداف و لكنها تختلف في التسميات و في مدى قدرتها على الانقضاض على ما تبقى من مكتسبات مادية  و معنوية للفقراء في ميدان التعليم .انها سلسلة من فقرات ابتدات باصلاح 1975 فالميثاق تم البرنامج الاستعجالي و ستاتي نسخ اخرى و بتسميات اخرى . و كل نسخة يتم فيها تدارك البنود التي لم تنفذ في نسخة سابقة حتى جعل التعليم قطاعا بدون اي مصداقية كما هو الحال اليوم . اما البنود فهي متشابهة ، فلا فرق بين مرسوم ادخال اجهزة الاواكس في عهد البصري سنة1981/ 1982او ما سمي في ادبيات الطلاب ببند الصفر (0).و تكليف وزارة الداخلية(محند العنصر) بتامين الدخول الجامعي سنة 2012 في عهد الوزير الداودي المنتم للعدالة و التنمية الظلامية. بند واحد و مضمون واحد و المرحلة السياسية واحدة و ان اختلفت في الزمان. 
      و الحركة الطلابية المغربية باعتبارها المعني المباشر بهذه الاوضاع ، و تنزيل بنود هذا المخطط ، و باعتبار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو الممثل الشرعي للحركة الطلابية فان هذا يمثل له كله ازمة خارجية عن ذاته ، اي ازمة موضوعية . تنضاف الى الازمة الذاتية التي يعيشها الاطار اوطم بالحظر العملي في جزء منه.  
    و لابد من التنويه ان الحظر العملي و التخريب الجامعي هما مرتبطان بشكل جدلي ، بحيث ان الحظر العملي هو مجموع الاجراءات التي  هيات الشروط لتنزيل بنود التخريب الجامعي  . كما ان اغلب بنود التخريب الجامعي تستهدف تكريس الحظر العملي على اوطم.
  على هذا الاساس و هذا الارتباط الجدلي بين الحظر العملي و التخريب الجامعي نجد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مكبلا بازمته الموضوعية و الذاتية  بمخططات طبقية منفردا . هذا نظرا لما تعرفه حركة التحرر الوطني على المستوى الدولي و الوطني من تراجع منذ النصف الثاني من القرن العشرين . تراجع حركة التحرر الوطني المغربية جعل اغلب القوى السياسية المغربية ، و التي تشكل قوى اليسار اساسها المادي ، اما في مرحلة ردة عن الانتماء الفكري و السياسي او تدبدبا في التموقع النضالي مع قوى طبقية اخرى،  او انتقلت الى حضن النظام و التحالف معه فاصبحت جزءا من فرض هذه المخططات اللاشعبية. هذا الوضع جعل تلك القوى اما افرغت الساحة النضالية كلية و اما اصبحت تبتز الفاعل المناضل بقراراتها الانبطاحية و اما تقف في وجه كل ما يمكنه ان يرفع من الزخم النضالي للحركة الطلابية بالحصار الاعلامي و السياسي ، مستعملة كل وسائل التضليل. بل ان بعضها بل اغلبها قد عمل  الى تنزيل بنود التخريب في مرحلة ما ،.                                                                                                           هذا كله في وقت تطلب فيه الامر مواجهة طبقية لكل المخططات التي تستهدف الحق في التعليم و
هذا ما جعل الازمة الذاتية لاوطم تشتد بتازم العلاقات البينية لفصائل اوطم  مع احتدام الازمة  الموضوعية.
يتبع



#مصطفى_بالهواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي ( الجزء ...
- قراءة البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي (الجزء ...
- من مع 20 فبراير لمبايعة الكرامة ،،، رد على مقال ( 20فبراير ا ...
- اليسار و اشكالية النضال الدمفراطي منقول عن الرفيق طه بعد است ...
- النهج الدمقراطي القاعدي بين نحريفية الامميين الثوريين و فاشس ...
- القاعديون المغاربة تاريخ النضال و شرف الانتصارات
- القاعديون المغاربة و مادا يريدون 3
- من هم القاعديون المغاربة و مادا يريدون 2
- النهج الدمقراطي القاعدي بالمغرب اسس الوجود و دواعي الاستمرار ...
- من هم القاعديون المغاربة و مادا يريدون
- اليسار و اليمين الشوفيني اية وحدة ممكنة


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى بالهواري - قراءة في البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي ( الجزء الثالث )