أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل تفلح قوات الردع العربية فيما فشل فيه الجيش الحر؟















المزيد.....

هل تفلح قوات الردع العربية فيما فشل فيه الجيش الحر؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 15:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


علا الصراخ والهياج والسعار أمس من على منبر الأمم المتحدة، وكان الإحباط لافتاً، في مؤشر واضح وصريح على اندحار مشروع إسقاط سوريا الدولة والوطن، وغزوها وضمها للقطيع العربي الراضخ للمشيئة الغربية، والمذعن لإملاءاتها، والسائر في ركابها، وفي كل ما يصدر عنها من مخططات وتصورات لمستقبل المنطقة، لاسيما ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يتداعي على نحو كامل في ظل هذا الصمود السوري الأسطوري العظيم.

ولم يأت الاجترار البليد لكلمات القادة الغربيين بجديد، أو من فراغ، بل كان صدى لواقع لوجستي على الأرض، وترديداً لخواء ورطانات فارغة وغير مسؤولة كنا سمعناها على مدى ثمانية عشر شهراً من عمر العدوان على سوريا. لكن اللافت، وما أكد حالة الإحباط تلك، كان ما ورد في كلمة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي دعا إلى تدخل عربي عبر قوات "ردع عربية"، هكذا، لوقف القتل حسب تعبيره، مستذكراً تدخل العرب، بذات الطريقة، في منتصف سبعينات القرن الماضي الأمر الذي أفضى، في حينه، لوقف الحرب الأهلية اللبنانية.

وفي الحقيقة فإن تصريحات المسؤول القطري الرفيع، ما هي إلا تنويعة أخرى من تنويعات الدعوات العديدة والمستمرة، التي طالبت كثيراً للتدخل العسكري في سوريا(1)، وهي، أيضاً، قد لا تحمل، لذلك، جديداً من حيث الواقع والمضمون، رغم الرفض الغربي المتكرر، وعلى لسان قادة عسكريينن وسياسيين، لفكرة أي نوع من التدخل الغربي في سوريا، لاستحالة ذلك سياسياً، وعسكرياً، ولوجستياً، لاسيما بعد بروز الجيش الوطني السوري النظامي، كلاعب رئيسي ومفاجأة من أهم مفلجآت الحدث السوري(2)، التي لم يكن يحسب لها ذاك الحساب.

غير أن القراءات الأخرى لاقتراح المسؤول القطري، والنظرة إليها من زوايا مختلفة، تعطي انطباعات مؤكدة عن فشل سيناريو أطراف العدوان، حتى الآن، عبر ذراعه العسكري المسمى بـ"الجيش الحر"، وانهيار قدراته وعدم التعويل عليه بعد الآن، وتنسف، في الآن ذاته، خطاباً كاملاً عن أزعومة سيطرة تلك الميليشيات المتعددة الجنسيات على الأرض السورية، وهي، أيضاً إقرار آخر، بالتالي، عن عدم الثقة بتلك الميليشيات وعجزها في حسم أية مواجهات مع الجيش الوطني السوري النظامي لمصلحتها، لا بل كان ذاك الاقتراح رفعاً للراية البيضاء، وإعلان فشل صارخ عن عدم تقدم المشروع وقدرة تلك الميليشيات على تحقيق الغاية التي أوجدت من أجلها، وتم تدريبها وتسليحها لها. فالسؤال البديهي والمنطقي الذي يطرح في الحال، حين سماعها، طالما أن تلك الميليشيات المسلحة تسيطر على 75%، وكله حسب خطابهم، وباتت سويا "محررة"، والنظام متهالك ومهزوم ومنهار....، إلخ، فما الحاجة، إذن، لإرسال قوات ردع، إلا لإنقاذ تلك الميليشيات من ورطتها العسكرية، ولولا أن تلك الميليشيات في "حيص بيص" وفي وضع لا تحسد عليه، والأنباء الواردة من أرض المواجهات تنبئ بسقوط أفرادها زرافات ووحدانا ومثنى وبالجملة، وتغص الساحات بجثثهم التي لا تجد من يسحبها، واندحارها على نحو مهين، ومذل، أمام الضربات النوعية الموجعة والحاسمة لجيشنا الوطني النظامي الباسل؟

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إن إطلاق مثل تلك التصريحات ينم عن سذاجة سياسية وجهل عميق، ومطبق بطبيعة حالة الاستقطاب الدولي التي نشأت وتموضعت وترسخت، وأخذت شكلها الاستراتيجي على هامش الحدث السوري، والتي لن تسمح، وتحت أي ظرف، بإجراء أي لعب أو مس بالأوضاع الجيوبوليتيكية، والخرائط السياسية القائمة، والمرسومة بدقة اليوم، نظراً لما له-أي اللعب- من مخاطر جمة وجدية على الأمن القومي لتلك المنظومات والقوى الدولية والإقليمية، والتي ساهمت كثيراً وحتى الآن في لجم اندفاعات أطراف العدوان، والتي-القوى- ما زالت في أطوار المناورات الدبلوماسية والسياسية في تعاطيها مع الشأن السورية، ولم تبد، برغم حجم الاستفزاز الكبير، أية ردود أفعال عسكرية أو عملية على كل استفزازات المعسكر الغربي، رغم امتلاكها قدرات ردعية هائلة ونوعية في هذا المجال.

الأمر الآخر والأكثر أهمية، من هي من تلك الدول "المسماة بالعربية"، والدمى الغربية منزوعة المخالب والأنياب والمفرغة من أية قدرات العسكرية، والتي تحتمي بالأساطيل والقواعد الغربية لإبقائها على قيد الحياة، قادرة اليوم، في ظل أوضاع الفوضى الخلاقة، على إرسال ثلاث دبابات مع ثلاثة أنفار خارج حدودها، والمجازفة بصدامات مسلحة غير مضمونة النتائج، وهي التي تترنح وتتمايل على عروش كرتونية خاوية وضعيفة، ولاسيما بعد فشلها كوكلاء محليين للعدوان الغربي، وتفتقد، عملياً أية قدرة أو قرار أو مبادرة وخوض غمار حروب خارجية، وهي مهددة داخلياً، بذات الوقت، بثورات شعبية تنتظر إشارة وصاعقاً تفجيرياً، وتغلي شعوبها خنقاً، غضباً، وسخطاً وتتطلع للحظة المؤاتية للانقضاض عليها، ناهيكم، وللتذكير فقط، بقدرات وإمكانيات الرد السورية الهائلة التي لا يمكن تصور حجمها وقد كانت حرب تموز 2006 "بروفة" ونسخة مصغرة عنها.

لا نعتقد البتة أن أية قوات، عربية أو غير عربية، ستفلح فيما عجزت عنه عصابات الارتزاق المأجورة، النسخة الوهابية لبلاك ووتر الأمريكية، في لي ذراع السوريين وهزيمتهم والنيل منهم، وطالما أن حروب العصابات أشد وأصعب وأشق كثيراً من الحروب التقليدية بين جيوش نظامية محسومة سلفاً لصالح السوريين في الحالتين. لكن ملخص القول هو: جميل أن يدلي مسؤولون عرب وأجانب، بمثل هذه التصريحات والاعترافات "التطمينية" للسوريين، بين فترة وأخرى، فحين يشهد شاهد من أهلها يكون التطمين والاعتراف أكبر وأكثر قابلية للتصديق، وسيبعث في السوريين الشعور بالاعتزاز والثقة والفخر بجيشهم الوطني الباسل الرادع القوي، و"من تمك أحلى يا كحلا".

(1)- التناقض الصارخ والسؤال القاتل: طالما أنها "ثورة" وانتفاضة شعبية عارمة، ما حاجتها لكل ذاك الجهد الدولي والدعوات للتدخل العسكري لإنجاحها؟
(2)- كان هناك عملية تضليل وتحريف وخداع واسعة وكبيرة قامت بها ما تسمى بالمعارضة الخارجية لجهة التقليل من قدرات وإمكانيات الجيش الوطني النظامي السوري، وازدرئه والقول بأنه "جيش أبو شحاطة"، وفاسد، ومهزوز وضعيف وفاسد، وسينهار في أسبوع، لكن كل هذا السحر والتضليل انقلب على أصحابه.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكاح هو الحل
- سوريا: هل تتعرض الطائفة العلوية لخطر الإبادة؟
- أمة من الرعاع
- نضال نعيسة: أمنيتي أن نجد منظمات ونقابات وطنية لتمثلنا وتداف ...
- ماذا عن أفلام العرب والمسلمين؟
- مقابلة مع تلفزيون الخبر
- متى تبدأ غزوة اللاذقية؟
- صرخات سورية: وخواطر غير قومية
- أردوغان: يُصلِّي، أم يُصلَّى عليه؟
- الرحمة والمغفرة لقناة الدنيا
- أوقفوا عرض مسلسل ابن تيميه باب الحارة
- سوريا: من ينصف هؤلاء؟
- الفاشية البعثية
- سوريا المعادلات المستحيلة
- حكى مرسي
- أردوغان الطبل الأجوف
- السيد وزير التربية: توقفوا عن مناكفة الشعب السوري
- رياض حجاب: مجنون يحكي وعاقل يسمع
- حلب: سحق بالجملة للميليشيات الأطلسية- الأردوغانية-الخليجية
- فقاعة رياض حجاب


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل تفلح قوات الردع العربية فيما فشل فيه الجيش الحر؟