أحمد السروجي
الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 21:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أنا فرد واحد، لا أكثر و لا أقل.
من بين 6 مليار شخص يعيشون و يتنفسون على وجه هذا الكوكب، أنا الوحيد الذى يشبهني.
لكني ما زلت شخص واحد، لا يملك من أمره الكثير فما بالك بأمر المحيطين بي أو أمر مجريات أمتي أو الأمم الأخري.
لا يهم، فتغيير العالم مسألة لا تحتاج إلا لشخص واحد، لكن ليس أى واحد.
هذا الواحد لا يمكن أن يكون مثل الآخرين، لا يمكن أن يتصرف مثل الآخرين.
هذا الواحد إنسان أقرب للإله، هذا الواحد إنسان إله.
لكن ليصل هذا الواحد إلى القوة الكافية التى تمكنه من تغيير العالم المحيط به، يجب أولا أن يصبح "الواحد" و يلِفظ ما فى عقله من تأثير "الآخرين". إنه لا يستطيع أن يقوم بالتغيير المنشود إلا عندما ينفصل عن حياته السابقة. تربيته، أسرته، أصدقاءه، مدرسته و بيئته كلها عوامل جعلته جزء من الآخرين، جزء من القطيع السائد. عوامل وضعته فى سجن لا يُلمس، لا يُري، سجن فكري يصعب الهروب منه.
لا نستطيع الهروب من هذا السجن إلا عندما نبحر فى رحلة داخلية. ما الذى جعلنا من نحن اليوم؟ ما الذى كوّن أفكارنا، معتقداتنا و اتجاهاتنا التى ندين بها؟ كيف أصبحنا ذلك الشخص؟ هذه رحلة لا مفر منها، رحلة طويلة ستأخذ كل واحد فينا عبر طرق وعرة من الذكريات المكبوتة و المشاعر الأليمة.
" و أنت، متي ستبدأ هذه الرحلة الطويلة إلي ذاتك؟" هكذا كان يتساءل جلال الدين ابن الرومي و هكذا ما زلت أتساءل.
فلنكف عن النظر إلي العالم و نغلق أعيننا و لننطلق فى رحلة الحياة صوب حقيقتنا لنجيب علي أبسط و أعمق أسئلة الحياة: من نحن؟!
#أحمد_السروجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟