أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية














المزيد.....

شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 19:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ ان ظهر عدد من قادة تشكيلات مسلحة لا تنتم للجيش الوطني الليبي بينهم فوزي بوكتف ومصطفى الساقزلي واسماعيل الصلابي الى جانب السيد رئيس الاركان العامة للجيش الوطني الليبي اللواء مصطفى المنقوش في برنامج على إحدى القنوات الفضائية الليبية خصص لتناول ما شهدته مدينة بنغازي قبل ايام من خروج شعبي حاشد للمطالبة بحل كل التشكيلات والكتائب المسلحة التي لا تخضع للشرعية الرسمية للدولة، ومنذ ان دافع السيد المنقوش عن هؤلاء القادة وتشكيلاتهم المسلحة محاولا إضفاء الشرعية على وجودهم الى جانبه في مؤتمر صحفي خصص لتناول هذه المظاهرات الشعبية، منذ تلك اللحظة أدركت أن قرار إعادة تفعيل الجيش والمؤسسات الأمنية في البلاد يخضع لأجندات وأهواء حزبية ضيقة، وأن التأخير الذي طال أمده في إنجاز هذا الاستحقاق المهم والخطير (تفعيل الجيش والمؤسسات الأمنية) قد يكون متعمدا للتمهيد لخلق أجسام وكتائب منتقاه ترتبط بأجندات حزبية محددة تتجاوز الانتماء الوطني لليبيا كوطن لجميع مكوناتها السياسية والثقافية، تكون بمثابت النواة والقيادة للجيش ومؤسسات الامن التي ستتولى تأمين البلاد وحمايتها وفق رؤية منفردة لهذا التيار دون غيره..
ما يعزز هذه الرؤية قرار رئاسة الاركان الذي صدر الاثنين بتكليف العقيد امراجع المشيطي آمرا لكتيبة 17 فبراير والعقيد صلاح الدين بن عمران آمرا لكتيبة راف الله السحاتي وتشكيل إدارة عسكرية نظامية للكتيبتين دون إعادة النظر في تركيبتهما وإخضاع أفرادهما لدورة تأهيل تعيد بنائهم على أسس وطنية بعيدا عن السياسة ودهاليزها.. الكتيبتان سالفتا الذكر كانتا قد تشكلتا تلقائيا خلال انتفاضة 17 فبراير على خلفية سياسية، أي لم تخضعا في تشكيلها للسياقات المتعارف عليها في تشكيل كتائب الجيوش الوطنية، والتي تعتمد تنوع الانتماء الجغرافي والسياسي لمنتسبيها فضلا عن عدم تعاملها مع السياسة وبعدها عن التجاذبات والأهواء السياسية .
قرار ضم الكتيبتين يكشف عن سياسة انتقائية في إضفاء الشرعية على كتائب بعينها، كان يفترض ان يتم حلها وتوزيع افرادها على كتائب مستحدثة يتم تشكيلها وفق الرؤية الوطنية للجيش الوطني الذي يجب ان تكون مرجعيته وطنية لا تخضع لأية أهواء او تيارات سياسية مهما كان نفوذها.. فكتيبة 17فبراير وكتيبة رافالله السحاتي مع تقديرنا لدور افرادهما وضباطهما في تحقيق الانتصار على الطاغية وكتائبه والحفاظ على الأمن في مناطقهما، كان يجب حلهما وتسليم اسلحتهما وتسريح افرادهما او استيعابهما في كتائب جديدة يتم تشكيلها وفق نظم الجيش الوطني وأن يخضع افرادها لدورة تدريب وتأطير ترسخ فيهم روح الانضباطية والخضوع لتراتبيات العسكرية المتعارف عليها في المؤسسات العسكرية الدولية..
ويشكل هذا القرار الملتبس والذي اعتقد أنه يخترق قوانين وتشريعات تأسيس الفرق والكتائب العسكرية المعمول به في ليبيا والمتعارف عليه دوليا، يشكل سابقة خطيرة ستفتح الباب أمام بقية التشكيلات والكتائب المسلحة التي ظهرت خلال الانتفاضة وبعد التحرير، والتي حتما ستطالب بضمها كما هي وبتركيبتها الى الجيش الوطني أسوة بالكتيبتين المذكورتين.. وهذا سيفضي في النهاية الى ظهور جيش قائم على مليشيات تخضع لمرجعيات قبلية وجهوية وسياسية ليس لرئاسة الاركان ولا وزارة الدفاع اية سلطة عليه، أي بصريح العبارة شرعنة معظم التشكيلات المسلحة التي تمارس اليوم سلطات متضاربة متسببة في فوضى وخلل امني قد ندفع ثمنه من حرية هذا الوطن الذي لم نهنأ بتخليصه من هيمنة الدكتاتورية وطغيان الفرد، حتى نقع في قبضة فوضى التشكيلات المسلحة التي لا تخضع لشرعية وطنية..
دعوة ملحة لممثلينا في المؤتمر الوطني الذين إئتمناهم على هذا الوطن وللجهات المختصة للمبادرة بالمطالبة بإعادة النظر في هكذا قرارات وإلغائها، وبإخضاع تأسيس الجيش الوطني والاجهزة الأمنية لتشريعات تأخذ في الاعتبار الهوية الوطنية، وإبعاد المؤسسات العسكرية والأمنية عن كل ما له علاقة بالتجاذبات والتيارات السياسية، حتى نجنب بلادنا الانزلاق في نزاعات وفوضى تكون عواقبها وخيمة..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية