العلاجات التقليدية -القابالا وشمس المعارف الكبرى-2-

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 02:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

العلاجات التقليدية -القبالا وشمس المعارف الكبرى!
اي.دي.بي هي مجموعة اقتصادية كبيرة بل احدى كبريات المجموعات الاقتصادية الكبرى في اسرائيل ،وتضم مشاريعها الاقتصادية مجموعة من النشاطات الاقتصادية المتنوعة ،وهي تتبع لعائلة دنكنر ،وهي واحدة من عشرين عائلة تتحكم وتمتلك غالبية الاقتصاد الاسرائيلي ، وقد تصدرت العناوين في الفترة الاخيرة بعد ان اعلن مدققو حساباتها ،انها تمر بأزمة سيولة نقدية ،مما تسبب الى استثارة الرأي العام وخاصة من يملكون اسهمها المالية. وزاد الطين بلة انها تملك اعرق صحيفة يومية في اسرائيل ،وهي صحيفة معاريف .والتي يتهددها الأغلاق في القريب العاجل ،وقذف 2000 صحفي الى سوق البطالة!!!!!!
ما علاقة مجموعة اقتصادية بهذا الحجم بموضوعنا ؟؟ فصاحب هذه المجموعة ابن عائلة دنكنر هو "مريد " لاحد الحاخامات اليهود الذي يشتغل بالقابالا ،ويبلغ حجم التبرعات التي قدمها هذا المريد لحاخامه ما يزيد على ال 15 مليون دولار ،حسب ما اوردته التقارير الصحفية!!!!!
وهناك موضة في اوساط فاحشي الثراء واصحاب المجموعات الاقتصادية اليهود في اسرائيل ،ان يختار كل واحد منهم حاخامه الخاص ،الذي يشاوره قبل اتخاذ اي قرار اقتصادي هام!!!!!مما حول "باحات" اي مقرات هؤلاء المشتغلين بالقابالا ،الى مراكز اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية الهامة!!!!!!
هذه الظاهرة تطورت لدئ اليهود الشرقيين والغربيين على حد سواء ،من الحكمة اليهودية التي تقول "اتخذ لك رابي " اي رجل دين يهودي خاص واتبعه!!!!
وهكذا تحول هؤلاء "الرابي" الى ما يشبه المستشار الخاص للمريدين في كل شؤون الحياة بدءا من اختيار اسم المولود الى العبادات وصولا الى تلقي بركاتهم ودعواتهم المباركة في الشؤون الصحية والنفسية الشخصية!!!!!ومع الزمن ذاع صيت بعضهم واصبحوا قبلة كل محتاج وبالأخص كل محتاجة!!
واحدى العائلات المشهورة في العالم العربي من المشتغلين بالقابالا هي عائلة ابو حصيرا ،والذي رفات احد اجدادها الأكثر شهرة مدفون في مصر ،ويقيم له اتباعه واتباع عائلته ما يسمى ب "الهيلولا " ،وهي شيء شبيه بالموالد الشعبية للاولياء في مصر المسلمة الصوفية!
ومن نسل هذه العائلة اشتهر احد اشهر القاباليين وهو البابا سالي او كما يطلق عليه اليهود المغاربة سيدنا بابا سالي ،الذي كان يعالج كل شيء،ويقصده المريدون والمريدات من كل ارجاء اسرائيل ،وبعد وفاته ،تسلم "وظيفته "الروحية!!!!!!ابنه الذي خرج من السجن لارتكابه جرائم لا اذكر الأن ما هي الأن ،لكنه اضافة الى وظائفه "العلاجية" والاستشارية ،دخل معترك السياسة في حركة شاس الدينية ،التي يقودها الراب عوفاديا يوسف العراقي الأصل ،والذي اشتهر ببركاته التي تأتي على شكل صفعات متتالية لكل راغب في البركة من يديه الكريمتين!!!!!!!!!!
وتتعدد "الباحات" في اسرائيل لدى المريدين ،لكنها تشترك في شيء واحد هو "اعطاء"البركات للراغبين مقابل مبالغ مادية قد تصل الى الملايين كما اسلفنا!!!
وواحد من القاباليين الاشهر والذي بلغ ارذل العمر ومات قبل بضع سنين هو الراب خضوري ،الذي كان يعالج كل شيء ،"لكل شي بنفع"!!!!
اما "الباحات" الاشكنازية ،فهي اشبه بمبناها بالطرق الصوفية ،يتوارث المنصب ابن عن اب او كابرا عن كابر!!
لكن اشهر هذه "الباحات"هي حركة حاباد ،والتي كان يتزعمها رابي،كان مقره في بروكلين -نيو يورك،وكان المريدون يصطفون امام مقره ،في ما يطلق عليه ،البيت الأحمر،ليتلقوا البركة من يديه ،والحصول على دولار باركه الراب!!!!وعند وفاته اعلن المتعصبون من اتباعه ،انه لم يمت ،وهو المسيح المنتظر ،وما تزال صوره معلقة على السيارات والحيطان وتحتها جملة "اهلا وسهلا بالملك المسيح"!!
كل هذه الحواضر والباحات تقدم لزبائنها البركات والحجابات ،للحمل لمن لا تحبل ،ولزيادة الرزق ،ولعلاج الأمراض المستعصية!!!كان اعظمها قيام رجل عن الكرسي المدولب ،بعد ان شفاه الراب من الشلل!!!!!!!!!
واغلب المشتغلين بالقابالا يعتمدون على كتاب اسمه كتاب الزوهر او الاضاءة اذا حالفتني الترجمة!! وهو كتاب قام بتأليفه الراب بن يوحاي ،في الأندلس.ومن خلال القراءة في هذا الكتاب يستطيع المشتغل بالقابالا من كتابة الحجابات التي تنفع لكل الحالات!!!!
وتقام سنويا "هيلولا "لبار يوحاي يشارك فيها عشرات الالاف ،وله مقام على اسمه في الجليل ،يؤمه ال"مؤمنون " به ،ويوجد به كرسي ،يعتقد الاتباع ان المرأة التي تجلس عليه ستحمل ،ولو عجز الطب عن ذلك!!!!!
ولنا وقفة اخرى مع ما يقابل كتاب الزوهر وهو كتاب شمس المعارف الكبرى ،او ادوات العلاج المتستر بالدين ،لدينا نحن المسلمون!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات