أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الباحثون عن حل الأزمة














المزيد.....

الباحثون عن حل الأزمة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرؤوس الكبيرة في الكتل النيابية تعبر هذه الايام عن رغبتها في انعقاد الاجتماع الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية جلال طالباني منذ عدة أشهر، وصارنا نسمع من يضع كل الامال في سلة الاجتماع الموعود بعد مماطلات وتصريحات متضاربة أدت الى تعطيل الاجتماع، وتزايد التأييد لدعوة رئيس الجمهورية بحاجة الى نظرة تأمل لاكتشاف بعض أسرار هذا التحول، ومع إعترافنا بان معظم القوى السياسية أشادت بالدعوة وايدتها منذ البداية الا انها في نفس الوقت انتحلت كل الاعذار واخترعت كل ما يمكنها اختراعه من مشاكل لتعقيد انعقاد الاجتماع الوطني وحافظت القوى السياسية بذلك على سخونة الازمة وزادت منها باصطناع أزمات جديدة وايقاظ أزمات نائمة.
دعا الرئيس طالباني قبل اتمام انسحاب القوات الامريكية الى عقد مؤتمر وطني موسع لتدارس اوضاع العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب استشعارا منه بالحقيقة السياسية الواضحة التي تقول إن العراق سيشهد تحولا مهما ولابد انه سيقبل على تحديات مهمة بعد الانسحاب، لكن معظم قادة العملية السياسية ارادوا التعامل مع الامر وكأنه لم يكن فظهر الانسحاب اعلاميا ورسميا في صورة باهتة وبائسة وكأنه مباراة كرة قدم ودية بين فريقين من الدرجة الثالثة.
كانت هناك رغبة في اخفاء ما حصل من تحول، لكن دفن الرؤوس في الرمال لايعني ان لاشيء حدث وأن لاشيء سيحدث، ومنذ ذلك الوقت توالت الازمات وظهرت الاعتراضات على المؤتمر الوطني من التسمية الى قائمة المدعوين ثم مكان الانعقاد وورقة العمل..ألخ وخلال ذلك لم يقصر صناع الازمات في اهداء ابتكاراتهم المتلاحقة للعراقيين حتى تعالى جبل المشاكل، وطوال هذه المدة كان رئيس الجمهورية يدعو للتهدئة لأنه ببساطة يعرف ان صناع الازمة لن يحسموا شيئا ولن ينفذوا اي تهديد وان التصعيد سيؤدي الى مزيد من الاحتقانات التي تهدد السلم الاهلي ثم ستعاود القوى السياسية عقد صفقاتها المعهودة بعدما فقدان الارواح والوقت والمال والجهد.
يتحدث الفرقاء اليوم عن ضرورة عقد الاجتماع الوطني بعدما وجدوا أنفسهم في متاهة من الازمات صنعوها بعناية للذهاب مرة اخرى للناخبين بخطاب موتور متعصب يخفي الاخفاقات والفساد ولكنهم بحاجة ايضا الى الجزء الاخر من الصورة، الجزء الذي يتحدث عن تسامحهم مع خصومهم وقبولهم بالحوار والتفاوض من خلال قبولهم لدعوة الرئيس طالباني، يريدون الذهاب بمجرد اعلان نية التسامح لا التسامح نفسه، واعلان نية التوصل الى اتفاق لا التوصل الفعلي الى اتفاق والالتزام بتنفيذه بعد ذلك، يريدون تحميل اجتماع سياسي مسؤولية ايجاد كل الحلول للمشاكل المتراكمة بعدما عرقلوا انعقاد ذلك الاجتماع عدة أشهر وبعدما عملوا على تضخيم قائمة المشاكل.
رفع الفرقاء حرارة خصومتهم الى درجة الغليان في عز الصيف العراقي المفتقد للكهرباء لكنهم لم يحسموا المعركة مع ذلك بل واصلوا الجلوس في نفس المركب، ثم حاولوا التصالح لكنهم عجزوا عن تجاوز عقدهم فكانت اللقاءات باردة والرسائل بلا معنى والمقترحات ميتة قبل الولادة، وهاهم يحاولون لملمة كل ذلك في جيوبهم والدخول به الى الاجتماع الوطني، وهم يشككون في الالتزام بأي تعهد وتنفيذ اي اتفاق بل وفي تقديم اي تنازل.
الفرقاء يريدون الايهام بأنهم يبحثون صادقين عن حل للازمة بينما هم يعملون على ادامتها وكل ما يحتاجونه لانتاج هذا الايهام هو تحميل الاجتماع الذي تملصوا من عقده كل ملفاتهم الثقيلة رغم معرفتهم ان الوقت لايكفي ربما حتى لتنفيذ جزء يسير مما تعطل تنفيذه من اتفاقات سابقة ويراهنون جميعا على تحطيم الرقم القياسي في تعطيل عدة ملفات ومنها ابقاء دولة بدون وزراء أمنيين لأطول فترة، ثم يقولون بعد ذلك ويرددون مثل ببغاوات بلهاء إن الرئيس لا يملك عصا سحرية وكأن أحدا قال بأن الرئيس طالباني يمتلك عصا سحرية سيضرب بها على طاولة الاجتماع الوطني فيتحول السياسي الكاذب الى صادق ويصير المتنمر العدواني مسالما وديعا ويغدو المتملص ملتزما، والفاسد نزيها، والمتردد مقداما، والمتعصب متسامحا، أي عقول هذه وأي مصير ينتظرنا؟!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة
- العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الباحثون عن حل الأزمة